جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@07:15:27 GMT

الوثائق الخاصة.. ذاكرة الوطن الحية

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

الوثائق الخاصة.. ذاكرة الوطن الحية

 

د. سالم بن عبدالله العامري

تُعد الوثيقة والمخطوطة التاريخية مصدرًا أساسيًا للمعلومات التي ترتكز عليها الدراسات والبحوث العلمية المختلفة باعتبارها أصولًا تاريخية وشاهدًا يُحاكي الماضي والحاضر، وقد نبَّه القرآن الكريم إلى أهمية الكتابة والتوثيق في حيَاة الإنسان في عدّة مواضع منها قوله تعالى :"يَا أيُّها الذين آمَنوا إذا تداينتم بدَيْن إلى أجلٍ مسَمَّى فاكتبوه ولْيَكتب بينكم كاتبُ بالعدل .

.." والوثيقة هي الركيزة الحقيقية التي يعتمد عليها الباحثون عن الحقيقة.

وقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتمامها بالوثائق الخاصة التي تهم الصالح العام لما تشكله من أهمية للذاكرة الوطنية، وتُعرف الوثائق الخاصة التي تهم الصالح العام بأنها الوثائق التي يملكها أو يحوزها الفرد أو العائلة أو القبيلة وتتضمن معلومات أو بيانات تتجاوز نطاق أي منهم ويمكن الاستفادة منها في مجال البحوث والدراسات.

وتُعد الوثائق الخاصة تاريخًا مُمتدًا للذاكرة الوطنية للإنسان العُماني ومرآة للثقافة الوطنية وسلاح في معركة الوعي التاريخي وهي بمثابة إرث تاريخي وقيمة رمزية تزخر به سلطنة عُمان وذاكرة خالدة من أعماق الزمن توثق ماضي الأمة وترسم ملامح المستقبل ومصدرا مهما للبحث العلمي والإبداع الفكري للمهتمين والمشتغلين في الدراسات والبحوث العلمية. ولكي يكون هذا الإرث التاريخي ذاكرة للأمة والوطن ومرجعًا تاريخيًا وثقافيًا يستمد منه المجتمع قيمه وأخلاقه وهويته على مر الأجيال كان لابد من تعزيز الدور الوطني للأفراد والمجتمعات في نشر ثقافة الاعتناء بالوثائق الخاصة من أجل صون هذا التاريخ والتراث الوطني وحمايته من النسيان.

وفي ذات السياق، وفي إطار جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية للاهتمام بالوثائق الخاصة أقيمت محاضرة تعريفية عن أهمية الوثائق الخاصة ودور الهيئة في الحفاظ عليها في قاعة مكتب والي رخيوت، تطرق خلالها المتحدثون عن أهمية هذه الوثائق ودور الهيئة في الحفاظ عليها، مؤكدين على أهمية جمع وتسجيل الوثائق الخاصة للمواطنين وقيمتها في حفظ تاريخ الأفراد والعائلات والأسر والتعريف بمجالات الحياة العامة وأنماط سلوك أفراد المجتمع وإنجازاتهم، وتعاملاتهم في مختلف الأزمنة والأمكنة.

وفي إطار ما سبق، أودُ أن أرسل رسالتين: الرسالة الأولى إلى جميع أفراد المجتمع المحلي، خصوصًا كل من يملك أو يحوز وثائق خاصة تهم الصالح العام بضرورة تسجيلها لدى الهيئة، مع العلم بأنه يحق لكل من يملك أو يحوز مثل هذه الوثائق بعد تسجيلها لدى الهيئة أن يحتفظ بحقه في الملكية أو الحيازة مع الالتزام بحفظها أو ترميمها أو السماح بترميمها من قبل الهيئة، والإبقاء على مكوناتها وعدم تجزئتها، حسب ما نصت عليه مواد قانون الوثائق والمحفوظات.

أما الرسالة الثانية فهي إلى الجهات الحكومية المعنية بحفظ التاريخ والتراث الوطني بضرورة الاستمرار في العمل على تنفيذ سلسلة من الندوات والمحاضرات وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتوثيق تاريخ وتراث ولاية رخيوت والشروع في الإعداد لإقامة ندوة "رخيوت عبر التاريخ"، أسوة ببقية ولايات ومدن السلطنة للتعرف من خلالها على جغرافية وتاريخ وأعلام ولاية رخيوت وملامح النهضة العُمانية الحديثة فيها؛ نظرًا لما تزخر به هذه الولاية من تاريخ عريق وإرث ثقافي وحضاري كبير، وللدور المهم لمثل هذه الندوات في التوعية والبحث عن المعارف والمعلومات من مصادرها الصحيحة والموثوقة ليستفيد منها المختصون والباحثون والمهتمون بدراسة وقراءة التاريخ والتراث والحضارات.

خلاصة القول.. لا بُد من العمل على إبراز الوثائق والاهتمام بها حتى لا يضيع التاريخ، وبالتالي ضياع الحقيقة، وحتى لا يُخطف منا تاريخنا أو تُسلب مِنَّا ذاكرتنا فنصبح- لا قدر الله- أمَّة في مهب الريح بلا تاريخ ولا ذاكرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دراسة: تلوث البلاستيك يؤثر على ذاكرة النحل وعسله

اكتشف العلماء أن تلوث البلاستيك الدقيق قد يضعف ذاكرة النحل، ويتداخل مع قدرته على تذكر الروائح الزهرية وتحديد موقع الزهور، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات التلقيح.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الباحثين اكتشفوا أن المواد البلاستيكية الدقيقة تؤثر على أدمغة نحل العسل وغيره من الملقحات، بما في ذلك النحل الطنان، وذلك وفقا لدراسة نشرت في مجلة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 2 of 4دراسة: جزيئات البلاستيك لها أثر مدمر على النحل والملقّحاتlist 3 of 4الذهب الحلو.. صناعة العسل في أفغانستان تزدهر رغم التحدياتlist 4 of 4اليوم العالمي للنحل.."أعظم الملقحات" التي تطعم العالمend of list

ويمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أيضا أن تعيق هياكل النبات ماديا، مما يمنع ترسب حبوب اللقاح وتلقيح النبات.

