بعد 5 أشهر من فوز حزب العمال البريطاني، في الانتخابات على أرضية وعود بالتغيير والرخاء الاقتصادي، قرر رئيس الوزراء كير ستارمر، الإعلان عن خطته لتنفيذ هذه الوعود، لكنه انتهى بإعلان مزيد من الوعود.

وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «بعد انتقادات لتراجع الحكومة عن بعض الوعود.. ستارمر يعلن خطة عمل السنوات المقبلة»، إذ نقلت خلاله تصريحات رئيس وزراء بريطانيا، وخطته بشأن السنوات المقبلة.

محاور خطة ستارمر لإدارة بريطانيا

وقال ستارمر: «خطة العمل الحكومية للسنوات المقبلة، تشمل عدة محاور منها ضمان مستوى معيشة أفضل في كل مناطق البلاد، وبناء مليون ونصف المليون وحدة سكنية جديدة، ومستوى أمن أعلى في الشوارع، وضمان مستقبل أفضل لأطفالنا، وطاقة نظيفة بحلول عام 2030، وتقصير فترات انتظار المرضى للحصول على مواعيد طبية».

وهاجم رئيس الوزراء البريطاني الذين أداروا دفة البلاد من قبله، مؤكدا أن خطته للتغيير ترد على أفكار رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون غير الواقعية، وتعهدات رئيس الوزراء السابق سوناك المرفوضة، مشددًا على أنه لا بد للطبقة العاملة أن تكسب مزيد من المال، وإلا سيقع عبء الأزمة الاقتصادية على عاتقها وعاتق عائلاتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ستارمر الحكومة البريطانية القاهرة الإخبارية رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

هل يرسم انطباع باراك ملامح دور أمريكي في مستقبل العراق؟

أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، جدلا واسعا في العراق، بسبب انطباعاته حول الوضع العراقي، وذلك بعد أسبوع واحد من زيارته المفاجئة إلى بغداد ولقائه برئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وتأتي تصريحات المبعوث الأمريكي في وقت يشهد فيه العراق مشاورات مستمرة بين القوى السياسية لاختيار رئيس جديد للحكومة المقبلة، الأمر الذي أثار تساؤلا ملحا عن مدى أخذ الإدارة الأمريكية بانطباعات توم باراك، وترجمتها إلى إجراءات واقعية.

"نموذج فاشل"
ومن جملة ما أدلى به توم باراك، هو انتقاده الشديد للسياسات التي انتهجتها الإدارات الأمريكية السابقة في العراق، معتبرا أنها "قوّت إيران وجعلتها تملأ الفراغ" الذي خلفه الاحتلال الأمريكي للبلاد عام 2003.

وقال باراك خلال مقابلة مصورة مع "ذا ناشيونال"، الجمعة، إن الإدارات الأمريكية السابقة انتهجت استراتيجيات "مكّنت من صعود إيران في المنطقة"، مشيرا تحديدا إلى ما أسماه "فراغ السلطة" في العراق الذي ملأته طهران بسرعة.

وتابع: "لقد ارتكبنا خطأً فادحا أدى في النهاية إلى توسيع نفوذ وامتيازات المليشيات المدعومة من إيران داخل البرلمان العراقي"، مضيفا أن "النظام السياسي في بغداد يعاني من الآثار طويلة المدى لتلك القرارات"، واصفا الحكومة العراقية الحالية بأنها "نموذج فاشل" ينبغي أن يكون درسا لواشنطن.

وفي تعليقه على رئيس الوزراء العراقي، قال إنه "السوداني رجل كفؤ، لكنه لا يملك أي سلطة فعلية"، عازيا ذلك إلى "هيمنة قوات الحشد الشعبي وممثليها السياسيين في البرلمان، وأن هذه الجماعات "تعيق العملية السياسية وتمنع الرئيس الوزراء من تشكيل أي تحالفات جادة".



وأعرب المبعوث الأمريكي عن إحباطه من أن " السياسة الأمريكية، رغم إنفاق تريليونات الدولارات في العراق على مدى العقدين الماضيين، لم تُحقق النتائج المرجوة".

وقال: "بعد 20 عاما، لا تزال واشنطن تُكافح لإصلاح المشاكل التي ساهمت في خلقها"، معتبرا أن "العراق يشكل مثالا واضحا على الأخطاء التي لا يجب أن تكررها الولايات المتحدة".

وكان توم باراك قد زار بغداد بشكل مفاجئ في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث التقى رئيس الوزراء. ولم يصدر عنه بيانا يوضح تفاصيل الزيارة.

لكن المبعوث الأمريكي، أعاد نشر بيان صادر عن مكتب السوداني، أشار إلى أن الطرفين ناقشا السبل العملية التي يمكن للعراق من خلالها الاستمرار في دعم استقرار سوريا وأمنها وازدهارها وتعافيها الاقتصادي، بما ينعكس إيجابًا على استقرار العراق نفسه.

وأوضح بيان مكتب السوداني أن اللقاء استعرض وجهات النظر المتبادلة بشأن منع أي تصعيد إضافي في المنطقة، ودعم المسار الدبلوماسي لحل الخلافات، وتوجيه المنطقة نحو مسار من التعاون والنمو الاقتصادي والاستقرار طويل الأمد.



غير أن وسائل إعلام عراقية، كشفت أن باراك أبلغ القيادة العراقية بأن إسرائيل ماضية في عملياتها حتى نزع سلاح حزب الله اللبناني، وأنه في حال دخول الفصائل الموالية لإيران، في المواجهة، فإن تل أبيب ستستهدفها دون اعتراض من الولايات المتحدة.

وأفادت التقارير المحلية بأن المبعوث الأمريكي شدد خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي على "ضرورة ضبط الفصائل ووقف أي دعم قد يصب في مصلحة حزب الله في لبنان"، مؤكدا أن "الحياد ليس طلبا، بل شرطا".

وكان مارك سافايا مبعوث الرئيس الأمريكي للعراق، قد كتب تدوينة عبر منصة "أكس" في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال فيها إن العراق يقف على مفترق طرق حاسم، بين خيارين: إما حصر السلاح خارج المؤسسات الرسمية، أو العودة إلى "دوامة التعقيد".

وفي الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وصل نائب وزير الخارجية الأميركي مايكل ريغاس إلى بغداد، والتقى في اليوم التالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وجرى الحديث عن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

رسالة تحذيرية
تعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي العراقي، أياد العنبر، إن "الإدارة الأمريكية لن تتدخل في كيفية اختيار رئيس الوزراء العراقي، وأن باراك كان واصفا لكيفية اختيار شخصية لهذا المنصب، ولم يأت بشيء جديد لا نعرفه نحن العراقيين، لكن تصريحاته تعبر عن اهتمام أمريكي بالموضوع".

واستبعد العنبر في حديث لـ"عربي21" أن "تكون ثمة انعكاسات للانطباعات التي أبداها توم باراك على أرض الواقع، وإنما يدل على أن هناك ملامح بأن الأمريكيين يدركون طبيعة التعقيدات في المشهد العراقي".

وتابع: "بدأ الأمريكيون مؤخرا يتخذون منحا بعيدا عن الرسائل المشفرة، وإنما يتحدثون بشكل واضح وعلني، وأن القضية الأهم هو التدخل في قضية تشكيل الحكومة العراقية يجري من خلال الضغط".

وأوضح العنبر أن "هناك إدراك تماما بأن الحكومة المقبلة يجب ألا يمثلها من يكون لديه قرب من التوجه الإيراني وليس إيران، وهذه هي القضية الأساسية، لأن أمريكا لا تعترض على العلاقة الطبيعية مع طهران".

وأردف: "واشنطن تعترض بالدرجة الأولى على النفوذ الإيراني والارتباط والتشابك بين الاقتصاد العراقي وإيران، إضافة إلى نفوذ السلاح أو ما يسمى بالأذرع الإيرانية، وهنا تمكن المشكلة في كيفية تعامل رئيس الحكومة المقبلة مع هذا الملف".

من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، عصام الفيلي، أن "حديث توم باراك قد يكون الأول من نوعه لمسؤول أمريكي يدلي بتصريحات تمتاز بالواقعية السياسية، فهو أكد أن رئيس الوزراء ناجح جدا، لكنه لا يستطيع مواجهة الفصائل".

وقال الفيلي لـ"عربي21" أن "الفصائل ربما هي في وضع أقوى خلال الدورة البرلمانية الجديدة، كونها حصلت على أكثر من 80 مقعدا- والبعض يتحدث عن مقاربة العدد إلى 100 مقعد- بالتالي هي تستحوذ على القرار التشريعي الذي يوازي قوتها في امتلاك السلاح".

وشدد الخبير على أن "هذا الأمر بحد ذاته يعطي مبررا للولايات المتحدة الأمريكية للتدخل أكثر في الشأن العراقي، ولكن ليس عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة، وإنما عن طريق حليفتها إسرائيل التي قد تذهب إلى استخدام قدراتها وتكرار التجربة اللبنانية في العراق".

وتابع: "ربما تلجأ الولايات المتحدة بعد تشكيل الحكومة الجديدة إلى إجراءات تلقي بظلالها على الواقع العراقي وتساهم في تحريك الشارع، لكنها اليوم تبدأ بالخطاب الهادئ الذي يسبق العاصمة".

وفي هذه النقطة، أشار الفيلي إلى أن "الولايات المتحدة أبلغت وزير الخارجية العراقية أنها لا تريد وجود فصائل مسلحة في الحكومة المقبلة، لذلك فإن حديث باراك هو صرخة غير مألوفة من الإدارة الأمريكية تحمل رسالة تحذيرية للقوى السياسية ولكل الفصائل وحتى لإيران".



ونوه الخبير العراقي إلى أن "إيران في الوقت ذاته ما زالت تؤمن أن آخر جدار صدر لها هو في بغداد، وبالتالي لا يمكن أن تضحي به خلال المرحلة المقبلة لصالح الولايات المتحدة".

"خارطة جديدة"
على الصعيد ذاته، رأى رئيس "مركز بغداد" للدراسات الاستراتيجية مناف الموسوي، أن "تصريحات باراك خطير، وهي بمثابة خارطة جديدة للعراق، كونها حملت الكثير من الانتقاد، وجلد للذات، فهو أكد أن بلاده تخلت عن العراق وتركت فراغا استطاعت إيران أن تملأه".

وأضاف الموسوي لـ"عربي21" أن "تصريحات بارات تشير إلى أن الولاية الثانية للسوداني ربما تكون غير متاحة على اعتبار أن الأطراف الأخرى داخل البرلمان تمتلك القوة الأكبر، وأنه أكد ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة علاقتها قوية مع الولايات المتحدة لكن وفق شروط".

وبحسب الخبير، فإن "تصريحات باراك إذا قاطعناها مع حديث المبعوث الأمريكي للعراق مارك سافايا، عندما أكد بشكل واضح أن مهمته الأساسية هو تفكيك السلاح، نجد أن الأول أعطى إنذارات للخارطة الجيوسياسية العراقية، خصوصا عندما تحدث عن إمكانية تشكيل دولة كردية".

ولفت الموسوي إلى أن "اختيار رئيس وزراء يتوقف على عوامل عدة، أولها المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية، خصوصا أن الرئيس الأمريكي أو المؤسسات الأمريكية الرسمية لم تباركها بعد، ولا حتى الاتحاد الأوروبي، وهذا يشير إلى عدم رضا المجتمع الدولي عن نتائجها".

وشدد على أن "التصريح الأخطر الذي جاء على لسان المبعوث الأمريكي توم باراك، أن نتائج الانتخابات خيار الشعب العراقي، وبالتالي عليه أن يتحمل خياراته".

ورجح الموسوي أن "ولادة حكومة العراق المقبلة ربما ستكون هي الأصعب منذ عام 2003 وحتى اليوم، وذلك بسبب تعقيد المشهد الإقليمي والعراقي أيضا بشكل خاص، بالتالي كل المتفائلين يرون أنها قد لا تتشكل قبل الشهر الخامس أو السادس من السنة المقبلة".

وقرأ الموسوي تصريحات الجانب الأمريكي بأنها "تؤكد أنهم يريدون العودة الحقيقية للمشهد العراقي وإعادة قوى التوازن إلى ما قبل عام 2014، وكذلك خلق حالة جديدة تتلاءم مع الوضع الجديد بالمنطقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدثون عنه".

وخلص إلى أن "هناك قوى سياسية فائزة وبعد المصادقة عليها ستكتسب الصفة الشرعية والقانونية، وبالتالي قد تكون هذه عامل معرقل أو داعم في عملية حلحلة العقدة السياسية الحالية، إضافة إلى أن إيران لن تكون غابة عن المشهد العراقي، أو متفرجة عما يطرحه حلفاؤها".

مقالات مشابهة

  • الإطار يؤكد على الإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة
  • فتح: تصريحات ترامب تشير إلى رغبته في الانتقال للمرحلة الثانية من خطته
  • رغم حظر التطبيق على أجهزة الحكومة.. ستارمر ينضم لـ"تيك توك"
  • حكومة بنين تؤكد وقوع ضحايا جراء محاولة الانقلاب
  • ستارمر يعلنها من داونينغ ستريت: بريطانيا مع أوكرانيا… والغرب أمام اختبار وحدة جديد
  • هل يرسم انطباع باراك ملامح دور أمريكي في مستقبل العراق؟
  • الإطار يحذر من التدخل الأمريكي في تسمية رئيس الوزراء .. الاسم سيحدد ولن يعلن
  • رئيسا وزراء بريطانيا وهولندا: الدعم الدولي لأوكرانيا يجب أن يستمر
  • وزير دفاع حكومة عدن يعلن انضمامه الفعلي للانتقالي وسط اتهامات بـ”التواطؤ” في إسقاط مدن حضرموت
  • ستارمر وماكرون وميرتس يجتمعون مع زيلينسكي في لندن لمناقشة خطة السلام لأوكرانيا