تعزّز الولايات المتحدة وجودها العسكري في مياه الخليج؛ لردع تهديدات إيران المتزايدة للسفن وناقلات النفط، وفق ما أعلنت مؤخراً، وفي خطوة تهدف منها واشنطن إلى تعزيز دورها في حماية المنطقة الاستراتيجية.

واقتربت «السفينة الهجومية البرمائية «يو إس إس باتان» وسفينة الإنزال «يو إس إس كارتر هول» من مضيق «هرمز»، بعدما وصلت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى خليج عمان.

ويأتي على متنهما 3 آلاف جندي أميركي، للانضمام إلى القواعد الأميركية في الخليج، في وقت حذّرت فيه القوات الدولية المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، السفن التجارية والناقلات من الاقتراب من المياه الإيرانية. وتأتي هذه التحركات في أعقاب سلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق «هرمز»، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يومياً نحو خُمس إنتاج النفط العالمي.

 وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز، خلال جولة في مقر قيادة الأسطول الأميركي في المنامة: «هناك تهديد متزايد وخطر متزايد (على السفن) في المنطقة على وقع عمليات الاعتراض» الإيرانية قرب المضيق، وأضاف: «في الوقت الحالي، ينصب تركيزنا على تعزيز وجودنا في مضيق (هرمز) وفي محيطه لضمان الأمن والاستقرار في ممر مائي بالغ الأهمية»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقعت الهجمات ضد السفن في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين توترات، بعدما كانت هذه الدول الثرية تعتمد على حماية الولايات المتحدة لها، وتعارض أي انسحاب عسكري أميركي من المنطقة.

واحتجزت إيران أو حاولت الاستيلاء على ما يقرب من 20 سفينة في المنطقة في العامين الماضيين، حسب الجيش الأميركي. .

وفي الآونة الأخيرة، قالت واشنطن إن قواتها منعت محاولتين إيرانيتين لاحتجاز ناقلات تجارية في المياه الدولية قبالة عُمان في الخامس من يوليو (تموز).

وفي أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، احتجزت إيران ناقلتين في غضون أسبوع في المياه الإقليمية. أكثر قدرة والجمعة الماضي، حذّرت القوات البحرية التابعة لدول غربية والتي تقودها الولايات المتحدة في منطقة الخليج، السفن التي تبحر في مضيق «هرمز» من الاقتراب من المياه الإيرانية؛ لتجنّب خطر التعرّض للاحتجاز.

وكانت واشنطن أعلنت قبل ذلك بأيام وصول أكثر من ثلاثة آلاف بحّار أميركي إلى الشرق الأوسط على متن سفن حربية، في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة، أكدّت أنها تهدف إلى ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط. وبحسب هوكينز، فإنّ الحشد العسكري يوفّر لواشنطن «قوات أكثر قدرة على التحرّك عند الحاجة»، علماً بأن العناصر الجدد انضموا إلى أكثر من 30 ألف جندي أميركي يتمركزون في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط.

رغم أن واشنطن أرسلت في السابق تعزيزات عسكرية إلى الخليج، بما في ذلك في 2019؛ رداً على التوترات مع إيران، فإنّ الولايات المتحدة تدرس الآن اتخاذ إجراءات غير مسبوقة. وفي بداية أغسطس (آب)، أفاد مسؤول أميركي في تصريحات صحافية، بأنّ بلاده تستعد لوضع أفراد من مشاة البحرية على متن ناقلات تجارية عابرة للخليج في إطار خطة دفاعية إضافية.

وقال هوكينز: «لدينا بحّارة، لدينا مشاة بحرية مدرّبون هنا في المنطقة للقيام بأي مهمة».

ويتزامن الحشد العسكري مع صفقة تمّت قبل أيام بين إدارة الرئيس جو بايدن والقيادة الإيرانية حول تبادل سجناء وتحرير أموال إيرانية كانت مجمّدة في كوريا الجنوبية، بموجب العقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وقال خبراء ودبلوماسيون إن الاتفاق قد يساعد على تعزيز الجهود لمعالجة مخاوف الطرفين، لكن التوترات قد تستمر.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف، قوله الأسبوع الماضي، إن بلاده «يمكن أن ترد بالمثل» على أي خطوة عسكرية أميركية.

وأجرى «الحرس الثوري» مناورات في جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، في 2 أغسطس الحالي، وشملت التدريب على نشر قوات قتالية، وكذلك تشغيل زوارق سريعة تحمل على متنها صواريخ تصل إلى 600 كيلومتر، وأنظمة صواريخ، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز.

وجاءت المناورات في خضم توتر دبلوماسي بين طهران وموسكو، بعدما رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظراؤه في مجلس التعاون الخليجي، بمبادرة إماراتية، للتوصل إلى حل سلمي في قضية الجزر الثلاث المحتلة؛ طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من خلال المفاوضات الثنائية أو «محكمة العدل الدولية».

