لندن - صفا انعقدت في البرلمان البريطاني، مساء الثلاثاء، ندوة بعنوان "الدفاع عن الحقوق الفلسطينية: الجوانب الإنسانية والقانونية"، بتنظيم من مركز العودة الفلسطيني وبرعاية النائب شوكت آدم. وجمعت الندوة عددًا من الشخصيات البرلمانية والأكاديمية، بالإضافة إلى المدافعين عن حقوق الإنسان وممثلي المجتمع المدني، بهدف مناقشة جذور القضية الفلسطينية وتبعاتها الإنسانية والقانونية.

وأوضح مركز العودة أن أستاذ العلاقات الدولية الفخري بجامعة "أكسفورد"، البروفيسور آفي شلايم، استعرض في كلمة له المسؤولية التاريخية لبريطانيا في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وأوضح أن وعد بلفور لعام 1917 كان الأساس في معاناة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه منح حقوقًا وطنية للأقلية اليهودية (10 بالمئة من السكان آنذاك) على حساب الأغلبية العربية (90 بالمئة). وأكد شلايم قائلًا: إن "الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي صنع في بريطانيا. وعد بلفور كان الخطيئة الأصلية التي مهدت لإقصاء الفلسطينيين وحرمانهم من حق تقرير المصير". وتحدث عن الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدًا أن ما يجري "كارثة إنسانية وإبادة جماعية". وأضاف أن "تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تُعرف بجز العشب، التي تهدف إلى سحق المقاومة الفلسطينية دون معالجة جذور الصراع". بدورها، ناقشت مديرة مبادرة الجرائم الدولية للدولة في جامعة "كوين ماري" البروفيسورة بيني غرين، قصور القانون الدولي في محاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها. وأشارت إلى أن "إسرائيل" انتهكت أكثر من 28 قرارًا لمجلس الأمن الدولي دون أي عواقب تُذكر، وذلك بسبب الدعم الغربي بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة". وأكدت غرين على أهمية دور المجتمع المدني في التصدي لهذه الجرائم. واعتبرت "حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) وسيلة فعالة للضغط على إسرائيل، وأنها ليست مجرد أداة ضغط، بل مسؤولية أخلاقية تضامنية". من جهتها، تحدثت المحاضرة في القانون الدولي بجامعة كينت والمستشارة القانونية الدولية، شهد الحموري، عن التزامات الدول وفق قرارات محكمة العدل الدولية (ICJ) فيما يتعلق بفلسطين. وتناولت مداخلتها أهمية فرض حظر الأسلحة، وحق العودة، ومسؤولية المملكة المتحدة في منع الإبادة الجماعية، مشيرة إلى التناقض بين مبادئ العدالة في القانون الدولي واستخدامها لتبرير العنف. وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك مبادئ أساسية مثل تقرير المصير وعدم التمييز العنصري. وشددت على أن استمرار الدعم الدولي لهذا الوضع يُعتبر انتهاكًا للقانون الدولي، داعية الدول، وخاصة المملكة المتحدة، إلى فرض حظر على الأسلحة ووقف التعاون الاقتصادي مع "إسرائيل". وأضافت أن "المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بسرعة لمنع الإبادة الجماعية". ودعت إلى الاعتراف بالمقاومة الفلسطينية كحق شرعي. وأكدت أن "العدالة لن تتحقق عبر المساعدات الإنسانية فقط، بل بالاعتراف بالحق الفلسطيني، لأن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على إنسانيتنا المشتركة". 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: البرلمان البريطاني الحق الفلسطيني مركز العودة

إقرأ أيضاً:

«مشكلات النشر في مصر».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم الأربعاء ندوة موسعة بعنوان "مشكلات صناعة النشر في مصر" و ذلك ضمن فاعليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب شارك في الندوة كل من حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، وفريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وأدارها محمود عبد النبي، عضو مجلس إدارة الاتحاد.

شهدت الندوة نقاشًا معمقًا حول التحديات الهيكلية التي تواجه صناعة النشر في مصر، حيث شدد فريد زهران على أهمية النظر إلى النشر كصناعة متكاملة لا كمجرد تجارة، مؤكدًا أن هذه النظرة المغلوطة تنعكس في التشريعات القائمة، خاصة القانون المنظم لاتحاد الناشرين، الذي لا يعكس الطابع الإنتاجي والإبداعي لهذه الصناعة.

