عقد الفريق مهندس كامل الوزير لقاءً موسعاً بمقر الهيئة العامة للتنمية الصناعية مع اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية بحضور الدكتورة ناهد يوسف رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية والمهندس ياسر عبد الحليم، رئيس جهاز تنمية مدينة السادات وقيادات وزارة الصناعة والهيئة العامة للتنمية الصناعية ورؤساء المناطق الصناعية وجهاز مدينة السادات وممثلي وزارة الكهرباء المختصين الصناعيين بمحافظة المنوفية، لبحث التحديات والمشكلات التي تواجه مستثمرى المناطق الصناعية المختلفة بالمحافظة والإجراءات اللازمة لتذليل هذه التحديات.

وذلك في إطار سلسلة اللقاءات الأسبوعية المستمرة التي يعقدها الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل يوم السبت من كل أسبوع مع مستثمري محافظة واحدة من محافظات الجمهورية بمقر الهيئة العامة للتنمية الصناعية للوقوف على كافة التحديات والعقبات التي تواجههم والعمل على حلها.

وتم خلال الاجتماع استعراض الموقف التنفيذي للمناطق والمجمعات الصناعية المعتمدة بمحافظة المنوفية والتي تضم 3 مناطق صناعية بإجمالي مساحة 9483 فدانا تشمل منطقة قويسنا الصناعية الخاضعة لولاية محافظة المنوفية وتقع على مساحة 595 فدانا، والمنطقة الصناعية بمدينة السادات التي تقع على مساحة 8898 فدانا، ومجمع صناعي خاضع لولاية الهيئة العامة للتنمية الصناعية ويقع على مساحة 71.4 فدان، ومجمع صناعي خاضع لولاية بنك الاستثمار القومي ويقع على مساحة 30 فدانا، والمنطقة الصناعية الحرة بشبين الكوم الخاضعة لولاية الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وتقع على مساحة 20 فدانا، كما تم استعراض الموقف الحالي لتخصيص وتشغيل الأراضي الصناعية بكل منطقة، إلى جانب مناقشة وضع الترفيق ونسب تنفيذها بهذه المناطق، واستعراض الموقف التنفيذي لشركات المطَورين الصناعيين بمدينة السادات.

وفي مستهل الاجتماع أكد الوزير أنه ستتم دراسة تقنين أوضاع أي مصنع مقام على أراضي غير صناعية والمستوفاة للاشتراطات اللازمة للمنشأة الصناعية قبل أكتوبر 2023، وعدم تقنين أي منشأة صناعية أقيمت أو ستقام بعد هذا التاريخ ولم تحصل على التراخيص الصناعية.

ووجه الوزير بالتنسيق مع وزارة الأثار لتسريع إجراءات البحث والتنقيب عن الآثار في المناطق المقترحة لتوسعات المناطق الصناعية في جمصة ومرغم وقويسنا، بما يسهم في توفير الوقت والتكلفة على المستثمرين وبما لا يتعارض مع اشتراطات الترخيص، وضرورة التزام كافة المناطق الحرة والمناطق الاستثمارية والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس باشتراطات ومواصفات الهيئة العامة للتنمية الصناعية وموافقة الهيئة على النشاط، لافتاً إلى أن إجراءات الهيئة في هذا الصدد تتم مراجعتها من كافة ممثلي الجهات المعنية بالاشتراطات الصناعية مثل البيئة والسلامة والصحة المهنية وهيئة سلامة الغذاء باعتبارهم ممثلين في جميع الإجراءات التي تقوم بها الهيئة وكذا في اللجنة المجمعة المعنية بالتفتيش على المصانع.  

