الجزيرة:
2025-08-01@00:01:29 GMT

مشاهدات الجزيرة نت في حلب على الطريق إلى دمشق

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

مشاهدات الجزيرة نت في حلب على الطريق إلى دمشق

عفرين/حلب- كان الشباب يرقصون مع إيقاع الطبول والزمر أمام قلعة حلب وكانت هناك امرأة مسنة تبكي وهي تراقبهم، وكان الأطفال والنساء وكبار السن يملؤون الطرق المحيطة بالقلعة التاريخية ممسكين بالعلم السوري الجديد ذي الثلاث نجمات، وهم يضحكون ويلعبون مستمتعين بطعم الحرية.

بينما كان الشباب يرفعون أيديهم وهم يرددون الشعارات، سألني أحدهم من أبناء حلب "هل تعرف ماذا يقولون؟"، فأجبته بأنني لا أعرف العربية، فقال لي "ارفع رأسك، أنت حر الآن".

عدتُ إلى حلب بعد 11 عاما من زيارتي الأولى لها في زمن الحرب التي انتهت، وأصبحت حلب أول مدينة تم تحريرها من قبضة نظام الأسد مما جذب انتباه العالم إليها، فلقد تغيرت بشكل مدهش وأصبحت الآن آمنة وهادئة وخالية من الفوضى.

احتفالات مستمرة

من نافذة الفندق الذي أقيم فيه، أراقب ساحة سعد الله الجابري. رغم أن السماء كانت قد أعتمت وكان التيار الكهربائي مقطوعا، فإن الاحتفالات لا تزال مستمرة في الساحة، ويبدو أن أهل حلب كانوا ينتظرون هذا اليوم طويلا، فلا تزال عروض الفرح والاحتفال متواصلة.

صالح أحمد، الذي لم يزر حلب منذ 11 عاما، كان يقود السيارة بمهارة بينما يهز رأسه معبرا عن دهشته متسائلا بلهجة تركية متقطعة "ما زلتُ لا أصدق، هل رحل الأسد حقا؟".

إعلان

هذا الشعور بالدهشة ينتاب الكثير من الناس في حلب. ومع ذلك، لا يمكن إغفال الشعور بالتوجس الذي يعيشه آخرون.

عندما لاحظت أن عدد الأشخاص الذين يرفعون علم سوريا الجديد يبدو أقل من المتوقع، سألت الحلبي الذي بجانبي عن السبب، فأجابني "عشنا 61 عاما في ظل نظام الأسد، حيث كان اثنان من كل 3 أشخاص يعملون في المخابرات. الآن، هناك خوف من عودته مرة أخرى. التخلص من هذه الصدمة لن يكون أمرا سهلا".

وأبدى الشباب قدرة أسرع على التأقلم مع الوضع الجديد، بينما بدا من هم في منتصف العمر أكثر حذرا وتحفظا فقد عاشوا فترات أطول تحت القمع.

مشهد مختلف

بدأت رحلتي من الحدود التركية مرورا بالمدن الواحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلى حلب. المشهد الذي رأيته الآن يختلف تماما عن سوريا التي زرتها قبل 11 سنة، فالتكوين العرقي والديني التقليدي للمدن قد تغير بشكل جذري.

كل شيء بدأ بالانهيار كأحجار الدومينو عندما تغيرت السيطرة على حلب في عام 2016. فحلب، التي كانت تضم 5.5 ملايين نسمة من السنة العرب والتركمان، شهدت نزوحا هائلا عندما سيطر عليها نظام الأسد؛ إذ غادرها حوالي 4 ملايين شخص وانتقل نحو 2.5 مليون منهم إلى تركيا.

في حين تحولت إدلب، التي كانت بلدة صغيرة، إلى مدينة مكتظة بالسكان بسبب اللاجئين القادمين من حلب، حيث ارتفع عدد سكانها من مليون إلى 2.5 مليون نسمة. وظلت تحت إدارة هيئة تحرير الشام لسنوات عديدة.

