الفيروس المنسي.. أطفال زيكا يعانون وغموض المرض مستمر
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
قبل 7 سنوات، ظهرت الحالات الأولى من فيروس "زيكا" في البرازيل، وإلى الآن لا يقترب العلماء بأي شكل من معرفة كيف انتقل فيروس ظهر لأول مرة قبل 75 عامًا في أوغندا ولم يكن ضارًا، إلى البرازيل بكل هذه الأضرار عام 2015.
وسلّط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، الضوء على ما وصفته بـ"الفيروس المنسي"، حيث أصبحت أسر الأطفال المصابين تعاني بسبب "تراجع الدعم"، في ظل التركيز الكامل على جائحة كوفيد-19، وهي أزمة يعاني منها الباحثون أيضًا.
وتعد عدوى فيروس "زيكا" أثناء الحمل، سبباً لصغر الرأس وغيره من التشوهات الخلقية لدى الرضيع، بما في ذلك تقلصات الأطراف، وارتفاع توتر العضلات، وتشوهات العين، وفقدان السمع.
ويشار إلى هذه السمات السريرية مجتمعة باسم "متلازمة زيكا الخلقية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأصبح معروفا بين البرازيليين أن الأطفال المصابين بتلك المتلازمة يلقبون بـ"أطفال زيكا"، حيث أصيبت أمهاتهم خلال الحمل بالفيروس، مع انتشاره في البلاد عامي 2015 و2016.
كوفيد جذب الأنظارمع بلوغ هؤلاء الأطفال سن السابعة حاليًا، أصبح حجم كثيرين منهم أكبر من حجم أمهاتهم، وحينما يراهم الناس يشعرون بالذهول، حيث كانوا قد نسوهم على مدار السنوات الماضية.
وقالت "نيويورك تايمز" إن تلك الأسر البرازيلية التي يعاني أطفالها من زيكا، "أصبحت بلا أي دعم، وتواجه الأزمة في الغالب وحدها".
ويتوجه الكثير من الأطفال المصابين إلى مراكز علاج مجانية بشكل أسبوعي، حيث تصطحب الأمهات صغارهم على كراسي متحركة لحضور الجلسات.
وحتى الآن، يظل العلماء غير قادرين على الإجابة على أسئلة أساسية بشأن الفيروس وخطورته وكيفية مواجهته. وينتشر الفيروس في البرازيل ومناطق أخرى في أميركا اللاتينية بمعدل منخفض.
وقالت الطبيبة بمنظمة الصحة العالمية التي تقود جهود مواجهة "زيكا"، ديانا روخاس ألفاريز، إن "الاهتمام والتمويل العالميين تراجعا بشكل كبير".
وتابعت لنيويورك تايمز: "هذا ما يحدث حينما تكون هناك حالة طوارئ صحية في الدول الاستوائية ولا يكون لها تأثير عالمي مثل كوفيد. في البداية كان هناك اهتمام كبير بخصوص تطوير علاج وتشخيصات جيدة".
وأضافت: "أتذكر حضور اجتماع حيث كان هناك 40 متقدم لتطوير لقاح، لكن منذ 2017 هدأ كل شيء".
غموض مستمر ودعم متراجعقالت منظمة الصحة العالمية إن خطر التشوهات الخلقية بعد الإصابة بزيكا أثناء الحمل لا يزال غير معروف.
وتشير التقديرات إلى أن 5 إلى 15 بالمئة من الرضع الذين يولدون لنساء مصابات بالفيروس أثناء الحمل، لديهن مؤشرات على حدوث مضاعفات مرتبطة بهذا الفيروس. وتحدث التشوهات الخلقية بعد العدوى العرضية وعديمة الأعراض على السواء.
كما أكدت المنظمة أنه "لا يوجد علاج محدد متاح لعدوى أو مرض فيروس زيكا، كما أنه لا يوجد حتى الآن لقاح للوقاية من العدوى، ولا يزال تطوير لقاح للفيروس مجالا نشطا للبحث".
وتدير الطبيبة ماريا موريرا، مشروعا لمتابعة الأطفال المصابين بمتلازمة زيكا الخلقية في ريو دي جانيرو، وقالت لنيويورك تايمز: "كل الغموض الذي كان موجودا عام 2016، لا يزال كما هو".
وأشارت إلى أن نحو "خُمس الأطفال الذين كانت تتابعهم في مشروعها منذ ولادتهم، ماتوا".
ويرى باحثون أنه "لم يتم تحديد كل الأطفال المصابين بالمرض حتى الآن، لأن هناك أطفالا وُلدوا بأحجام رؤوس طبيعية، لكن اكتشفت أمهاتهم بعد ذلك وجود مشاكل في بنية أدمغتهم، أو تكلّس في أنسجة المخ".
والتكلس هو "تراكم الكالسيوم في أنسجة الجسم غير المناسبة لتخزينه، مما قد يتسبب أحيانا في انسداد الشرايين".
وتقول فيرونيكا سانتوس، وهي أم لطفل مصاب، إنها "تقضي كامل وقتها ليلا ونهارا بجوار ابنها جواو (7 سنوات)"، مضيفة: "لقد نُسينا تماما".
وتابعت لنيويورك تايمز، أن "طفلها حاليا تقريبا بنفس وزنها، لكن يجب عليها حمله والتحرك به، وتنظيف أنبوب غذائه وتغيير حفاضاته، كما تنام بجواره وعليها الانتباه بشكل دائم للتأكد من أنه لم يتوقف عن التنفس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأطفال المصابین
إقرأ أيضاً:
أطفال غزة الخدّج على حافة الموت.. نقص الحاضنات والوقود يهدد حياة المواليد الجدد (شاهد)
في مشهد يلخّص حجم المأساة التي تعايشها غزة، قسرا، وثّقت عدسات الكاميرا أربعة رُضع حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة داخل أحد مستشفيات القطاع المحاصر، وسط صراع يومي يخوضه الأطباء للحفاظ على حياة المرضى، في وقت تحذّر فيه الأمم المتحدة من أنّ: "نقص الوقود وصل إلى مرحلة حرجة تهدد بانهيار القطاع الصحي بشكل كامل".
وتتزايد حالات الولادة المبكرة في القطاع، نتيجة القصف المتواصل والنزوح المتكرر والتوتر النفسي الشديد، فيما تتحول حياة الأطفال "الخدّج" إلى سباق محموم مع الموت، في خضمّ النقص الحاد في الحاضنات، والأدوية المنشطة لرئة الجنين، وأجهزة الأوكسجين.
ويضطر الأطباء، تحت ضغط نقص الإمكانيات، إلى اتخاذ قرارات قاسية، مثل وضع طفلين أو أكثر في ذات الحاضنة، أو المفاضلة بين الأطفال وفق فرص بقائهم على قيد الحياة.
مشهد مؤثر لأربعة رُضَّع حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة في أحد مستشفيات قطاع #غزة المزيد https://t.co/pNxzvyxpiB pic.twitter.com/l799hLOCYq — CNN بالعربية (@cnnarabic) July 10, 2025
أرقام صادمة وواقع مأساوي
بحسب دائرة نظم المعلومات في وزارة الصحة بغزة، فقد توفي 323 طفلاً خدّيجاً خلال عام 2024، وهو رقم مرتفع بشكل مأساوي مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الحرب.
وكانت مستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع تضم قبل العدوان أكثر من 110 حضانات للأطفال، لكن هذا الرقم تراجع بشكل حاد نتيجة استهداف الاحتلال للمرافق الطبية.
وكان قسم الحضانة في مستشفى الشفاء هو الأكبر في فلسطين٬ ويحتوي وحده على 65 حاضنة، إلا أن دمار المستشفى قد أفقد القطاع معظم قدراته في هذا المجال.
وإلى جانب ذلك، يشكو القطاع الطبي من فقدان الحليب الخاص بالأطفال الخدّج، والذي يتميز بسعراته الحرارية العالية ويُعدّ أساسياً لنموّهم.
ويؤكد أطباء أن هذا النوع من الحليب مفقود في جميع أنحاء غزة، وإن توفر فهو باهظ الثمن لا قدرة للناس على شرائه، داعين إلى فتح المعابر فوراً لإدخال الأجهزة الطبية والأدوية والحليب العلاجي اللازم.
اليونيسف: آلاف الرضّع مهددون بالموت جوعاً
في السياق ذاته، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن آلاف الأطفال الرضّع في قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب الجوع الحادّ، وذللك في ظل التدهور غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية الناتج عن الحصار والعدوان المستمر.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ "كل دقيقة تمرّ تُعتبر حاسمة لإنقاذ الأرواح"، مشيرة إلى أنّ: "معظم الأمهات إما استُشهدن جراء القصف أو يعانين من سوء تغذية حاد يمنعهن من إرضاع أطفالهن".
وأضافت راسل أنّ: "الرضّع الفلسطينيين محرومون من الغذاء الكافي، وأن فرص نجاتهم تتضاءل يوماً بعد يوم، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنقاذ أرواحهم".
الحصار يخنق غزة والمجتمع الدولي صامت
بحسب بيانات اليونيسف، فإن نحو 2.4 مليون شخص في غزة يواجهون خطر الجوع نتيجة القيود المشددة على دخول الغذاء والمساعدات الطبية، وهو ما يعرض الأطفال والأمهات والمرضى لخطر الموت البطيء.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي٬ يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، في إطار حرب مدمّرة مستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على الرغم من قرارات محكمة العدل الدولية والدعوات الدولية المتكررة لوقف العدوان.
ويُظهر الواقع الإنساني الكارثي أن الاحتلال يواصل تجاهله لكافة نداءات العالم، إذ تجاوز عدد الشهداء والجرحى في القطاع 194 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. أما النازحون، فمئات الآلاف منهم يكافحون من أجل البقاء وسط انعدام شبه كامل للغذاء والماء والرعاية الصحية.
وفي ختام بيانها، دعت اليونيسف المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته، مؤكدة أن "صمت العالم لم يعد مقبولاً" في مواجهة كارثة إنسانية متفاقمة تهدّد وجود جيلٍ كامل من أطفال غزة.