وكلف الوزير الجهاز التنفيذي للمشروعات الصناعية والتعدينية بتنفيذ أعمال الترفيق للمنطقة 11 بالمنطقة الصناعية بمدينة السادات وذلك بالتعاون والتنسيق مع هيئة المجتمعات العمرانية لتسريع إجراءات الترفيق، مؤكداً أن الطرح القادم للأراضي الصناعية على منصة مصر الصناعية الرقمية سيشمل الأراضي الصناعي بهاتين المنطقتين وكذا أي شواغر موجودة بالمناطق الصناعية القائمة بالمحافظة، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على حرم الطريق بالمناطق الصناعية لتحقيق الصالح العام للدولة لكافة المستثمرين.

وأكد الوزير على ضرورة قيام جمعية مستثمرين بكل منطقة صناعية في جميع المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية بتولي إدارة المنطقة الصناعية وتقديم خدمات الأمن والنظافة وصيانة كافة مرافقها الداخلية بالتنسيق مع الجهات المختصة وتحصيل مصروفات الصيانة ومقابل الخدمات من مستثمري المنطقة الصناعية للصرف منها على أغراضها بما يسهم في رفع كفاءة المنطقة الصناعية والتيسير على المستثمرين، كما تم خلال الاجتماع بحث سبل الاستفادة من المنطقة المجاورة لمدفن المخلفات القائم بمنطقة السادات الصناعية ومناقشة إمكانية إقامة منشآت صناعية عليه لإنتاج مواد البناء. 

ثم عقد الوزير لقاءً موسعاً مع مستثمري محافظة المنوفية بحضور المحافظ ورئيس هيئة التنمية الصناعية، حيث استعرض الوزير عدداً من التحديات التي تواجه المستثمرين الصناعيين بالمحافظة والتي شملت طول مدة استخراج تصاريح الحفر من وزارة الآثار بالمنطقة الرابعة بقويسنا الصناعية والتي قد تصل إلى 6 أشهر، موضحاً أنه تم حصر الشركات الراغبة في الاستفادة من مبادرة تمويل الصناعة 15% وفقاً لما ورد من الغرف الصناعية باتحاد الصناعات المصرية وجاري التنسيق مع وزارة المالية والبنك المركزي المصري لإتاحة المبالغ المطلوبة. 

و خلال الاجتماع عرض بعض مستثمري المنوفية التحديات التي تواجههم مثل التنافسية في صناعة المركبات الكهربائية والصناعات المغذية للسيارات وكذا المشاكل الخاصة بالرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات المصرية المصدرة من المناطق الحرة، إلى جانب تسعير مياه الآبار الجوفية، ووجه الوزير بإدراج متطلبات الأجهزة التعويضية والمفاصل الصناعية والمستلزمات الطبية والمكملات الغذائية ضمن أعمال لجنة دراسة معوقات صناعة الدواء التي يترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل، حيث وجه الوزير بمناقشة هذه الموضوعات خلال الاجتماع القادم للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية.

وأكد الوزير أنه على كافة المستثمرين عدم تشجيع سماسرة الأراضي الصناعية، لا سيما وأن كافة الأراضي الصناعية سيتم طرحها من خلال منصة مصر الصناعية الرقمية، وستتم إتاحة وتغطية كافة احتياجات المستثمرين من الأراضي وفق إجراءات تتسم بالنزاهة والشفافية، منوهاً أن الطرح الجديد للأراضي سيتم أول ديسمبر 2024، مؤكداً أن التفيتش على المصانع مقتصر على اللجنة المجمعة للتفتيش برئاسة هيئة التنمية الصناعية وعضوية كافة الجهات المعنية لتحقيق مبدأ الحوكمة والنزاهة وإحكام الرقابة على المنشآت الصناعية.

وشدد الوزير على حظر اتخاذ أي إجراء بالتصرف أو البيع أو التنازل أو تحرير وكالة على الأراضي الصناعية أيًا كانت جهة الولاية إلا بعد الحصول على رخصة تشغيل من الهيئة العامة للتنمية الصناعية ووفقا للاشتراطات الخاصة بالنشاط وبدء التشغيل الفعلي لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات قبل الشروع في التصرف في الأرض.

