‏حين يكون الخطر الداهم يعم ولا يخص يشمل الكل ولا ينتقي، يمتلك شهية الإبتلاع بلا مفاضلة وفرز، حينها تصبح الخصومة بين الأطراف المستهدفة، مراهقة سياسة لا تقل خطراً عن العدو المتربص خلف ظهر الجميع، وترفاً ينم عن عدم الإحساس بالمسؤولية.
الحوثي هو ذاك الخطر الذي يتحفز لإكمال مابدأه بالإنقضاض على ماتبقى من أراضىٍ، لم يضع عليها بعد جزمته الطائفية البغيضة ، ويودعها في خزانة اطماعه التي لا ترسم حدودًا فاصلة بين كل المسميات السياسية والجغرافية ، فلا ميزة لشمال عن جنوب ، فكلاهما حق ممنوح له من الله ، ولا حوار تفاوضي مع احد فهو يحمل عقلية مُؤسطرة غير سياسية، يلغي الجميع ويجسد صورة النازية المحلية العاطلة عن الإبداع وغير المنتجة.


الحوثي يهدد أمن وسلام المكونات والمسميات والمشاريع المتصادمة ، هو يلعب على مرونة لا يملكها ويغازل الجنوب بمظلومية تسعينية هو أبشع منها، وهو نموذج للعقل المليشاوي الإلغائي النيروني المضطرب.
الغوص في وحل الخصومة يعزز من فرص إنجاز مشروع الحوثي الإقصائي ، والإستغراق بالحرب الكلامية يمنحه رئة ثالثة للزحف دون إنهاك لخطوطه أو الحاجة لإلتقاط نفس.
المعركة مع الحوثي تفرض على الفاعلين السياسيين والعسكريين، الكف عن الإستغراق بالمناكفة ، وإعادة ضبط ماكينات الخطاب الإعلامي، بإتجاه حقيقة أن هناك من الخصومات ما يمكن أن يؤجل ، وهناك من المماحكات ما يجب الإستغناء عنه ،وهناك من المشاريع والرؤى ما يوجب الإقرار بها بضمانات غير قابلة للنقض كحق الجنوب في تقرير المصير ، إقرار يبعث على طمأنة المخاوف وتسكين التوترات والتركيز على هدف محدد وغاية مشتركة ،وهي ضخ كل الإمكانات والتراص لهزيمة مشروع سلالي قادم من أضابير التاريخ ، بصراعاته وخلافاته الدموية، ولغته التقسيمية للمجتمع، على أساس فكر هابط نحن حسين وأنتم يزيد ،نحن الحق وانتم الشر المطلق ، نحن الدولة النقية وانتم ثلثي شعب يستحق الإبادة.
في إحصائية عابرة بالعين المجردة ، نكتشف أن كل الإعلام الشرعي الممول وإعلام بعض المكونات وحتى ماوراء الحدود ،قد أخلت مسؤوليتها من الحوثي وأنها لم تعد ترى فيه صورة العدو ،وأنها تصطف معه ضد عدو مفتعل هو الانتقالي ، ما يفسر الأمر أما بالغباء السياسي في رسم الأولويات ،أو التماهي مع مشروع الحوثي أو الإثنين معاً ،أي غباء يقود بالنتيجة إلى تعضيد المشروع الهيمني الطائفي.
خلف خطوط الحوثي هناك فراغات لا أحد يعمل عليها ، لا أحد يدعمها ، هناك تغول الفقر والقهر وهناك تململ القطاع الوظيفي المدني ،وخروجه من دائرة الصمت القهري الى المقاومة السلمية المدنية ، ترك هذا الفاعل بلا مؤازرة ، موقف كاشف للإنكفاء وعدم الإيمان بترابط القضايا وواحدية المواجهة، وكأن الشمال لا يعني احداً ، في حين أن الخطر سلسلة مترابطة الحلقات بلا إنفصام ، تبدأ شمالاً وتنتهي في الجنوب وأن لا أمن بظهر مكشوف.
إجمالاً لا نصر بلا اصطفافات تجعل الحوثي يعاني ،وتسِّفه فكر معسكر بالسلاح ومشروع مدجج بالإستعلاء المرضي والخرافة.
على الجميع أن يعيد توصيف الحالة اليمنية على قاعدة الجنوب قضية عادلة ، والحوثي خطر إسقاطه غير قابل للإجراء.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

الحوثي: الدبلوماسية فشلت في إيقاف إبادة غزة… ومسار الانتصار هو الإعداد للقوة

يمانيون | صنعاء
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن المسار الدبلوماسي فشل في وقف المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشددًا على أن السبيل الحقيقي لتحقيق النصر هو الإعداد الجاد للقوة.

وفي تغريدة له على منصة “إكس”، قال الحوثي: “الدبلوماسية لم تستطع إيقاف إبادة غزة. مسار الانتصار هو: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾”.

وختم تغريدته بهاشتاغ: #ايران_انتصرت_غزة_ستنتصر.

ويأتي تصريح الحوثي في ظل التصعيد الأمريكي الصهيوني المتواصل ضد غزة، والذي فشلت كل الوساطات الدولية في كبح جماحه، وسط صمت أممي وتواطؤ من بعض الأنظمة المطبّعة.

وتعكس هذه التصريحات الموقف الثابت للقيادة الثورية والسياسية في صنعاء، والتي تؤكد أن الردع والمواجهة هما الخيار الفاعل في وجه المشروع الصهيوأمريكي، في ظل استمرار المجازر وسقوط آلاف الشهداء في القطاع المحاصر.

مقالات مشابهة

  • الحوثي: الدبلوماسية فشلت في إيقاف إبادة غزة… ومسار الانتصار هو الإعداد للقوة
  • سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر
  • الخطر يزداد… والي تركي يحذر: شرارة واحدة قد تُدمر عامًا كاملًا!
  • إطلاق صواريخ من إيران بعد الهدنة.. وإسرائيل تتعهد بالرد
  • بالميراس يغازل الأهلي ويدرك التعادل بهدفين في 7 دقائق أمام إنتر ميامي «فيديو»
  • العدالة والتنمية التركي يكشف عن الخطر الحقيقي الذي يستهدف المنطقة
  • فهد الروقي: رئيس الهلال مشغولا بالمفاوضات وهناك من يطلق عليه الشائعات
  • رطوبة خانقة وملاحة مضطربة.. طقس الاثنين يدق ناقوس الخطر
  • من الأسرة إلى المدرسة… كيف يحصن القانون المصري الطفل ضد الخطر؟
  • مستو: الأجواء الأردنية تدار بمنهجية