موقع 24:
2025-12-08@14:25:27 GMT

ترامب والشرق الأوسط

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

ترامب والشرق الأوسط

يستعد الرئيس السابق والقادم إلى عهدة جديدة بكل زخم الرئيس ترامب لوضع أركان حكومته الجديدة، وعين أهم المناصب فيها ولم ينتظر حتى المراجعة الأمنية من قبل مكتب التحقيق الفيدرالي. وإذا كان الموظفون هم السياسة، كما يقول الأمريكيون، فإن معالم سياسته واضحة. العنوان العريض للإدارة القادمة هو استعادة عظمة أمريكا.

والدبلوماسية والاقتصاد والأمن والشأن العسكري سيجير لهذا الهدف. وما انفك الرئيس المنتخب يهدد ويتوعد كل من سيكون حجر عثرة أمام استعادة الولايات المتحدة لمجدها السابق.
ولكن ما يجهله الكثيرون أن انخراط الولايات المتحدة في الشؤون الدولية هو ما أكسبها العظمة والتأثير. ولا شك أن تسيد العالم له ثمن يجب دفعه.. فالولايات المتحدة تنشر قواعدها والتسهيلات العسكرية في أنحاء المعمورة لضمان سير المنظومة الدولية بسلاسة.
ولكن هذه الهيمنة تكسب كثيراً من القيمة للدولة الأولى في العالم.. عدا عن القوة التي تتمتع بها القوة المهيمنة، وهي قيمة مهمة في حد ذاتها في العلاقات الدولية، هناك أيضاً مغانم كثيرة.. فعلى سبيل المثال العملة الأمريكية الدولار تكتسب أهميتها ليس من النفوذ الأمريكي فحسب، ولكن من تسعير النفط بالدولار رغم أن الولايات المتحدة تخلت عن تعهداتها تجاه عملتها. ويساعد تحديد أسعار النفط بالدولار للحفاظ على قيمتها وبالتالي تستطيع طباعة عملتها دون غطاء من الذهب والذي يسمح لها بتمويل عجز ميزانيتها ودفع الفوائد المستحقة على مديونيتها المتزايدة.
ولهذا السبب يهدد ترامب بالويل والثبور وعظائم الأمور ضد دول بريكس ومن يحاول أن يستبدل الدولار بعملة أخرى.. وهذه حالة ستجبر واشنطن على عدم التخلي عن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الدول المنتجة للنفط.. وقد تكون هذه ورقة ناجحة في التعامل مع الإدارة القادمة.
بالنسبة للقضايا الأخرى المتعلقة بالمنطقة، فإن المعنيين بالشؤون الخارجية والأمن الوطني والدفاع هم من الصقور المعادين لإيران ومتحالفون مع اليمين الإسرائيلي.. فعلى سبيل المثال فإن ماركو روبيو وزير الخارجية المعين معروف عنه مساندة إسرائيل إلى أقصى درجة ومعادٍ لكوبا موطن والديه الأصلي، إضافة إلى إيران والصين وفنزويلا.
وكذلك الحال بالنسبة لمستشار الأمن القومي عضو مجلس النواب، مايك والتز، وبيت هيجسيث، المذيع في قناة فوكس المحافظة، والذي اختير كوزير للدفاع والذي صرح أن الصهيونية والأمريكانية صنوان وأن الولاء المزدوج لإسرائيل والولايات المتحدة شيء جيد. وسفير ترامب الجديد إلى إسرائيل هو مايك هكبي إنجيلي متعصب لإسرائيل ويدعو إلى تمدد الأخيرة إلى خارج حدودها، وأن أراضي غزة والضفة الغربية جزء من أرض إسرائيل التوراتية.
سيدفع هؤلاء إلى العودة إلى الضغوط القصوى ضد إيران.. كما سيحاول ترامب وطاقمه الأمني والدبلوماسي للدفع بعزل إيران إقليمياً ودولياً.. وستؤجج إسرائيل من خلال أنصارها في واشنطن بالتخلص من النظام الإيراني والهجوم على البرنامج النووي الذي قد يعيد المنطقة إلى دوامة العنف مرات ومرات.
بالنسبة لترامب تمثل دول الخليج أهمية كبرى بسبب اقتصاداتها الهائلة واستقرارها السياسي.. العلاقة ستكون بين واشنطن وعواصم دول الخليج علاقة متميزة تتسم بتبادل المنافع والصفقات.. ولكن سيكون هناك عقبتان رئيستان في العلاقة.. أولى هذه احتمال الضغط على المملكة العربية السعودية للتطبيع مع إسرائيل دون التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أو خارطة طريق تؤدي إلى دولة فلسطينية. وقد التزمت الرياض مرات على لسان أكثر من مسؤول رفيع يَنْأى ببلاده عن التطبيع مع إسرائيل إذا لم يكن هناك طريق واضح يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشريف.
العقبة الثانية في العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة سيتمثل في ضغط ترامب لتحديد موقع هذه الدول في التنافس بين أمريكا والصين.. فبالنسبة لصقور الإدارة القادمة يعتبر هذا التنافس أكبر مسألة استراتيجية وأكبر تحدٍّ يواجه الولايات المتحدة.. بوادر هذا التوجه كان موجوداً في إدارة بايدن الحالية.. والمتوقع أنها تتضاعف مع الإدارة القادمة. الوضع القادم يتطلب تنسيقاً إقليمياً للمحافظة على المصالح العليا لأقطار المنطقة والحفاظ على أمنها. وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله «ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِك فتـولَّ أنتَ جميعَ أمرِك وإذا قصدتَ لحـاجــةٍ فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك».