واستجاب الوزير على الفور لعدة مطالب منها طلب شركة طيبة المتخصصة في إنتاج وسائل النقل الخفيفة والثقيلة بتسليمه مركز من مراكز التدريب التابعة لمصلحة الكفاية الإنتاجية والتدريب المهني ليتولى المستثمر إدارته، وذلك تماشياً مع نهج وزارة الصناعة الحالي بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لرفع كفاءة مراكز التدريب التابعة للوزارة بما يسهم في تخريج خريجين مؤهلين ومدربين لتلبية احتياجات القطاع الصناعي.

كما عرض أحد مستثمري المنطقة الصناعية بالسادات مشكلته المتمثلة في عدم قدرته على استخراج رخصة بناء لمحطة وقود بسبب موقع المحطة في نطاق حرم الطريق، حيث شدد الوزير بعدم السماح ببناء أي منشآت إنتاجية أو صناعية في حرم الطريق للحفاظ على الأمن والسلامة والنسق العمراني والالتزام بتخطيط الطرق، وبالنسبة للمنشآت القائمة بالفعل على حرم الطريق سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ، حيث وجه الوزير بقيام لجنة للمعاينة وإعداد رسم تخطيطي لموقع محطة الوقود وبيان حرم الطريق ليتم البت في طلب المستثمر، مؤكداً أن كافة المشكلات الأخرى ستتم دراستها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها بما يساهم في حل كافة مشاكل المستثمرين ودفع عملية التنمية الصناعية داخل محافظة المنوفية وذلك في إطار خطة وزارة الصناعة لتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين الصناعيين في مختلف المحافظات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المنوفية الهيئة العامة للتنمية الصناعية السادات الهیئة العامة للتنمیة الصناعیة المناطق الصناعیة الأراضی الصناعیة المنطقة الصناعیة محافظة المنوفیة خلال الاجتماع حرم الطریق على مساحة

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يقدم رؤية تحليلية حول دور المناطق الصناعية في تحقيق التنمية المستدامة

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، العدد الثاني عشر من مجلته الدورية آفاق صناعية تحت عنوان «المناطق الصناعية ودورها في تعزيز التنمية»، أشار خلاله إلى أن المناطق الصناعية تشكل أداة استراتيجية فاعلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر بما تمثله من منصات إنتاجية ولوجستية متكاملة، قادرة على توطين الصناعات وجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل مستدامة وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الوطنية.

وفي ظل توجه الدولة نحو بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة برزت أهمية تطوير هذه المناطق كأولوية وطنية مدعومة برؤية واضحة وخطط تنفيذية طموحة بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030، والاستراتيجيات الوطنية للصناعة والصادرات وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

سلِّط العدد الضوء على مختلف الأبعاد المتعلقة بدور المناطق الصناعية في دفع عجلة النمو، وذلك من خلال مجموعة من المقالات والتحليلات التي تتناول تجارب محلية ودولية، وتقييمات ميدانية للواقع القائم، فضلًا عن استعراض الفرص الواعدة والتحديات القائمة، كما تناول العدد بوجه خاص أهمية المناطق الصناعية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال تقديم بيئة استثمارية جاذبة مدعومة بالحوافز والتسهيلات والبنية التحتية المتطورة، وهو ما يجعلها أداة رئيسة في تعزيز التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة في المجتمعات المحيطة بها.

وقدَّم المركز رؤية تحليلية معمقة حول دور المناطق الصناعية في تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، ووجَّه دعوة صريحة إلى ضرورة تعزيز التكامل بين السياسات العامة والمبادرات الخاصة لتسريع وتيرة التنمية الصناعية، وتحقيق تحول حقيقي نحو اقتصاد إنتاجي مرن وشامل، كما أبرز العدد الدور المتنامي للمناطق الصناعية المتخصصة لا سيما في المجالات التكنولوجية المتقدمة مثل صناعة أشباه الموصلات بوصفها ركيزة ضرورية لتحقيق السيادة الرقمية والنهضة الاقتصادية الشاملة.

