أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن القيادة السياسية تضع ملف الصحة على رأس أولوياتها، حيث إن الصحة بتعريفها الصحيح هي حالة من الكمال البدني والنفسي والاجتماعي   تعد ركيزة أساسية لرفاهية الفرد والتقدم المجتمعي، مستعرضًا جهود الدولة المصرية بهذا الملف، ومنها المبادرة الرئاسية لدعم الصحة النفسية، ودورها في إجراءات الكشف المبكر عن اضطرابات طيف التوحد، والتي تمثل تحولاً جذريًا في كيفية التعامل مع الصحة النفسية.

جاءت كلمتة الافتتاحية عبر تقنية الفيديو "كونفرانس" بحضور الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لمبادرات الصحة العامة، وذلك خلال فعاليات توقيع اتفاقية تعاونية بين وزارة الصحة والسكان  وجامعة لويزفيل الأمريكية، بشأن التعاون للكشف المبكر عن طيف التوحد، حيث أعرب الوزير عن سعادته بهذه الشراكة المثمرة، مضيفًا أن هذه الاتفاقية تؤكد على الأهمية للابتكار والتعاون والإلتزام الراسخ بتحسين حياة المرضى الذين يعيشون مع تحديات الصحة النفسية وظروف النمو العصبي، وخاصة اضطرابات طيف التوحد.

وسلط "عبدالغفار" الضوء على الحاجة الملحة إلى معالجة قضايا الصحة النفسية بشكل شامل، حيث تمثل الاضطرابات النفسية والسلوكية 10% من نفقات الرعاية الصحية المرتبطة بالأمراض غير المعدية بشكل عام ، مما يؤكد الأهمية الاقتصادية والمجتمعية لمعالجة هذه التحديات.

وذكر "عبدالغفار" أهمية المبادرة الرئاسية للصحة النفسية والتي تعتمد على دعم الصحة النفسية  والكشف المبكر عن اضطرابات طيف التوحد، والوصول إلى الفئات المعرضة للخطر، وتعتمد على استخدام أدوات فحص حساسة ثقافيًا وأساليب مبتكرة مثل القائمة المعدلة للتوحد عند الأطفال الصغار (MCHAT) أثناء زيارات التطعيم الروتينية في عمر 18 شهرًا، على أن تسمح هذه الأداة، وهي واحدة من أكثر أدوات الفحص استخدامًا على مستوى العالم، بالكشف المبكر عن التوحد، متبوعًا بالإحالات في الوقت المناسب والتدخلات المصممة خصيصًا لذلك.

وأشار "عبدالغفار" إلى أن الاكتشاف المبكر يُعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث تُظهر الأبحاث أن التدخلات العلاجية المبكرة خلال فترات ذروة المرونة العصبية، عادةً بين الولادة وخمس سنوات من العمر، تؤدي إلى نتائج أفضل بشكل ملحوظ للأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد.

وأفاد نائب رئيس مجلس الوزراء، أن هناك دراسة بحثية يتم إجراؤها حاليًا داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، ويسعى هذا البحث إلى تطوير وإثبات صحة المؤشرات الحيوية للتشخيص المبكر والأكثر دقة لاضطرابات طيف التوحد لدى الأطفال في سن 18 شهرًا، وهو تحسن كبير مقارنة بمتوسط سن التشخيص الحالي الذي يتراوح بين أربع إلى خمس سنوات، وقد تم اختيار مستشفى العباسية للصحة النفسية  بإعتبارها واحدة من أقدم مؤسسات الصحة النفسية بمصر، فقد كانت مستشفى العباسية منذ فترة طويلة في طليعة توفير الرعاية والعلاج وإعادة التأهيل للأفراد الذين يعانون من تحديات الصحة النفسية .

وأضاف أن مستشفى العباسية النفسية ليس مركزًا للخدمات السريرية فحسب، بل إنه أيضًا مركز للتعليم والتدريب والبحث في مجال الصحة النفسية، كما أنه منارة أمل لعدد لا يحصى من الأفراد والأسر، حيث يقدم مجموعة واسعة من الخدمات التي تلبي الاحتياجات المتنوعة لأولئك الذين يسعون للحصول على الرعاية.

وتحدث "عبدالغفار" أن هذه الدراسة تستكشف مجموعة واسعة من المؤشرات التشخيصية، بما في ذلك الاختلافات الجينية، وبيانات التصوير بالرنين المغناطيسي البنيوي، والعوامل البيئية مثل التعرض للمعادن، وتحمل هذه المؤشرات الحيوية وتسهيل التشخيص المبكر، وتمكين تدخلات أكثر تخصيصًا وفعالية، ومصممة وفقًا للاحتياجات الفريدة لكل طفل.

ونوه إلى أن هذه الدراسة البحثية تتوافق مع الجهود الأوسع التي تبذلها مصر لدمج خدمات الصحة النفسية في إعدادات الرعاية الأولية، وتسهيل الوصول إلى الدعم والحد من الوصمة المرتبطة غالبًا بتحديات الصحة النفسية، سواء من خلال فحوصات الصحة النفسية قبل الزواج، أو الاستشارة النفسية، أو برامج التواصل المجتمعي، فإننا نبني إطارًا يمكّن الأفراد من طلب المساعدة بثقة ودون حكم.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء، في كلمته على إنه تماشيًا مع شعار المبادرة الرئاسية "صحتك سعادتك"، فالدولة حريصة على تعزيز مستقبل لا يُنظر فيه إلى الصحة النفسية باعتبارها قضية منفصلة بل باعتبارها مكونًا لا يتجزأ من الصحة العامة وجودة الحياة، أما من خلال معالجة حالات مثل القلق والاكتئاب والتوحد بشكل استباقي، فأنه لا يتم الاهتمام فقط بتعزيز رفاهية الفرد ولكن أيضًا يتم العمل على تعزيز النسيج الاقتصادي والاجتماعي.

