موقع 24:
2025-07-29@07:59:09 GMT

ترامب والشرق الأوسط

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

ترامب والشرق الأوسط

يستعد الرئيس السابق والقادم إلى عهدة جديدة بكل زخم الرئيس ترامب لوضع أركان حكومته الجديدة، وعين أهم المناصب فيها ولم ينتظر حتى المراجعة الأمنية من قبل مكتب التحقيق الفيدرالي. وإذا كان الموظفون هم السياسة، كما يقول الأمريكيون، فإن معالم سياسته واضحة. العنوان العريض للإدارة القادمة هو استعادة عظمة أمريكا.

والدبلوماسية والاقتصاد والأمن والشأن العسكري سيجير لهذا الهدف. وما انفك الرئيس المنتخب يهدد ويتوعد كل من سيكون حجر عثرة أمام استعادة الولايات المتحدة لمجدها السابق.
ولكن ما يجهله الكثيرون أن انخراط الولايات المتحدة في الشؤون الدولية هو ما أكسبها العظمة والتأثير. ولا شك أن تسيد العالم له ثمن يجب دفعه.. فالولايات المتحدة تنشر قواعدها والتسهيلات العسكرية في أنحاء المعمورة لضمان سير المنظومة الدولية بسلاسة.
ولكن هذه الهيمنة تكسب كثيراً من القيمة للدولة الأولى في العالم.. عدا عن القوة التي تتمتع بها القوة المهيمنة، وهي قيمة مهمة في حد ذاتها في العلاقات الدولية، هناك أيضاً مغانم كثيرة.. فعلى سبيل المثال العملة الأمريكية الدولار تكتسب أهميتها ليس من النفوذ الأمريكي فحسب، ولكن من تسعير النفط بالدولار رغم أن الولايات المتحدة تخلت عن تعهداتها تجاه عملتها. ويساعد تحديد أسعار النفط بالدولار للحفاظ على قيمتها وبالتالي تستطيع طباعة عملتها دون غطاء من الذهب والذي يسمح لها بتمويل عجز ميزانيتها ودفع الفوائد المستحقة على مديونيتها المتزايدة.
ولهذا السبب يهدد ترامب بالويل والثبور وعظائم الأمور ضد دول بريكس ومن يحاول أن يستبدل الدولار بعملة أخرى.. وهذه حالة ستجبر واشنطن على عدم التخلي عن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الدول المنتجة للنفط.. وقد تكون هذه ورقة ناجحة في التعامل مع الإدارة القادمة.
بالنسبة للقضايا الأخرى المتعلقة بالمنطقة، فإن المعنيين بالشؤون الخارجية والأمن الوطني والدفاع هم من الصقور المعادين لإيران ومتحالفون مع اليمين الإسرائيلي.. فعلى سبيل المثال فإن ماركو روبيو وزير الخارجية المعين معروف عنه مساندة إسرائيل إلى أقصى درجة ومعادٍ لكوبا موطن والديه الأصلي، إضافة إلى إيران والصين وفنزويلا.
وكذلك الحال بالنسبة لمستشار الأمن القومي عضو مجلس النواب، مايك والتز، وبيت هيجسيث، المذيع في قناة فوكس المحافظة، والذي اختير كوزير للدفاع والذي صرح أن الصهيونية والأمريكانية صنوان وأن الولاء المزدوج لإسرائيل والولايات المتحدة شيء جيد. وسفير ترامب الجديد إلى إسرائيل هو مايك هكبي إنجيلي متعصب لإسرائيل ويدعو إلى تمدد الأخيرة إلى خارج حدودها، وأن أراضي غزة والضفة الغربية جزء من أرض إسرائيل التوراتية.
سيدفع هؤلاء إلى العودة إلى الضغوط القصوى ضد إيران.. كما سيحاول ترامب وطاقمه الأمني والدبلوماسي للدفع بعزل إيران إقليمياً ودولياً.. وستؤجج إسرائيل من خلال أنصارها في واشنطن بالتخلص من النظام الإيراني والهجوم على البرنامج النووي الذي قد يعيد المنطقة إلى دوامة العنف مرات ومرات.
بالنسبة لترامب تمثل دول الخليج أهمية كبرى بسبب اقتصاداتها الهائلة واستقرارها السياسي.. العلاقة ستكون بين واشنطن وعواصم دول الخليج علاقة متميزة تتسم بتبادل المنافع والصفقات.. ولكن سيكون هناك عقبتان رئيستان في العلاقة.. أولى هذه احتمال الضغط على المملكة العربية السعودية للتطبيع مع إسرائيل دون التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أو خارطة طريق تؤدي إلى دولة فلسطينية. وقد التزمت الرياض مرات على لسان أكثر من مسؤول رفيع يَنْأى ببلاده عن التطبيع مع إسرائيل إذا لم يكن هناك طريق واضح يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشريف.
العقبة الثانية في العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة سيتمثل في ضغط ترامب لتحديد موقع هذه الدول في التنافس بين أمريكا والصين.. فبالنسبة لصقور الإدارة القادمة يعتبر هذا التنافس أكبر مسألة استراتيجية وأكبر تحدٍّ يواجه الولايات المتحدة.. بوادر هذا التوجه كان موجوداً في إدارة بايدن الحالية.. والمتوقع أنها تتضاعف مع الإدارة القادمة. الوضع القادم يتطلب تنسيقاً إقليمياً للمحافظة على المصالح العليا لأقطار المنطقة والحفاظ على أمنها. وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله «ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِك فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِك وإذا قصدتَ لحـاجــةٍ فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك».

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الحرب في سوريا إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل عام على حرب غزة إيران وإسرائيل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«ويتكوف»: اتفاقيات أبراهام مرشحة للتوسع.. و10 دول قد تنضم هذا العام

نقلت شبكة “فوكس نيوز” عن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سلسلة تصريحات تتعلق بتطورات إقليمية ودولية، في مقدمتها مستقبل اتفاقيات أبراهام، والمفاوضات المتعلقة بملفات حساسة في المنطقة.

وقال ويتكوف في تصريحاته إن "اتفاقيات أبراهام للسلام ستتوسع بشكل ملحوظ خلال الأشهر المقبلة"، مشيرًا إلى أنه "لن يكون مفاجئا إذا انضمت نحو 10 دول إضافية إلى الاتفاقيات بحلول نهاية العام".

وبحسب ويتكوف، فإن "المفاوضات التي كانت قد تعثرت مع حركة حماس بدأت تعود إلى مسارها الصحيح"، كما أضاف أن "الاتصالات مع إيران تشهد بدورها مؤشرات إيجابية، وهناك جهود لإعادتها إلى طاولة الحوار".

وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، أكد ويتكوف أن "توترًا وقع مؤخرًا في البلاد، لكن الأمور في طريقها إلى التسوية بالفعل"، لافتًا إلى أن "التهدئة قيد التبلور في الساحة السورية".

وعلى الصعيد الدولي، أوضح المبعوث السابق أن "المفاوضات بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستستأنف قريبًا"، مشددًا على أهمية دور الولايات المتحدة في حفظ الاستقرار.

وختم ويتكوف بالقول: "الرئيس ترامب هو شرطي العالم حاليًا، وهذا أمر مهم لأنه يجلب النظام والاستقرار إلى الساحة الدولية".

طباعة شارك الشرق الأوسط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف اتفاقيات أبراهام حركة حماس روسيا وأوكرانيا شرطي العالم

مقالات مشابهة

  • بوابة تجارة آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.. ميناء نيوم يخفض 50 % من زمن الشحنات الإقليمية
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • السيناتور غراهام: إسرائيل ستفعل بغزة ما فعلناه في طوكيو وبرلين (شاهد)
  • تراجع مؤشر الذكاء الاصطناعي المؤسسي في أوروبا والشرق الأوسط
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتوصلان لاتفاق تجاري بشأن الرسوم الجمركية
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • «ويتكوف»: اتفاقيات أبراهام مرشحة للتوسع.. و10 دول قد تنضم هذا العام
  • النظام العالمي والشرق الأوسط الجديد