أظهرت دراسة جديدة رائدة أجراها باحثون من جامعة أوتاوا الكندية أن تغيير وقت النوم والاستيقاظ قد يزيد من فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

اعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 70 ألف خص تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، ووجدت أن الأشخاص الذين يغيرون ساعات نومهم بانتظام يكونون أكثر عرضة بنسبة 26% للإصابة بمشاكل قلبية خطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ركزت الدراسة على جوانب مهمة من روتين النوم لدى المشاركين، مثل وقت النوم والاستيقاظ، مدة النوم، وما إذا كانوا يستيقظون أثناء الليل.

كما أخذ الباحثون في الاعتبار أيضًا مجموعة من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على احتمالية حدوث مشكلة صحية خطيرة، مثل مستوى النشاط البدني، استهلاك القهوة، وساعات العمل.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من تقلبات في مواعيد نومهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 26% للإصابة بأحداث قلبية أو دماغية كبرى، حتى بعد الأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى.

وأشار الخبراء إلى أن السبب المحتمل لتأثير مواعيد النوم غير المنتظمة على صحة القلب يعود إلى "عدم التوافق مع الساعة البيولوجية"، وهي الحالة التي تحدث عندما تكون التوقيتات الداخلية لجسم الإنسان غير متزامنة مع الوقت الفعلي في اليوم.

وفي تعليق له، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، جان-فيليب شابوت من جامعة أوتاوا: "يجب أن نحرص على الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت تقريبًا كل ليلة وصباح، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. إذا كان الفارق ساعة واحدة فقط بين مواعيد النوم والاستيقاظ، فإن ذلك يعد مقبولًا، ولكن إذا كانت الفروق أكبر من ساعة، فإن النوم غير المنتظم قد يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية. وكلما كانت الفروق الزمنية أقل، كان ذلك أفضل لصحة الإنسان."

وأكدت النتائج على أهمية الحفاظ على روتين نوم منتظم لتحسين الصحة القلبية والوقاية من الأمراض الخطيرة، مما يسلط الضوء على تأثيرات النوم غير المنتظم على صحتنا بشكل أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النوم أزمة قلبية صحة القلب أمراض القلب جامعة أوتاوا

إقرأ أيضاً:

المركز الدولي ينشر دراسة رائدة بعنوان «الشهادة الشفوية بين التوثيق التاريخي والإثبات القانوني والتجريم»

أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الفلسطينيين «ICSPR» دراسة قانونية رائدة بعنوان «الشهادة الشفوية بين التوثيق التاريخي والإثبات القانوني والتجريم»، من تأليف الدكتور صلاح عبد العاطي، المحامي والباحث والناشط الحقوقي ورئيس الهيئة. تتناول هذه الدراسة إحدى أهم القضايا في مجال التوثيق القانوني والوطني، ألا وهي الرواية الشفوية الفلسطينية ودورها المحوري في إثبات الجرائم الدولية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وفي محاسبة مرتكبيها على المستويين الوطني والدولي.

الشهادة الشفوية: ذاكرة وطنية وأداة قانونية

تتناول الدراسة، بمنهجية قانونية وصفية تحليلية، أهمية الشهادة الشفوية كوسيلة أساسية لحفظ التاريخ الفلسطيني، وتوثيق الانتهاكات والجرائم الجسيمة، وتقديمها كأدلة مقبولة أمام المحاكم الجنائية الدولية. وتستند الدراسة إلى شهادات الضحايا والشهود الذين عايشوا المجازر والانتهاكات، بدءًا من نكبة عام ١٩٤٨، وصولًا إلى الحروب المتكررة على غزة، وآخرها الإبادة الجماعية عام 2023

وتؤكد الدراسة أن الشهادة الشفوية ليست مجرد وسيلة لتوثيق المعاناة، بل هي أيضاً عنصر حيوي في بناء الملفات القانونية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وضمان عدم إفلاتهم من العدالة، استناداً إلى مبدأ عدم الإفلات من العقاب على الجرائم الدولية.

دراسة تكشف عن فجوة في الوثائق الرسمية الفلسطينية

تُسلّط الدراسة الضوء على ضعف الجهود الفلسطينية الرسمية في التوثيق القانوني والمساءلة الدولية، وعدم استغلال عضوية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية بفعالية. وتُشير إلى عدم تقديم ملفات شاملة تُحاسب الاحتلال منذ النكبة، بل اقتصرت إحالة السلطة الفلسطينية على قضايا محدودة، كملف تسوية عام 2014.

ويخلص البحث إلى أن التجربة الفلسطينية في توثيق الروايات الشفوية، وخاصةً على المستوى الرسمي، لم ترق إلى مستوى التحديات. وهذا يستدعي صياغة استراتيجية وطنية شاملة تُشرك مؤسسات المجتمع المدني والجامعات ومراكز الأبحاث، وتُوظّف التكنولوجيا لحفظ الذاكرة الفلسطينية.

وسائل الإثبات أمام المحاكم الدولية

تُقدّم الدراسة نظرة شاملة على وسائل الإثبات القانونية المُعترف بها دوليًا، مُوضّحةً مكانة الشهادة الشفوية إلى جانب الأدلة الكتابية والمرئية والمسموعة. وتُؤكّد الدراسة على إمكانية قبول الشهادات المُسجّلة والمقابلات، بل وحتى الإشاعات، في المحاكم الدولية بموجب مبدأ «الإدانة القضائية».

وتشير أيضاً إلى أن المحاكم مثل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة رواندا اعتمدت بشكل كبير على الشهادات الشفوية، على عكس محاكمات نورمبرغ، التي ركزت على الوثائق، مما يدل على مرونة العدالة الجنائية الدولية في قبول الروايات الشفوية، شريطة أن تكون موثقة وذات مصداقية.

نحو المساءلة: المسؤولية الجنائية والمدنية للاحتلال

تُحدد الدراسة أركان المسؤولية القانونية الجنائية والمدنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً أن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين على مدى عقود تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مما يُمكّن من محاكمة القادة والمنفذين أمام المحاكم الدولية، لا سيما بموجب اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

كما تؤكد أن مسؤولية إسرائيل لا تقتصر على الأفراد بل تمتد إلى تعويض الشعب الفلسطيني عن الأضرار المادية والمعنوية، بما في ذلك تدمير الممتلكات والقتل والتهجير القسري والتطهير العرقي.

العقبات الدولية والوطنية أمام المساءلة

تدرس الدراسة بعمق التحديات الوطنية والدولية الرئيسية التي تعوق مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وأبرزها:

- غياب قانون فلسطيني موحد لملاحقة الجرائم الدولية.

هيمنة القوى الكبرى على مجلس الأمن الدولي والانحياز الأميركي لإسرائيل.

تراجع بعض الدول الأوروبية عن تطبيق مبدأ الاختصاص القضائي العالمي لأسباب سياسية.

ضعف التعاون القضائي الدولي وانعدام الإرادة السياسية الفلسطينية الجادة.

- الفشل في طلب الحماية الدولية أو إنشاء محكمة خاصة بموجب قرار "الاتحاد من أجل السلام".

توصيات استراتيجية للحفاظ على الذاكرة وتحقيق المساءلة

وتقدم الدراسة مجموعة شاملة من التوصيات العملية للحفاظ على ما تبقى من الروايات الشفوية الفلسطينية ومأسسة التوثيق والمساءلة، بما في ذلك:

- إعداد استراتيجية وطنية لتوثيق الشهادات الشفوية لكافة الفلسطينيين في الوطن والشتات.

إنشاء مركز وطني للذاكرة الفلسطينية ضمن الجامعات ومراكز الأبحاث بالشراكة مع منظمات حقوق الإنسان.

تعزيز التفاعل مع الآليات القانونية الدولية واستخدام التكنولوجيا لأرشفة الشهادات.

إطلاق حملة تضامن عالمية لتوثيق الجرائم الإسرائيلية، على غرار حركة المقاطعة «BDS».

- الدعوة إلى تفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية وإنشاء محكمة خاصة لمحاسبة إسرائيل منذ عام 1948.

أهمية الدراسة: سد الفجوة القانونية وتوثيق الذاكرة الفلسطينية

يؤكد المركز الدولي للدراسات السياسية والحقوقية (ICSPR) أن هذه الدراسة تُشكل مساهمة قانونية وأكاديمية مهمة في المكتبة الحقوقية الفلسطينية والعربية، إذ تُقدم رؤية استراتيجية قائمة على تدويل الصراع وتوثيق الرواية الفلسطينية كأداة للمساءلة القانونية.

وتأتي هذه الدراسة في لحظة حرجة في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية وغياب المحاسبة الدولية، ما يتطلب حشد كافة القدرات القانونية والأكاديمية، وتعزيز الشراكات بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني، لبناء مسار قانوني حقيقي يحفظ حقوق الضحايا ويضع حداً للإفلات من العقاب.

اقرأ أيضاًعشرات الجرحى من الأطفال.. استشهاد 8 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال لمدينة غزة

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية

حركة فتح: نثمن موقف الاتحاد الأوروبي ودعمه للقضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • جامعة القاهرة تعلن عن النشر الدولي لأول دراسة بحثية مصرية بالطب الدقيق
  • دراسة صادمة تكشف ما قد يفعله الهاتف الذكي بعقول الأطفال!
  • دراسة تحذر من ترند على التيك توك يؤدي لمخاطر صحية
  • دراسة صادمة.. وسيلة منع حمل شائعة قد تعرّض النساء لخطر السكتة الدماغية
  • التربية في صنعاء تحدد مواعيد الدراسة والإجازات للعام الجديد 2025 – 2026
  • الموت المفاجئ يطارد لاعبي كمال الأجسام المحترفين
  • دراسة تكشف عن مفاجأة غير متوقعة عن (داء الملوك)
  • صحة الرئتين في خطر.. دراسة تحدد سببا غير متوقع
  • المركز الدولي ينشر دراسة رائدة بعنوان «الشهادة الشفوية بين التوثيق التاريخي والإثبات القانوني والتجريم»
  • دراسة: نصف الشباب يفضلون عالمًا بلا إنترنت