وأوضح المركز أن المناطق الاقتصادية الخاصة تختلف عن المناطق الصناعية من حيث الهدف والنطاق والامتيازات، فالمناطق الاقتصادية الخاصة تنشأ لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتتميز بحوافز استثنائية مثل التسهيلات الضريبية وإجراءات تنظيمية مبسطة، أما المناطق الصناعية فتركز بشكل رئيسي على تجميع الصناعات في مواقع مخصصة لتوفير البنية التحتية الملائمة وخفض تكاليف الإنتاج دون أن تتمتع بالضرورة بذات الامتيازات أو التنوع في الأنشطة.

ومن مقالات الرأي التي استعرضها العدد مقالًا بعنوان «دور المناطق الصناعية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتحقيق التنمية المستدامة» للأستاذ الدكتور سعد إبراهيم الكلاوي أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال جامعة الملك فيصل، حيث سلَّط المقال الضوء على أبرز إنجازات الدولة المصرية في القطاع الصناعي منذ يوليو 2014.

أبرز إنجازات الدولة المصرية في القطاع الصناعي منذ يوليو 2014

1- قيام وزارة الصناعة بإقامة نحو 17 مجمعًا صناعيا بنحو 15 محافظة على مستوى الجمهورية بتكلفة استثمارية إجمالية بلغت حوالي 10 مليارات جنيه، بإجمالي وحدات من المقرر أن يبلغ عددها 5046 وحدة، توفر نحو 48 ألف فرصة عمل مباشرة.

2- الانتهاء من إنشاء وتخصيص عدد من المجمعات الصناعية، وبدأت المصانع العمل بها فعليًا وهي المجمع الصناعي بمدينة السادات بالمنوفية بإجمالي وحدات بلغ 296 وحدة بمساحات مختلفة، والمجمع الصناعي بمحافظة بورسعيد «جنوب الرسوة» بإجمالي عدد وحدات قدر بنحو 118 وحدة بمساحات مختلفة، والمجمع الصناعي بمدينة بدر بالقاهرة، بإجمالي عدد وحدات قدر بنحو 87 وحدة بمساحات مختلفة، تستهدف الأنشطة الإنتاجية في الصناعات الغذائية والهندسية، والكيماوية.

3- واستكمالًا لخطة إنشاء المجمعات الصناعية فقد قامت الوزارة عام 2020 بطرح عدد 7 مجمعات بمحافظات الإسكندرية والبحر الأحمر والغربية وبني سويف والمنيا وسوهاج والأقصر، وفي عام 2022 تم الانتهاء من طرح 5 مجمعات صناعية، وهي: «قنا - عرب العوامر - الجنينة والشباك أسوان المجمع المعدني الفيوم - المجمع الخرساني الفيوم»، وفي عام 2024 تم الانتهاء من طرح مجمع صناعي، وهو حوش عيسى البحيرة.

4- تم تنفيذ مجموعة من المشروعات الصناعية الكبرى خلال السنوات الأخيرة، شملت إنشاء وتطوير مدن صناعية متخصصة في عدد من القطاعات الإنتاجية، منها مدينة متخصصة لصناعة الجلود ومدينة للأثاث بمحافظة دمياط، ومدينة لصناعة الدواء بمنطقة الخانكة، إلى جانب مدينة لصناعات الرخام في منطقة الجلالة، كما تم افتتاح المرحلة الأولى من مجمع صناعات الغزل والنسيج، بالإضافة إلى إطلاق مشروع متكامل للصناعات الغذائية بمدينة السادات، هذا إلى جانب إنشاء مناطق صناعية جديدة بنظام المطور الصناعي في عدد من المدن، من بينها مدينة السادات والعاشر من رمضان، بما يسهم في تعزيز البنية التحتية الصناعية ودعم الأنشطة الإنتاجية وتوفير فرص عمل متنوعة.

