الأسد وحيدًا في الميدان.. ماذا يحدث في سوريا؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء هجومها الواسع على قوات النظام، الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عبر قناتها على منصة "تليغرام"، واصفةً إياه بـ"ردع العدوان"، مدّعيةً أنه جاء ردًا على القصف المدفعي من قبل حكومة دمشق.
سيطرت قوات المعارضة في هذا الهجوم على أكثر من 13 قرية، بما في ذلك بلدتا أورم الصغرى وعينجارة الإستراتيجيتان، بالإضافة إلى الفوج 46، أكبر قاعدة للنظام السوري في غرب حلب، وفقًا لبيان أصدرته فصائل المعارضة.
وأضاف البيان أن أكثر من 40 جنديًا من قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه قُتلوا في الهجوم. وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة منذ سنوات على مناطق في شمال غربي البلاد، وتتصدّرها هيئة تحرير الشام.
اللافت ليس في الهجوم بحدّ ذاته، رغم التبريرات التي أطلقتها هيئة تحرير الشام، بل فيما ورد في بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي ذكر أن طائرات النظام السوري، شنّت أكثر من 30 غارة، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في منطقة "بوتين- أردوغان".
إذ بحسب خارطة "التحالفات" في سوريا، فإن النظام يشكّل حلفًا متماسكًا مع النفوذ الروسي، وأصبح "قاب قوسين" من التقارب مع أنقرة، بجهد روسي لتقريب وجهات النظر. إذًا، ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
هجوم المعارضة السورية وتوقيته وسرعة تحركها أمام قوات النظام تثير تساؤلات، لا سيما أن ذلك أتى بعدما أعلنت إسرائيل وحزب الله الموافقة على بنود المفاوضات التي طرحتها إدارة بايدن لوقف الحرب.
ولهذا سعى البعض إلى ربط إطلاق الهيئة معركتَها لتوسيع رقعة سيطرتها مع "اغتنام فرصة الضعف" الذي تعيشه الجماعة اللبنانية. ويستفيد الهجوم من الغموض الذي يشوب مسار العلاقة بين تركيا وروسيا من جهة، وتركيا والنظام السوري من جهة أخرى.
تشهد الساحة السورية "عودة إلى البداية"، على ما كانت عليه منذ اندلاع الثورة فيها عام 2011، وبعد أن تحولت إلى ساحة للنفوذ الدولي مع "الترهّل" الذي أصاب النظام. إذ رسمت المعركة في سوريا "ستاتيكو" سيطر على المشهدية لأكثر من أعوام، ويتمثل في الحلف المتين الذي بُني بين النظام السوري والجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله اللبناني.
كما كان للتدخل التركي منذ بداية الحراك نفوذ قوي، عبر سعي أنقرة لبناء "منطقة عازلة" في الشمال السوري، عبر مجموعات دعمتها وموّلتها؛ بهدف إبعاد خطر التواجد الكردي عن أراضيها.
لم تقف التدخلات على أرض سوريا عند اللاعبين الإقليميين، بل تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة، شكّلت الولايات المتحدة ما يُعرف بقوات التحالف الدولية. وتتمتع الولايات المتحدة بحضور عسكري معتبر في سوريا، حيث تقود التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، وتسيطر بشكل كامل على المجال الجوي في شرق الفرات، الذي يُعتبر منطقة عمليات لها.
بغض النظر عمّا إذا كان الهدف مكافحة الإرهاب، فإنّ الأكيد أن لواشنطن مصالح جيوسياسية في المنطقة، لا سيما من خلال بسط سيطرتها على أكبر حقول النفط في محافظتي دير الزور والحسكة، عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيًا.
لا يقتصر الحضور في سوريا على الولايات المتحدة، بل هناك لاعب رئيسي هو روسيا، التي نشطت عسكريًا بعد عام 2015 في الدفاع عن النظام في سوريا. حيث ترسم روسيا هناك مصالح إستراتيجية ترتبط بحضورها في البحر الأبيض المتوسط عبر قاعدة طرطوس، وجويًا عبر قاعدة حميميم السورية.
اعتمد الرئيس الأسد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 سياسة النأي بالنفس، لتحييد نفسه عن الأحداث في غزة، موجّهًا "صفعة" قوية إلى المحور بعدم فتح جبهة الجولان، رغم الغارات المستمرة لإسرائيل في العمق السوري، والتي طالت في أحيان قادة ودبلوماسيين إيرانيين.
لم يأخذ الأسد بشعار "وحدة الساحات"، بل اكتفى باللعب على منطق الإدانات، دون أن تحرّك قواته ساكنًا لردع العدوان الإسرائيلي الذي يطال حلفاءه على أراضيه.
يدرك البعض أن قرار الأسد بالوقوف متفرجًا يعود إلى الضغوط الروسية، التي ترى أن الصراع في المنطقة يجب ألا يطال مصالحها. بل ذهبت أبعد في حساباتها، على اعتبار أن إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا يصبّ حتمًا في تعزيز مكانتها. خصوصًا أنه لا يحتاج المرء إلى الكثير من الجهد ليدرك تضارب المصالح بين إيران وروسيا، وهو تضارب تُرجم ميدانيًا بين الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الموالي لإيران، والفرقة الخامسة التابعة للنظام والمؤيدة لروسيا.
"خربطات" تشهدها الساحة السورية على صعيد إعادة تركيب الصداقات، تمثّلت في امتعاض اللاعبين من الحديث مؤخرًا عن الدور التركي في تقريب وجهات النظر بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام، لا سيما بعد شعور تلك القوات بأنّ خطر وجودها بات على المحك مع اقتراب موعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب سلطته، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن ضرورة انسحاب جيش بلاده من المنطقة.
"الزكزكات" التركية الروسية أعطت الساحة السورية بُعدًا إقليميًا، من خلال ما ذكرته التقارير الاستخباراتية عن دور الجيش الأوكراني في الهجوم الذي شنّته هيئة تحرير الشام الأخير.
فقد أكدت هذه التقارير أن السعي جارٍ لزعزعة مصالح روسيا في العالم، ولهذا دخلت أوكرانيا بثقلها في ساحات التواجد الروسي، وعلى رأسها الساحة السورية.
لا شيء مستبعدًا، ما دامت سوريا لا تزال ساحة رسائل وميدانًا مشتعلًا في الحروب. وهكذا يجب أن تبقى الصورة النمطية بالنسبة إلى اللاعبين. ولهذا سُجل امتعاض أميركي من حركة النزوح الكثيفة للسوريين المقيمين في لبنان إلى بلادهم مع بداية الحرب في لبنان.
واللافت قيام إسرائيل بضرب المعابر بين لبنان وسوريا، بذريعة قطع الإمدادات عن حزب الله، ولكن الهدف الواضح كان عرقلة حركة السوريين من لبنان.
رغم كافة السيناريوهات المطروحة، يبقى السؤال الرئيسي: هل هذا الهجوم سيأخذ شكل تهديد للنظام ووجوده مع التأثير على مصالح روسيا؟ أم أنه قابل للانحسار ما دامت الرسائل قد وصلت إلى النظام والقيادة الروسية؟ ما عليهما سوى التصرف لتنفيذ ما طرحه نتنياهو عن دور روسيا في سوريا، الذي يهدف إلى تحجيم الحضور الإيراني وقطع الإمدادات العسكرية من سوريا إلى حزب الله.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الساحة السوریة فی سوریا أکثر من
إقرأ أيضاً:
بشرى سارة للموظفين في يناير 2026.. ماذا يحدث؟
موظفو الحكومة على موعد مع خبر سار خلال شهر يناير المقبل، فمع انتهاء إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير التي حصل عليها الموظفون والطلاب يوم السبت الماضي الموافق 1 من نوفمبر، بدأت تساؤلات جديدة تدور حول مواعيد الإجازات الرسمية المتبقية في عام 2025، واجازات عام 2026 خاصة مع اقتراب نهاية العام الجاري ودخول الأيام الأخيرة دون الإعلان عن أي عطلات إضافية سوى الأسبوعية.
ويترقب الملايين موعد أول إجازة رسمية جديدة، سواء للموظفين أو الطلاب، قبل انطلاق العام الميلادي المقبل.
شهد العام الجاري آخر إجازاته الرسمية مع عطلة نصر أكتوبر ثم إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير، ليصبح مؤكداً أن عام 2025 سيصل إلى نهايته دون أي عطلات رسمية جديدة خلال شهري نوفمبر أو ديسمبر.
ويواصل الموظفون بذلك عملهم حتى نهاية العام دون فترات راحة عامة إضافية، مما يعزز من أهمية الإجازات التي ستفتتح بها سنة 2026.
بداية 2026 تحمل أخبارًا مفرحةعلى العكس تماماً من نهاية 2025، فإن العام الجديد 2026 يستهل أيامه بمفاجأة سعيدة للعاملين بالدولة، حيث تكشف الأجندة الرسمية عن وجود إجازتين رسميتين خلال شهر يناير وحده، ما يجعل انطلاقة العام أكثر راحة وإيجابية مقارنة بالأشهر الماضية.
إجازة عيد الميلاد المجيد 2026تأتي أولى الإجازات الرسمية يوم الأربعاء 7 يناير 2026، احتفالاً بعيد الميلاد المجيد، وهي عطلة معتمدة رسميًا لجميع العاملين في الدولة، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، إلى جانب طلاب المدارس والجامعات.
وتعد هذه الإجازة من المناسبات الدينية التي ينتظرها المواطنون سنويًا.
وبعد أسبوعين تقريباً من عيد الميلاد، يحصل المصريون على عطلة رسمية جديدة بمناسبة عيد الشرطة وذكرى ثورة 25 يناير، وهي مناسبة وطنية يتم فيها تكريم تضحيات رجال الشرطة إلى جانب الاحتفاء بذكرى الثورة.
يناير 2026.. شهر مزدحم بالإجازاتبوجود عطلتين رسميتين في الشهر الأول من العام، يصبح يناير 2026 مختلفًا عن غيره، حيث يحظى الموظفون والطلاب بيومين كاملين من الإجازات، أحدهما ديني والآخر وطني، مما يجعل بداية العام الجديد مفعمة بالنشاط والراحة النفسية، ويمثل دفعة معنوية قوية قبل الدخول في تفاصيل العام.
موعد حلول شهر رمضان الكريموعلى المدى الزمني الأبعد، تشير التقديرات الفلكية إلى أن شهر رمضان المبارك سيحل يوم الخميس 19 فبراير 2026، أي بعد نحو ستة أسابيع من بداية العام، ليعقبه بعد ذلك إجازة عيد الفطر المبارك التي تمتد لعدة أيام متتالية، والمتوقع أن تأتي خلال شهر مارس 2026.
وتُعد هذه الفترة من أكثر فترات العام التي ينتظرها المواطنون لما تحمله من روحانية وراحة.
عام 2026 عام حافل بالإجازاتيمكن القول إن عام 2026 سيكون واحدًا من الأعوام الغنية بالإجازات الرسمية، مقارنة بعام 2025 الذي ينتهي دون عطلات جديدة.
فالإجازات المرتقبة توفر للمصريين فرصة لتجديد نشاطهم والاستمتاع بوقت أطول مع الأسرة، خصوصًا بعد عام مليء بالعمل والضغوط.
جدول الإجازات الرسمية لعام 2026وفقًا للتقديرات الفلكية، فإن الإجازات الرسمية في مصر لعام 2026 ستكون على النحو التالي:
عيد الميلاد المجيد: الثلاثاء 7 يناير 2026 (وقد يُرحَّل إلى الخميس 8 يناير).
عيد الشرطة وثورة 25 يناير: الأحد 25 يناير (يُتوقع ترحيلها إلى الخميس 29 يناير).
وقفة عيد الفطر: الأحد 15 مارس 2026.
عيد الفطر المبارك: من الإثنين 16 إلى الخميس 19 مارس 2026 (عطلة أسبوع كامل تقريبًا).
شم النسيم: الإثنين 13 أبريل 2026.
وقفة عرفات: الأربعاء 27 مايو 2026.
عيد الأضحى المبارك: من الخميس 28 إلى الأحد 31 مايو 2026 (5 أيام عطلة).
ثورة 30 يونيو: الثلاثاء 30 يونيو (وقد تُرحَّل إلى الخميس 2 يوليو).
ثورة 23 يوليو: الخميس 23 يوليو.
المولد النبوي الشريف: الإثنين 27 أغسطس 2026.
نصر أكتوبر: الثلاثاء 6 أكتوبر 2026 (ويرجح ترحيلها إلى الخميس 8 أكتوبر).