ما يحدث في سوريا.. شاهد على محاولات العدوّ لصرف الأُمَّــة عن قضيتها الفلسطينية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
عبدالحكيم عامر
في خضم الأحداث المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، تبرز سوريا كنموذج حي لما يخطط له العدوّ الصهيوني، الذي يسعى إلى صرف الأُمَّــة عن قضيتها الأَسَاسية، وهي قضية فلسطين، وفي هذا السياق، يتجلى الدور المهم الذي يلعبه التكفيريون، الذين يستغلون شعارات مثل “تحرير الشام” لتشتيت الجهود وتعزيز الفتن بين أبناء الأُمَّــة.
وإن أعظم الأهداف التي يجب أن تتوجّـه إليها جهود الأُمَّــة هو تحرير الأقصى والقدس، فهما المقدسان المحتلّان في الشام، وعلى من يدعي الصدق في نواياه تجاه القضية الفلسطينية، أن يكون تركيزه على تحرير الأقصى بدلًا من الانجرار وراء صراعات جانبية تضعف من عزم الأُمَّــة وتفكك صفوفها، إن الوعي بما يجري حولنا يعد من الأسلحة الأَسَاسية في مواجهة محاولات التضليل.
فقد أكّـد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- “أن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية هي في تفكيك أبناء الأُمَّــة الإسلامية وفي إغراقهم بالنزاعات والأزمات والمشاكل الداخلية، وأن الأعداء يعملون على إغراق الأُمَّــة بالمشاكل الداخلية حتى يتم الاستفراد بكل طرف لينتقلوا إلى البقية”.
وأكّـد السيد القائد أن “من أضرار التفرقة بين أبناء الأُمَّــة هي في إلهائها عن قضاياها المهمة وعدوها الحقيقي وعن المخاطر الكبرى التي تهدّدها وفي استغراق جهدها وطاقتها”.
وأي صراع داخلي بين أبناء الأُمَّــة يزيد من فرص العدوّ الإسرائيلي، ويضعف من القضية الفلسطينية، أن الفتن التي تنشأ بين الصفوف لا تصب إلا في مصلحة العدوّ الصهيوني، فهي تسهل له تحقيق أهدافه في تقسيم الأُمَّــة وإشغالها عن قضاياها الرئيسية، فكل جبهة داخلية تساهم في تعزيز موقع العدوّ الإسرائيلي وتشتت الانتباه عن الخطر الحقيقي الذي يواجه القدس وفلسطين.
إن الكيان الصهيوني يشعر بالاستياء من الدور السوري الداعم لمحور المقاومة، والذي أسهم في هزيمته في غزة وجنوب لبنان، ويسعى نتنياهو إلى تحقيق نصر سياسي من خلال استخدام “هيئة تحرير الشام” في محاولات لإشغال الجيش العربي السوري بمعارك جانبية، مما يضعف من قدرته على مواجهة التحديات الحقيقية، وأن تقسيم سوريا إلى كانتونات طائفية يهدف إلى تبرير وجود دولة يهودية على أرض فلسطين.
وفي الأخير، في الوقت الذي يُحرق فيه العدوّ الصهيوني غزة ويفتك بأهلها، يوجه أذنابه وأبواقه جميع اهتمامهم إلى اجتياح المدن السورية، معاقبين سوريا على دعمها للمقاومة، أن قطع خطوط إمدَاد حزب الله بالسلاح يُعتبر جزءًا من المخطّط الإسرائيلي، حَيثُ يُعد حزب الله أحد أقوى الأطراف الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
إن الاتّجاه الصحيح الآن هو نصرة الشعب الفلسطيني وتوحيد الجهود؛ مِن أجلِ تحقيق هذا الهدف، يجب على الأُمَّــة أن تعي مخاطر الانجرار وراء الفتن والصراعات الداخلية، وأن تدرك أن أي توجّـه بعيد عن فلسطين هو انحراف عن الحق، أن الوحدة والوعي هما السبيلان الرئيسيان لمواجهة العدوّ الصهيوني وتحقيق النصر لفلسطين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أبناء الأ م
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يُصعد من مجزرة الهدم في مخيم نور شمس
الثورة نت /..
تواصل قوات الكيان الصهيوني الغاصب عدوانها على طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الـ147 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ135 مع تصاعد عمليات الهدم، والاقتحامات لبلدات المحافظة.
وقالت اللجنة الإعلامية لطولكرم في بيان صادر عنها اليوم، أن قوات العدو صعدت من عمليات الهدم الواسعة لمنازل الأهالي في حارة العيادة داخل مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، وسط انتشار عسكري مكثف وإغلاق محكم للمداخل والمخارج.
ودفعت قوات العدو الصهيوني بتعزيزات عسكرية وجرافات ضخمة إلى مخيم نورس شمس، وبدأت بأعمال تجريف وهدم لمنازل ومنشآت وشق طرق واسعة داخل المخيم.
وخلال الأسبوعين الماضيين شهد مخيم طولكرم عمليات هدم طالت أكثر من 50 مبنى، ما تسبب في فتح شوارع واسعة في قلب المخيم، إضافة إلى الأضرار الكبيرة والدمار الواسع في حارات البلاونة والعكاشة والنادي والسوالمة والحمام والمدارس.
وكان “جيش” العدو أعلن في أيار/ مايو الماضي، أنها يعتزم هدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده.
وتضم هذه المباني أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، و48 مبنى في مخيم نور شمس، بذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمنطقة.
وأشارت اللجنة إلى تواصل عمليات الاقتحام والدهم لمنازل المواطنين في طولكرم، لافتة قوات العدو اعتقلت الشبان أحمد المتروك وليث حجازي ونصر جراد.
وأوضحت أن بلدة زيتا شمال طولكرم تتعرض لعدوان صهيوني واقتحام مستمر منذ 10 أيام تخلله دهم لعشرات المنازل وتنكيل بسكانها واعتقال للشبان.
وداهمت قوات العدو الصهيوني في زيتا عدة منازل عرف منها الشهيد محسن ضبايا، وغازي ضبايا ، وجاد حجة حيث اعتقلوا نجله بعد تخريب محتويات منزلهم.
كما اقتحمت ضاحية شويكة شمال طولكرم، وبلدة كفر اللبد شرق المدينة.
وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 187 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.. كما يشن عدوانا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.