5- إنشاء 100 مصنع لصناعة الجلود والصناعات المغذية بالمرحلة الثالثة بمدينة الجلود بالروبيكي على أن تكون منطقه متكاملة تشمل أرض معارض ومبنى إداري ومركز تكنولوجيا ومركز تدريب ومحلات تجارية ومخازن وورش.

وأوضح المقال في ختامه أن هناك دورًا مهمًا للمناطق الصناعية في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والتنمية المستدامة، فالمناطق الصناعية تعمل على جذب الاستثمارات وتوطين الصناعات وتوفير فرص العمل مما يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، كما تعتبر المناطق الصناعية محركًا رئيسيًا لتوفير فرص العمل سواء بشكل مباشر في المصانع أو بشكل غير مباشر في الخدمات المساندة، وتشجع على استخدام التكنولوجيا الحديثة وتبني الابتكار في العمليات الصناعية مما يعزز القدرة التنافسية ويدفع عجلة التنمية وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد وتقليل الهدر وتدوير المخلفات مما يساهم في الحفاظ على البيئة، وتحقيق التكامل مع المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل لأبنائها، وتطوير البنية التحتية، وتحسين مستوى المعيشة.

وفي ضوء ما تقدم أوصى المقال بما يلي: «1- تعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية الصناعية، 2- توطين وتعميق صناعة الخامات والمستلزمات للقطاعات الواعدة ذات الأولوية مع تصميم حوافز طبقا للأولويات والاهداف، 3- الاهتمام بالتدريب ورفع كفاءة الموارد البشرية لمواكبة التطور التكنولوجي في الصناعة، وسوق العمل، 4- وضع حوافز للمستثمرين لتحقيق أهداف محددة، حسب مصفوفة الأولويات الوطنية».

وقدمت الدكتورة يارا السحيمي الأستاذ المساعد في الاقتصاد بالجامعة المصرية الصينية، من خلال مقالها بعنوان «المناطق الصناعية وصناعة أشباه الموصلات في مصر»: نحو نهضة تكنولوجية واقتصادية شاملة"، مقترح إنشاء منطقة صناعية متخصصة في أشباه الموصلات في موقع استراتيجي مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو برج العرب، بحيث تضم هذه المنطقة معامل نانو ومراكز بحث وتطوير وحاضنات أعمال وخدمات لوجستية متكاملة مع ربطها بموانئ ومطارات حديثة، وينبغي تعزيز الشراكات بين المنطقة الصناعية والجامعات من خلال برامج تدريبية مشتركة ودعم البحث التطبيقي وتشجيع براءات الاختراع وتوفير منح دراسية للطلاب المتميزين في مجالات الإلكترونيات الدقيقة وأيضًا تشجيع الشركات الناشئة في مجالات تصميم الدوائر المتكاملة والبرمجيات المدمجة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال توفير تمويل أولي ومساحات عمل مشتركة وبرامج إرشاد وتوجيه بجانب تقديم إعفاءات ضريبية ودعم مالي للبحث والتطوير وتسهيلات في التراخيص وبرامج دعم تصدير المنتجات الإلكترونية لجذب الشركات العالمية والإقليمية.

كما أوضح المقال أن أهمية صناعة أشباه الموصلات لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط بل تمتد لتشمل الأبعاد الاجتماعية والإنسانية، باعتبارها صناعة قادرة على خلق آلاف الوظائف النوعية للشباب ورفع مستوى الدخل وتحفيز الابتكار وتعزيز مكانة المرأة في سوق العمل خاصًة في مجالات البحث والتطوير والتصميم، كما أن توطين هذه الصناعة يقلل من الاعتماد على الخارج ويعزز الأمن التكنولوجي ويفتح آفاقًا جديدة أمام رواد الأعمال والشركات الناشئة.

