تحول دراماتيكي شهدته سوريا، بعد التقدم المفاجئ الذي أحرزته المعارضة السورية المسلحة في غضون 10 أيام، ودخولها العاصمة دمشق، ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد أن ترك منصبه.

                                            

ويرصد موقع "الفجر"، كيف تسير الأمور في المرحلة الانتقالية بسوريا، والتي ستكون مدتها 3 أشهر لتجنب دخول البلاد في حالة فوضى، وتحقيق استقرار دائم يعيد بناء الدولة ويضمن وحدة الأراضي.

 

اجتماع المعارضة السورية

اجتمع القائد في إدارة عمليات المعارضة المسلحة أحمد الشرع، و المهندس محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ السورية، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، ورئيس وزراء حكومة النظام السابق محمد الجلالي، لتحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى.

 

انتقال السلطة

بعد أن أطاحت قيادة الفصائل السورية المعارضة، بالرئيس بشار الأسد بدأت البحث في "انتقال السلطة"، لطي صفحة حكم الأسد الذي امتد قرابة ربع قرن.

 

وبحث القائد في إدارة عمليات المعارضة المسلحة أحمد الشرع، مع رئيس الحكومة السورية محمّد الجلالي "تنسيق انتقال السلطة"، ونقل الصلاحيات التنفيذية.

 

تكليف البشير 

وفي بيان تلفزيوني أعلن المهندس محمد البشير، أنه تم تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سوريا حتى أول مارس 2025.

 

ما لا تعرفعه عن البشير؟

البشير من مواليد عام 1983 بجبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، وحاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية قسم الاتصالات من جامعة حلب عام 2007.

 

عمل البشير، رئيسًا لقسم الأجهزة الدقيقة في معمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز عام 2011.

 

شغل البشير، منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ عامي 2022 و2023.

 

حصل على إجازة في الشريعة والحقوق بمرتبة شرف من جامعة إدلب عام 2021.

 

كان مديرًا للتعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد لمدة عامين ونصف العام.

 

حصل على شهادة في مبادئ التخطيط والتنظيم الإداري.

 

أول تصريح للبشير

قال المهندس محمد البشير، بعد تكليفه رسميًا برئاسة الحكومة، إن الحكومة المؤقتة ستشرف على قضايا الإدارة العامة خلال الفترة الانتقالية التي قد تنتهي في الأول من مارس.

 

أولويات الحكومة المؤقتة

أعلن المهندس محمد البشير، رئيس الحكومة المؤقتة بسوريا، أنه سيتم حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب، لافتًا إلى أن "الحكومة الانتقالية ستجري النظر بحالة الجيش الحالي وتبحث في إعادة ترتيب أوضاعه"، وضبط الأمن وتقديم الخدمات والانتقال السلس، وفق ما نقلت "أسوشييتد برس".

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الحكومة السورية الجديدة بين التحدي والأمل: دعوة للصبر والبناء

حكومة ناشئة والتحديات:

وُلدت حكومتنا السورية الجديدة في ظروف استثنائية، بعد عقود من القهر والفساد والدمار، ورثت بلدا متعبا وممزقا، وثقلا عمره نحو ستين عاما من الاستبداد. إنّها حكومة وليدة، تحاول أن تثبّت أقدامها على أرض مليئة بالعوائق والمطبّات، في زمن تتشابك فيه الملفّات وتتصارع فيه القوى. لا بد أن نعي أن البناء لا يكون سريعا، ولا النتائج فورية. فكما لا تُبنى البيوت وسط العواصف في يوم وليلة، كذلك لا تُبنى الدول فجأة، ولا تتحقق الإنجازات العميقة بلا وقت وصبر وتدرّج. إنّ التأسيس الحقيقي لأيّ دولة جديدة يحتاج إلى عقليّة متزنة ووعي عميق بأنّ ما أُفسد في ستين سنة لن يُصلَح في ستة أشهر، فمن استعجل الشيء قبل أوانه عُوقب بحرمانه..

أزمة وعي مجتمعي في النقد الهدام:

لسنا ضد النقد، بل نحتاج إليه، لكن بشرط أن يكون نقدا بنّاء لا هدّاما مغلّفا بالاتهامات والسوداوية والتشاؤم. النقد مسؤولية، ومن واجب كل منتقد أن يقدم بدائل واقعية، لا أن يكتفي بالسخرية والتشكيك، فالحكومة لا تملك عصا موسى عليه السلام. وكما قيل: "النجاح الوطني لا يُصنع بالعجلة، بل بالتعليم الصارم والانضباط والتخطيط طويل الأمد".