وأعرب "عبدالغفار" عن تجديد إلتزام الدولة المصرية من خلال هذه الشراكة على معالجة تحديات الصحة النفسية، وجدد إعرابه عن عميق امتنانه لجامعة لويزفيل والفريق الاستثنائي من الباحثين الذين يقودون هذا العمل الهام، حيث أكد على ان هذا التعاون سيُسفر عن تقدم رائد في مجال أبحاث ورعاية مرضى التوحد.

واختتم كلمته بدعوة الجميع، أن تكون هذه الشراكة بمثابة منارة أمل تدفع المجتمعات بحيث تكون خدمات الصحة النفسية متاحة وخالية من الوصمة ومتكاملة بشكل عميق بكافة أنظمة الرعاية الصحية، مؤكدًا أن المجتمعات تتقدم بالعلم وصحة أفرادها .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالغفار الصحة والسكان جهود الدولة الاضطرابات الكشف المبكر الاطفال مستشفى العباسیة الصحة النفسیة طیف التوحد المبکر عن

إقرأ أيضاً:

1500 توقيع.. اكتمال استمارات سحب الثقة من مجلس إدارة النادي الإسماعيلي |صور

أعلن الكابتن محمد سيكا مؤسس جبهة إنقاذ الإسماعيلي، اكتمال العدد المستهدف من استمارات سحب الثقة من مجلس إدارة نصر ابو الحسن، بتوقيع 1500 عضو من أعضاء الجمعية العمومية، مشيرا إلي أنه سيتم التوجه مباشرة إلي الجهة الإدارية بعد إنقضاء إجازة عيد الاضحي المبارك.


وأجمع الجمهور وأعضاء الجمعية العمومية وقدامي لاعبي الاسماعيلي، علي فشل الإدارة الحالية وتسببهم في زيادة المديونية وضعف الأداء وازمة القيد، وتهديدات هبوط الفريق الأول من الدوري الممتاز واستمراره بقرار سيادي.

كانت محافظة الاسماعيلية، قد شهدت حراكا غير عادي علي إثر الأوضاع المتدنية التي لحقت بالفريق الأول للنادي الإسماعيلي خلال الفترة القليلة الماضية.

وأقبل عدد كبير من جمهور النادي الإسماعيلي من أعضاء الجمعية العمومية علي توقيع استمارات سحب الثقة من مجلس إدارة نصر أبو الحسن.

وأصدرت جبهة إنقاذ الدراويش، بيانا صحفيا في السابق، بأماكن توزيع استمارات التوقيع علي سحب الثقة من مجلس إدارة الإسماعيلي برئاسة المهندس نصر ابو الحسن.

وقال البيان، إنه في ظل الأوضاع المتأزمة التي يعيشها نادينا العريق، ورغم الغضب الجماهيري المتصاعد، لا يزال رئيس مجلس إدارة النادي يرفض تقديم استقالته، وهو ما نراه تعنتًا غير مبرر، قد يعكس مخاوف قانونية شخصية من المحاسبة والمساءلة، أكثر مما يعبر عن حرص حقيقي على مصلحة النادي أو احترامًا للجماهير وأعضاء الجمعية العمومية.

وفي الجهة الأخرى، يظهر هذا التحرك وجها مشرقا من الأمل، يصنعه رجال ونساء الإسماعيلية المخلصين، وأعضاء الجمعية العمومية الأوفياء، الذين سطروا ملحمة جماهيرية غير مسبوقة عبر الإقبال الهائل على توقيع استمارات سحب الثقة، والتي وصلت إلى مراحلها الأخيرة في التجميع والتوثيق.

ووجهت الجبهة الشكر لكل من شارك من أبناء الإسماعيلية داخل المحافظة وخارجها وكذلك الرموز والقامات الوطنية التي لم تبخل بدعمها، والجهات التي ساعدت في تنظيم حملة الاستمارات، وكل مشجع غيور على كيان الإسماعيلي العظيم.

ووجهت الجبهة رسالة لهم «أنتم اليوم تكتبون تاريخًا جديدًا، وترسلون رسالة واضحة: “الإسماعيلي ملك جماهيره.. ولن يُترك رهينة لمن لا يستحق”.

طباعة شارك الإسماعيلية اخبار الإسماعيلي النادي الاسماعيلي

مقالات مشابهة

  • الصحة: خطة تأمين طبي للساحل الشمالي خلال الإجازات وفصل الصيف
  • الصحة: فحص أكثر من 11 مليون مواطن بالكشف المبكر عن السرطان
  • 1500 توقيع.. اكتمال استمارات سحب الثقة من مجلس إدارة النادي الإسماعيلي |صور
  • مساعد وزير الصحة: تفعيل المجالس الطبية بكفر الشيخ لإصدار قرارات العلاج
  • توقيع اتفاقية تعاون بين جمعية الصحفيين الإماراتية ومجلة «دريفن»
  • «الصحة» تُعلن فحص 7 ملايين و909 آلاف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر
  • الصحة: فحص 7 ملايين طفل ضمن مبادرة للكشف المبكر وعلاج ضعف السمع لدى حديثي الولادة
  • لا تستهينوا بقوة القشعريرة.. دهشة الأطفال صمّام أمان لصحتهم النفسية والجسدية والعاطفية
  • برج الحوت حظك اليوم السبت 6 يونيو 2025.. احمِ طاقتك النفسية
  • البرلمان الياباني يوافق على اتفاقية تعاون دفاعي مع الفلبين لمواجهة التهديدات الإقليمية