روسيا تطور أرصفة مقاومة للصقيع وتتوهج في الظلام
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
شمسان بوست / وكالات
تمكن علماء من جامعة أومسك التقنية الحكومية، من تم تطوير أحجار رصف عالية القوة، تتوهج في الظلام، تستخدم لبناء الأرصفة، ومسارات المشاة، والساحات، والحدائق.
ووفقا للعلماء، فإن مادة حجارة الرصف الجديدة ستضمن حركة مريحة للمشاة في أي منطقة مناخية، ويمكن أن تكون أيضا بمثابة مصدر للإضاءة.
وحسبما صرحت الخدمة الصحفية لجامعة أومسك لوكالة “سبوتنيك”، قام علماء مختبر التصميم الصناعي التابع لجامعة أومسك التقنية الحكومية، بتطوير أحجار الرصف، والتي وفقًا للعلماء، لديها قوة عالية، وقابلية سهلة للتصنيع، والطاقة، والكفاءة الاقتصادية.
قال رئيس مختبر جامعة أومسك التقنية الحكومية، ألكسندر غولونوف: “لقد ابتكرنا مادة مركبة يمكنها تحمل الأحمال العالية الناتجة عن حركة المشاة على سطحها، في جميع المناطق المناخية.
يمكن لأحجار الرصف المصنوعة من هذه المادة أن تتوهج بشكل ساطع في الليل وبشكل ملحوظ خلال النهار (يمكن أن يكون اللون أي لون، اعتمادًا على المناظر الطبيعية وتصميم البيئة)”.
وأشار غولونوف إلى أن استهلاك الطاقة لوحدة واحدة لن يتجاوز استهلاك الطاقة للمصباح الكهربائي العادي، مما سيسمح للناس بالتجول بشكل مريح حول الحديقة أو الساحة. وفي الوقت نفسه، يمكن توصيل ما يصل إلى عدة عشرات من الوحدات بمحول تيار واحد، مما سيقلل من تكلفة مجموعة التوصيل
وأضاف غولونوف: “يمكن توصيل الكتل الضوئية بنظام تحكم، وبعد ذلك، بفضل برنامج تم تطويره مسبقًا، سيكون من الممكن التحكم في الإضاءة في ساحة أو حديقة”.
وبحسب غولونوف، فإن تصميم حجارة الرصف سيضمن إمكانية إنتاجها بشكل مرن من المواد الخام المتوفرة في السوق. وفي الوقت نفسه، ستكون المنتجات غير مكلفة.
وأضاف غولونوف: “سيتم وضع حجارة الرصف مثل غطاء الرصيف العادي، ومع ذلك، يجب أن يكون لكل عنصر مصدر طاقة. ويمكن أيضًا توصيلها بالألواح الشمسية. وهناك عامل مهم هو إحكام الكتلة واتصالها بمصدر طاقة يكون محمي من اختراق الرطوبة أثناء الغمر القصير في الماء”.
وبحسب العلماء، فإن المشروع سيجعل من الممكن تحسين المساحة الحضرية وتحسين المناظر الطبيعية للمتنزهات والحدائق العامة.
وبحسب الدراسة التي نقلتها جامعة أومسك لوكالة “سبوتنيك”، فإن المادة التي يجري تطويرها فريدة من نوعها، من حيث نسبة خصائصها الميكانيكية والسعر والجودة.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
وَهْم "الشرق الأوسط الجديد" بدون مقاومة
صالح البلوشي
في خِضَم واحدة من أكثر المراحل دموية واضطرابًا في تاريخ المنطقة، يشهد العالم العربي والإسلامي تصعيدًا غير مسبوق تَشُنُّه إسرائيل ضد عدد من الدول، من غزة ولبنان وسوريا إلى اليمن وإيران، وبغطاء عسكري وسياسي مباشر من الولايات المتحدة والدول الغربية.
