الجزيرة:
2025-05-30@11:36:17 GMT

لوفيغارو: هكذا فقدت فرنسا نفوذها في أفريقيا

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

لوفيغارو: هكذا فقدت فرنسا نفوذها في أفريقيا

قررت تشاد -يوم الجمعة الماضي- إلغاء اتفاقيات الدفاع المشترك مع فرنسا على نحو مفاجئ، وطلبت رحيل ألف جندي فرنسي متمركزين في قاعدة نجامينا العسكرية، وأكدت السنغال في اليوم ذاته عزمها إنهاء وجود الجيش الفرنسي على أراضيها، لتكتمل القطيعة أو تكاد بين باريس وشركائها الأفارقة السابقين بعد الانسحاب القسري من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عام 2022.

هكذا لخصت صحيفة لوفيغارو -في تحقيق صحفي بقلم تانغي بيرتيميه ونيكولا باروت- حاولا فيه إلقاء الضوء على انهيار العلاقات بين فرنسا وأفريقيا، بعد أن بدت عام 2013 في أعلى مستوياتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سكان غزة تجاوزوا الجحيم ووعيد ترامب لن يحرر الأسرىlist 2 of 2خبراء: مقاطع فيديو الجنود الإسرائيليين أدلة على انتهاكات القانون الدوليend of list

واليوم بعد طلب تشاد وعزم السنغال على إنهاء وجود الجيش الفرنسي على أراضيهما، بعد طرده من مالي والنيجر وبوركينافاسو، فلم يبق إلا بضع مئات من القوات في الغابون وكوت ديفوار، وحتى في منطقة القرن الأفريقي التي كانت شبه مستعمرة حتى التسعينيات، يتعايش الجيش الفرنسي الآن مع وحدة أميركية كبيرة وقاعدة صينية ووجود ياباني.

رمز لخسارة النفوذ

وليست البصمة المتبقية للقوات الفرنسية اليوم في أفريقيا -حسب تحقيق الصحيفة- في الواقع سوى الرمز الأكثر وضوحا لخسارة النفوذ والهيبة في المستعمرات السابقة، بعد أن لم ير أحد عام 2013 في مالي علامات التحذير التي رآها جنرال من قوة سيرفال قال "إن الجيش الأجنبي دائما ما يتحول عاجلا أم آجلا إلى جيش احتلال في نظر الرأي العام".

إعلان

عندما أطلق الفرنسيون عملية سرفال العسكرية في مالي اعتقدوا أن بإمكانهم شن حرب بمفردهم على الجماعات المسلحة في منطقة الساحل وهزيمتها، ولكن العقيد داكو الذي يقود الجيش المالي في الشمال، بدا منزعجا من عدم إبلاغه بالغارة على تمبكتو، كما أن مصير كيدال عاصمة الشمال أزعج الرأي العام.

غير أن الفرنسيين تجاهلوا إشارات الانزعاج هذه، وقالوا إن الجيوش لم تكن تملك كل أوراق حل الأزمات في منطقة الساحل، خاصة أن جذورها سياسية واقتصادية، كما تجاهلوا أيضا الأجيال، التي تريد في أفريقيا أكثر من أي مكان آخر تأكيد سيادتها.

توسع الصراع

ومع أن "الدرع" العسكري الفرنسي كان من المفترض أن يبعد المسلحين في أقصى الشمال، فقد بدأ يتصدع، وبدل أن ينحصر الصراع في مالي، امتد ليصل إلى النيجر ثم بوركينا فاسو، التي لا تخفي المعارضة فيها انتقادها للجيش الفرنسي.

وبدا الجيش الفرنسي متغلبا ولكنه اتضح في نفس الوقت أنه غير قادر على التغلب على الجماعات المسلحة، و"التفسير الوحيد لذلك بالنسبة لشريحة من السكان -كما يقول خبير في حرب المعلومات- هو أن فرنسا لا تريد حقا هزيمة الجهاديين"، مما زاد من الحملات المناهضة لها.

ومع انتخاب إيمانويل ماكرون عام 2017، أصبح الوضع سيئا مما دعا الرئيس الجديد إلى السفر إلى مالي ودعوة هيئة الأركان العامة الفرنسية إلى اتخاذ "نهج جديد"، كما أنه كان منزعجا من مماطلة الحكومات الأفريقية التي تقترب من فرنسا ولم تدرك الأخيرة أن هذه الدول بحاجة إلى الدعم.

شعور بالإهانة

ثم كان مقتل 13 جنديا فرنسيا في عملية بمالي عام 2019 بمثابة صدمة، أعلن على إثرها ماكرون عقد قمة مع شركاء فرنسا في منطقة الساحل، وقال في لهجة غير مناسبة "أتوقع من دول الساحل الخمس أن توضح وتضفي الطابع الرسمي على طلبها هل يريدون حضورنا؟".

ويشعر نظراء ماكرون الأفارقة بالإهانة عندما استدعاهم مثل المرؤوسين لكنهم لبوا الدعوة، وبعد بضعة أسابيع، أعلنت فرنسا عن "زيادة" في عدد القوات لمحاولة تحقيق تأثير عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، ولكن الزيادة فشلت في هزيمة الجماعات المسلحة.

إعلان

واندلع الانزعاج الشعبي من الحرب الدموية التي يبدو أنها لن تنتهي أبدا، وعندما استولى العقيد الشاب عاصمي غويتا على السلطة عام 2020 حللت الحكومة الفرنسية فورة الغضب هذه بشكل سيئ للغاية، وتجاهلت البعد المناهض لفرنسا معتقدة أن ظهور الضابط سيدفع بالإصلاحات إلى الأمام.

ولكن بسرعة كبيرة، تبنى المجلس العسكري خطابا نقديا حول تصرفات "إخوان السلاح" الفرنسيين، وفكرت باريس في "إضفاء الطابع الأوروبي" على التدخل لكسر العزلة التي تجعلها هدفا للنقد، دون أن تفهم الحالة الذهنية للسادة الجدد في باماكو.

عمى فرنسي

اعتقدت فرنسا أنها قادرة على التراجع إلى النيجر، لكن إعادة تنظيم عملية برخان العسكرية لا يوقف ديناميكية الظواهر الاجتماعية العميقة وعدم الاستقرار السياسي والخطاب المناهض لفرنسا الذي أصبح خطاب السلطات الرسمية في منطقة الساحل، وهكذا استولى ضباط آخرون على السلطة في بوركينا فاسو ثم آخرون في النيجر، ولم ير الفرنسيون شيئا، مما يكشف عن عمى مثير للقلق، كما يقول تحقيق لوفيغارو.

اعتقدت فرنسا أنها قادرة على التراجع إلى النيجر. لكن: الظواهر الاجتماعية العميقة، وعدم الاستقرار السياسي، والخطاب المناهض لفرنسا الذي أصبح خطاب السلطات الرسمية في منطقة الساحل. وفي أعقاب الانقلاب في مالي، استولى ضباط آخرون على السلطة فعليا في بوركينا فاسو أولا، ثم في النيجر. لم ير الفرنسيون شيئًا قادمًا، مما يكشف عن عمى مثير للقلق.

وأشار التحقيق إلى أن هذا الانسحاب القسري من دول الساحل لم يكن سوى بداية الهزيمة، إذ يقول ضابط كبير متخصص في المخابرات في أفريقيا، إنه يجب على الفرنسيين تقليل ظهورهم، وما يحدث هناك سوف يتذكره الفرنسيون أولا وقبل كل شيء لأسباب تتعلق بالهجرة، ثم لأن أفريقيا ستكون في المستقبل موطنا لمركز ثقل "الإرهاب"، وأخيرا لأنها منطقة صراع بين القوى الكبرى.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی منطقة الساحل الجیش الفرنسی فی أفریقیا فی مالی

إقرأ أيضاً:

رؤية الجارديان لإنقاذ غزة.. هل تجرؤ أوروبا على استخدام نفوذها؟

في تحليل جريء نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، دعت الكاتبة والخبيرة في الشؤون الأوروبية ناتالي توتشي الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات فعلية وعملية للضغط على إسرائيل ووقف المجازر المستمرة في قطاع غزة، معتبرة أن التنديد اللفظي لم يعد كافيًا، وأن الوقت قد حان لـ"فرض ثمن حقيقي على الجرائم الإسرائيلية".