أما عين العرب (كوباني)، التي كانت مدينة عربية، فقد تغيرت هويتها السكانية بعد أن سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مما دفع السكان العرب إلى النزوح غربا. وفي المقابل، كانت عفرين مدينة ذات غالبية كردية، لكن عندما استولى عليها الجيش السوري الحر، اضطر الأكراد للانتقال إلى تل رفعت وعين العرب.

حاجة للدعم

كما هو واضح، كل شيء في شمال سوريا أصبح في حالة فوضى. خلال رحلتي من عفرين إلى حلب، لم أستطع إلا أن ألاحظ البنية التحتية المدمرة، والتوسع العمراني العشوائي، والطرق المتهالكة، والبلدات التي أصبحت خرابا. عندما نتحدث عن إعادة إعمار سوريا، فإن تحويل هذه المناطق إلى أماكن صالحة للعيش سيستغرق وقتا طويلا ويتطلب ميزانية ضخمة للغاية.

إعلان

موارد سوريا الذاتية تكاد تكون معدومة وهي غير قادرة على سداد ديونها الحالية، مما يعني أن هناك حاجة ماسة لدعم دولي كبير. حتى في حلب، ثانية كبرى مدن البلاد، الكهرباء مقطوعة لفترات طويلة والمياه غير صالحة للشرب والأحياء الفقيرة -وخاصة التركمانية- تعرضت للدمار الكامل.

أهمل نظام الأسد، الذي حكم البلاد لعقود، الاستثمار في المدن والبنية التحتية، واختار بدلا من ذلك إنفاق الأموال على جمع السيارات الفاخرة. ومع إضافة 14 عاما من الحرب المدمرة، يمكننا فقط أن نتخيل حجم الكارثة التي حلت بالبلاد.

وأثناء قراءتكم لهذا المقال، سأكون على الطريق نحو الشام. سنرى ما الوضع في حماة، وحمص، ودمشق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والمغتربين يستقبل سفير الصين لدى سوريا لبحث تعزيز التعاون الثنائي

دمشق-سانا

استقبل وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني في العاصمة دمشق سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية العربية السورية السيد شي هونغوي.

وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين، وأكد السفير الصيني حرص بلاده على دعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مجددًا رفض الصين للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

سفير الصين لدى سوريا شي هونغوي وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني 2025-07-29BOUTHINA BOUTHINAسابق الأمن الداخلي بحماة ينفي الهجوم على القصر العدلي ويؤكد استقرار الأوضاع انظر ايضاً وزير الخارجية والمغتربين يستقبل سفراء الدول العربية والإسلامية

دمشق-سانا استقبل وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في دمشق اليوم سفراء

آخر الأخبار 2025-07-29وزير الخارجية والمغتربين يستقبل سفير الصين لدى سوريا لبحث تعزيز التعاون الثنائي 2025-07-29الأمن الداخلي بحماة ينفي الهجوم على القصر العدلي ويؤكد استقرار الأوضاع 2025-07-29وزير التعليم العالي: الوزارة تضع دعم الجامعات الخاصة على سلم أولوياتها 2025-07-29وكالات أممية تحذر من أن غزة تواجه خطر المجاعة الشديد 2025-07-29التعليم العالي ومحافظة ريف دمشق تناقشان آلية الاستفادة من مشاريع وأبحاث الطلاب 2025-07-29غوتيريش: غزة على شفا المجاعة ويجب تدفق المساعدات إليها بشكل كبير 2025-07-29التربية السورية ونقابة المعلمين تناقشان سبل تطوير قدرات المعلمين وتحسين أوضاعهم 2025-07-29مساعدات طبية نوعية تعزز القطاع الصحي بدير الزور بدعم من مؤسسة إغاثية 2025-07-29مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي 2025-07-29عودة دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى حمص وسط دعم إنساني

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • هيئة التخطيط والإحصاء تناقش خطة تطوير معهد التخطيط الاقتصادي والاجتماعي في سوريا
  • كانت في طريقها إلى سوريا... هذا ما ضبطه الجيش في بلدة حدودية (صورة)
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • وزير الخارجية والمغتربين يستقبل سفير الصين لدى سوريا لبحث تعزيز التعاون الثنائي
  • استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول