هل تتعرض روسيا وإيران لـالإهانة مرة أخرى حال سقوط نظام الأسد في سوريا؟
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
فاجأت المعارضة السورية العالم عندما بدأت هجوما مفاجئا ضد المواقع التي يسيطر عليها النظام السوري في شمال غرب سوريا، وفي غضون 72 ساعة، تمكنت بشكل لافت من طرد قوات الأسد من مساحات شاسعة من حلب، وهو ما أعاد "هيئة تحرير الشام" إلى المنطقة لأول مرة منذ ثماني سنوات.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، صموئيل راماني، في مقال نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية إن "انتصار هيئة تحرير الشام أعاد وجود الثوار في حلب ومهد الطريق لذوبان جليد الحرب الأهلية السورية".
وأضاف راماني أنه "كما كان متوقعا، ردت الطائرات المقاتلة الروسية - التي تدعم حليفهم الأسد - بقصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب وإدلب، كما انضمت ميليشيات كتائب حزب الله المتحالفة مع إيران إلى القتال نيابة عن الدكتاتور".
وأكد أنه "بغض النظر عما ستفعله روسيا وإيران بعد ذلك، فإن هجوم هيئة تحرير الشام حطم سراب الاستقرار الاستبدادي الذي يسمح للأسد بقمع السوريين دون عقاب، وبالنسبة لبوتن، فإن ضعف الأسد يمثل حبة مريرة بشكل خاص يصعب بلعها، فقد وصلت الطائرات الروسية ومرتزقة مجموعة فاغنر إلى سوريا في عام 2015 وساعدوا الأسد في تحويل مجرى الحرب الأهلية، وكان ذلك وحشيا، لكنه فعال".
وبين أن "الكرملين كان قد نجح في الترويج لنموذجه السوري لمكافحة التمرد في الدول الأفريقية مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، التي واجهت تهديدات متصاعدة من الإرهاب العابر للحدود الوطنية، وأقنع النجاح الحاسم للتدخل العسكري الروسي عدوه التاريخي السعودية بالتعامل مع موسكو وعزز بشكل لا يقاس مكانة روسيا كقوة عظمى في الشرق الأوسط".
واعتبر أن "انتصار روسيا في سوريا كان دائما قائما على الأساطير، وعلى الرغم من إصرار بوتين على أن روسيا لعبت دورا حيويا في قطع رأس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وتنظيم القاعدة، فإن أكثر من 90 بالمئة من غاراتها الجوية استهدفت الثوار السوريين غير المنتمين إلى أي من المجموعتين الإرهابيتين، ولقد شوهت معركة خشام في شباط/ فبراير 2018 صورة قوة مجموعة فاغنر بشكل لا يمكن إصلاحه، حيث لقي 200 من مرتزقتها حتفهم على أيدي الجيش الأمريكي".
وقال راماني "الآن تم استئصال أكبر أسطورة على الإطلاق، وهي استقرار سوريا، ومن أجل وضع الملح على جراح روسيا، فإن محنة الأسد هي جزئيا نتاج سوء تقدير خطير من جانب موسكو، فقد أجبر الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا على تحويل الموارد العسكرية تدريجيا من سوريا، وتم إعادة نشر طائرات مقاتلة من طراز سو 25 ونظام دفاع جوي من طراز إس 300 على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، ومع نقل القوات الروسية المتمرسة في سوريا إلى أوكرانيا وعدم اندماج بعض مرتزقة مجموعة فاغنر مع القوات المسلحة الروسية بعد تمرد يفغيني بريغوزين المشؤوم في حزيران/ يونيو 2023، تضاءلت قدرة الكرملين على حماية الأسد".
وأشار إلى أن "الأسد لجأ إلى القوات الإيرانية لتحل محل القوات الروسية المغادرة، لقد بدا كل شيء مستقرا حتى أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر واندلاع حرب غزة، ولقد ضربت إسرائيل بانتظام مطاري دمشق وحلب، حيث وفرا الدعم الأساسي لتهريب الأسلحة الإيرانية، كما أدى انخراط روسيا مع حماس وحزب الله إلى تدمير قنوات الاتصال القائمة مع إسرائيل بشأن الضربات على سوريا".