لم نعد أمام عدوان عسكري فقط أو حرب محدودة؛ بل أمام مشروع استعماري جديد يُعاد تسويقه بواجهة مختلفة، هدفه الأساسي تصفية قوى المقاومة، وتجريد الشعوب من حقّها في الدفاع والرفض، وفرض واقع إقليمي جديد يكون فيه الكيان الصهيوني كيانًا طبيعيًا في الجغرافيا السياسية للمنطقة، ويُمنح فيه التطبيع غطاء الشرعية الكاملة، حتى وإن ادّعت بعض الأنظمة العربية تمسّكها بشروط شكلية، مثل قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.
في هذا السياق، تُصوَّر إيران ومحور المقاومة- بما فيه حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن- كعقبة لا بد من اقتلاعها، لتتحقق رؤية الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، في "شرق أوسط جديد مُسالِم" ومُستسلِم، خالٍ من المقاومة، ومن كل ما يعكّر صفو السيطرة الغربية - الإسرائيلية عليه. وإذا كان الموقف الإسرائيلي من حركات المقاومة منطقيًا من زاوية مصلحته التوسعية، فإن ما يثير الاستغراب هو موقف عدد من المثقفين العرب الذين يصطفّون تمامًا مع هذا التوجّه الاستعماري، ويعادون قوى المقاومة تحت شعارات مشوَّشة وذرائع واهية.
لكن الواقع على الأرض يُفنِّد هذه الأوهام؛ ففي غزة، ورغم تفوُّق إسرائيل الاستخباراتي والتقني، فإنها فشلت حتى الآن في استعادة أسراها لدى حركة "حماس" بعد أكثر من سنة ونصف السنة من العدوان على قطاع صغير المساحة، ولا تشير المعطيات الميدانية إلى أي نصر حاسم. أما عمليات اغتيال بعض قادة حماس، فقد تمّت في كثير من الحالات بالمصادفة، لا نتيجة لاختراق استخباراتي محكم.
ولا تزال إسرائيل، حتى اليوم، تفقد جنودًا داخل غزة وتعجز عن الحسم في مواجهة جيب محاصر، فكيف لها أن تعيد رسم خرائط المنطقة؟ كذلك، فشلت في القضاء التام على حزب الله رغم الخسائر التي تكبّدها، ومنها استشهاد عدد من أبرز قادته السياسيين والعسكريين من الصفوف الثلاثة الأولى. أما الحوثيون، فلا تزال صواريخهم تصل إلى تل أبيب وتُجبر الملايين على الاحتماء في الملاجئ. وبالنسبة إلى إيران، فعلى الرغم من الضربات القاسية التي طالت قيادات عسكرية من الصف الأول وعددًا من العلماء النوويين، فإنها نجحت في استعادة زمام المبادرة سريعًا، وألحقت بالعدو خسائر فادحة لا تزال إسرائيل تتكتّم على حجمها الحقيقي.
إنها حرب طويلة غير مسبوقة في تاريخ الكيان الصهيوني، حقّق فيها بعض المكاسب التكتيكية المحدودة، لكنه في المقابل تكبّد خسائر فادحة على المستويات العسكرية والمادية والبشرية والمعنوية. فقد عجز عن تحقيق نصر حاسم، وتَعرّض لصفعات متتالية أظهرت هشاشته رغم ما يمتلكه من ترسانة متطورة ودعم غربي مطلق. وإلى جانب ذلك، ارتكب أفظع الجرائم بحق المدنيين، وخصوصًا في غزة، مستخدمًا أفتك الأسلحة وأكثرها تدميرًا، دون أن ينجح في كسر إرادة المقاومة أو انتزاع روح الصمود من الشعب الفلسطيني.
أما "الشرق الأوسط الجديد" الذي يحلم به نتنياهو وترامب، فليس إلا إعادة إنتاج لوهم قديم بشّر به الرئيس الصهيوني السابق شمعون بيريز قبل أكثر من 30 عامًا، ثم كوندوليزا رايس خلال العدوان الصهيوني على لبنان سنة 2006، وسيظل هذا المشروع مجرّد حلم طالما بقيت هناك أرض محتلة وشعب يقاتل من أجل كرامته وحقّه؛ فالمقاومة لا تموت أبدًا.
رابط مختصر