طرق جديدة لتحول نظم الري الحديث في مصر.. خبراء: خطوة أساسية لتقليل هدر المياه وزيادة كفاءة الاستخدام.. وهناك تحديات تواجه تنفيذها
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه مصر تحديات كبيرة في إدارة مواردها المائية، خاصة مع تزايد الطلب على المياه بسبب النمو السكاني وتوسع النشاط الزراعي.
ويُعد قطاع الزراعة المستهلك الأكبر للمياه في البلاد، مما يضعه في صدارة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستخدام الأمثل لهذه الموارد الحيوية.
وفي هذا السياق، تعمل الحكومة المصرية على تبني نظم ري حديثة تسهم في رفع كفاءة استخدام المياه، وتقليل الفاقد منها، وتعزيز الإنتاجية الزراعية تأتي هذه الجهود في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق الأمن المائي والغذائي، مع الالتزام بتنفيذ خطط تنموية مستدامة تُراعي التحديات البيئية والمجتمعية.
بدوره أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، أهمية تعزيز التعاون بين وزارته ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، نظرًا لأن قطاع الزراعة هو المستهلك الأكبر للمياه في مصر وأوضح أن التحول إلى نظم الري الحديث يأتي على رأس أولويات وزارة الري، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، حيث تهدف هذه الجهود إلى تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة، خاصة في زراعة قصب السكر والبساتين، مع الالتزام بتطبيق نظم الري الحديثة في الأراضي الرملية وفقًا للقوانين المعمول بها.
وفي هذا الإطار، تلقى وزير الري تقريرًا من المهندس محمد إبراهيم، رئيس قطاع تطوير الري، بشأن الخطوات الجارية لتنفيذ خطة زراعة 20 ألف فدان بمحصول قصب السكر في محافظتي الأقصر وقنا باستخدام نظام الشتلات والري الحديث وتهدف الخطة إلى تطوير أساليب الزراعة والري بما يتماشى مع التحديات المائية التي تواجه البلاد.
وأشار التقرير إلى اجتماع اللجنة الفنية المشتركة بين وزارتي الري والزراعة، حيث تم تحديد المساحات المخصصة لزراعة قصب السكر باستخدام نظم الري المطور وتطبيق ممارسات زراعية حديثة وقد تقرر أن تشرف وزارة الري على زراعة 10 آلاف فدان في محافظة الأقصر، بينما تتولى وزارة الزراعة زراعة 10 آلاف فدان أخرى في محافظة قنا. كما تم الاتفاق على النموذج الأمثل لتصميم هذه المساحات وآليات التنفيذ بما يضمن تحقيق الكفاءة المطلوبة.
وأكد الدكتور سويلم، أن التحول إلى نظم الري الحديثة يتطلب دراسة متكاملة تشمل البعد المجتمعي ومدى قبول المزارعين لهذا التحول، إلى جانب دراسة تأثير هذه النظم على كميات مياه الصرف الزراعي ومدى تأثيرها على محطات المعالجة الكبرى في مناطق بحر البقر والدلتا الجديدة والمحسمة.
وأشار إلى ضرورة تقييم تأثير هذه التغيرات على الاتزان الملحي في شمال الدلتا وعدد مرات غسيل التربة المطلوبة لتقليل الملوحة.
يعد هذا المشروع خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية في الزراعة، ودعم جهود الدولة نحو تحقيق الأمن الغذائي والمائي، بما يعكس التزام الحكومة بتوجيهات القيادة السياسية لتطوير القطاع الزراعي ومواجهة التحديات المائية التي تواجه مصر.
أهمية التحول إلى نظم الري الحديث
وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، تحظى قضية التحول إلى نظم الري الحديث باهتمام كبير من الحكومة والمجتمع، باعتبارها جزءًا من الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الأمن المائي وتعزيز كفاءة استخدام الموارد المائية حيث تواجه مصر تحديات كبيرة فيما يتعلق بالمياه، منها ندرة الموارد المائية والزيادة السكانية، مما يتطلب حلولًا مبتكرة لتحسين إدارة المياه.
وأضاف محمود، يعد التحول إلى نظم الري الحديث خطوة أساسية لتقليل هدر المياه وزيادة كفاءة استخدامها لأن الري الحديث يعتمد على تقنيات مثل الري بالتنقيط والرش، التي تقلل من تبخر المياه وتضمن توزيعًا متساويًا للمياه على المحاصيل، موضحًا أن هذا التحول يعزز الإنتاجية الزراعية ويوفر في استهلاك المياه، مما يساهم في تلبية احتياجات الزراعة المستدامة.
دور الحكومة في دعم التحول
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، تعمل الحكومة المصرية على تعزيز التحول لنظم الري الحديث من خلال توفير التمويل والتوعية للمزارعين حيث أطلقت العديد من المبادرات مثل مبادرة "تطوير الري الحقلي" التي تهدف إلى تمويل التحول وتقديم الدعم الفني للمزارعين. كما تسعى الحكومة إلى تقديم تسهيلات للحصول على قروض ميسرة لتنفيذ مشروعات التحول.
وأضاف صيام، رغم الفوائد العديدة لنظم الري الحديث، إلا أن هناك تحديات تواجه تنفيذها من أبرز هذه التحديات التكلفة الأولية المرتفعة لتطبيق هذه النظم، وعدم وعي بعض المزارعين بأهميتها كما أن بعض المناطق الريفية قد تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة لتنفيذ هذه التقنيات.
أثر التحول على الزراعة والمجتمع
وتابع صيام، يؤدي التحول إلى نظم الري الحديث إلى تحسين جودة الزراعة وزيادة الإنتاجية، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني ومستوى معيشة المزارعين مما يساهم في تقليل التوتر على الموارد المائية ويعزز من استدامة القطاع الزراعي في مواجهة التغيرات المناخية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الري الحديث المياه قطاع الزراعة الانتاجية الزراعية وزير الري الموارد المائیة
إقرأ أيضاً:
دعم منظومة الري بالجيزة وتوفير المياه للمنطقة الصناعية بأبو رواش
بحث الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، مع المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، بمقر وزارة الموارد المائية والري بالعاصمة الإدارية، ححالة المنظومة المائية بالمحافظة.
كما تم بحثعدد من ملفات التعاون المشتركة بين الوزارة والمحافظة والمتعلقة بأعمال تطهيرات الترع والمصارف الزراعية، ومنع إلقاء المخلفات المنزلية ونواتج الهدم بالمجارى المائية حفاظًا على سلامة المجاري المائية وجودة المياه .
أكد وزير الري حرصه على التنسيق مع كافة المحافظين لمتابعة المنظومة المائية بكل محافظة خاصة خلال فترة أقصى الإحتياجات المائية، بهدف تحقيق التعاون والتنسيق الكامل بين الوزارة وكافة الجهات لإنجاح موسم أقصى الإحتياجات.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل جاهدة خلال فترة أقصى الإحتياجات المائية على متابعة كافة عناصر المنظومة المائية بمختلف المحافظات للاطمئنان على استيفاء كافة المناسيب والتصرفات المطلوبة لتوفير الاحتياجات المائية اللازمة لكافة الاستخدامات، وهى الفترة التى سبقها شهور من الإعداد الكثيف لضمان قدرة المنظومة المائية على التعامل مع فترة أقصى الاحتياجات بكفاءة وفاعلية.
وأوضح الدكتور سويلم أن أجهزة الوزارة تبذل مجهودات كبيرة فى مجال تطوير المنظومة المائية بمحافظة الجيزة من خلال تنفيذ أعمال تطهيرات الترع والمصارف وتأهيل محطات الرفع والمنشآت المائية بما يُمكن الإدارة العامة لري الجيزة من توفير كافة الإحتياجات المائية خلال الموسم الصيفى الحالى والتعامل مع أى إحتياجات مائية للمنتفعين، والحرص على استمرار التنسيق بين الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بالجيزة وأجهزة المحافظة فى كافة الموضوعات الخاصة بإدارة المنظومة المائية بنطاق المحافظة.
وأكد استمرار التنسيق بين أجهزة الوزارة والمحافظة لإتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة كافة أشكال التعديات على المجارى المائية، واتخاذ اللازم حيال الزمامات الزراعية المخالفة والأراضى الرملية التي تقوم بالرى بالغمر، كما أشار لاستمرار مجهودات الوزارة فى تشكيل روابط مستخدمي المياه بزمام المحافظة ودعم الروابط القائمة بالفعل للمساهمة في التنسيق بين المزارعين ومتابعة الإلتزام بالمناوبات على كل ترعة بالتنسيق مع إدارة الري.
ومن جانبه تقدَّم المهندس عادل النجار محافظ الجيزة بخالص الشكر والتقدير للدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، مثنياً على التعاون المثمر بين الوزارة وأجهزة المحافظة ودعمها المستمر لجهود التنمية الرامية لتحسين جودة حياة المواطنين من خلال تنفيذ مشروعات تطوير منظومة الري وشبكات الطرق وأعمال النظافة والتجميل بأحياء ومراكز ومدن المحافظة، مشيراً إلى عقد لقاءات دورية مع وزير الموارد المائية والري، لبحث الملفات المشتركة والعمل على تذليل العقبات بما يُسهم في الإسراع بتنفيذ المشروعات التنموية.
وأضاف المهندس عادل النجار أن التعاون البناء مع وزارة الموارد المائية والري يُمثل نموذجاً فعّالاً للتكامل بين مؤسسات الدولة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الاحتياجات الحيوية للمواطنين، مشيراً إلى أن المحافظة تعمل على دعم المشروعات التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، لا سيما في قطاعات المياه والصرف الصحي والطرق، لما لها من تأثير مباشر على تحسين مستوى المعيشة، وتعزيز البيئة الصحية والمجتمعية، وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأهالي محافظة الجيزة.
وفيما يخص توفير مياه لإستخدامات المنطقة الصناعية بأبو رواش، وطلب المحافظة حفر (٦) آبار جوفية لخدمة المنطقة الصناعية .. فقد أشار الدكتور سويلم للموافقة من حيث المبدأ مع أهمية قيام أجهزة المحافظة بالتنسيق مع الإدارة العامة للمياه الجوفية لغرب الدلتا لإجراء معاينة على الطبيعة لمواقع الآبار الجوفية المقترحة، واستكمال المستندات المطلوبة تمهيداً للعرض على "اللجنة العليا لتقنين تراخيص الآبار الجوفية وتقنين مصدر رى جوفي" وذلك إعمالا لنص المادة (۱۲۰) من اللائحة التنفيذية للقانون رقم (١٤٧) لسنة ۲۰۲۱ بإصدار قانون الموارد المائية والرى.
وفيما يخص الطلبات المقدمة من المحافظة بشأن طلب تنفيذ كوبري على ترعة المنصورية بمدخل طريق كفر غطاطي، وتغطية ترعة نيازي بنطاق المتحف المصري الكبير أسفل الطريق الدائري، وتنفيذ كوبري بالمدخل السياحي بالمنطقة الأثرية، وتنفيذ كوبري على ترعة الصليبة لاستكمال أعمال توسعة وتطوير محور المنصورية، واستكمال أعمال محور الفريق كمال عامر، وتطوير منطقة شبرامنت، والبروتوكول المشترك المقترح بين الوزارة والمحافظة وصندوق التنمية الحضارية لتغطية جزء من ترعة المنصورية مع استغلال التغطية في مشرعات خدمية واستثمارية ، وجه سويلم لأجهزة مصلحة الرى وهيئة الصرف المعنيتين بمعاينة مواقع هذه الطلبات على الطبيعة، ودراسة هذه الطلبات من الناحية الفنية والنظر في تنفيذها طبقاً للإشتراطات والقوانين المنظمة، وبدون التأثير سلباً على القطاعات المائية للترع والمصارف بالشكل الذى يُمكنها من إمرار التصرفات المائية المطلوبة بدون أي عوائق أو تأخير، مع إجراء دراسات متأنية قبل الموافقة على أى طلبات لتغطية الترع والمصارف نظراً لمخاطر وسلبيات إقامة التغطيات على المجارى المائية.
وفيما يخص تعزيز التعاون بين الوزارة والمحافظة في مجال منع إلقاء المخلفات المنزلية ومخلفات الهدم فى المجارى المائية ، أكد الدكتور سويلم على الدور الهام لأجهزة المحافظة في تفعيل منظومة جمع القمامة وتفعيل دور الجمعيات والشركات المتخصصة لجمع القمامة من المنازل للحفاظ على المجاري المائية والتغطيات داخل المناطق السكنية، مؤكداً على أهمية التعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة المختصة لإيجاد حلول لمشكلة إلقاء المخلفات في المجاري المائية، كحل مستدام لحماية المجارى المائية وتمكينها من القيام بوظيفتها الأساسية فى توصيل المياه والحفاظ على نوعية المياه .
وأشار محافظ الجيزة إلى أن الموضوعات التي جرت مناقشتها من شأنها دعم منظومة الموارد المائية والري بالمحافظة بوجه عام، وتوفير المياه للمنطقة الصناعية بأبو رواش على وجه الخصوص، موضحاً أنه يجرى إتخاذ اللازم من إجراءات لإنشاء مجموعة آبار جوفية بمنطقة أبو رواش الجديدة، لرفع الحصة المائية للمنطقة الصناعية إلى ٢٠ ألف م٣/يوم، كخطوة عاجلة لحين الإنتهاء من تنفيذ محطة مياه أبو رواش، والتي ستوفر (١٥٠ - ٢٥٠) ألف متر مكعب يومياً من مياه الشرب بما يُسهم في تلبية احتياجات المحافظة المتزايدة من مياه الشرب.
وأوضح المحافظ أن المشروعات المقترحة تتضمن أيضاً مقترحات لتنفيذ أعمال تغطية وتوسعة لتقاطع طريق مصر اسكندرية الصحراوى مع ترعة المنصورية أسفل الطريق الدائرى بالإضافة لتغطية ترعة الصليبة وتقاطعها مع أعمال تطوير ترعة المنصورية، وتوفير المساحات اللازمة للامتدادات الشمالية لمحور الفريق كمال عامر، وطريق مصر - أسيوط الزراعي، وتهيئة مدخل منطقة سقارة الأثرية لتعزيز تجربة الزائرين، مؤكداً أن هذه الجهود تُعد جزءًا من خطة متكاملة لرفع كفاءة شبكات الطرق بالمحافظة، وتيسير الحركة المرورية، وتحسين الصورة البصرية والحضارية للمناطق ذات الكثافات المرورية العالية.
كما أكد المحافظ حرص المحافظة على إعطاء الأولوية لمشروعات الصرف الصحي بالمناطق الواقعة بنطاق الترع والمصارف ضمن المرحلة الثانية من مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"