صدر كتاب "التثقيف.. زمن التأفيف"، عن دار نشر ديوان 2024، وهو من تأليف الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، التي تهتم بالفن التشكيلي والفيلم السينمائي، وأبدعت فيهما، كما عينت أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية من قبل الألسكو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) عام 2021، ومن خلال دورها في السفارة الثقافية، أطلقت موقع بوابة النقوش العربية، كما قُدمت أكثر من 90 فعالية محلية عربية ودولية، وأطلقت فيها كثيراً من المبادرات، بالإضافة إلى كتابتها لمقالات نقدية متنوعة الموضوعات في الصحف والمجلات.
لفت نظري غلاف الكتاب، من إبداع الفنان كريم آدم، وهو كولاج لصور سينمائية وتمثال وفيلم وشاشات مفتوحة؛ القراءة البصرية للغلاف تشير إلى أن محتوى الكتاب يتناول الثقافة بكل فنونها، إضافة إلى استخدامه للألوان المبهجة.
أتوقف عند إهداء الكتاب لوالدها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح حيث كتبت عنه "ألهمتنا نعمة التحاور والتفكر، ولأنك أهديتني الكتب". فعلا إنها نعمة، حين تقوم التربية على الحوار والنقاش المثمر؛ لأن الصامت لا يُعرف ما بداخله، ولا يُسمع صوته. وهي نعمة حين تبنى العلاقات الإنسانية عليها. وأما إهداء الكتب فهو من أجلّ النعم؛ لأنها مصدر أساسي للثقافة ولفتح نافذة على الذات والآخر، يدرك الأبناء قيمتها أكثر حين يكبرون، ويرون كيف أثرت فيهم هذه الكتب.
عنوان الكتاب "التثقيف زمن التأفيف" يثير التساؤل منذ اللحظة الأولى، فما معنى التأفيف؟ إن التأفيف من كلمة أف، التي قد تكون من الضجر أو الملل أو الرفض، لكنها هنا تنحو منحى إيجابيا للتعبير عن الدهشة والسؤال، ولاقتراح الحلول.
تقول الشيخة اليازية بنت نهيان في التمهيد: "سنبدأ – مجبرين أو مخيرين – التأفف الآن، سنبدأ بالحيرة والتساؤل، سنبدأ بالتشخيص، والتحليل، والتعمق؛ لأجل الفهم والإدراك، إذن هي دعوة إلى التنقل بين محاور ثقافية، سارحين في ذواتنا لاستكشافها، ولنعرف أسرارها". يتضح هنا منهج الكتاب الذي يعتمد على التحليل، والاستكشاف، من خلال سرد الحوادث والأساطير والنقوش. كما تناولت في بعض المقالات أحدث الدراسات، من خلال تحليلها، ومن ثم الوصول إلى نتائج، ووصولا إلى الاستيكرات في الهاتف مثل استيكرات عبلة كامل، مما يدل على ذكاء وقدرة على التواصل مع المثقفين وعامة الناس.
وطرحت الكاتبة موضوع علم الأنساب والكنى، واستخدام ابن وبنت في الاسم، وضرورة تفعيل ذلك أكثر في حياتنا المعاصرة، بعد أن قلّ الاهتمام به. وترى أن حب معرفة أصول نسب أي إنسان هي محبة فطرية. ومن اللافت للنظر قدرة الكاتبة على التتبع الزمني لهذا الموضوع مثل حديثها عن قبيلة عذرة التي تنتمي إلى قضاعة، مع الاستشهاد على ذلك من المصادر العربية وغيرها.
يعكس الكتاب مدى حب الشيخة اليازية بنت نهيان للغة العربية، وتأكيدها الدائم على جمالياتها وقدرتها على مواكبة العصر والتطور الجاري، ومن ذلك إهداؤها الكتاب لمركز أبوظبي للغة العربية، وطرحها لموضوع الاختصارات في اللغة العربية، مثل "ص" لـ "صلى الله عليه وسلم" و "س" لـ"سورة"، وما إلى ذلك من اختصارات، وبذلك سبقت غيرها، ويمكن استخدام الاختصارات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
التراث العربي بكل مجالاته وفنونه بحاجة إلى أن يصل إلى الجميع؛ لهذا كما تساءلت الكاتبة "أين يمكننا أن نطلع على أسرار تاريخنا؟ من يزود المحرك البحثي بالبيانات والمعطيات والتفسيرات". إنه دور الجميع، خاصة المثقفين، والجامعات، والمؤسسات، كل واحد في مجاله.
طرحت الكاتبة موضوع الهوية الوطنية، وضرورة تعزيزها في نفوس الجيل الجديد، واستدامة هذه التقاليد، فتقول في كتابها: "تتخالف الأجيال، وتتصالح بمقدار تصالح المتغير والثابت أو تجاوز الأول على الآخر، المعركة دائرة...الصلح معقول صدقوني". يمكن تحقيق ذلك من خلال الأسرة، والمدرسة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الثقافة والمحافظة على الهوية الوطنية.
