تواجه فصائل المعارضة بعد سيطرتها على حلب التي تضم كتلة بشرية هائلة تحديات كثيرة، من أهمها ملف الخدمات الضرورية (خبز، مياه)، إلى جانب ضبط الوضع الأمني الذي يفرض نفسه على المشهد في حلب منذ أيام.

ويجد سكان حلب منذ سيطرة الفصائل عليها ضمن عملية "ردع العدوان" صعوبة بالغة في تأمين الكثير من المواد، وخاصة الخبز بعد توقف معظم الأفران عن العمل، رغم استنفار "هيئة تحرير الشام" التي تقود المعارك ضد النظام، في سبيل تأمين الخبز للأهالي، من إدلب.



من جهتها تقول "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"تحرير الشام"، إن لديها "خطة طوارئ" بدأت العمل عليها في حلب، لتأمين المواد الضرورية لأكثر من مليوني نسمة في حلب.



وفي هذا الصدد، يؤكد ممثل وزارة الإعلام في "حكومة الإنقاذ" علي الأمين لـ"عربي21" أن حكومته بدأت تدريجياً بتقديم الخدمات لكافة أحياء المدينة.

وأضاف أن العمل يتم ضمن لجنة الاستجابة الطارئة، مؤكداً أن كافة كوادر "حكومة الإنقاذ" مستنفرة لتقديم الخدمات اللازمة للمدينة.

ما هي التحديات؟
ومنذ خروج المدينة عن سيطرة النظام، بدأت طائرات الأخير باستهداف المستشفيات والساحات العامة، والأحياء السكنية، ما أشاع حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين.

وعن ذلك، يقول علي الأمين، إن أكثر ما يعيق توفير الخدمات لأهالي حلب، هو القصف الجوي من النظام وروسيا، وخاصة أن القصف يستهدف المستشفيات والمراكز الخدمية.

من جهته، أشار المنسق الطبي والإغاثي، الطبيب مأمون سيد عيسى، إلى جملة تحديات تواجه الفصائل، أبرزها توفير الأمن والاستقرار للمدنيين في مدينة حلب وعموم المناطق المحررة حديثاً.

وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى القصف الجوي المستمر على حلب، وإلى عمليات الاغتيال التي تنفذها خلايا نائمة (شبيحة) بقيت في حلب، تتبع للنظام والميليشيات الإيرانية، على حد تأكيده.

من جانب آخر لفت سيد عيسى إلى صعوبات تواجه القيادات العسكرية لعملية "ردع العدوان" و"حكومة الإنقاذ" في مهام إدارة مدينة كبيرة مثل حلب بينما كانت الإدارة تقتصر سابقاً على مدينة إدلب الصغيرة.

وغادرت حلب غالبية الكوادر الإدارية من المرتبطين بالنظام، ما أدى إلى حالة فراغ إداري في المؤسسات الخدمية وغيرها، وبحسب سيد عيسى فإن "سد الفراغ يتطلب نفقات مالية كبيرة، قد تفوق قدرات الفصائل".

وثمة تحديات أخرى، منها توفير الكوادر الطبية، إذ تعاني حلب كما هو حال كل المدن السورية من  نقص الأطباء والمعدات الطبية، والتطورات الأخيرة فاقمت المشكلة.

تحديات اقتصادية
وفي الاتجاه ذاته، سجلت أسواق حلب زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية، وخاصة التي كانت تصل من المدن المجاورة.

ويرجح المراقب الاقتصادي منذر محمد، في حديثه لـ"عربي21" أن ترتفع الأسعار أكثر في حلب في الفترة القادمة، مرجعاً ذلك إلى نفاد المخزون لدى التجار، وإلى زيادة الطلب نتيجة عودة "مرتقبة" لكثير من أبناء مدينة حلب المهجرين.

وأشار إلى أن المواد قد نتدفق من تركيا عبر إدلب، مستدركاً: "لكن مع ذلك الأمر يتطلب تأمين الطرق، وهو بحاجة إلى وقت".

والأهم من وجهة نظر محمد، هو تحريك عجلة الإنتاج في حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، معتبراً أنه: " لا يمكن الحكم على ذلك في هذه الفترة القصيرة".

تكاتف عسكري مدني
القيادي والمسؤول السياسي في "الجيش الوطني" التابع لـ"الحكومة المؤقتة"، هشام اسكيف، قال إن المفهوم العام للعمل العسكري القائم الآن في حلب، وغيرها، هو عمل استراتيجي ممنهج يهدف إلى دفع النظام إلى أمرين، إما القبول بحل سياسي، أي تشكيل هيئة حكم انتقالي وتسليمها السلطة، أو دفع أفراده وإيران وروسيا إلى التخلي عنه ورفع اليد عنه.



وبهذا المعنى يؤكد لـ"عربي21"، أن التحديات الحالية التي تواجه الفصائل في حلب وغيرها من المناطق المحررة بالتأكيد لن يكون التعامل معها أمراً سهلاً.

والحل وفق اسكيف، يتطلب تنسيقاً بين الفصائل والمجتمع المدني، وخاصة لجهة التحديات الأمنية والإدارية، ويقول: "لدينا أولويات، منها إعادة الحياة لحلب (الأفران، المياه)، وضمان سير الدوائر والمؤسسات".

وتابع القيادي، بأن "الحلول موجودة، ويمكن العمل عليها مع الوقت، وتجري الآن بعض الطروحات التي ترضي كل الأطراف، العسكرية والمدنية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المعارضة حلب سوريا سوريا حلب المعارضة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الإنقاذ فی حلب

إقرأ أيضاً:

"جهاز الرقابة" يتلقى 1378 شكوى وبلاغًا لمخالفات مالية وإدارية

◄نفّذ الجهاز 225 مهمة رقابية نتج عنها 172 تقريراً رقابياًّ

◄1378 شكوى وبلاغًا تتعلق بمخالفات مالية وإدارية وأخرى حول سلامة إسناد بعض المناقصات واستغلال السلطة

◄الانتهاء من دراسة وفحص 90% من تلك الشكاوى

◄187 فعالية توعوية لضمان ممارسات نزيهة مؤسسيا ومجتمعيا

 

مسقط- العمانية

تشرف معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيسُ جهاز الرقابة الماليّة والإداريّة للدّولة ورفع التقرير السّنوي إلى المقام السّامي لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- عن نتائج أعمال الجهاز عن عام 2024م، حيث عمل الجهاز على توجيه كافة موارده وإمكاناته لتنفيذ الاختصاصات وتحقيق الأهداف المُوكلة إليه بمستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية، والشراكة الفاعلة على المستويين المُؤسسي والمُجتمعي وبما يخدم مسيرة التنمية المستدامة.

كما أرسل الجهاز نسخًا من التقرير إلى كلٍّ من مجلس الوزراء ومجلس الدّولة ومجلس الشورى إعمالاً لحكم المادة (66) من النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السُّلطاني رقم 6 / 2021، والمادة (29) من قانون الرقابة الماليّة والإداريّة للدّولة الصادر بالمرسوم السُّلطاني رقم 111 / 2011.

واشتمل التقرير على العديد من الموضوعات التي نتجت عن إعمال الجهاز اختصاصاته وبسط رقابته على الوحدات الحكومية والهيئات والاستثمارات والشركات المشمولة برقابته وفق خطة الفحص السنوية المعتمدة لعام 2024م ، أخذاً في الاعتبار أهداف رؤية "عُمان 2040" واسترشادًا بالمبادئ والأسس والمعايير الاسترشادية المعتمدة من المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الانتوساي) من حيث الشمولية والوضوح والإيجاز والدقة والموضوعية، وأدلة العمل الرقابي، ووفق الأهمية النسبية وتحليل المخاطر القائمة على مبدأ الفحص بالعينة، ونفّذ الجهاز بموجبها (225) مهمة رقابية نتج عنها (172) تقريراً رقابياًّ، وأُبلغـت نتائجها إلى الجهات المعنية التي أبدت تعاونًا وتجاوبًا مـن خلال اتخاذ الإجراءات والمعالجات التصويبية للملحوظات وتنفيذ توصيـاته، والقيام بإحالـة بعـض المخالفـات التي تشكل شبهة جنائية إلى الادعاء العام لاتخاذ إجراءاته بشأنها.

ووضح التقرير إحصائية بالمخالفات المالية والإدارية والإجراءات المتخذة بشأنها، ومتابعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ومشاركته في الاجتماعات والمؤتمرات التي تُعقد بشأنها والاتفاقيات واللجان ذات الصلة، بالإضافة إلى دراسة مشروعات القوانين واللوائح والنظم التي تعدها الجهات المشمولة بالرقابة وإبداء ملحوظاته بشأنها، إلى جانب قيام الجهاز بتنفيذ عدد من الفعاليات التوعوية والبرامج التدريبية وإعداد الأدلة ذات الصلة بحماية المال العام وتعزيز النزاهة.

وتضمن التقرير السنوي فحص العديد من الموضوعات بالوحدات الحكومية، منها فحص الحساب الختامي للدولة لعام 2024م وفحص أعمال الربط والتحصيل الضريبي، وفحص الأعمال المالية والإدارية وتقييم أداء بعض المديريات والدوائر بالوحدات الحكومية، وعلى صعيد الموضوعات المتعلقة بأعمال الهيئات والاستثمارات والشركات تضمن التقرير فحص العديد من الموضوعات ذات الصلة بقطاعات الطاقة والمعادن والطيران والبيئة والكهرباء والمياه والأمن الغذائي والصرف الصحي وغيرها من الموضوعات ذات الأهمية التي أُبلغت إلى الجهات المعنية متضمنةً ملحوظات الجهاز وتوصياته.

وتعامل الجهاز خلال عام 2024م مع (1378) شكوى وبلاغًا لموضوعات تتعلق بمخالفات مالية وإدارية وبسلامة إسناد بعض المناقصات واستغلال السُّلطة وغيرها، والتي تلقاها عبر وسائل التواصل المتاحة وتم الانتهاء من دراسة وفحص ما نسبته 90% من تلك الشكاوى والبلاغات، إذ تم اختيار نافذة الشكاوى والبلاغات الخاصة بالجهاز كأحد أفضل التجارب في منظمة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).

كما تضمن التقرير استعراض أبرز الأنشطة الإعلامية والتوعوية التي هدف الجهاز من خلالها إلى تحقيق الوعي الأمثل واتباع الممارسات النزيهة على المستويين المؤسسي والمجتمعي؛ حيث نُفّذ العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات الإعلامية والتوعوية التي بلغ عددها (187) في العام 2024م.

مقالات مشابهة

  • دمج الوزارات .. هل تواجه حكومة كامل إدريس إشكاليات في تداخل الاختصاصات؟
  • اللجنة القطرية للشحن والإمداد تبحث تحديات قطاع الخدمات اللوجستية
  • "جهاز الرقابة" يتلقى 1378 شكوى وبلاغًا لمخالفات مالية وإدارية
  • تذمّر شعبي واسع.. حكومة بن بريك تواجه أزمة الكهرباء في عدن بحلول إسعافية
  • خبير عسكري: تحديات سياسية وميدانية عميقة تواجه جيش الاحتلال
  • تحديات ومخاطر تواجه طب الأسنان في مصر.. رؤية شاملة لحل أزمات المهنة
  • مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر| والزراعة: تحديات تواجه زراعة قصب السكر.. والفلاحين: الفضل للبنجر
  • خبير تربوي: تحديات تواجه تخصيص 20% من درجات الشهادة الإعدادية لأعمال السنة
  • تحديات تواجه "حزب أمريكا" بقيادة إيلون ماسك.. النظام الانتخابي الأمريكي أكبر العقبات
  • أكبر 6 تحديات تواجه حزب إيلون ماسك الجديد