في العلاقة بين تصحيح المسار والمجتمع المدني التونسي
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
إن طرح مسألة العلاقة بين سردية تصحيح المسار، باعتبارها أيديولوجيا السلطة أو التأسيس الجديد منذ 25 تموز/ يوليو 2011، وبين "المجتمع المدني"، باعتباره فاعلا جماعيا أو قطاعا قائما بذاته ومستقلا عن السلطة والمعارضة على الأقل في المستوى النظري، هو طرح يستدعي اتخاذ مسافة موضوعية من سرديتي طرفي الإشكال. فاختزال العلاقة بينهما في التضييق على المجتمع المدني أو محاولة تدجينه واستلحاقه بالسلطة (كما تقول بعض التقارير المحلية والأجنبية)؛ لا يختلف في شيء عن اختزال تلك العلاقة في الدور المشبوه للجمعيات أو في علاقتها بالفساد الداخلي وبالدوائر الاستعمارية (كما يقول أنصار السردية الرسمية).
ونحن نعني بالاختزال هنا أنّ النسقين الحجاجيين المتنازعين يمتلكان نصيبا من الحقيقة، ولكنهما تحرصان على حجب ما في سرديتهما من تناقضات داخلية ومن رهانات ومصالح فردية وجماعية يتم الدفاع عنها باعتبارها "مصلحة وطنية عليا".
ونحن لا نطرح على أنفسنا في هذا المقال أن ندافع عن حجج السلطة أو حجج ممثلي المجتمع المدني، بل إن ما نطرحه هو محاولة الإجابة عن سؤالين، أو على الأقل تقديم أفكار تساعد على الإجابة عنهما: لماذا ساندت أغلب مكونات المجتمع المدني "تصحيح المسار" رغم موقفه المعروف من الديمقراطية التمثيلية ومن الأجسام الوسيطة المهيمنة عليها؟ وأي دور للمجتمع المدني، بمفهومه داخل الديمقراطية التمثيلية وبدوره خلال عشرية الانتقال الدمقراطي أو ما يسميه أنصار تصحيح المسار بـ"العشرية السوداء"، في ظل سردية "حرب التحرير الوطني"، وتحديدا في مرحلة "العبور" إلى "التشييد والبناء" في ظل ما يُسميه الرئيس بالثورتين الثقافية والتشريعية؟
لماذا ساندت أغلب مكونات المجتمع المدني "تصحيح المسار" رغم موقفه المعروف من الديمقراطية التمثيلية ومن الأجسام الوسيطة المهيمنة عليها؟ وأي دور للمجتمع المدني، بمفهومه داخل الديمقراطية التمثيلية وبدوره خلال عشرية الانتقال الدمقراطي أو ما يسميه أنصار تصحيح المسار بـ"العشرية السوداء"، في ظل سردية "حرب التحرير الوطني"، وتحديدا في مرحلة "العبور" إلى "التشييد والبناء" في ظل ما يُسميه الرئيس بالثورتين الثقافية والتشريعية؟
بصرف النظر عن الاختلافات النظرية في تعريف المجتمع المدني والتأريخ له في الغرب أو في تونس (خاصة من جهة علاقته بالسلطة ودوره في خدمتها أو معارضتها)، فإن مجرد اختيار "المدني" لتعريف هذا القطاع القام بذاته، والذي هو "شريك هام لمؤازرة المجهود الوطني الرامي إلى تجذير قيم المواطنة وتأمين انخراط مختلف الشرائح الاجتماعية في المسار الديمقراطي والتنموي باعتباره قوة تعديلية تتوسل بالطرق السلمية المدنية" -كما تعرفه مجموعة العمل حول فضاء المجتمع المدني سنة 2023- يؤكد أنّ هذا القطاع هو أداة من أدوات "التمدين" بالمعنى الليبرالي الغربي للكلمة. فهو ليس "مجتمعا أهليا" ينبثق من احتياجات الأهالي ومن البنى الذهنية والموضوعية السائدة، بل هو مجتمع هدفه الأساسي أن يساهم في "تمدين المجتمع" عبر نشر قيم "المواطنة" (وهي قيم يراد لها أن تتجاوز التّضامنات التقليدية ذات الجذر الديني أو العشائري أو المناطقي).
إن نشر تلك القيم من منظور "تنويري" يؤسس للمسار الديمقراطي والتنموي على قاعدة العلمانية أو اللائكية الفرنسية -كما هو الشأن في تونس- جعل أغلب مكونات المجتمع المدني تتموضع بالضرورة ضد "الإسلام السياسي"، وبالتالي ضد الانتقال الديمقراطي الذي تحتل فيه حركة النهضة موقعا مركزيا. ورغم احتفاء أغلب مكونات المجتمع المدني بالمرسوم 88 الصادر سنة 2011 عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة باعتباره أحد "أفضل أحد أفضل عشرة قوانين جمعياتية في العالم لتطابقه مع جميع المعايير الدولية للجمعيات، من حيث التكوين والتسيير وضمان الرقابة الفعلية على عمل الجمعيات وضمانات الشفافية المالية والإدارية"، فإنّ هذا المرسوم قد أدخل الإسلاميين للعمل الجمعياتي وحوّلهم إلى منافس جديد "للعائلة الديمقراطية" التي كانت تحتكر العمل الجمعياتي والديكور الديمقراطي زمن الاستبداد في ظل توافقات صريحة أو خفية مع السلطة.
لم يكن الانكسار البنيوي للحقل الاستبدادي -أي دخول الإسلاميين فاعلا قانونيا ومعترفا به- يعني فقط تهديد مواقع "العائلة الديمقراطية" سياسيا، بل كان يمثل تهديدا وجوديا لتلك العائلة في المجتمع المدني أيضا. وهو ما حرص "الديمقراطيون" في المجتمع المدني على صياغته صياغة جامعة بمحاولة الربط بين جميع الإسلاميين والإرهاب، أو الربط بينهم وبين تهديد مكاسب المرأة والحريات الخاصة والعامة، أي تهديد "النمط المجتمعي التونسي".
ورغم أن قانون الانتخابات ومرسوم الأحزاب يمنعان التداخل بين الجمعيات والأحزاب، فإن سيطرة "الديمقراطيين" (خاصة الوطد، أي مكونات العائلة الوطنية الديمقراطية) على أهم مكونات النسيج الجمعياتي؛ قد جعل منها أكبر ظهير للأحزاب "الديمقراطية" في صراعها ضد الإسلاميين بصفة عامة، وضد حركة النهضة بصفة خاصة، بل حولها إلى أداة من أدوات المنظومة القديمة في استراتيجية إعادة التموقع والانتشار بعد "تطبيع" العائلة الديمقراطية مع ورثتها ورموزها، بدءا من المرحوم الباجي قائد السبسي وحركة نداء تونس.
لقد كان "المجتمع المدني" فاعلا سياسيا ذا وزن في مرحلة الانتقال الديمقراطي، وكان من الصعب تمييز مواقفه عن مواقف الفاعلين السياسيين في" العائلة الديمقراطية". ولذلك لا غرابة في أن نجد أن المجتمع المدني (بمكوناته النقابية والحقوقية.. الخ) قد سارع إلى مساندة "تصحيح المسار"، خاصة في مراحله الأولى. ولأن "العقل المدني" لم يكن يختلف عن "العقل السياسي" لدى "الديمقراطيين" من جهة القصور الاستراتيجي، فإن أغلب "القوى الديمقراطية" لم تر في "تصحيح المسار" إلا ما يحقق الإشباع النفسي (التخلص من حركة النهضة ومن النظام البرلماني المعدل)، وكانت عاجزة عن رؤية ما يعنيه ذلك في مستوى الديمقراطية التمثيلية برمتها، وتحديدا في دور "الأجسام الوسيطة" في سردية تصحيح المسار وفي النظام الرئاسوي.
إن فهم موقف الرئيس من المجتمع المدني يستدعي بالضرورة العودة إلى الأسس النظرية للسردية السلطوية. فالنظام الحالي لم يُخفِ يوما موقفه السلبي من "الأجسام الوسيطة" التي تهيمن على الديمقراطية التمثيلية، بما في ذلك مكونات المجتمع المدني. فهذه الأجسام جميعا لا تنبثق عن الإرادة الشعبية الحقيقية (أي غير المتلاعب بها من طرف من يسميهم بالفاسدين والعملاء والخونة)، وهي بالتالي لا تخدم الصالح العام بقدر ما تخدم منظومة الفساد ومن يقف وراءها، أي الصهيونية والماسونية وغيرها في الدوائر الاستعمارية.
ولأن الرئيس يعتبر نفسه الممثل الشرعي والأوحد للإرادة الشعبية الحرة -مهما كانت نسبة التأييد الشعبي التي تعكسها الاستحقاقات الانتخابية- فإن المجتمع المدني نفسه يجب أن يخضع للإرادة الشعبية التي يمثلها الرئيس دون غيره. ورغم أن ثلثي التونسيين يثقون في المجتمع المدني، ورغم أن نسبة 26.5 في المائة فقط في المائة من المشاركين في الاستشارة الوطنية لسنة 2022 يرون ضرورة تعديل قانون الجمعيات، ذلك القانون الذي اعتبره المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الجمعيات "موروث الثورة التونسية"، فإن ذلك كله لم يمنع رئاسة الجمهورية من تقديم مقترح لتعديل المرسوم المنظم لعمل الجمعيات.
مهما كان موقفنا من النظام الحالي ومن أهدافه السياسية التي تقف وراء تعديل الإطار التشريعي للعمل الجمعياتي، فإن علاقة المجتمع المدني بالأحزاب وبالتمويلات الخارجية تظل مسألة "مشبوهة" أو في الحد الأدني ملتبسة عند عموم التونسيين، خاصة بعد الثورة
رغم تفهمنا للمخاوف الصادرة من بعض مكونات المجتمع المدني، فإننا نعتبر أن تعديل المرسوم 88 هو أمر حتمي باعتباره جزءا مما يسميه الرئيس بالثورة الثقافية والثورة التشريعية. ونحن نعني بالحتمية هنا أن سردية تصحيح المسار (في ظل الديمقراطية المباشرة أو القاعدية وفي ظل ما يسميه الرئيس بـ"حرب التحرير الوطني") لا يمكن أن تقبل بتحول المجتمع المدني إلى قاعدة خلفية للأحزاب أو للتدخلات الخارجية المناوئة لسياسات الدولة وخياراتها.
ومهما كان موقفنا من النظام الحالي ومن أهدافه السياسية التي تقف وراء تعديل الإطار التشريعي للعمل الجمعياتي، فإن علاقة المجتمع المدني بالأحزاب وبالتمويلات الخارجية تظل مسألة "مشبوهة" أو في الحد الأدني ملتبسة عند عموم التونسيين، خاصة بعد الثورة. فإذا كان المجتمع المدني مجرد ملحق وظيفي بالسلطة أو جزءا من الديكور الديمقراطي زمن الاستبداد، فإن أهم مكوناته الحقوقية والإعلامية والثقافية قد تحوّلت بعد الثورة إلى ملحق وظيفي بـ"الثورة المضادة" وقاطرتها في "العائلة الديمقراطية". وهو ما جعل من علة وجودها "نظريا" (أي خدمة الديمقراطية والتنمية وتكريس قيم المواطنة دون تمييز) مجرد مجاز لا حقيقة تحته.
ولعل في أداء الإعلام العمومي والخاص زمن الانتقال الديمقراطي ودوره في تزييف الوعي وتبييض الفاسدين، وفي سردية "الدور الوطني للاتحاد" وما سببته من إفساد للسياسة والاقتصاد، وكذلك في المواقف المؤدلجة للرابطة التونسية لحقوق الانسان ودورها في تجذير الانقسام المجتمعي على أساس الهوية؛ ما يُغني عن التفصيل، بل إن في ذلك كله ما يساعد على فهم القابلية المجتمعية الواسعة لأي مقاربة سلطوية مختلفة تجاه "المجتمع المدني"، خاصة تجاه مكوناته النقابية والإعلامية والحقوقية.
x.com/adel_arabi21
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تصحيح المسار المجتمع المدني الديمقراطية تونس تونس المجتمع المدني ديمقراطية تصحيح المسار مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدیمقراطیة التمثیلیة تصحیح المسار
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتفقد مكونات المقر الرئيسي الجديد لجهاز حماية المستهلك
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، عدداً من مكونات المقر الرئيسي الجديد لجهاز حماية المستهلك، وذلك عقب قيامه بافتتاح المقر اليوم.
وخلال تفقده للمقر، استمع رئيس مجلس الوزراء لشرح من إبراهيم السجيني، رئيس الجهاز، الذي أوضح أن إنشاء هذا المقر بالقاهرة الجديدة جاء بهدف التوسع، حيث يقام على مساحة كلية تبلغ نحو 5 آلاف م2، ومقسم إلى ثلاثة طوابق كما أنه مُجهز وفقاً لأحدث المعايير العالمية، حيث يضم المقر الرئيسي مختلف قطاعات وإدارات الجهاز، من بينها إدارة الشكاوى، وإدارة ضبط الأسواق، وإدارة التحريات والتحقيقات التي تقوم بالتحقق والفحص الفوري لشكاوى المواطنين، واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتعمل على تحقيق نتائج تبدأ بإزالة أسباب الشكوى، وتصل إلى إحالة المخالفين للنيابة العامة، مع التأكيد على متابعة سير العملية لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة، بالإضافة إلى إدارة الإعلانات المُضللة والمرصد الإعلاني.
كما يضم المقر مركز تدريب إقليمي للجهاز لتأهيل الكوادر البشرية لأعضاء الجهاز وتزويده ببرامج تدريبية معتمدة لرفع كفاءتهم وتأهيلهم بشكل فاعل، بما يُسهم في تحقيق رضاء المواطنين.
ولفت رئيس الجهاز إلى أن افتتاح هذا المقر الرئيسي لجهاز حماية المستهلك يتزامن مع الانتهاء من تأهيل وتشغيل الأفرع الإقليمية للجهاز بمحافظات: دمياط، والأقصر، وشمال سيناء، والإسكندرية، وجار الانتهاء من تأهيل وتشغيل الفرع الإقليمي بمحافظة الغربية، كما تم تخصيص مساحة أرض بمحافظة جنوب سيناء لإنشاء مقر إقليمي للجهاز، بالإضافة إلى مركز تدريب إقليمي، وجار تغطية الأفرع الإقليمية بمختلف محافظات الجمهورية.
وخلال جولته بالمقر الرئيسي الجديد للجهاز، تفقد رئيس الوزراء تفقد مركز التدريب الإقليمي للجهاز، حيث استمع لشرح من إبراهيم السجيني، حول دور المركز والبرامج التي يقدمها، الذي أوضح أنه تم تصميم هذا المركز وتجهيزه وفقًا لأحدث المواصفات العالمية، لتسهيل إجراءات استقبال الشكاوى عبر الوسائل المتعددة؛ حيث يتم التعامل مع الشكاوى بسرعة وكفاءة عالية، وخفض معدل زمن الإستجابة لشكاوى المواطنين، وذلك في إطار سعي جهاز حماية المستهلك المستمر لتطوير الأداء المؤسسي وتعزيز قدرات العاملين به.
وفي الوقت نفسه، أشار "السجيني" إلى أن مركز تدريب حماية المُستهلك الإقليمي يواصل أداء دوره المحوري في تأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءتها على المستويين الفني والإداري، وتدريبهم على أفضل الممارسات في مجال حماية المستهلك، والتعامل مع الشكاوى وتحقيق رضا المواطن، فضلاً عن تدريب الشركات والكيانات الاقتصادية، بما يواكب المتغيرات والتطورات المحلية والدولية في مجالات حماية المستهلك، حيث يتم تصميم المحتوى التدريبي وفقًا لأحدث المعايير والتجارب العالمية، مع الاستعانة بخبراتٍ وطنية ودولية؛ لضمان تقديم مادة علمية متقدمة تُسهم في تحسين جودة الخدمات المُقدمة للمواطنين.
وأضاف أن مركز التدريب يعدُ منصة لتبادل المعرفة والخبرات بين الجهات الرقابية، كما يسهم في ترسيخ ثقافة حماية حقوق المستهلك، من خلال عقد ورش عمل، وندوات، وبرامج توعية تستهدف مُختلف شرائح المجتمع، فضلاً عن تدريب الكوادر الشبابية وإعداد قيادات الصف الثاني لتأهيلهم للمناصب، كما قام الجهاز بالتنسيق مع "كليات الإعلام " بمختلف الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، بالإضافة لمنظمات المجتمع المدني من الجمعيات الأهلية العاملة في مجال حماية المستهلك، وذلك لعقد ورش عمل تدريبية باعتبار أن هذه الفئة العمرية تمثل شريحة كبرى من المستهلكين، فضلاً عن التدريب العملي داخل مختلف قطاعات وإدارات الجهاز ذات الصلة، بالإضافة إلى أنه يتم الإستفادة من مشاريع التخرج التي يقوم بها الطلبة في المحتوى التوعوي للجهاز.
وتعرف الدكتور مصطفى مدبولي ــ خلال جولته بالمقر الرئيسي لجهاز حماية المستهلك ــ على الخدمات الرقمية التي تتيحها الشاشة الذكية لتلقي الشكاوى، حيث أوضح إبراهيم السجيني أنه إنطلاقا من رقمنة كافة خدمات الجهاز المقدمة للمواطنين، وحرصاً على التيسير على الراغبين في التقدم بشكوي، قام الجهاز بإطلاق منظومة الشاشات التفاعلية والتي من خلالها يتمكن المستهلك من قيد شكواه بسهولة يسر، حيث يقوم الشاكي بكتابة البيانات الأساسية لشكواه من هاتف ورقم قومي ومضمون شكواه وبمجرد ادخاله للشكوى، تُدرج الشكوى على الفور على منظومة الشكاوى المركزية بالجهاز؛ ويتم التواصل بالشاكي والمشكو في حقه فور استلام الشكوى.
ولفت رئيس الجهاز إلى أن هذه الشاشات التفاعلية متواجدة الآن بكل من القاهرة الكبرى، والإسكندرية، وبعض المحافظات الأخرى، وهي موزعة على عدد من المراكز والمولات التجارية وأماكن تجمع المواطنين، تيسيراً عليهم في تقديم شكواهم .
كما شملت جولة رئيس الوزراء بالمقر الرئيسي أيضاً تفقد ادارة الإعلانات المضللة والمرصد الإعلاني، للتعرف على تجهيزاتها ودورها؛ حيث أشار إبراهيم السجيني إلى أن قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018 أولى أهمية كبرى للتجارة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الجهاز يقوم من خلال إدارة الإعلانات المضللة والمرصد الإعلاني، برصد ومتابعة مختلف الإعلانات والمسابقات وعمليات الشراء عبر المنصات المختلفة وتلقي الشكاوى والبلاغات الواردة من المواطنين فيما يتعلق بكل ماهو إعلان مضلل وسلوك خادع، كما تقوم الإدارة بالتأكد من كافة المسابقات ومراجعة شروطها والتأكد من الحصول على إخطار جهاز حماية المستهلك من عدمه، ومطابقته للمعايير والضوابط.
وتعرف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كذلك على منظومة وآليات تلقي الشكاوى بالجهاز، حيث أوضح إبراهيم السجيني أن الجهاز لديه مركز رئيسي لتلقي الإتصالات والشكاوى (كول سنتر) على الخط الساخن 19588 مزود بأحدث التقنيات، وفريق عمل مدرب لاستقبال وتسجيل شكاوى واستفسارات المواطنين على مدار الساعة، مما يضمن سرعة الاستجابة والتعامل الاحترافي مع كافة الاتصالات، حيث يعمل به نحو 70 موظفاً، يقومون باستقبال الشكاوى والإستفسارات وكذلك متابعة الشكوى الواردة عبر الخط الساخن للجهاز، لافتاً إلى أن مركز تلقي الإتصالات يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع والعطلات الرسمية والإجازات الأسبوعية، ويتلقي يومياً قرابة 1800 شكوى وبلاغ من المواطنين.
وأضاف رئيس الجهاز أنه إلى جانب مركز تلقي الاتصالات، فإن "حماية المستهلك" يرد له سنوياً قرابة الـ 200 ألف شكوى وبلاغ من مختلف قنوات التواصل، حيث يمتلك قنوات متنوعة لتلقي شكاوى وبلاغات المواطنين بشأن أي مخالفات أو ممارسات سلبية غير مُنضبطة إلى جانب الخط الساخن، تيسيراً على المواطنين، كما تم استحداث آليات إليكترونية على نظام تلقي الشكاوى تساعد على تقليل مدد التحقيق في الشكاوى حتى الوصول لـمتوسط 8 أيام كزمن استجابة للشكوى، حيث أن آليات التعامل مع الشكاوى تتم من خلال الاعتماد على التكنولوجيا واستخدام الوسائط الإلكترونية.
كما عرض إبراهيم السجيني، نتائج إطلاق تطبيق جهاز حماية المستهلك للهواتف الذكية، مشيراً إلى أنه يأتي إيماناً من جهاز حماية المستهلك بدوره في حوكمة آليات العمل، ورقمنة الخدمات المُقدمة للمُستهلكين، ضمن خطة الدولة في التحول الرقمي، ويهدف التطبيق إلى تعزيز سرعة التواصل مع المستهلكين وحل مشكلاتهم، في إطار جهود الجهاز في تنظيم الأسواق، ولا سيما سوق التجارة الإلكترونية في مصر، فضلاً عن أن الجهاز اعتمد على تبني أحدث الوسائل التكنولوجية لتحسين خدماته، بما يُحقق رؤية القيادة السياسية في التحول الرقمي، ويُعزز حماية حقوق المستهلكين، بما يضمن استدامة النمو في قطاع التجارة الإلكترونية، وتقديم خدمات رقمية ذكية للمُستهلك المصري على مدار الساعة دون الحاجة لتدخل للعنصر البشري في هذه الآلية.
وفي ختام جولته بالمقر، سجل رئيس مجلس الوزراء كلمة في سجل الزوار، أعرب فيها عن سعادته لزيارة وافتتاح المبنى الجديد لجهاز حماية المستهلك، معربا عن تمنياته بالتوفيق لجميع كوادره في أداء مهامهم في خدمة المواطنين.