وقد ركزت المؤلفة في التمهيد وبعض المقالات وحتى في الخاتمة على دور الأسرة، ورأت مدى افتقاد تجمع العائلة للفرجة والاستمتاع بالمشاهدة، أي افتقاد ذوق العائلة لانشغال الجميع بهاتفه وشاشته الخاصة، وهي تركز في ذلك على أهمية الوعي الفردي، الذي يصنع الفارق؛ لأن الإنسان الواعي المدرك يستطيع تحسين جودة حياته وعلاقاته.
نصل في النهاية إلى أن التأفيف هو أبو الإبداع وأمه أيضاً، وأنه من المهم الاستمتاع بالآداب والفنون.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية من خلال
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يشهد تخريج الدورة التدريبية العسكرية الخامسة لمبادرة “الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن”
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حفل تخريج الدورة التدريبية العسكرية الخامسة لمبادرة “الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن”، التي ينظمها الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع وزارة الدفاع وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وأقيم الحفل في فندق “إرث” بأبوظبي، حيث جرى تخريج مشاركات من 18 دولة استكملن برنامجًا تدريبيًا متكاملاً يهدف إلى إعدادهن للإسهام الفاعل في مجالات السلام والأمن والتنمية.
حضر الحفل اللواء الركن إسحاق صالح البلوشي، مساعد رئيس الأركان للقدرات المشتركة وسعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، والعميد الركن عفراء سعيد الفلاسي قائد مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، والدكتورة موزة الشحي مدير مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والمؤسسات الشريكة، الذين أشادوا بالدور الريادي للمبادرة في إعداد كوادر نسائية قادرة على الإسهام الفاعل في مجالات السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
ويأتي تخريج هذه الدفعة بالتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لصدور قرار مجلس الأمن رقم 1325، في تأكيد على التزام دولة الإمارات بدعم أجندة المرأة والسلام والأمن محليًا ودوليًا.
وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة خلال الحفل، عبّر فيها عن اعتزازه بهذا الحدث، وقال في مستهل كلمته: أحييكم أطيب تحية ، ويسعدني أن نلتقي اليوم ، في حفل اختتام الدورة التدريبية الخامسة، من مبادرة سمو “أم الإمارات”، الوالدة الفاضلة الشيخة فاطمة بنت مبارك، لتمكين المرأة في مجالات حفظ السلام والأمن.
وأضاف معاليه: نحتفل سوياً بالخريجات من هذه الدورة، الذين جاءوا إلى أبوظبي من 18 دولة شقيقة وصديقة، يتعلمون معاً، في تجمع رائع يجسد أسمى قيم التواصل والسلام، والعمل المشترك عبر الحدود والمسافات، وذلك من أجل تحقيق عمارة الأرض، وسلامة الإنسان، وأمن المجتمعات، ورُقي البشرية في ربوع العالم كله.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” تضع الإنسان في صميم مسيرتها التنموية، وتسعى إلى تمكينه وإعداده للإسهام الكامل في وطنه والعالم مشيرا إلى أن ما شهده هذا البرنامج التدريبي من تعاون دولي يمثل نموذجاً رائداً في دعم مبادئ السلام والأمن والتقارب بين الدول والشعوب.
وتقدم معاليه بجزيل الشكر والامتنان لصاحبة المبادرة، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مؤكداً أن مبادرتها تعكس قناعة راسخة بأهمية الدور الحيوي للمرأة في حفظ السلام والأمن، وأن تعميق هذا الدور يسهم في صنع عالم أكثر سلاماً واستقراراً.
وقال معاليه: إننا نعتز معًا برؤية سمو “أم الإمارات” لدور المرأة في الدفاع عن الوطن وتعزيز السلام في ربوعه، وبحرص سموها على الأخذ بكل السبل التي تؤدي إلى تمكين المرأة في كل مكان مؤكدا أن سموها تمثل قدوة ملهمة ونموذجاً فريداً في العطاء والعمل الوطني والإنساني.
وختم معاليه كلمته قائلاً: يشرفني أن أنقل إليكم جميعاً تحيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وأن أقدم لكم كلمتها الكريمة التي تفضلت بتوجيهها لكم، ويسعدني أن أتلوها عليكم بالإنابة عن سموها.
وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” في حفل التخريج بالإنابة عن سموها، والتي قالت في مستهلها : أحييكم ، ويسرني أن أعبر لكم جميعاً ، عن تقديري الكبير ، لهؤلاء الخريجات ، اللاتي سوف يسهمن بعون الله، في تحقيق السلام والأمن والأمان في أوطانهن.
