الصراع بين مكونات السلطة في عدن يدفع نحو مزيد من الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
الجديد برس:
وضعت حادثة اقتحام قوات تابعة لعضو مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي لقصر معاشيق في عدن ومحاصرة مقر إقامة رئيس الحكومة معين عبدالملك، المزيد من علامات الاستفهام حول المدى الذي سيذهب إليه الصراع الدائر بين مكونات الحكومة، والتي تؤكد المعلومات أن نزاعات مالية هي السبب في نشوب هذا الصراع، الذي يسهم إلى حد كبير في تفاقم الانهيار الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية.
واقتحم مسلحون من ألوية العمالقة التي يقودها عضو المجلس الرئاسي “أبو زرعة المحرمي، قصر معاشيق في ساعات متأخرة من ليل الأحد الماضي، وحاصروا مقر إقامة معين عبدالملك، الذي كان قد عاد قبل يومين من الهجوم إلى عدن، لينسحب المسلحون بعدها بصورة مفاجئة.
وأصدرت قوات العمالقة بياناً عقب الحادثة، مبررةً الهجوم بأن فريقاً من مكتب المحرمي ذهب لمتابعة ملفات مهمة يتملص رئيس الوزراء من توقيعها، وأهمها دعم معاهد وكليات التأهيل الأمني والعسكري التي يرفض رئيس الوزراء إقامتها ويمتنع عن صرف مستحقاتها المالية، في حين ذكرت وسائل إعلام وناشطون أن الاقتحام جاء على خلفية تأخير إنجاز معاملات خاصة بتاجر مقرب من المحرمي.
وكانت وسائل إعلام تابعة لجهات تتخذ موقع الخصومة من القيادات المطالبة بالانفصال في مجلس القيادة الرئاسي بينها جريدة “أخبار اليوم” التابعة لعلي محسن الأحمر النائب السابق للرئيس ذكرت أن الجنود التابعين للمحرمي انسحبوا من محيط قصر معاشيق “بعد وساطة من مجلس القيادة، نتج عنها إجبار رئيس الحكومة التوقيع على أوامر وعقود تجارية بالمليارات تم إبرامها خارج إطار الحكومة” بحسب قولها.
وحذرت جهات دولية من انعكاسات هذا الصراع بين الانتقالي والحكومة على الوضع الاقتصادي المنهار، والتدهور المعيشي والخدمي، وفي مقدمتها البعثات الدبلوماسية لكل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أعربت في بيان مشترك نشرته السفارة الأمريكية، الثلاثاء، على حسابها في موقع “تويتر” عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة في عدن والتي يمكن أن تقوض جهود الحكومة لاستعادة الخدمات والقيام بمهامها في هذا الوقت الحاسم”.
وأضاف البيان الذي عبر عن دعم الدول الثلاث للحكومة: “نشجع الحكومة اليمنية على مواصلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وغيرها من الإصلاحات”.
صدور البيان الثلاثي المشترك أظهر أن الأزمة بين مكونات السلطة المدعومة من التحالف وصلت إلى مستويات متقدمة أكبر مما ظهر في وسائل الإعلام، ما يعيد المخاوف من امكانية حدوث جولة من الصراع العسكري التي شهدتها عدن في فترات متعددة منذ أكثر من خمس سنوات بالتزامن مع إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويأتي الصراع بين رئيس الحكومة وعضو مجلس القيادة المحرمي، في سياق الصراعات الجارية بين الأطراف المتشاركة في السلطة، والذي يرجعه محللون ومراقبون إلى محاولة كل طرف السيطرة على الموارد، مشيرين إلى انعكاسات هذا الصراع على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية.
ومع تصاعد الصراع، واستمرار حالة الانهيار الاقتصادي والخدمي الذي انعكس على الوضع المعيشي للسكان، والفشل في اتخاذ أية خطوات لكبحه، تتجه الحكومة والمجلس الانتقالي الموالي للإمارات لتقاذف الاتهامات فيما بينهما، كل منهما يحاول إلقاء اللائمة على الآخر، وتجريده كمتسبب بهذا التردي والانهيار.
وتعود جذور الخلاف بين المحرمي ومعين إلى يونيو الماضي، حيث شن عضو مجلس القيادة أبو زرعة المحرمي، الذي انضم إلى المجلس الانتقالي بمنصب نائب رئيس المجلس، هجوماً عنيفاً على الحكومة ورئيسها معين عبدالملك، واصفاً إياه بأنه “يعمل بلا حس وطني”، ملوحاً بما وصفها “حقائق كثيرة تدين معين على إخلاله بالوظيفة العامة وتفريطه في كثير من الأمور وتأخير الكثير من الإصلاحات، وعدم العمل على ترشيد المال العام ومراعاة وضع الشعب”، ليرد معين من جانبه بالقول إن تصريحات المحرمي “مجرد رمي المسؤولية فقط على الحكومة للتنصل عن الواجبات المفترض على الجميع القيام بها”.
وتصاعدت الخلافات بين الحكومة والمجلس الانتقالي فيما بعد، لتصل حد وقف الأخير إيداع الإيرادات العامة في البنك المركزي بعدن، ليخرج ببيان في منتصف يونيو الماضي يكيل فيه الاتهامات للحكومة بـ “الفساد وانتهاج سياسة الإفقار المتعمد للمواطنين، وإفراغ خزينة الدولة وإيصال الوضع إلى حافة الإفلاس” ويدعو محافظي المحافظات الجنوبية إلى وقف إيداع إيرادات محافظاتهم في البنك المركزي بعدن.
وكان محافظ البنك المركزي بعدن، أحمد غالب المعبقي، أكد في مقابلة التي أجرتها معه قناة اليمن الفضائية (نسخة الرياض)، أن الخلافات السياسية داخل الحكومة وداخل مجلس الرئاسة، هي السبب الرئيس حالياً لحالة عدم استقرار السوق المصرفية، والتراجع المستمر في القيمة المصرفية للعملة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی مجلس القیادة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي: على الحكومة السورية اتخاذ قرار بشأن القواعد الأجنبية
دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، السلطة الانتقالية في سوريا إلى اتخاذ "قرار واضح" بشأن السماح بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مشيرًا إلى أن هذا يشمل التواجد العسكري الروسي.
وقال الوزير في تصريحات صحفية، إن “السلطة الانتقالية في سوريا قالت إنها مشروع وطني لبناء دولة مدنية لجميع السوريين وأنها لن تكون منصة لانطلاق الثورات أو شن الهجمات على إسرائيل أو أي دولة أخرى".
وحذر روبيو من أن سوريا قد تكون على بُعد أسابيع فقط من اندلاع حرب أهلية شاملة، مؤكدًا أن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يُعد خطوة حاسمة لدعم الحكومة الانتقالية ومنع تفكك البلاد.
وأوضح روبيو، في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم الثلاثاء، أن قرار الرئيس دونالد ترامب برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في قانون قيصر، يهدف إلى تمكين الحكومة الانتقالية من تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد الوطني بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب، وفقا لـ رويترز.
وأشار روبيو إلى أن رفع العقوبات سيسمح بتوحيد القوات العسكرية تحت سلطة الحكومة الانتقالية، ما يُعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.