وقال المتحدث باسم الأركان الإيرانية أبو الفضل شكارجي لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الأربعاء، إن بلاده «لا تجامل مع أحد بشأن الجزر الثلاثة، وأنها إيرانية بنسبة 100 في المائة».

وقال أيضاً: «على دول المنطقة ألا تتأثر بالحرب النفسية للأعداء»، متهماً الدول الغربية بـ«السعي لإثارة القضية من أجل تبرير حضورها في المنطقة». وأشار تحديداً إلى القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية التي تقوم بمهام ضمن تحالف بحري لمواجهة التهديدات.

وقال: «يريدون إضفاء المشروعية على حضورهم تحت ذرائع، ويحافظون على بقائهم في مياه الخليج (...) وخليج عمان ومنطقة غرب آسيا». وقال: «الرسالة الأساسية للمناورات موجهة للحضور غير المشروع للدول الغربية

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أزمة الرسوم تعود من جديد.. الصين تُصعّد ضد واشنطن برسوم جديدة على الشحن البحري

عادت أزمة الرسوم الأمريكية الصينية من جديد في الواجهة، بعد قرار الصين الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم 14 أكتوبر 2025، بشأن فرض رسوم على السفن الأمريكية التي ترسو في الموانئ الصينية.

يأتي ذلك في خطوة تصعيدية ضد الإجراءات الأمريكية المماثلة التي تستهدف السفن الصينية أيضا.

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة النقل الصينية، ستبلغ قيمة الرسوم المفروضة 400 يوان صيني، أي ما يعادل نحو 56 دولارا أمريكيا، على كل طن صاف من حمولة السفن الأمريكية، ويقابل هذا الإجراء الرسوم الأمريكية التي تبلغ 50 دولارا للطن والتي بدأت واشنطن تطبيقها مؤخرا على السفن القادمة من الصين.

وكانت قد كشفت بكين أنها أبلغت واشنطن بخطة تدريجية لزيادة هذه الرسوم خلال السنوات القادمة، حيث سيتم رفعها تدريجيا حتى 17 أبريل 2028، وفق جدول زمني مماثل لما تنفذه الولايات المتحدة من جانبها.

وأوضحت وزارة النقل الصينية، أن الخطوة الأمريكية الأخيرة تشكل انتهاكا جسيما لقواعد التجارة البحرية الدولية، وتؤدي إلى إضرار مباشر بالتبادل البحري بين البلدين، معتبرة أن الرد الصيني يهدف إلى استعادة التوازن في العلاقات التجارية.

وصرح مايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، أن هذه الإجراءات المتبادلة ستؤدي على المدى القريب إلى زيادة تكاليف الشحن على المستهلكين الأمريكيين، وتراجع أرباح شركات النقل البحري، وانخفاض محدود في الطلب على بعض الصادرات إلى الولايات المتحدة، مشيرا أنه على المدى الطويل، قد تتجه الشركات الأمريكية نحو الاعتماد على سفن من دول غير الصين لتجنب الرسوم، إلا أنه لا يتوقع إقبالا كبيرا على السفن الأمريكية الصنع، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أسعارها وقلة قدرتها التنافسية في صناعة السفن.

اقرأ أيضاًنمو صادرات السيارات بأكثر من 8% في يوليو رغم الرسوم الجمركية الأمريكية

ترامب يحث الاتحاد الأوروبي على خفض الرسوم الجمركية أو مواجهة جمارك إضافية

«معلومات الوزراء» يستعرض تقرير «فيتش» حول تأثير ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصادات الشرق الأوسط في 2025

مقالات مشابهة

  • رفض أميركي لحل عراقيلسلاح حزب الله
  • إيران تقول إنها منفتحة على مقترح نووي أميركي عادل ومتوازن
  • إيران: نرحب بأي مقترح أميركي متوازن ولا مبرر للتفاوض مع الأوروبيين
  • تقرير أميركي عن بدر: واشنطن ليست عدواً والحشد سلاح أيديولوجي افتقدته دمشق
  • الصين تفرض رسومًا "خاصة" على السفن الأمريكية ردًا على واشنطن
  • مصنع ذخائر أميركي سُوي بالأرض.. مقاطع فيديو لما بعد الكارثة
  • إيران تلوح بغلق مضيق هرمز في حال منعها من تصدير نفطها
  • قراءة أميركية: السوداني شريك واشنطن الخفي لكبح نفوذ الحشد
  • أزمة الرسوم تعود من جديد.. الصين تُصعّد ضد واشنطن برسوم جديدة على الشحن البحري
  • بكين ترد على واشنطن بفرض رسوم خاصة على السفن الأميركية