سفيرة إسرائيلية: لسنا قادرين على دفع ثمن تحولنا لنظام فصل عنصري
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
ما تفتأ المحافل الدبلوماسية في دولة الاحتلال تصدر تحذيراتها من التحول التدريجي الى نظام فصل عنصري محاصر ومعزول عن باقي دول العالم، لاسيما مع صعود هذه الحكومة اليمينية الفاشية التي أزالت القناع عن نوايا الاحتلال، وبداية التململ العالمي لنبذه من المجتمع الدولي.
توفا هرتسل سفيرة الاحتلال السابقة في جنوب أفريقيا، والمسؤولة بوزارة الخارجية، ذكرت أنها "أمضت جزءا من سنوات عمرها في جنوب إفريقيا أثناء نظام الفصل العنصري، حين اعتمد على التمييز الرسمي، وتفضيل البيض على بقية المواطنين السود، وقد عدت لتلك الدولة بعد سنوات قليلة من قيام العالم بتفكيك النظام العنصري في 1994، ويؤلمني القول إنه منذ تشكيل الحكومة الحالية في 2023، كثفت إسرائيل الإجراءات التي تجعل منها، على أقل تقدير، دولة على شفا الفصل العنصري".
وأضافت في مقال نشره موقع "والا"، وترجمته "عربي21"، أنه "من الأهمية بمكان القول إننا نشك في أن لدينا القدرة على تحمّل الثمن الذي سندفعه بسبب اتهامنا بتطبيق نظام الفصل العنصري، حيث نسيطر على الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن حالة "استيلاء عسكري"، مع أنه قبل تشكيل الحكومة قبل عامين تقريبا، لم نستبعد رسميا إمكانية التوصل لتسوية إقليمية في الأراضي المحتلة، وفقا لروح قرار مجلس الأمن 242 الذي صدر بعد حرب 1967، وتبناه الاحتلال".
وأشارت إلى أن "ما تقوم به قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يتعارض مع القانون الدولي الذي يحظر على قوة الاحتلال نقل السكان من أراضيهم الخاضعة لسيطرتها إلى الأراضي الواقعة تحت مسؤوليتها والعكس، باستثناء الأغراض الأمنية، لكن قوات الاحتلال اتخذت جملة إجراءات ميدانية على الأرض مثل توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، زاعمة أن ذلك يتم بسبب اعتبارات أمنية".
وأوضحت أنه "مع مرور السنين، وتعميق الاستيطان، أصبحت الحجّة أمام العالم أقل إقناعا، لكن الاحتلال أصرّ عليها، وجاء تعيين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وزيرا إضافيا في وزارة الحرب لإزالة القناع عن نواياه، من خلال منحه جملة من الصلاحيات التي تشكل إعلانا بأن سلوك الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يخضع لاعتبارات استيطانية، وليست أمنية، ومن خلال قيامها بذلك، ينتهك عمدا القانون الدولي فيما يتعلق بالتزاماته تجاه الأراضي الخاضعة لسيطرته، وتجاه الفلسطينيين".
واستدركت بالقول إن "سموتريتش وحكومته لم يكتفوا بذلك، بل إنه أعلن أن عام 2025 سيكون عاما لفرض سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية، تمهيدا لخطة الضمّ، مع العلم أن ذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئاً، لأن الخطوط الأساسية للحكومة الحالية تستبعد التوصل مع الفلسطينيين لتسوية إقليمية، ما يعني أن "الحق التاريخي" في إسرائيل بات "حصريا"، ويمتد من "النهر إلى البحر"، كل شيء لنا، لنا فقط، وحدة واحدة، وكأن الخط الأخضر بات من التاريخ".
ليس هذا فقط، تواصل الكاتبة، فقد جاء "إعلان وزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس، قبل أيام قليلة، بإلغاء أحكام الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود العنيفين ممن يمارسون الإرهاب، وكأننا أمام تكرار لما كان يحدث في جنوب أفريقيا العنصرية في ذلك الوقت حين كان سلوك السلطات تجاه المشتبه بتنفيذهم أعمالا عدائية ينطلق من انتمائهم الجماعي العنصري، أي أنها ابتدعت إجراءات قضائية مختلفة بالنسبة للبيض، وقانون آخر للسود".
