إنجلترا – يطرح أستاذ فيزياء بريطاني فكرة قد تبدو غريبة، لكنها قد تكون واقعية: ربما نعيش جميعا في محاكاة متقدمة، كما في فيلم “الماتريكس”.

وتعرف المحاكاة المتقدمة بأنها شديدة التعقيد والواقعية، تعتمد على تقنيات متطورة لخلق بيئة افتراضية يمكن أن تُخدع فيها حتى الكائنات التي تعيش داخلها، فتظن أنها تعيش في “الواقع” بينما هي في الحقيقة جزء من محاكاة.

وفي حديث حصري لـ MailOnline، يتحدث ميلفين فوبسون، الأستاذ المساعد في الفيزياء بجامعة بورتسموث، عن 3 نظريات تشير إلى أن عالمنا قد يكون محاكاة من نوع ما، تديرها أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة.

ويعتقد فوبسون أن البشر قد دخلوا في محاكاة عند الولادة كجزء من تجربة ترفيهية للبقاء مشغولين. أي العيش في عالم مليء بالتجارب والتحديات التي تجعلنا نعيش حياة “ممتعة” ومليئة بالإثارة، تماما كما لو كنا نشارك في لعبة أو تجربة افتراضية.

ويطرح فرضية أن العالم الحقيقي الذي قد نكون قد تركناه وراءنا (قبل الدخول إلى المحاكاة) قد لا يكون مثيرا أو مشوقا بما فيه الكفاية.

ويتابع: “يمكن أن تكون هذه المحاكاة مكانا للترفيه، حيث يختار البشر الدخول إليها عند ولادتهم لتجربة حياة جديدة. ربما يكون الوعي قد اتخذ هذا القرار قبل ولادتنا الفعلية” (دلالة على فكرة فلسفية مفادها أن القرار بشأن حياتنا أو دخولنا إلى المحاكاة قد تم اتخاذه من قبل الوعي قبل أن نولد فعليا في هذا العالم. أي نوع من الاختيار المسبق أو الخطة التي تم تحديدها مسبقا للوجود في محاكاة متطورة).

أما بالنسبة للمفهوم الأعمق، فيُعتقد أن المحاكاة قد تكون أداة لتعلم حلول للمشاكل الكبرى في العالم الحقيقي، مثل الأزمات البيئية والاقتصادية والحروب.

ويوضح فوبسون قائلا: “إذا كانت لدينا القدرة على محاكاة مشكلات معينة، قد نتمكن من تجربة حلول جديدة في بيئات افتراضية، ومن ثم تبني الحلول الناجحة في العالم الحقيقي”. أي قد تكون المحاكاة أداة تعليمية أو وسيلة تجريبية “توفر بيئة آمنة لاختبار الحلول، ما قد يساعد في اتخاذ قرارات أفضل في الواقع”.

وتتعلق النظرية الثالثة التي يطرحها فوبسون بمفهوم “الخلود” داخل المحاكاة، حيث يتحرك الزمن في المحاكاة بشكل أبطأ مقارنة بالعالم الحقيقي. ووفقا لهذه الفرضية، يمكن أن تمثل دقيقة واحدة في العالم الواقعي 100 عام في المحاكاة. وإذا تمكنا من “العيش” في المحاكاة، يمكننا تجربة عدة حيوات متتالية، ما يحقق نوعا من الخلود.

ويقول فوبسون: “إن مائة تجربة حياتية قد لا تستغرق أكثر من مائة دقيقة في العالم الحقيقي. يشبه هذا تمدد الوقت الذي نشعر به أثناء الأحلام، حيث قد يبدو الحلم كأنه يستمر ساعات، بينما في الواقع هو لا يتجاوز لحظات”.

ولا تقتصر فرضيات فوبسون على الجانب الفلسفي أو النظري فحسب. فهو يشير إلى أدلة قد تدعم فرضية المحاكاة من خلال قوانين الفيزياء. كما يرى أن قوانين الكون تشبه شفرة الكمبيوتر، ما يعزز فكرة أننا قد نعيش في محاكاة.

ويوضح أن الكون يعمل وفق قواعد صارمة ومحددة تشبه طريقة عمل البرامج الحاسوبية. وهذا التشابه يعزز فكرة المحاكاة، التي تقول إن الكون الذي نعيش فيه قد يكون مجرد محاكاة افتراضية تدار بواسطة كمبيوتر أو نظام ذكي، تماما كما في فيلم “الماتريكس”.

ورغم أن هذه الأفكار تظل مجرد تكهنات وليست مدعومة من خلال الأبحاث العلمية الثابتة، إلا أن فوبسون يؤكد أن هذه السيناريوهات تثير تساؤلات عميقة حول طبيعة الواقع الذي نعيش فيه. وفي الوقت الذي يشير فيه البعض، مثل إيلون ماسك، إلى أن احتمال وجود “واقع أساسي” هو “واحد في المليارات”، يظل السؤال قائما: هل نحن فعلا في محاكاة، أم أن هذا مجرد خيال فلسفي؟.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: العالم الحقیقی فی محاکاة فی العالم نعیش فی

إقرأ أيضاً:

منح لقب “سير” للملياردير هانز راوزينغ رغم ماضيه القضائي يثير الجدل في بريطانيا

لندن

أثار قرار منح رجل الأعمال البريطاني هانز كريستيان راوزينغ لقب “سير” ضمن قائمة تكريم عيد ميلاد الملك تشارلز الثالث جدلاً واسعاً في الأوساط البريطانية، نظراً لتاريخه الشخصي المرتبط بقضية مأساوية شغلت الرأي العام قبل أكثر من عقد.

وراوزينغ، وريث إمبراطورية “تترا باك” لتغليف الأغذية، حظي بالتكريم الملكي تقديراً لإسهاماته البارزة في العمل الخيري ودعم الفنون، على الرغم من سجله القضائي الذي يعود إلى عام 2012، حين أُدين بإخفاء جثة زوجته الراحلة، إيفا، داخل منزلهما في لندن لمدة ثمانية أسابيع بعد وفاتها بسبب فشل قلبي ناجم عن تعاطي المخدرات.

وكانت التحقيقات قد كشفت حينها، قام راوزينغ بإخفاء الجثة داخل غرفة نوم محصّنة، مغطاة بأكياس قمامة وأغطية، مبرراً فعلته بعجزه عن تقبل وفاتها أو المضي قدماً في الحياة بدونها. وتم اكتشاف الأمر بعد توقيفه بسبب قيادة متهورة، حيث عُثر بحوزته على أدوات تعاطي مخدرات، وثبت لاحقاً وجود الكوكايين والمورفين ومهدئات في دمه.

وحُكم عليه بالسجن عشرة أشهر مع وقف التنفيذ، إضافة إلى شهرين آخرين لقيادته تحت تأثير الكحول ، إلا أن حياة راوزينغ شهدت تحوّلاً جذرياً بعد زواجه من جوليا، التي ساعدته في التعافي من الإدمان والتغلب على أحزانه، ليصبحا معاً من أكبر المساهمين في القطاع الخيري داخل المملكة المتحدة.

ومن خلال “صندوق جوليا وهانز راوزينغ”، قدّم الزوجان تبرعات سنوية تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لدعم مبادرات إنسانية وثقافية. وخلال أزمة كوفيد-19، ساهما بمساعدات طارئة بقيمة 16.5 مليون جنيه، شملت مليون جنيه لصالح حملة “ميل فورس” لدعم كبار السن.

ورغم التكريم، لا تزال أصوات الناقدين ترى أن ماضي راوزينغ لا يمكن تجاهله، ما يفتح نقاشاً أوسع حول معايير منح الألقاب الشرفية في بريطانيا.

مقالات مشابهة

  • مهيب عبد الهادي يثير الجدل بشأن نتيجة لقاء بورتو وبالميراس في كأس العالم للأندية
  • الدردير يثير الجدل بشأن إمام عاشور .. اعرف التفاصيل
  • منح لقب “سير” للملياردير هانز راوزينغ رغم ماضيه القضائي يثير الجدل في بريطانيا
  • حذاء أردوغان الإيطالي الفاخر يثير الجدل
  • رقصت بالصاجات.. ظهور منة شلبي في زفاف منة القيعي يثير الجدل
  • مهرجان جرش يثير الجدل مجدداً
  • مهيب عبد الهادي يثير الجدل بشأن محمد بن رمضان .. تفاصيل
  • مبسوطين | تركي آل الشيخ يثير الجدل بمنشور قبل دقائق من مباراة الأهلي وميامي
  • شوبير يثير الجدل بشأن مباراة الأهلي وإنتر ميامي
  • بعد ما غنلها صدقنى خلاص بصوته .. حبيب نور ابنة الهضبة الغامض يثير الجدل