وبما أن المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان تقريبا في البيئة -الهواء، والممرات المائية، والتربة، وحتى في الجبال والمواقع النائية- فمن السهل على النحل أن يبتلع أو يستنشق هذه الجزيئات أثناء البحث عن الرحيق وحبوب اللقاح.

تترسب المواد البلاستيكية الدقيقة في الطبيعة نتيجة التخلص غير الصحيح من القمامة، مثل زجاجات المياه وأغلفة الأطعمة التي تحتوي على البلاستيك، فضلا عن مياه الأمطار الجارية والتصريف المباشر من مياه الصرف الصحي أو المنشآت الصناعية، من بين مصادر أخرى.

وعندما تتفتت الجسيمات إلى قطع أصغر، تنتقل عبر الهواء وتستقر على الزهور. عندما يستهلك النحل البلاستيك الدقيق من دون علمه، يمكن أن يكون لذلك تأثير مدمر على صحته، إذ يُعطل بكتيريا الأمعاء وجهاز المناعة، وفقا لدراسة أخرى نشرت في مجلة "ساينس أوف ذا توتال إنفيرونمنت".

إعلان

وقال توماس شيريكو وانغر-غيريرو، عالم البيئة الزراعية في أغروسكوب، وهو مركز أبحاث زراعية في سويسرا، لصحيفة واشنطن بوست: "إذا كان البلاستيك يضيف إلى كل الضغوطات التي تواجهها الملقحات بالفعل، فأعتقد أننا قد نكون في وضع صعب حقا".

ونظرا لحساسية النحل الشديدة للتعرض للبلاستيك الدقيق، فمن المرجح أن ينتهي الأمر بهذه الجزيئات في العسل. وعثر علماء أتراك على جزيئات بلاستيكية دقيقة في معظم عينات العسل المأخوذة وفي ألمانيا، وُجد أن العسل التجاري يحتوي على حوالي 5 جزيئات بلاستيكية دقيقة لكل ملعقة صغيرة.

وارتبط البلاستيك بمجموعة واسعة من مشاكل الصحة البشرية، بما في ذلك اختلال الهرمونات، وأمراض الكلى والقلب، والعيوب الخلقية، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

ونظرا لتعرض الناس للبلاستيك بشكل متكرر، فإن اكتشاف وجوده في العسل يعدّ خبرا سيئا، إذ قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، إذا لم يُلقح النحل الكثير من الأزهار والمحاصيل، فقد يكون مصدر غذائنا في خطر.

ووفقا لوزارة الزراعة الأميركية، تلعب الملقحات دورا حاسما في تغذية العالم، حيث يقدّر العلماء أن حوالي 35% من محاصيل الغذاء في العالم تعتمد على الملقحات في نموها. كما يُلقّح النحل النباتات المحلية ويساهم في صحة النظم البيئية بشكل عام.

ومع تعرض النحل للعديد من الضغوط البيئية، بما في ذلك التلوث بأنواعه وفقدان الموائل، وارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتعرض للمبيدات الحشرية والتي ارتبطت جميعها بانخفاض أعداد النحل؛ فإن البلاستيك الدقيق يشكل تهديدا خطيرا للأنواع.

وللحد من تلوث المواد البلاستيكية الدقيقة توصل باحثون إلى أن الفحم الحيوي -وهو تعديل شائع للتربة يستخدم في المزارع- أزال ما يقرب من 93% من جزيئات البلاستيك من عينات الدراسة، مما يعد أمرا واعدا فيما يتعلق بإمدادات الغذاء العالمية

إعلان

وقال وانغر-غيريرو لصحيفة واشنطن بوست إن الحاجة الملحة للتخفيف من تعرض الطبيعة للبلاستيك لا يمكن المبالغة فيها، لأن البلاستيك يؤثر على البشر والحياة البرية والبيئة، بما فيها أحد أهم الملقحات وهو النحل.

مقالات مشابهة

  • ذاكرة الجدة وذعر الطريق
  • روان أبو العينين تكششف تفاصيل عملية إيلي كوهين واسترداد الوثائق المخبأة بسوريا
  • مالك اليحمدي: الاستثمار العقاري أحد أبرز المسارات التي نراهن عليها لتحقيق الاستدامة
  • ما الدولة التي تراهن عليها أميركا للتحرر من هيمنة الصين على المعادن النادرة؟
  • الفريق أول شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية
  • الأجساد الحية تتوهج بضوء خافت يختفي حين تموت
  • الشربيني يؤكد أهمية توطين الصناعة فيما يخص كافة المهمات التي تحتاجها محطات التحلية
  • دراسة: تلوث البلاستيك يؤثر على ذاكرة النحل وعسله
  • رويترز: الشرع وافق على تسليم مقتنيات الجاسوس كوهين لبناء الثقة مع ترامب
  • مسؤول يوضح أهمية إنشاء الهيئة الإشرافية للخدمات الصحية بوزارة الدفاع