وأضاف "لقد حولت روسيا الأفراد القليلين إلى تسع نقاط مراقبة في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها سوريا ووجد قادة الحرس الثوري الإيراني أنفسهم مرارا وتكرارا في خط النار. وقد أدى هذا إلى خلق فراغ أمني استغلته هيئة تحرير الشام".
وأوضح أنه بينما "يرحب الغرب بأخطاء روسيا، إلا أنهم لا يغطون على العواقب الكارثية لفك ارتباطه بسوريا، وبعد أن استعاد الأسد حلب بوحشية في عام 2016، تخلى الغرب عن الثوار السوريين الذين دعمهم منذ عام 2011، احتفظت الولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية ضد سوريا وأحبطت استثمارات إعادة الإعمار من خلال التوقيع على قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين في عام 2019".
واعتبر أنه "لم يتم تطبيق هذه التدابير بشكل كافٍ، ولقد خلق حلفاء الأسد متاهة من الشركات الواجهة لحماية أنفسهم من الانهيار الاقتصادي في سوريا والاحتفاظ بالسلطة، وشجع موقف الغرب المتساهل شركاءه العرب على التخلي عن القتال ضد الأسد".
ومع تطبيع مصر والإمارات والبحرين للعلاقات مع دمشق، هرب الأسد من العزلة الإقليمية، وكانت القشة الأخيرة هي إعادة الأسد إلى جامعة الدول العربية، والتي مهدت الطريق للمصالحة بين السعودية وسوريا والذوبان المحتمل للجليد بين سوريا وتركيا، بحسب ما قال راماني.
وختم انه "مع تفكك نواة المعارضة السورية المعتدلة وتخلي حلفائها السابقين عن قضيتهم، تولت هيئة تحرير الشام شعلة ثوار الربيع العربي الذين تحدوا الأسد بشجاعة في عام 2011، والتنازل عن القتال ضد الأسد لمجموعة كانت على علاقة مع تنظيم القاعدة طوال معظم وجودها وتدافع عن "الجهاد الشعبي" هو استسلام مهين للغرب، وأنه مع تهديد الحرب الأهلية شبه المجمدة في سوريا بالاشتعال من جديد، أصبحت لدى الغرب فرصة غير متوقعة لتصحيح هذه الأخطاء التاريخية. والآن حان الوقت لكي يطور الغرب بعض الشجاعة الأخلاقية في مواجهة إرهاب هيئة تحرير الشام ووحشية الأسد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية المعارضة السورية سوريا الأسد إيران روسيا إيران سوريا الأسد روسيا المعارضة السورية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة تحریر الشام فی سوریا فی عام
إقرأ أيضاً:
روسيا وأوكرانيا تفشلان مرة أخرى في الاتفاق على وقف إطلاق النار وتلتزمان بتبادل الأسرى
يونيو 2, 2025آخر تحديث: يونيو 2, 2025
المستقلة/- انتهت الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا دون تحقيق تقدم يُذكر، واقتصرت على اتفاق بين الطرفين المتحاربين على تبادل المزيد من أسرى الحرب.
وأعلن المفاوضون الأوكرانيون أن روسيا رفضت مجددًا “وقف إطلاق نار غير مشروط” – وهو مطلب رئيسي لكييف وحلفائها في أوروبا والولايات المتحدة.
وأعلن الفريق الروسي أنه اقترح هدنة لمدة يومين إلى ثلاثة أيام “في مناطق معينة” من خط المواجهة الشاسع، لكنه لم يُقدم مزيدًا من التفاصيل.
في محادثات يوم الاثنين، التي عُقدت في مدينة إسطنبول التركية واستمرت لأكثر من ساعة بقليل، اتفق الجانبان على تبادل جميع أسرى الحرب المرضى والمصابين بجروح بالغة، بالإضافة إلى من تقل أعمارهم عن 25 عامًا.