ولفتت إلى أن "الإسرائيليين مدعوون للاهتمام بمدى تأثير العقوبات المفروضة على جنوب أفريقيا بسبب التمييز المؤسسي عليهم، وأن يسألوا أنفسهم عما يعتقدون أنه سيحدث لإسرائيل نتيجة للسياسة التي ستترك ملايين الفلسطينيين دون حقوق، وأن يقرروا ما إذا كان الثمن الذي سيدفعونه يستحق ذلك، مما يعني أن الإسرائيليين ليسوا معفيين من مناقشة تصرفات حكومتهم، بل من واجبهم فهم العواقب التي ستترتب عليهم، لأن الأمر يتعلق بتحويل إسرائيل إلى دولة واحدة ذات شعبين يتمتعان بحقوق مختلفة، وهي دولة سيخرجها سلوكها من الإجماع الدولي، وهناك سبب للخوف من أن الأوان قد فات بالفعل عن أي استدراك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الفلسطينية فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
4 شهداء بغارات إسرائيلية على لبنان.. والجيش يتحدث عن عوائق انتشاره في الجنوب
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الجمعة، استشهاد أربعة أشخاص جراء غارات جوية إسرائيلية، استهدفت مناطق في جنوبي وشرقي البلاد مساء الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن الوزارة قولها إن "سلسلة الغارات التي شنها العدو الإسرائيلي مساء أمس الخميس أدت إلى سقوط أربعة شهداء".
ومساء الخميس، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوبي وشرقي لبنان، بينها البقاع وبعلبك وجزين، في تصعيد جديد وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما ادعى أن غاراته استهدفت "بُنى تحتية قتالية استراتيجية".
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وتل أبيب، لكن جيش الاحتلال خرقه أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 266 شهيدا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.
من جانبه، شدد قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، اليوم الجمعة، على أن عدم انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية اللبنانية بالمنطقة.
جاء ذلك في كلمة لهيكل خلال اجتماع في بيروت، بمناسبة العيد الثمانين للجيش اللبناني الموافق 1 آب/ أغسطس من كل عام، تطرق فيها للأوضاع المحلية والإقليمية، وفق بيان للجيش.
وذكر أن "الجيش مستعد دائما للعطاء والتضحية وسط التحديات القائمة، خاصة الانتهاكات والاعتداءات المتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي ضد سيادة لبنان وأمنه، وما ينتج عنها من سقوط شهداء وجرحى ودمار".
وأضاف أن "الجيش نفذ انتشارا واسعا ومهما في منطقة جنوب (نهر) الليطاني بالتنسيق والتعاون الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، فيما لا يزال العدو الإسرائيلي يحتل عدة نقاط".
ورأى أن "استمرار الاحتلال هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية، وقد أبدى الأهالي في الجنوب تعاونا كاملا مع الجيش".
وعلى صعيد الوضع الداخلي، أكد هيكل أن "جهود الجيش ترتكز حاليا على حفظ الاستقرار والسلم الأهلي، وتأمين الحدود وحمايتها، ومنع أعمال التهريب، ومواجهة التهديدات الخارجية".
وأشار إلى أن "التواصل مستمر مع السلطات السورية بخصوص أمن الحدود، باعتبار أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى استقرار البلدين".
وتضم الحدود بين لبنان وسوريا الممتدة على طول 375 كيلومترا، معابر غير نظامية، غالبا ما تستخدم لتهريب الأفراد والسلع والسلاح، وشهدت أواخر آذار/ مارس الماضي توترا أوقع قتلى من الجانبين.
ولفت هيكل إلى أن "الجيش يتابع بدقة أي تحرك لمجموعات إرهابية، ويعمل على توقيف أعضاء هذه المجموعات"، معربا عن تقديره "للعسكريين على جهودهم وتضحياتهم".