وتطرق زهران إلى أبرز المشكلات التي تعرقل نمو القطاع، وعلى رأسها ضعف هامش الحريات، الذي يؤثر سلبًا على الإبداع، إلى جانب ضعف حماية حقوق الملكية الفكرية، مشيرًا إلى أن الغرامات الحالية على تزوير الكتب لا تمثل رادعًا حقيقيًا. كما أشار إلى ارتفاع أسعار مستلزمات النشر، وما وصفه بـ"المنافسة غير العادلة" من قبل المؤسسات الحكومية التي تنشر وتبيع بأسعار مدعومة، مما يُظهر الناشر الخاص في صورة المغالي في الأسعار.

واقترح زهران دعمًا مباشرًا لدور النشر من خلال قيام مؤسسات الدولة - كالمدارس، مراكز الشباب، والأزهر والكنيسة - بشراء الكتب وتوفيرها في مكتباتها العامة، مؤكدًا أن هذا الإجراء سيُنعش الصناعة ويُسهم في وصول الكتاب إلى جمهور أوسع.

بدوره، وجه حلمي النمنم الشكر لمكتبة الإسكندرية على استمرارية المعرض، مشيدًا باختيار مصطلح "صناعة النشر" عنوانًا للندوة، لما يحمله من دلالة على ضرورة توفير البنية التحتية والإطار القانوني الداعم. وأوضح النمنم أن بعض مشكلات النشر - مثل غلاء الورق - يمكن تجاوزها، لكن القضايا الجوهرية تكمن في القوانين التي وُضعت في سياقات اجتماعية وسياسية مختلفة، داعيًا إلى إعادة صياغتها بمشاركة البرلمان واتحاد الناشرين.

ودعا النمنم إلى توسيع دائرة معارض الكتاب لتشمل الجامعات والمدن المختلفة، مشيرًا إلى أن مصر تضم 204 جامعة و200 مدينة، ما يستوجب تنظيم ما لا يقل عن 400 معرض سنويًا لتحقيق العدالة الثقافية وتنشيط السوق.

وحول أزمة ارتفاع أسعار الكتب، لفت إلى وجود 28 ألف مكتبة مدرسية و4 آلاف مركز شباب و600 قصر ثقافة، مطالبًا بتفعيل هذه المنافذ لنشر الكتاب، مؤكدًا أن المشكلة الأخطر تتمثل في غياب الأمانة العلمية لدى بعض الكُتّاب والناشرين، ما يسيء لصورة مصر الثقافية كما انتقد حالة "التسطيح الثقافي" الراهنة، داعيًا دور النشر إلى تبني لجان تحرير ومجالس ثقافية تحدد الموضوعات وتكلف الكتاب بمعالجتها، مشددًا على ضرورة إدراج صناعة الكتاب ضمن الموازنة العامة للدولة باعتبارها صناعة استراتيجية.

يُذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل حتى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين والعرب، وتقام بالتوازي في القاهرة عبر "بيت السناري" و"قصر خديجة". ويشارك في المعرض 79 دار نشر مصرية وعربية، إلى جانب تقديم أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف وباحث.

مقالات مشابهة

  • البرلمان البريطاني يرفض مشروع بث مباريات الدوري الإنجليزي مجانًا
  • وزير الخارجية الماليزي يدعو المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على انتهاكها للقانون
  • «أدب الطفل الرقمي».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • على هامش فعاليات معرض الكتاب الدولي.. ندوة عن أدب الطفل الرقمي
  • «مشكلات النشر في مصر».. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • “الأحرار الفلسطينية” تدين الصمت الدولي تجاة جرائم العدو الصهيوني بغزة
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف هدم المنازل من قبل الاحتلال الإسرائيلي
  • ماكرون أمام البرلمان البريطاني: حرب غزة بلا هدف استراتيجي وتهدد أمن الجميع
  • الخارجية الفلسطينية: تحذر المجتمع الدولي من مخاطر التعايش مع جرائم هدم المنازل
  • مقال للرئيس الكولومبي: لا بد من التصدي لتدمير إسرائيل لغزة وللقانون الدولي