وأضافت سموها إنها تؤكد للخريجات أن دورهن المرتقب، في حفظ السلام والأمن في مجتمعاتهم، هو إضافة حقيقية لقدرات هذه المجتمعات، ودليل قوي على عزمها على إشراك المرأة في تشكيل مسيرة الحاضر وآفاق المستقبل.
وقالت سموها: إنني أشعر ببالغ السرور ، وأنا ألاحظ إنجازات هؤلاء الخريجات، وما لديهن من عزم وتصميم على خدمة أوطانهن مشيرة سموها إلى أنها تشعر بالاعتزاز ، وهي تشاهد نتائج هذه الدورة في تحقيق كل ما نصبو إليه من نمو في الفكر، وثقة بالنفس ، ووعي بالمسؤولية ، وحرص على حماية أوطانهن، إلى جانب استثمار قدراتهن الإيجابية في خدمة السلام والتنمية.
وتابعت سموها قائلة: أتقدم لكافة الخريجات بالتحية والتهنئة ولكم اليوم أن تعتززن بما حققتن من تدريب جيد، وما ظهر من مكانة محورية للمرأة في حفظ السلام والأمن في الوطن والعالم وأعربت سموها عن اعتزازها بفترة إقامتهن في أبوظبي وبما كوّنّ من صداقات طيبة راجية أن تزدهر هذه العلاقات بعد انتهاء الدورة.
وقالت سموها إنها على يقين بأن كل خريجة منكن سوف تثبت قدراتها وكفاءتها في خدمة المجتمع وأن أوطانكن ستكون أكثر سلاماً وأمناً بفضل إخلاصكن وجهودكن ودعت الله تعالى أن يوفق الخريجات ويحقق لهن النجاح في خدمة أوطانهن وتعزيز علاقاتها الإيجابية مع دول العالم.
وواصلت سموها قائلة: أتقدم بالتحية والتهنئة كذلك إلى الضباط والمعلمين في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية لجهودهم المثمرة مع وزارة الدفاع ومكتب اتصال الأمم المتحدة والاتحاد النسائي العام في تنفيذ هذه الدورة.
وأكدت سموها أن ما تحقق هو احتفال بجهودهم وبالتزامهم بتوفير بيئة تدريبية تستند إلى التفوق والتميز وتحتفي بالتنوع والتعددية وأشارت سموها إلى المكانة المرموقة التي بلغتها مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية وما تحققه من تقدم مستمر.
وختمت سموها كلمتها قائلة: أكرر سعادتي بهذا الاحتفال وأدعو الله سبحانه وتعالى لكم جميعاً بالنجاح والتوفيق.
وقالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام إن تخريج الدفعة الخامسة من البرنامج يمثل محطة جديدة في مسيرة الريادة التي تقودها دولة الإمارات في مجال تمكين المرأة، وترسيخ حضورها الفاعل في جهود السلام والتنمية وإننا في الاتحاد النسائي العام، وبتوجيهات ورؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، نواصل العمل على تعزيز قدرات المرأة وتمكينها من أداء دور محوري في بناء المجتمعات واستدامة الأمن والاستقرار ويجسد هذا البرنامج نموذجاً تعاونياً عالمياً، يجمع الخبرة الإماراتية بالدعم الأممي والشراكة الاستراتيجية مع وزارة الدفاع، ويؤهل كوادر نسائية قادرة على إحداث تأثير إيجابي في دولهن والعالم”.
فيما قالت مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية: عكست المتدربات خلال فترة البرنامج أعلى درجات الانضباط والالتزام والجدية، وهو ما يؤكد جاهزيتهن للقيام بمهامهن بكفاءة واقتدار إن هذا التنوع في المشاركين يجسّد عمق التعاون بين دولنا الشقيقة والصديقة، ويعكس إيماننا المشترك بأهمية توحيد الجهود وتعزيز القدرات في مجالات الأمن والاستقرار.
من جانبها، قالت الدكتورة موزة الشحي، مدير مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي: تعكس الشراكة الراسخة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ودولة الإمارات نموذجاً متقدماً في دعم أجندة المرأة والسلام والأمن، وقد تعزز هذا التعاون بإطلاق إطار الشراكة الإستراتيجية (2024–2027) واليوم نخطو خطوة جديدة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لقرار مجلس الأمن 1325، بدعم من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وضمن رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” وأهنئ الخريجات اللائي سينضممن إلى خريجات الدفعات السابقة، بفضل ما اكتسبنه من قدرات عالية وجاهزية كبيرة، للمساهمة في دعم السلام حول العالم.
وضمت الدفعة الخامسة متدربات من كل من الامارات، ومصر، وأنغولا، واليمن، وغامبيا، وسيراليون، وتشاد، وليبيريا، ومالي، وكينيا، وقيرغيزستان، وكوسوفا، وبنغلاديش، وباكستان، وتنزانيا، وأوغندا، وباراغواي، وإسواتيني.وام