وقدَّم المقال مجموعة من التوصيات حتى تتمكن مصر من تحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد الرقمي وتصبح لاعبًا إقليميًا ودوليًا في صناعة أشباه الموصلات بما ينعكس إيجابيًا على النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل نوعية وتعزيز السيادة التكنولوجية الوطنية وقد تمثلت في: «1- تعزيز الشراكة بين الحكومة، والقطاع الخاص والجامعات لتطوير منظومة الابتكار، 2- تطوير برامج تعليمية وتدريبية متقدمة في مجالات الإلكترونيات الدقيقة، 3- تقديم حوافز استثمارية وتشريعية لجذب الشركات العالمية، 4- دعم الشركات الناشئة وحاضنات الأعمال في مجال الرقائق الإلكترونية، 5- الاستثمار في البحث والتطوير، وتبسيط الإجراءات، وتسهيل نقل التكنولوجيا».

وتضمن العدد مقالًا للدكتورة تغريد بدر الدين محمد المدرس المساعد بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف والذي جاء تحت عنوان «دور المناطق الصناعية المتخصصة في تعزيز النمو الاقتصادي في مصر»، حيث برزت المناطق الصناعية المتخصصة كأداة حيوية لتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية في مصر، حيث تؤدي دورًا محوريا في تحفيز التنمية الصناعية وزيادة الإنتاجية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وقد صممت هذه المناطق خصيصًا لتهيئة بيئة مواتية للنشاط الصناعي من خلال تقديم مجموعة من الحوافز، من بينها الإعفاءات الضريبية وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتوفير بنية تحتية قوية وفعالة.

وأشارت إلى أن المناطق الصناعية المتخصصة تنشأ بهدف رفع كفاءة النشاط الصناعي واستقطاب الاستثمارات عبر أطر تنظيمية واضحة، وتعمل هذه المناطق بمثابة منصات لتنظيم العمليات الصناعية وتطوير الهياكل الاقتصادية ودعم التنمية على المستوى الإقليمي، وفي الغالب يتم تأسيس المناطق الصناعية الخاصة بقرارات حكومية تسعى إلى تنشيط الاقتصاد المحلي وتيسير جذب الاستثمار الأجنبي.

وتنتشر المناطق الصناعية في مصر في معظم المحافظات وتشمل أنواعًا متعددة من المناطق منها التقليدية التي تركز على الصناعات مثل الكيماويات والصناعات الغذائية، ومنها المتخصصة التي تعتمد على سلاسل صناعية متطورة كالإلكترونيات والبنية التحتية الحديثة، كما تتنوع هذه المناطق جغرافيًا فهناك مناطق تُعنى بتجميع السيارات في مدينة 6 أكتوبر، وأخرى تهتم بالصناعات البحرية والنفطية بالقرب من قناة السويس، بالإضافة إلى مناطق تركز على الصناعات الزراعية والصغيرة في محافظات الصعيد.

وتستوعب هذه المناطق طيفا واسعًا من الصناعات بدءًا من الصناعات الغذائية والهندسية والكيماوية مرورًا بصناعات مواد البناء والغزل والنسيج وصولاً إلى الصناعات التكنولوجية والطاقة الجديدة، وقد حرصت الدولة على توفير البنية التحتية الأساسية داخل تلك المناطق بما يشمل الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصناعي، إلى جانب تقديم حوافز وإجراءات تيسيرية متعددة لجذب المستثمرين المحليين والأجانب، ويعكس هذا الانتشار الاستراتيجي رغبة الحكومة في تحقيق تنمية متوازنة، وتخفيف التركز الصناعي في العاصمة، وتوفير فرص العمل المستدامة في مختلف الأقاليم.