كانت التوقعات منخفضة حتى قبل بدء المحادثات، إذ ظل الجانبان منقسمين بشدة حول كيفية إنهاء الحرب المستعرة منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
تسيطر روسيا حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الجنوبية التي ضمتها عام 2014.
وفي إحاطة إعلامية عقب الاجتماع، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الذي قاد فريق التفاوض الأوكراني، إن أوكرانيا تُصر على “وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط” لمدة 30 يومًا على الأقل برًا وبحرًا وجوًا “لإنهاء أعمال القتل فورًا”.
قال إن أوكرانيا سلمت مقترحاتها للهدنة إلى روسيا “قبل بضعة أيام”، لكن موسكو لم تفعل الشيء نفسه، ولم تقدم خطتها إلا في محادثات إسطنبول.
صرح نائب وزير الخارجية الأوكراني، سيرهي كيسليتسيا، بأن روسيا رفضت وقف إطلاق النار غير المشروط.
كما سلمت أوكرانيا قائمة بأسماء مئات الأطفال الذين قالت كييف إنهم أُخذوا قسراً إلى روسيا.
وقال المفاوضون الأوكرانيون إنهم يتوقعون رد روسيا على المقترحات الأوكرانية بحلول نهاية يونيو/حزيران، مؤكدين على ضرورة التحضير لمحادثات مباشرة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولكن حتى الآن، لا توجد أي مؤشرات على أي تقدم لعقد اجتماع بين الرئيسين.
وفي مؤتمر صحفي منفصل، أكد رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، أنه سيتم تبادل جميع أسرى الحرب المرضى والمصابين بجروح بالغة، ومن تقل أعمارهم عن 25 عامًا. ولم يُحدد أي إطار زمني لذلك.
صرح ميدينسكي أيضًا أن روسيا ستسلم كييف الأسبوع المقبل جثث 6000 جندي أوكراني.
رفضت روسيا وقف إطلاق النار غير المشروط، مفضلةً الحديث عن “سلام دائم”، مكررةً مطالبها الصارمة السابقة التي تعتبرها أوكرانيا وحلفاؤها بمثابة استسلام فعلي من جانب كييف.
ونشرت وسائل الإعلام الروسية الحكومية ما وصفته بنقاط رئيسية لموقف موسكو، والتي تشمل مطالب ثابتة بانسحاب الجيش الأوكراني من مناطقه الأربع المحتلة جزئيًا في الجنوب الشرقي، وتسريح الجنود.
كما تطالب روسيا بالاعتراف الدولي بمناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريزهيا الأوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
وتشمل الشروط المسبقة الأخرى حظر عضوية أوكرانيا في أي تحالفات عسكرية، وتحديد حجم الجيش الأوكراني، واعتماد اللغة الروسية كلغة رسمية، ورفع العقوبات الدولية.
قال الرئيس زيلينسكي، الذي حضر يوم الاثنين قمة في فيلنيوس، ليتوانيا: “في حين لا توجد إشارات جادة من روسيا لإنهاء الحرب، من المهم تعزيز دفاعنا”.
كما دعا إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
في الجولة الأولى من محادثات السلام المباشرة، التي عُقدت في 16 مايو/أيار، فشلت أوكرانيا وروسيا في تجاوز خلافاتهما حول كيفية إنهاء الحرب، حيث اتفقتا فقط على تبادل ألف أسير حرب لكل منهما.
واتهم الرئيس زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون روسيا مرارًا وتكرارًا بتأخير أي مفاوضات جادة عمدًا للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية.
أرجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى جاهدًا للتوصل إلى تسوية سريعة، فرض عقوبات صارمة على روسيا حتى الآن.
في هجوم نادر الشهر الماضي، وصف ترامب بوتين بأنه “مجنون تمامًا” في أعقاب أكبر هجمات روسية بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا. ردًا على ذلك، قال الكرملين إن ترامب يُظهر علامات “انفعال عاطفي زائد”.