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الحرب في سوريا إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل عام على حرب غزة إيران وإسرائيل الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

السفير الأمريكي يبدأ جولة في إسرائيل والأردن لبحث تنفيذ خطة النقاط العشرين

يباشر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، السبت، جولة في الشرق الأوسط تستمر أربعة أيام تشمل إسرائيل والأردن، في إطار مساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لدفع تنفيذ "خطة النقاط العشرين".

النرويج تدعو لتشكيل قوة دولية لحفظ السلام في غزة خلال ديسمبرللإعلام العبري.. قائد "أبو شباب" الجديد يعلن مواصلة الحرب ضد حماس في جنوب غزةسفك الدمــ.اء لا يتوقف.. جارديان: غزة تعيش مأساة الموت والفقر والبؤسوزير الخارجية التركي: يجب استبعاد حماس من المشاركة في شرطة غزة

ووفقًا لوكالة "بلومبرج"، سيجري والتز خلال زيارته إلى إسرائيل مباحثات مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ، ومن المتوقع أن تركز على الملفات المرتبطة بالخطة الأميركية ومسارها التنفيذي.

أما في الأردن، فيلتقي السفير الأميركي الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي، حيث ستتناول المباحثات دور المملكة في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل التطورات الميدانية والجهود الدولية لدعم المدنيين.

طباعة شارك السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة الأمم المتحدة مايك والتز لشرق الأوسط إسرائيل والأردن

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن خطة سلام لم تكن سهلة
  • أردوغان يدعو مادورو إلى مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة
  • إردوغان يدعو مادورو إلى مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة
  • أردوغان يحض مادورو على مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة
  • لهذا تتعثر استراتيجية الولايات المتحدة تجاه لبنان
  • السفير الأمريكي يبدأ جولة في إسرائيل والأردن لبحث تنفيذ خطة النقاط العشرين
  • أحترم ترامب ولكن.. هرتسوج ردا على العفو عن نتنياهو: إسرائيل دولة ذات سيادة
  • أمريكا أولا .. وثيقة ترامب تعيد صياغة العالم وتستبعد أوروبا والشرق الأوسط
  • باشات: مصر تمتلك قدرة صناعية وعسكرية تؤهلها لقيادة التعاون الدفاعي في أفريقيا والشرق الأوسط
  • ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب