بحضور أروى جودة.. مكتبة مصر العامة بالدقي تناقش كتاب «ذاكرة المتعة» لسلمى قاسم|صور
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
بحضور الفنانة أروى جودة، نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، مساء أمس السبت، ندوة مناقشة كتاب «ذاكرة المتعة» قصص قصيرة للكاتبة سلمى قاسم جودة، وناقشها الكاتب خالد منتصر، في حضور رانيا شرعان، مدير المكتبة، والكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، والناشر حسين عثمان، وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والعامة.
وقال خالد منتصر، إن كتب السيرة الذاتية تعتبر من أهم الكتب التي تصدر، لكن في الحقيقة كتب السير الذاتية في عالمنا العربي لم تكن صادقة بشكل كبير، وهي أشبه بعملية تجميل.
وأضاف أن كتاب ذاكرة المتعة ليس بكاء على الاطلاع، والكتاب مكتوب على غلافه «قصص قصيرة»، لكنها في الحقيقة شذرات سيرة ذاتية، وفلاشات حياة ممتدة فيها من الأحداث ما يستحق التسجيل والاطلاع عليه والتفاعل معه، لافتا إلى أن سلمى كتبت عما عاشته في الزمالك وجامعة القاهرة ونادى الجزيرة، والمكان عندها مرتبط بالشخص، بالإنسان، هو الذى ينفخ في المكان الروح والنشوة، والمتعة، والحياة، والحيوية.
وأوضح أنها كتبت عن شخصيات عاصرتها وحاورتها وناقشتها واستوعبتها وقرأت داخلها، من بينهن عبدالوهاب، حسين السيد، أحمد رجب، نجيب محفوظ، إحسان عبدالقدوس، يوسف السباعي، وغيرهم من الشخصيات التي حفرت في وجدان مصر وشماً ثقافياً وفكرياً وروحياً لن ينسى.
وأشار إلى أن سلمى جودة تنتمى إلى أسرة تعتبر الثقافة أوكسجين الحياة اليومي، فهي ابنة الكاتب الكبير أحمد قاسم جودة والذى كان له فضل كبير في تقديم يوسف السباعي ككاتب قصة عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير.
وتابع أن الإسكندرية تحتل مساحة كبيرة من ذكريات سلمى، تطلق عليها مدينة البهجة، تعتبرها حفلة متواصلة أشبه بعيد متكرر، مدينة خرافية شيدتها الأحلام الثملة بالجمال، ثم تلتقط سلمى قاسم بعض شخصيات نادى الجزيرة لتصعد بهم على خشبة المسرح، ومن أهم تلك الشخصيات التي رسمتها باقتدار، كانت شخصية حريصة هانم وأكرم بيه، البخل والمقامرة، ضدان لكنها رسمتهما بنفس الدقة والبلاغة والفن، ومن جروبي إلى الزمالك إلى جامعة القاهرة كلية الآداب قسم الأدب الفرنسي، في عوالم سارتر، كامو، روسو، أندريه جيد، فلوبير، رامبو، فولتير، بلزاك، درست اللغة والحضارة والحياة والفلسفة في حضرة ثقافة بلد النور، تلخص سلمى فلسفتها في المكان بتلك العبارات الرشيقة الموجعة «المكان يفقد بعضاً من ألقه ورونقه عندما يهجره ويتخلى عنه الزمان بتجلياته، بأشخاصه الذين صاغوا روح الأمكنة باللون، النغم، الوجدان، الإلهام، البهجة، والأسى فالمكان هو أيضاً زمان يعمره، ليس الحجر فحسب ولكن أيضاً البشر، ناس وأحداث».
وبدأت سلمى قاسم بالحديث عن فترة إسكندرية التي تناولتها في الكتاب، مؤكدة أن هذه الفترة اشتهرت بالتنوع والثراء والتعددية في مصر، وكذلك منطقة جزيرة الزمالك، لافتة إلى أنها مرت في كتابتها على الفترات التي كانت بها متعة من الممكن أن يتحكم فيها الفرد.
كما ذكرت أن محمد عبد الوهاب أزال الفوارق بين الطبقات، ونجح في تحقيق رقي الجمال والأخلاق، ففي فترته كانت بعض الظواهر التي انتشرت في الوقت الحالي غير موجودة مثل ظاهرة التحرش، ولفتت إلى أن هناك شخصيات أثرت فيها، مثل يوسف السباعي، حيث إنها كنت محظوظة بالجلوس مع هذه الشخصيات، التي جعلتها مطلعة على الثقافة منذ الصغر، وكذلك بعض الأماكن، التي كانت لها حكايات معها.
وأكدت أن يوسف السباعي كان متسامحا ومتجاوزا، وكان يتجاوز كل النقد الذي كان يوجه إليه من اليسار.
سلمى قاسم جودة صحفية وكاتبة، كان أبوها أحمد قاسم جودة نجمًا في نجوم الصحافة في زمانه، وكان هو أول مَن نشر رواية ليوسف السباعي في صحيفة عندما كان رئيسًا للتحرير، وحين رحل في 1965 كانت هي طفلة لا تزال تحبو، ومن يومها وهى تحاول تجميع ملامح صورته في خيالها، فلا تنجح في ذلك إلا قليلًا.
ورثت سلمى عن أبيها القدرة على تذوق الكلمة، ثم القدرة على نقل ذلك إلى القارئ، ولا شيء أقوى عندها من المهارة في السرد، فكأنها تنسج ثوبًا، بينما الخيوط في يديها سهلة طيعة، أو كأنها «دنلوب»، التي عرفناها في الأسطورة اليونانية، والتي كانت تجد متعة في نسج فستان كان في يديها، وهذا أيضًا ما تجده سلمى وهى تغزل الكلمات ببراعة ممتدة بين فصول الكتاب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفنانة اروى جودة مكتبة مصر العامة الرئيسية الكاتب خالد منتصر یوسف السباعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل- رئيس الوزراء يتفقد مكتبة مصر العامة بشبين القناطر ضمن مشروعات «حياة كريمة» لدعم الثقافة والشباب
توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لتفقد مكتبة مصر العامة بمدينة شبين القناطر، مؤكدًا دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية التي تستهدف تقديم خدماتها خاصة للشباب والنشء، ونشر الوعي والمعرفة في المجتمع بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
مدبولي: المكتبات العامة محور أساسي لبناء الإنسان المصريأشار رئيس الوزراء إلى أن مكتبات مصر العامة تلعب دورًا محوريًا في تنمية مهارات الشباب والأطفال، ونشر ثقافة القراءة والاطلاع على مختلف العلوم والتاريخ والحضارة المصرية، مؤكدًا أن هذه المشروعات تأتي تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على بناء الإنسان المصري.
محافظ القليوبية: المكتبة إضافة مهمة للمنظومة الثقافيةأوضح المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، أن مكتبة شبين القناطر تمثل إضافة هامة للمنظومة الثقافية بالمحافظة، وأن هناك حرصًا على تكثيف الأنشطة والفعاليات في جميع فروع المكتبات لضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين، مشيرًا إلى أن المكتبة الفرع الثاني بعد مكتبة بنها، وجار إنشاء فرع ثالث في شبرا الخيمة، لتعكس الاهتمام بنشر الثقافة والمعرفة بين الأجيال الجديدة.
منظومة مكتبات مصر العامةقال السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، إن المنظومة تضم 34 مكتبة عامة منتشرة في 18 محافظة، و24 مكتبة متنقلة، مشيرًا إلى أن مكتبة شبين القناطر هي الفرع 31 على مستوى الجمهورية، والثاني في محافظة القليوبية بعد بنها، بينما من المتوقع افتتاح الفرع الثالث في شبرا الخيمة بالربع الأول من العام القادم.
مرافق المكتبة والخدمات المقدمةذكرت السيدة أماني ناجي، مدير المكتبة، أن المكتبة تضم 3 طوابق بمساحة 210 مترًا مربعًا، وتحتوي على:
قاعة اطلاع الأطفال وقاعة اطلاع الكبار مركز للحاسب الآلي قاعة الأنشطة ومسرح للعروض الثقافية والفنية قاعات تعليمية للأطفال تشمل القراءة والرسم ومهارات متنوعةقاعات تدريب للكبار وذوي الهمممكتبة إلكترونية متطورةتفاعل مدبولي مع الأطفال والشبابخلال الجولة، تفقد رئيس الوزراء قاعة اطلاع الأطفال وأجرى حوارًا وديًا معهم، مشجعًا على الاهتمام بالقراءة وفهم تاريخ مصر وحضارتها، مؤكدًا أن القراءة أساس بناء مستقبل مشرق لهم ولمصر. كما تفقد معمل الحاسب الآلي وقاعة الأنشطة وقاعة اطلاع الكبار، واستمع إلى الطلاب وهم يشرحون استفادتهم من أنشطة المكتبة المختلفة، بما في ذلك الاطلاع على الموسوعات العلمية وورش العمل، بالإضافة إلى ابتهالات دينية قدمتها إحدى الطالبات في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
أهمية المبادرة الثقافية ضمن «حياة كريمة»تسهم هذه المبادرة في نشر الثقافة والمعرفة بين الشباب والنشء، وتحفيزهم على القراءة، واكتساب المهارات المتنوعة، بما يواكب أهداف التنمية المستدامة في مصر ويعزز بناء جيل قادر على المساهمة في مستقبل الوطن.