بدأت توتشي مقالتها بإشارة واضحة إلى "استفاقة الضمير الأوروبي" المتأخرة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن هذه الاستفاقة جاءت بعد أكثر من 54 ألف شهيد فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، ومشاهد لا تحتمل من أطفال يتضورون جوعًا ومدنيين يحرقون أحياء، في ظل خطط إسرائيلية معلنة لإعادة احتلال غزة وتهجير سكانها.

تشير الجارديان إلى الانقسام الأوروبي الحاد: أقلية من الدول، مثل إسبانيا، وإيرلندا، وسلوفينيا (بالإضافة إلى النرويج خارج الاتحاد)، اتخذت مواقف مبدئية، اعترفت بدولة فلسطين، ودعمت قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية، واستمرت في تمويل الأونروا.

في المقابل، واصلت دول مثل التشيك والمجر دعمها غير المشروط لحكومة نتنياهو، وذهبت المجر إلى حد الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية.

أما الغالبية العظمى من دول الاتحاد الأوروبي، فآثرت الصمت، ورفضت حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الشهور الأولى للحرب، لتتحرك فقط عندما غيرت إدارة بايدن خطابها في ربيع 2024.

أشارت الجارديان إلي أن المملكة المتحدة أوقفت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الثنائية مع إسرائيل، في خطوة رمزية لكنها ذات دلالة. في حين بدأت فرنسا في التلميح إلى إمكانية فرض عقوبات محددة على إسرائيل، وهي سابقة أوروبية في هذا السياق.

لكن الأهم، بحسب توتشي، هو الحديث المتزايد داخل الاتحاد الأوروبي عن تعليق الامتيازات التجارية الممنوحة لإسرائيل بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة عام 2000، وهي خطوة لا تتطلب إجماعًا وإنما فقط "أغلبية مؤهلة" من الدول الأعضاء.

وبادرت هولندا، التي تعرف تقليديًا بدعمها لإسرائيل، بطلب رسمي لإجراء مراجعة لمدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، وخصوصًا الفقرة الثانية التي تربط الاتفاق بحقوق الإنسان والقانون الدولي كشرط أساسي.

لتمرير قرار تعليق الامتيازات التجارية، تحتاج المفوضية الأوروبية إلى موافقة 15 دولة تمثل 65% من سكان الاتحاد. ورغم دعم 17 دولة للمراجعة، فإن اعتراض ألمانيا وإيطاليا، اللتين تمثلان كتلة سكانية كبيرة، قد يفشل الخطوة.

لكن هناك مؤشرات على تحول في الموقف الألماني، حيث صرح المستشار فريدريش ميرتس مؤخرًا أن ما تقوم به إسرائيل في غزة لم يعد مبررًا، وأنه لم يعد يفهم أهداف الحرب الإسرائيلية في القطاع.

تختم توتشي بالقول إن تعليق الامتيازات التجارية لن ينهي الحرب بين عشية وضحاها، لكنه سيكون أول إجراء ملموس من المجتمع الدولي لفرض كلفة على الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.

طباعة شارك غزة الجارديان أوروبا

مقالات مشابهة

  • رؤية الجارديان لإنقاذ غزة.. هل تجرؤ أوروبا على استخدام نفوذها؟
  • إدانة المهربين وتعويض مالي .. مصر تستعيد آثارًا تاريخية من فرنسا
  • الجيش يزيل آثار أحدث توغل إسرائيلي في عمق الجنوب
  • البرلمان الفرنسي يصوّت لصالح حق الموت بمساعدة الغير
  • وكيلة وزارة المعادن: الوثائق الروسيه تحتوي على قاعدة بيانات قوية لاستعادة كل الوثائق والتقارير الجيولوجية التي فقدت في الحرب
  • السفير الفرنسي يُشيد بإفتتاح مركز TLS Contact بالعيون ويجدد دعم فرنسا للوحدة الترابية للمملكة
  • الجيش يداهم في الشمال وإصابة مواطن خلال العمليات
  • وزير الخارجية الجزائري يؤكد: لن نسمح بالعبث بأمن واستقرار جوارنا في منطقة الساحل
  • الحركات الأزوادية تهاجم الجيش المالي بمسيّرات.. تحول جديد في الصراع
  • أمير الحدود الشمالية يستقبل القنصل العام الفرنسي