وأوضح المقال في ختامه أن المناطق الصناعية المتخصصة تمثل رافعة تنموية متعددة الوظائف في السياق المصري، فهي لا تقتصر على كونها وحدات إنتاجية فحسب بل تعمل كمساحات استراتيجية لتوليد الوظائف وجذب الاستثمار ودعم التقدم التكنولوجي وتحقيق التنمية المستدامة، ورغم ما تحقق من توسع في إنشاء المناطق الصناعية الخاصة وتنوعها الجغرافي والقطاعي فإن تعظيم أثرها في النمو الاقتصادي المصري يظل رهينًا بمجموعة من الإجراءات الاستراتيجية، يأتي في مقدمتها ضرورة تطوير نموذج المناطق الصناعية المؤجرة -مناطق صناعية يُتاح للمستثمرين استخدامها مقابل الإيجار، بدلاً من إلزامهم بشراء الأراضي أو إنشاء البنية التحتية من الصفر- لما له من أثر مباشر في خفض تكاليف الدخول أمام المستثمرين لا سيما صغار المنتجين والمستثمرين المحليين بما يعزز من ديناميكية القطاع الصناعي، ويخفض الحواجز أمام الابتكار.

كما أن تعزيز التكامل بين المناطق الصناعية والبنية التحتية القومية من مواني وطرق سريعة يُعد شرطًا أساسيًا لتحسين كفاءة التوزيع والتصدير وربط مراكز الإنتاج بالأسواق المحلية والعالمية، إلى جانب ذلك فإن تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إدارة وتشغيل هذه المناطق يمثل فرصة لرفع الكفاءة الإدارية وضمان استدامة التطوير التكنولوجي والتمويلي فيها، ومن المهم أيضًا ربط هذه المناطق بخطط التعليم الفني والتدريب المهني بما يتيح تأهيل الكوادر البشرية وتوفير عمالة مدربة متماشية مع متطلبات التصنيع الحديث.

واستعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار من خلال المجلة بعض الخبرات الدولية عن المناطق الصناعية ودورها في تعزيز التنمية في كل من دول الصين، وسنغافورة، والإمارات، وفنلندا، كما استعرضت المجلة عدد من العروض البحثية لمجموعة من الباحثين حول المناطق الصناعية الإفريقية ودورها ركيزة للتحول الصناعي وتعزيز التنمية الاقتصادية بدول القارة، والمناطق الاقتصادية الخاصة ودورها كمحرك للتحول الصناعي المستدام، كما قدمت المجلة أيضًا أبرز المقالات في الصحف والمجلات الأجنبية عن المناطق الصناعية ودورها في تعزيز التنمية.

اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء يستعرض تقرير منظمة العمل الدولية حول أبرز مؤشرات العمل عالمياً

«معلومات الوزراء»: اتجاه متزايد للاعتماد على الطاقة الشمسية عالميًا

«معلومات الوزراء» يستعرض أبرز المؤشرات العالمية لسوق المعادن الحيوية

مقالات مشابهة

  • "الخريف" يزور المدينة الصناعية بالمدينة المنورة ويدشّن عددًا من المشروعات الصناعية
  • أمير المدينة المنورة يدشّن مشروعات صناعية ولوجستية بـ 455 مليون ريال
  • معلومات الوزراء يقدم رؤية تحليلية حول دور المناطق الصناعية في تحقيق التنمية المستدامة
  • «معلومات الوزراء» يقدم رؤية تحليلية حول دور المناطق الصناعية في تحقيق التنمية المستدامة
  • محافظ القليوبية يوجه بالتيسير على المستثمرين لزيادة فرص العمل
  • محافظ القليوبية يترأس اجتماع المناطق الصناعية ويوجه بالتيسير على المستثمرين
  • وزير العمل يستعرض مع نظيره السوداني تقنين أوضاع العمالة الأجنبية في مصر
  • وزير الصناعة والنقل يفتتح حفل تخرج الدفعة الأولى من مدرسة أبو زعبل للتنمية الصناعية
  • كامل الوزير يفتتح حفل تخرج الدفعة الأولى من مدرسة أبو زعبل للتنمية الصناعية
  • كامل الوزير: «مدرسة أبو زعبل للتنمية الصناعية» نموذج رائد للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص