طه حسيب (أبوظبي)
أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أن دولة الإمارات نموذج عالمي رائد في تبني سياسات زراعية متطورة تسهم في تعزيز الأمن الغذائي. وأشار الواعر في تصريح خاص لـ«الاتحاد» إلى أن «الفاو» تدعم «الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051» التي أطلقتها الإمارات، والتي تمثل تحويل التحديات إلى فرص، وتهدف إلى جعل البلاد رائدة عالمياً في هذا المجال من خلال تعزيز استدامة نظام الغذاء، وزيادة الإنتاج المحلي، وضمان سلامة الغذاء.



وأوضح الواعر أنه بالإضافة إلى دعم «الفاو» الكامل للبرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، والذي يهدف إلى تعزيز التنمية الزراعية وتحسين الأمن الغذائي في دولة الإمارات، تقدم الفاو خبراتها، حيث تعمل جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية في دولة الإمارات لتحقيق زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي في الدولة من المحاصيل الزراعية، وتحسين المردود الاقتصادي للقطاع، وزيادة الاستثمارات فيه وتوظيف التكنولوجيا لرفع الإنتاجية الغذائية للقطاع الزراعي.


عبدالحكيم الواعر

 

 

حالة الأمن الغذائي في المنطقة


وأشار الواعر إلى أن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تواجه تحديات بيئية عديدة تؤثر على الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي على المدى القصير والطويل. من بين هذه التحديات ندرة الموارد المائية، التصحر، تدهور التربة، والاعتماد المتزايد على الواردات الغذائية مع بطء في النمو الاقتصادي ونقص في الموارد المالية. ويضاف إلى ذلك تداعيات التغير المناخي والصراعات. على سبيل المثال في المنطقة العربية، عانى 72.7 مليون شخص من انعدام شديد للأمن الغذائي العام الماضي 2023، وهم يمثلون ما نسبته 15.4 % من إجمالي سكان المنطقة، وضمت البلدان المتأثرة بالنزاعات أكبر نسبة من هؤلاء الأفراد الذين يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي، بإجمالي 44.1 مليون شخص.
وفي مداخلته الحصرية لـ«الاتحاد»، لفت الواعر الانتباه إلى أن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية عام 2023 بلغت حوالي 4 ملايين شخص بإجمالي 66.1 مليون شخص مقارنة بـ 62.1 مليون عام 2022. وواجهت الدول ذات الدخل المنخفض أعلى المعدلات، حيث يعاني 68.5% من سكانها من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد.

وأضاف الواعر: زاد معدل انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في المنطقة العربية العام الماضي 2023 إلى 186.5 مليون شخص بنسبة 39.4% وبزيادة قدرها 1.1 نقطة مئوية، مقارنة بالعام السابق.
وأوضح الواعر أن استضافة الإمارات للنسخة الأولى من القمة العالمية للأمن الغذائي، وتنظيمها الدورة الثالثة لمعرض أبوظبي الدولي للأغذية 2024 والدورة العاشرة لمعرض أبوظبي للتمور 2024، يؤكد إدراكها أهمية هذه القضية ودور الابتكار الزراعي في مواجهة التحديات وتعزيز الأنظمة الغذائية المستدامة، إضافة إلى الالتزام بالتعاون الدولي لتحقيق أمن غذائي مستدام للأجيال القادمة. في هذا الإطار، يشير التقرير العالمي حول أزمات الغذاء للعام الحالي 2024 إلى أن 282 مليون شخص على الأقل يعانون من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في 59 دولة ومنطقة، بما في ذلك العديد من المناطق في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا والدول الأفريقية.



وتواجه أيضاً زيادة الإجهاد المائي وتدهور جودة المياه، مع النمو السكاني والتحضر، وهو ما يهدد قدرة الدول على تلبية خدمات أساسية خاصة الحصول على المياه والصرف الصحي. ونوّه الواعر بأن هناك 8 دول عربية تعدُّ بين أكثر 10 دول على مستوى العالم الأشد معاناة من ضغوط مائية عالية، حيث تقل حصة الفرد السنوية من المياه المتجددة عن 500 متر مكعب في 13 دولة، بينما تصل إلى أقل من 100 متر مكعب في 7 دول. هذه الأرقام تسلط الضوء على الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات وضمان الأمن الغذائي والمائي للجميع.

 

الزراعة الذكية مناخياً


وأوضح الواعر أنه يمكن تحفيز التحول في النظم الزراعية لتصبح أكثر تكيفاً مع التحديات المناخية عبر تبني ممارسات الزراعة الذكية مناخياً لزيادة الإنتاجية، وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ وتقليل الانبعاثات.

 


وأضاف: يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين كفاءة الموارد، مثل إدارة المياه عبر حلول مبتكرة كإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة وحصاد مياه الأمطار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين خصوبة التربة عبر الزراعة الحافظة واستخدام الأسمدة العضوية، وتطوير محاصيل مقاومة للمناخ مثل المحاصيل المقاومة للجفاف والملوحة. ودعا الواعر إلى أهمية دعم الشراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والمزارعين لتعزيز تبادل المعرفة وتوفير التمويل، وزيادة الوعي وبناء القدرات، ووضع سياسات تشجع الزراعة المستدامة مثل الحوافز المالية ودعم الابتكارات الزراعية.
وحسب الواعر، تتطلب هذه الجهود التزاماً طويل الأمد من جميع الأطراف لضمان تحول النظم الزراعية نحو المرونة والاستدامة. علاوة على ذلك، من المهم بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الضعيفة المتأثرة بتغير المناخ عبر تقديم الدعم للأسر الزراعية الصغيرة وتوفير التدريب والأدوات لمساعدتهم على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.

ومن جانبها، تدعم الفاو الأبحاث لتطوير محاصيل مقاومة للمناخ وتتعاون مع الشركاء لتوزيع هذه الأصناف على المزارعين في المناطق الأكثر تأثراً. كما تعمل الفاو على دعم السياسات والتمويل، حيث تساعد الدول في صياغة سياسات تدعم الممارسات الزراعية المستدامة واستراتيجيات التكيف مع المناخ، وتسهّل الوصول إلى مصادر التمويل المناخي مثل صندوق المناخ الأخضر لدعم تنفيذ المشاريع المستدامة.

على سبيل المثال، تلقى قطاع الزراعة الأوسع في الدول العربية تمويلاً قدره 28.4 مليار دولار عام 2021 وهي تشمل الزراعة والغذاء والغابات وقطاع الصيد. ونحتاج إلى حوالي 12 مليار دولار إضافية سنوياً.

 

أخبار ذات صلة الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد تطلق «خط الدعم» للمرضى "الأرصاد" يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت في الدولة


مبادرات إماراتية


وبخصوص مبادرات الإمارات، تجدر الإشارة إلى أنه خلال مؤتمر الأطراف «كوب27» في مدينة شرم الشيخ المصرية، يوم 16 نوفمبر 2022 أطلقت الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية (مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ)، وبدأت باستثمارات قدرها 8 مليارات دولار من أجل تشجيع الزراعة الذكية مناخياً.
أشاد المدير العام المساعد لمنظمة (الفاو) بالدور الإماراتي والدور المصري في نسخة كوب 29 الأخيرة في أذربيجان، فالدولتان كانتا حريصتين على استمرار العمل والبناء على مخرجات كوب 27 وكوب 28 بشكل كبير. أما بالنسبة لمبادرة الإمارات الخاصة بالابتكار الزراعي للمناخ، فقد نجحت بالفعل في زيادة استثماراتها بشكل كبير، حيث ارتفعت التزاماتها الاستثمارية من 17 مليار دولار إلى 29.2 مليار دولار والتي ستوجه بشكل رئيس إلى دفع عجلة التغيير بمجال النظم الغذائية والزراعة الذكية مناخياً، خاصة وأن التقديرات أشارت إلى أن هذه المبادرة يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات الزراعية في المنطقة بنسبة تصل إلى 40 % بحلول عام 2030. الآن، نشعر بضرورة زيادة الاستثمارات في البحث والتطوير، وتخصيص مزيد من الأموال لتطوير تكنولوجيات الزراعة الذكية مناخياً وحلول مبتكرة تتناسب مع التحديات مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