لا يجوز لمن لم يشارك في البناء أن يكون أول من يهاجم، ولا لمن لم يقدّم حلا أن يكون أسرع الناس نقما وتثبيطا. علينا أن نكون عقلاء في حكمنا، منصفين في تقييمنا، واقعيين في توقّعاتنا
نرى حكومتنا تعمل وتجتهد رغم الحصار، ورغم الحرب، ورغم الضربات المتتالية من أعداء الداخل والخارج، منهم جماعة حكمت الهجري في السويداء التي توالي إسرائيل، وفلول وبقايا النظام الأسدي المجرم من الساحل، وقوات قسد في الشمال الشرقي، بل وحتى من بعض أبناء الوطن الذين يهاجمون بلا وعي، أو يحبّطون بلا بديل، ناهيك عن الانتهاكات الإسرائيلية لبلادنا، وقصفها الإجرامي الممنهج قلب دمشق وتوغلها في الجنوب السوري.

وهنا نؤكد: لا يجوز لمن لم يشارك في البناء أن يكون أول من يهاجم، ولا لمن لم يقدّم حلا أن يكون أسرع الناس نقما وتثبيطا. علينا أن نكون عقلاء في حكمنا، منصفين في تقييمنا، واقعيين في توقّعاتنا.

موارد عظيمة وشعب قادر على البناء

بلدنا غني بالموارد والخامات الطبيعية، وفيه طاقات بشرية هائلة، من عقول نابغة وأيادٍ ماهرة وشباب متحمّس ينتظر النداء. فلماذا لا نستخدم هذه القدرات بدل أن نستهلكها في الشكوى؟ لماذا لا نمدّ يدا للبناء بدلا من لسان اللوم، وسخط الانتظار؟

إن الحل يبدأ حين نحسن توظيف هذه الطاقات، ونفتح الباب أمام المبادرات، ونتوقف عن تهميش العقول وقتل الإبداع بالإهمال أو الحسد أو الخوف. علينا أن نُشجّع التفكير الحرّ المسؤول، ونزرع الثقة في كل من لديه فكرة أو مشروع أو طاقة تحتاج فرصة. نحتاج إلى وضع أهداف دقيقة، وتقييم المسارات بصدق، وتصحيح ما يمكن تصحيحه، وتغيير ما يجب تغييره، لا أن نهدم لمجرد الهدم، بل أن ننسف الفاسد لنقيم مكانه ما هو أصلح وأصلب وأمتن.

بين الأمس واليوم
الحلول تبدأ منّا، من اكتشاف العقول الفتية، وتشجيع التفكير، وتنمية المبادرات، وتهيئة الفرص العادلة. لا يكفي أن ننتقد، بل علينا أن نُقدّم، وأن نكون إيجابيين
لنعد قليلا إلى الوراء ونتأمل: أين كنا؟ وأين صرنا؟ لا أحد ينكر أن الطريق طويل، لكن لا أحد ينكر أيضا أن هناك خطوات واضحة تمّت على الأرض. هناك خدمات بدأت تعود، ومؤسسات بدأت تتحرك، ومحاولات جادة لتحسين الأمن والمعيشة، رغم كل الظروف القاسية، لا سيما بعد رفع العقوبات الدولية عن بلدنا..

لقد شهد حتى الخصوم وبعض الزعماء الدوليين ومنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنّ هذه الحكومة تعمل وتتحرك بسرعة وجدية تفوق المتوقع. والفضل ما شهدت به الأعداء. أليس هذا دليلا على أننا نسير، نحو الأفضل؟

دعونا نكون جزءا من الحل

حب الوطن لا يكون بالصراخ والندب، بل بالعمل والمشاركة والمبادرة. فإضاءتك شمعة خير لك من أن تلعن الظلام. إنّ الحلول تبدأ منّا، من اكتشاف العقول الفتية، وتشجيع التفكير، وتنمية المبادرات، وتهيئة الفرص العادلة. لا يكفي أن ننتقد، بل علينا أن نُقدّم، وأن نكون إيجابيين.

لنمدّ يد العون لحكومتنا، فيد الله مع الجماعة، نرشدها إذا أخطأت، نساندها إذا وُجهت، ونعمل معها بوعي وصبر. فالمعركة اليوم ليست بين فئات، بل بين من يريد البناء ومن يريد الهدم، بين من يصبر ويزرع، ومن يريد قطف الثمر قبل أوانه. لنكن من الزرّاع، لا من القاطعين. ومن البنّائين، لا من المثبّطين. فهكذا تُبنى الأوطان.

مقالات مشابهة

  • تقريرها بعد 3 أشهر.. العدل السورية تشكل لجنة للتحقيق بأحداث السويداء
  • الحكومة السورية الجديدة بين التحدي والأمل: دعوة للصبر والبناء
  • حكومة السوداني تُنجز المرحلة الأولى من مشروع المدارس النموذجية
  • رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية: تحريك الدعوى العامة بحق بعض مرتكبي الانتهاكات تمّ بالتشاور معنا
  • رئيس رابطة المدارس الخاصة: لا يحق منع الطالب من التحويل إلا في حالة واحدة
  • حقيقة حصار محافظة السويداء من الحكومة السورية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تقودنا إلى كارثة سياسية
  • لابيد: حكومة نتنياهو تقودنا إلى كارثة سياسية وتسعى لضم شمال غزة
  • «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة غدًا في مقر مجلس الوزراء بـ العلمين الجديدة
  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب