سواليف:
2025-05-30@17:55:35 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

الحمد لله الذي نصر عباده المظلومين أبناء الشعب السوري، وبأقل الخسائر، فكفى بلادهم الدمار والخراب، فانهزم الظالم سريعا قبل أن يتمكن أعوانه الشبيحة من الانتقام، كونهم كانوا يرفعون شعار: “يبقى الأسد أو ندمر البلد”.
دخول المقاومة دمشق، وإعطاؤها الأمان لمن لا يحمل سلاحا، وإبقاء الإدارة المدنية على رأس عملها حتى لا تتضرر معيشة المواطنين، كل ذلك ذكرنا بفتح مكة، فدخول المسلمين بقعة منتصرين، مختلف كليا عن دخول الغزاة المحتلين، فأولئك هم مغترون بقوتهم فرحون بتحقيق أطماعهم، لا يردعهم عن اتباع شهواتهم رادع، فلا يرقبون في أعدائهم إلاً ولا ذمة.


أما المؤمن فيدخل بعزة نصر الله له، وليس مغترا بقوته ولا جبروته، فهو يخاف الله ويلتزم بشرعه، فلا يؤذي ولا ينهب ولا يخرق حرمات البيوت، كما أنه يراعي مرضاة الله فلا ينتقم ولا يتجبر، بل يكون مسبحا بحمد الله ومستغفرا لأنه موقن بأن من نصره هو الله.
هنالك من يشكك في أن هذا الانتصار السريع للثوار مرده أنه مدعوم من الشيطان الأكبر، وأنا أعتقد أن تدخله الوحيد كان هو قراره بعدم التدخل لانقاذ النظام مرة أخرى كما تدخل عام 2011 فأنقذه، فكما بينت سابقا، أن الثورة عندما عمت كل مدن وقرى سوريا، فذلك يدل عن أنه لا أحد يؤيد النظام، لذلك فلو لم تتدخل تلك الأصابع القذرة، كان سيسقط آنذاك، بالسرعة ذاتها التي سقط فيها اليوم.
سأبين فيما يلي ما أعتقد أنه الأسباب الحقيقية للسقوط السريع لهذا النظام الذي لم يعرف السوريون لظلمه مثيلا:
1 – النقمة الشعبية على النظام كانت عارمة وشاملة، ما كان يحجبها غير الخوف من القمع البوليسي، فقد أنشأ النظام أجهزة مخابراتية متعددة، ومنفصلة عن بعضها، لذلك كان من يعتقل لا يرى الشمس مرة أخرى، ولا يمكن معرفة مكانه، وكانت نسبة المخبرين تقارب ثلث عدد السكان، فلم تسلم عائلة من فقدان أحد منها أو أكثر.
لذلك كنا نرى أن سكان كل بلدة يدخلها الثوار، كانوا يستقبلونهم بحفاوة محتفلين بهم.
2 – بعد فشل الهبة الأولى عام 2011 تم تهجير عائلات الثوار الى مخيمات في الشمال، وكانت ظروفهم المعيشية قاسية، مما دعا كل القادرين منهم على حمل السلاح الى الالتحاق بالثوار.
عرف الثوار أن أهم أسباب فشلهم كان في تعدد الفصائل، وفي دخول الدواعش بينهم، وهم الذين زرعتهم الأنظمة العربية ليفسدوا ويؤلبوا المواطنين على الثائرين، بهدف تبرير البطش بالمجاهدين إبان الحرب الصليبية المسماة (الحرب على الإرهاب).
فكانت خطوتهم الأولى تنقية صفوفهم من هؤلاء المندسين، ثم توحدهم في غرفة عمليات واحدة أطلقت عليها: “إدارة العمليات العسكرية”، وتضم كبرى الفصائل في إدلب، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” و “جيش العزة” و “حركة أحرار الشام” إضافة إلى الجبهة الوطنية لتحرير إدلب.
كما ضمت الغرفة عددا من فصائل الجيش الحر التي كانت تقاتل ضد القوات الكردية المدعومة من قبل الامريكان (قسد)، التي كانت تسيطر على مساحات واسعة من ريف حلب الشمالي والشرقي، ومن هذه الفصائل “الجبهة الشامية” وفصائل “الحمزات والعمشات” و”السلطان مراد”.
3 – عرف الثوار – مثلما عرف المقاومون في القطاع – أنه ما حك جلدك مثل ظفرك، فبادروا الى بناء قوتهم ذاتيا، وبلا شك أنهم نالوا دعما وخبرات تركية، فهم الوحيدون القادرون على التصدي لقوات (قسد) المدعومة من الشيطان الأكبر، والتي توسعت لتغطي أغلب شمال سوريا المحاذية لتركيا، ولم يتمكن جيش الأسد من التصدي لهم.
لذلك عملوا بجد طوال السنوات العشر الماضية تدريبا وتصنيعا حتى كونوا جيشا قوامه مائة ألف، وكانوا على أهبة الاستعداد منذ سنتين، لكن الأحداث التي عصفت بالمنطقة من بعد معركة الطوفان دفعتهم لتأجيل عمليتهم، لذلك وما أن توقف العدوان على لبنان حتى بدأوا العملية.
4 – كما كان للظروف الدولية دور هام، فحلفاء النظام منشغلون بالتعافي من جراحهم، والشيطان لم يعد بحاجة لبقاء نظام بشار، ولا يقلقه قيام نظام بديل اسلامي التوجه، فكل خيوط الأقطار المحيطة به بيده، وقادر على محاصرته عند اللزوم كما فعل في القطاع.
لهذا كله رأينا سقوط الصنم كان سريعا، لكن الشيطان واهم في اطمئنانه، فذلك إيذان بسقوط أصنام كثيرة في ديار الاسلام.

مقالات ذات صلة الحل القومي الجامع لمسار الإنهيار والتقسيم العربي 2024/12/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

ما وراء اهتمام ترامب بجنوب أفريقيا

مع دخول دونالد ترامب البيت الأبيض أنشأ برنامجًا لمساعدة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا على الهجرة للولايات المتحدة الأميركية؛ حيث نقلت طائرات مؤجرة من قبل الولايات المتحدة مواطنين بيضًا (أفريكان) من جنوب أفريقيا للولايات المتحدة، مما طرح العديد من الأسئلة عن أسباب هذا البرنامج وأهدافه؟

في الواقع، يبرز سبب جوهري لما يروّجه إيلون ماسك حول ما يصفه بـ"اضطهاد السود للأقلية البيضاء" في جنوب أفريقيا، وهي أقلية لا تتجاوز نسبتها 7% من السكان، لكنها تملك ما يقارب 70% من الأراضي الزراعية. ويُفهم من هذا الطرح – ضمنيًا – أنه يُحمّل السود مسؤولية فشل سياسات التمكين الاقتصادي التي أُقرّت بعد ثلاثة عقود على إنهاء نظام الفصل العنصري وحكم الأقلية البيضاء.

غير أن ما يدعو للتساؤل هو: لماذا يتصدر إيلون ماسك هذه الحملة تحديدًا؟ فالرجل وُلد في جنوب أفريقيا عام 1971، ثم انتقل لاحقًا إلى كندا، مسقط رأس والدته، ومنها إلى الولايات المتحدة، دون أن تُسجّل في مسيرته أية تجربة مباشرة تُظهر تعرضه لمضايقات من السود في بلده الأم.

الوجه الآخر لهذه الحملة يكشف إدراكًا متزايدًا لدى الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا بأن مساعي الحكومات ذات الأغلبية السوداء لتمكين المواطنين اقتصاديًا، تهدد بسحب بساط الثروة من تحت أيديهم. ويتعزز هذا القلق في ضوء قانون يجيز – في حالات معينة – مصادرة الأراضي الزراعية لأغراض اقتصادية. وعلى الجانب الآخر، تُظهر المواقف السياسية المتعاقبة منذ عهد نيلسون مانديلا أن جنوب أفريقيا تمضي تدريجيًا نحو تبني سياسات أكثر استقلالًا عن الغرب، وتعزز تموضعها ضمن المعسكر المقابل له.

إعلان

لم يُفوّت الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أي فرصة لدحض الادعاءات التي يروّج لها إيلون ماسك، والتي كررها لاحقًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض، حيث أصر ترامب على عرض مقطع فيديو يدعم السردية الأميركية بشأن "اضطهاد البيض" في جنوب أفريقيا. وقد تضمّن الفيديو لقطات لجوليوس ماليما، السياسي اليساري الجنوب أفريقي، وهو يردد هتافات من عهد الفصل العنصري ضد البيض.

وفي منتدى أقيم في أبيدجان بساحل العاج، علّق رامافوزا على إعلان الولايات المتحدة فتح باب الهجرة للأفارقة البيض بدعوى تعرضهم للاضطهاد، وتعهّدها بإنهاء إجراءات لجوئهم خلال ثلاثة أشهر فقط – وهي إجراءات تستغرق عادة ما يصل إلى ثلاث سنوات – قائلًا: "هذا لا ينطبق عليهم، فهم لا يستوفون تعريف اللاجئ"، مضيفًا: "اللاجئ هو من يفر من بلاده خوفًا من الاضطهاد السياسي أو الديني".

تكشف متابعة الأحداث في جنوب أفريقيا أن الفترة بين أبريل/ نيسان 2020 و2024 شهدت مقتل 225 شخصًا في المزارع، بحسب بيانات شرطة جنوب أفريقيا، من بينهم فقط 53 من المزارعين البيض. ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تواصل تضخيم حوادث استهداف البيض على وجه الخصوص، ما يطرح تساؤلًا: لماذا هذا التركيز الأميركي على هذا الملف تحديدًا؟

في الواقع، هناك جانب آخر يتعلق بصعود جنوب أفريقيا على الساحة الدولية؛ فقد باتت تُصنَّف ضمن الاقتصادات الصاعدة، وانضمت إلى مجموعة العشرين التي تمثل نحو 85% من الاقتصاد العالمي، رغم أن مساهمتها لا تتجاوز 0.6% من إجمالي الناتج المحلي للمجموعة. والأكثر دلالة، أن جنوب أفريقيا تستعد هذا العام لاستضافة قمة مجموعة العشرين، ما يعزز مكانتها الدولية.

لكن الأهمية لا تكمن فقط في هذا الحضور الدولي، بل في أن مثل هذه القمم تُسهم في إيقاظ الوعي الأفريقي الجماعي بقيمة الثروات والموقع الجيوسياسي للقارة، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة وشركاتها الساعية إلى إحكام سيطرتها على مفاصل الاقتصاد العالمي.

إعلان جنوب أفريقيا وروسيا

أعربت جنوب أفريقيا مرارًا عن تضامنها مع روسيا منذ بدء غزوها أوكرانيا، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحضر قمة مجموعة "البريكس" التي استضافتها جنوب أفريقيا عام 2023، مبررًا غيابه بأن مشاركته قد تُفسد القمة. وبناءً عليه، يُستبعد حضوره المرتقب لقمة مجموعة العشرين المرتقبة في جنوب أفريقيا.

لكن التحدي الأبرز الذي يواجه الدولة المضيفة لا يتعلق بروسيا، بل يتمثل في ضمان حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إن مشاركته ستُعد مكسبًا سياسيًا كبيرًا، وتعزز من فرص نجاح القمة، وتوطيد العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة.

الاقتصاد يتحدث

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على دول مجموعة "البريكس"، ردًا على دعوات بعض أعضائها إلى إنشاء عملة احتياطية بديلة للدولار. وتأتي هذه التهديدات في ظل مواقف جنوب أفريقيا نفسها، التي تنادي بإلغاء "الدولرة"، وتعزيز التبادل التجاري بالعملات الوطنية. ويتفاقم القلق الأميركي من تنامي علاقات جنوب أفريقيا مع شركاء "البريكس"، لا سيما الصين، وروسيا، وإيران، وهي علاقات شملت في بعض مراحلها تدريبات عسكرية مشتركة.

وعند إضافة موقف جنوب أفريقيا من الحرب على غزة، والمتمثل في رفعها دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، تتضح تعددية نقاط التوتر بين بريتوريا وواشنطن. هذا التوتر يفسّر سبب ضعف شعبية جنوب أفريقيا داخل الأوساط الجمهورية في الكونغرس الأميركي، حيث طُرِح – منذ فبراير/ شباط 2024 – مقترح لإعادة تقييم العلاقات الثنائية مع جنوب أفريقيا.

قوة جنوب أفريقيا

تمتلك جنوب أفريقيا مصدر قوة إستراتيجيًا يتمثل في معادنها النادرة، مثل المنغنيز، والبلاتين، والإيريديوم، والتي شكّلت نحو 6.4 مليارات دولار من إجمالي صادراتها السلعية إلى الولايات المتحدة، بما يمثل 7.4% من واردات واشنطن من السلع الأولية في عام 2022. ومن هذا المنطلق، يدرك الطرفان أهمية هذه الصادرات ودورها في العلاقة الثنائية.

إعلان

وفي هذا السياق، سعى الرئيس سيريل رامافوزا خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة – ثاني أكبر شريك تجاري لبلاده – إلى الحصول على طمأنات بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية، لا سيما في ظل تهديدات بفرض تعريفات جمركية مرتفعة، وهو ما قد يُفاقم الأعباء على اقتصاد جنوب أفريقيا الذي يعاني أصلًا من معدلات بطالة مرتفعة وتباطؤ في النمو.

إيلون ماسك

في خضم هذه التطورات، برز إيلون ماسك كـ"صيّاد فرص"، إذ سارع إلى الدفع بشركته "ستارلينك" المتخصصة في بث الإنترنت عبر الأقمار الصناعية نحو التفاوض مع حكومة جنوب أفريقيا لتقديم خدماتها في البلاد. بيد أن هذا التوجه اصطدم بقانون محلي يشترط طرح نسبة من أسهم الشركة المحلية التابعة لـ"ستارلينك" للمواطنين السود، ضمن سياسة تمكين اقتصادي تهدف إلى تصحيح التفاوتات التاريخية. وقد قوبل هذا الشرط برفض من ماسك وعدد من المستثمرين الأميركيين.

لكن حكومة جنوب أفريقيا قدّمت بديلًا عمليًا عبر ما يُعرف بـ"مكافئ الأسهم" (Equity Equivalent Investment Programme)، والذي يتيح للشركات الأجنبية المساهمة باستثمارات تنموية في المناطق المحرومة بدلًا من التنازل عن أسهمها. وقد سبق تطبيق هذا النموذج بنجاح في قطاع السيارات داخل البلاد، ما يشير إلى أن الطريق أصبح ممهّدًا أمام ماسك للاستثمار في السوق الجنوب أفريقية.

ويبقى السؤال المطروح: هل تُمثّل هذه الخطوة بداية لتطور إيجابي في العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة قبيل انعقاد قمة العشرين في نهاية العام الجاري؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • أحمد كريمة: عقود الإيجار المجهولة المدة باطلة شرعًا
  • مفاجأة أمنية.. الجيش اللبناني يحقق تقدماً في نزع السلاح بدعم استخباراتي!
  • لأول مرة في تارخها العلمي .. الجزائر توثق أول انفجار ضخم لكوكب
  • ما وراء اهتمام ترامب بجنوب أفريقيا
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده
  • السيد القائد عبدالملك: من مقامات النبي إبراهيم التي ذكرت في القرآن الدروس الكثيرة لنهتدي بها
  • البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر توضح الأعمال التي تعادل الحج والعمرة
  • الأردن يستضيف بطولة العالم للجودو للشباب 2025