وأكد الواعر أهمية توسيع الشراكات الإقليمية بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، لتسهيل تبادل المعرفة وتطبيق التكنولوجيات الحديثة التي تسهم في حل مشاكل الأمن الغذائي والمناخ. يجب أيضاً توجيه المزيد من الدعم للمزارعين المحليين، خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة في المناطق المتضررة وتدريبهم وتوفير التقنيات التي تعزز إنتاجيتهم ومرونتهم في مواجهة الظروف الصعبة.

 


الزراعة المستدامة


وعن أهمية تطوير الزراعة لتصبح أكثر استدامة بحيث لا تساهم في مزيد من الانبعاثات، وأكثر قدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي، أشار الواعر إلى أن الزراعة المستدامة تلبّي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية مع ضمان الربحية، وحماية البيئة، والعدالة الاجتماعية. تسهم في تعزيز الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي: التوافر، والوصول، والاستخدام، والاستقرار، وتدعم الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويتطلب الانتقال إلى نظم زراعية مستدامة بناء تحالفات سياسية وتشجيع الممارسات المبتكرة.
وأوضح الواعر أن «الفاو» تعتمد على خمس استراتيجيات رئيسية: دعم الاقتصاد الأحيائي المستدام، معالجة التلوث بالمواد البلاستيكية الزراعية، تقييم المشاريع البيئية والاجتماعية، توفير بيانات مناخية مفتوحة، وتعزيز التدريب العالمي في الزراعة المستدامة. وتشمل المبادرات دعم المزارعين المتأثرين بتغير المناخ من خلال أساليب زراعية ذكية وبرامج تعليمية ترفع مرونتهم وإنتاجيتهم. كما تساهم مدارس المزارعين الحقلية في تدريبهم على تقنيات الزراعة المستدامة من خلال التعلم العملي في حقولهم. بالإضافة إلى ذلك، تنظم الفاو برامج تدريبية لصانعي القرار والكفاءات والكوادر في الدول الأعضاء لضمان تبني وتطبيق سياسات تدعم الزراعة المستدامة. ومن خلال برامج التدريب المتخصصة، تقدم «الفاو» دعماً مستمراً لتطوير القدرات الوطنية في الزراعة المستدامة. على سبيل المثال: هناك برنامج التدريب الزراعي الذي تستفيد منه الدول العربية ويهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية واستخدام تقنيات الزراعة الحديثة. أيضا مشروع تعزيز الزراعة الذكية في المنطقة العربية بتمويل يقدر بـ 100 مليون دولار عام 2022، ويشمل تطوير تقنيات ري أكثر كفاءة وتنظيم ورش تدريبية للمزارعين. كما تسهم الفاو أيضًا في نقل المعرفة حول كيفية استخدام التقنيات المستدامة مثل الزراعة المائية والزراعة الدقيقة، من خلال التعاون مع الدول المانحة والقطاع الخاص.


الذكاء الاصطناعي التوليدي


وعن طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي كونها تقدم رافداً مهما لزيادة الإنتاج الزراعي وتعزيز المكاسب الاقتصادية التي تعود على المزارعين من خلال حلول صديقة للبيئة والمناخ وقادرة على مكافحة الآفات، أكد الواعر أن التكنولوجيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، تساعد المزارعين على تحسين إنتاجية الزراعة ومكافحة الآفات، حيث استخدمت «الفاو» الذكاء الاصطناعي لمراقبة المحاصيل وتقليل استخدام المبيدات. وأشار الواعر إلى أن «الفاو» طوّرت برامج تدريبية عديدة لمساعدة الدول على تحليل بيانات الطقس وتحسين إدارة المياه وأطلقت الفاو أيضاً تطبيق FLAPP، الذي يساعد في تحديد أماكن الفاقد من الأغذية وأسبابه، مما يعزز التدخلات الفعالة لتقليل الفاقد. كما قدمت «الفاو» أداة «Ugani Kiganjani» للمزارعين في تنزانيا، التي تتيح تنبؤات بالطقس وخدمات استشارية لتمكينهم من التكيف مع تغيرات المناخ. وتسهم هذه الأدوات بالتأكيد في تعزيز الزراعة، وجعلها أكثر مرونة أمام التغيرات المناخية، وستُحدث الزراعة الرقمية ثورة في كيفية إنتاج وتوزيع واستهلاك الأغذية، كما ستحسن بيانات التسعير وتقليل الفاقد وتعزز ممارسات الزراعة المستدامة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفاو الاستدامة الزراعة الإمارات الزراعة الذکیة مناخیا الزراعة المستدامة الذکاء الاصطناعی للأمن الغذائی الأمن الغذائی ملیار دولار الواعر إلى فی المنطقة ملیون شخص من انعدام التکیف مع فی الدول من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس سياحة النواب: مصر لديها 30 محمية طبيعية تؤهلها لاحتلال مكانة أكبر على الخريطة العالمية

قالت النائبة نورا علي، رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، إن “مصر تملك قطاعا سياحيا متنوعا ومتفردا وأعتقد أنه حان الوقت لتسليط الضوء على جميع الأنماط، ومن بينها ملف السياحة العلاجية باعتباره أحد أهم الأنماط الجديدة، مع تشكيل منظومة متكاملة تضع مصر علي الخريطة التنافسية العالمية”.

وأضافت “علي”، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": “ومن بين الأنماط الجديدة ملف السياحة الدينية التي لم تحصل مصر على نصيبها المستحق منها حتى الآن رغم امتلاكها مقومات وكنوزا دينية وسياحية لا مثيل لها، وأرى أن الفترات الأخيرة الحكومة تسير بشكل جيد في هذا الملف، وهناك اهتمام كبير لإعادة إحياء مسار العائلة المقدسة”.

وتابعت رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب: “ومن بين الأنماط التي بحاجة لمزيد من الاهتمام هو نمط السياحة البيئية، حيث تضم مصر 30 محمية طبيعية، ما يؤهلها لاحتلال مكانة أكبر على الخريطة العالمية”.

واختتمت: “ومن بين الأنماط التي تحتاج لتسليط الضوء عليها؛ السياحة الرياضية والريفية، حيث تملك مصر مقومات لا مثيل لها”.

الصحة : المركز الطبي في جامبيا يعزز استراتيجيتنا في السياحة العلاجيةرئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي وزير صحة جنوب أفريقيا لبحث تعزيز السياحة العلاجيةوزير الصحة ونظيره التركي يبحثان الشراكات الطبية والسياحة العلاجيةوزير الصحة: إطلاق منصة تور فور كيور للسياحة العلاجية يعزز موقعنا عالميا

كانت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أكدت أن المشروعات المقترحة للاستثمار يجب أن تعتمد على الهوية البيئية والتراث الثقافي لكل محمية، وأن تسهم في رفع جودة التجربة السياحية دون الإضرار بالموارد الطبيعية، لا سيما أن المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتكون مقصدًا مميزًا للسياحة البيئية العالمية.

جاء ذلك خلال  اجتماع وزيرة البيئة مع أحد المستثمرين لبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية، وذلك بحضور ياسمين سالم، مساعد الوزيرة للتنسيقات الحكومية، وهدى الشوادفي، مساعد الوزيرة للسياحة البيئية، ومحمد معتمد، مساعد الوزيرة للتخطيط والاستثمار، والدكتور محمد صلاح، مساعد الوزيرة للشئون القانونية، والمستشار محمد منسي، مستشار الوزيرة للشئون القانونية، واللواء أركان حرب خالد عباس، رئيس قطاع حماية الطبيعة، والدكتور تامر كمال، رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي.

وأكدت الدكتورة منال عوض، خلال الاجتماع، أن الدولة تضع الاستثمار البيئي على قائمة أولوياتها خلال المرحلة الحالية، باعتباره أحد المسارات الواعدة لتنمية موارد المحميات الطبيعية وتعزيز الاقتصاد الأخضر، فضلاً عن دوره في دعم السياحة البيئية التي تشهد إقبالًا متزايدًا محليًا ودوليًا.

وشددت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة على أن أي استثمار داخل المحميات الطبيعية يجب أن يتم وفق ضوابط صارمة تضمن حماية النظم البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية من أي ضغوط أو تأثيرات سلبية، موضحة أن الوزارة تتبنى نهجًا يقوم على الدمج بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الطبيعة، من خلال مشروعات تراعي خصوصية كل محمية وتستخدم مواد وتصميمات متناغمة مع البيئة المحيطة.

كما أكدت الدكتورة منال عوض أن المشروعات المقترحة يجب أن تعتمد على الهوية البيئية والتراث الثقافي لكل محمية، وأن تسهم في رفع جودة التجربة السياحية دون الإضرار بالموارد الطبيعية، لا سيما أن المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة تؤهلها لتكون مقصدًا مميزًا للسياحة البيئية العالمية.

وخلال الاجتماع، شددت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة على ضرورة تقديم الدراسات الفنية والبيئية التفصيلية الخاصة بالمشروع، بما يشمل تقييم التأثيرات البيئية، وخطط الإدارة المستدامة، وآليات الحد من أي تأثيرات محتملة على الموارد الطبيعية ليتم  عرضها على خبراء قطاع حماية الطبيعة والجهات الفنية المختصة داخل الوزارة، لدراستها بدقة قبل إصدار أي موافقات، وذلك لضمان توافقها مع الاشتراطات البيئية وقواعد الاستثمار داخل المحميات.

ولفتت الدكتورة منال عوض إلى أن الدولة ترحب بالشراكة مع القطاع الخاص في مشروعات السياحة البيئية، شريطة الالتزام الكامل بالمعايير والضوابط البيئية التي تضمن حماية المحميات وصون مواردها الطبيعية للأجيال القادمة.

جدير بالذكر أن وزارة البيئة تعمل على تطوير البنية التحتية البيئية بالمحميات، وتحسين خدمات الزوار، وتطبيق منظومة حديثة لإدارة الأنشطة السياحية، بالتعاون مع القطاع الخاص والاستثماري بما يضمن تحقيق التوازن بين التنمية وحماية الطبيعة، ويعزز من مكانة مصر كدولة رائدة إقليميًا في إدارة المحميات الطبيعية.

طباعة شارك السياحة العلاجية الخريطة التنافسية العالمية رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب الحكومة مسار العائلة المقدسة

مقالات مشابهة

  • رئيس سياحة النواب: مصر لديها 30 محمية طبيعية تؤهلها لاحتلال مكانة أكبر على الخريطة العالمية
  • قمة بريدج ترسّخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً لصناعة الإعلام وتحقق أثراً اقتصادياً مباشراً
  • اكتشافات أثرية جديدة تعزز مكانة مصر على خريطة الحضارة العالمية.. فيديو
  • استعرض عددًا من المواضيع المدرجة بجدول أعماله.. وزير البيئة يرأس الاجتماع الـ11 لمجلس إدارة الهيئة العامة للأمن الغذائي
  • صادرات مصر الزراعية تسجل 8.8 مليون طن في 2025… الحجر الزراعي يوضح التفاصيل
  • تعزيز الأمن الغذائي المستدام
  • النعيمي: التسويق الزراعي ركيزة أساسية لدعم برامج الجمعيات التعاونية الزراعية
  • «استشارية البحوث الزراعية الدولية» تناقش تحديات النظام الغذائي
  • رئيس مجلس الوزراء يستعرض أبرز أنشطته الأسبوعية: استثمارات جديدة ودعم البحث العلمي وتعزيز الأمن الغذائي
  • المشاط من حفل تقرير سياسات الغذاء العالمية: مصر تحقق تقدما ملموسا في الأمن الغذائي