قال محمد سعد عبدالحفيظ، مدير تحرير جريدة الشروق، إن التطورات التي شهدتها سوريا في الأسبوعين الماضيين، والتي انتهت بإسقاط نظام بشار الأسد، فتحت الباب أمام الكيان الصهيوني لاستغلال حالة الفراغ السياسي والعسكري، مضيفًا أن الكيان وجه ضربات قاسية إلى مواقع الجيش السوري، إذ نفذ 350 غارة إسرائيلية استهدفت مطارات ومصانع سلاح ومستودعات ذخيرة وصواريخ، بالإضافة إلى المواني الحربية، ما أسفر عن تدمير كامل لسلاح البحرية.

سوريا أصبحت دولة منزوعة السلاح

وأوضح «عبدالحفيظ»، خلال مداخلة له على قناة القاهرة الإخبارية مع الإعلامية فيروز مكي، أنه يمكننا الآن الجزم بأن سوريا أصبحت دولة منزوعة السلاح، مشيرًا إلى أن إعادة بناء الجيش السوري وإعادة تأسيس مقدراتها العسكرية ستحتاج إلى نحو عشرين عامًا على الأقل، ولا يعتقد أن ذلك سيكون ممكنًا في ظل حالة التخبط السياسي والعسكري التي ستواجهها سوريا في المرحلة المقبلة.

وتابع: «الفرقاء الذين سيطروا على الحكم في دمشق قد يكونوا قادرين على إعادة تأسيس المؤسسة العسكرية وبقية مؤسسات الدولة، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بتدمير القدرات العسكرية السورية فقط، بل قام باحتلال نحو 300 كيلومترا من الأراضي على الحدود مع هضبة الجولان، وهو ما يعادل حوالي 60 إلى 70% من مساحة قطاع غزة، وهي مساحة كبيرة للغاية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا

إقرأ أيضاً:

كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية

نشر موقع "ليه ديبلوماتيه" تقريرًا سلّط فيه الضوء على تحوّل الساحة السورية من ميدان للصراع المسلح إلى حلبة للاستثمار الاقتصادي، مع عودة لافتة للسعودية عبر وفد ضخم زار دمشق وأبرم اتفاقات شراكة بقيمة 5.6 مليار دولار، ما يكرّس دور الرياض كلاعب محوري في إعادة إعمار سوريا.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أربعة عشر عامًا من الحرب الأهلية، تجد سوريا نفسها في قلب دينامية جديدة: لم تعد دينامية السلاح، بل دينامية الاستثمارات، فقد زارها وفد سعودي مكوّن من أكثر من 150 ممثلًا عن القطاعين العام والخاص دمشق، تحت قيادة وزير الاستثمار خالد الفالح.

وأوضح الموقع أن العنصر الأساسي يتألف من اتفاقيات شراكة بمجموع 5.6 مليارات دولار، وهو ليس بالأمر الهيّن، بل يمثل عودة الرياض إلى الساحة السورية، هذه المرة عبر بوابة إعادة الإعمار.

الدعم السعودي
فبعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الاول 2024 وصعود أحمد الشرع إلى السلطة بدعم من الرياض، برزت السعودية كالدعامة الرئيسية للحكومة السورية الجديدة، وتستهدف الاستثمارات قطاعات حيوية: البنية التحتية، والطاقة، والطيران، وتقنيات الاتصالات، والصناعة الثقيلة، والسياحة والعقارات. ومن بين المشاريع البارزة: مصنع إسمنت في عدرا بقيمة 20 مليون دولار، ومشروع تجاري بقيمة تقارب 100 مليون دولار.


وقد عُقد منتدى دمشق للاستثمار رغم أعمال العنف الطائفية الأخيرة في السويداء، التي أسفرت عن مئات الضحايا. والهدف المعلن للسلطات السورية والسعودية واضح: جعل الاقتصاد الرافعة الرئيسية للاستقرار، حتى في سياق لا يزال هشًا، كما كانت لرفع العقوبات الأميركية دور حاسم. فقد قام دونالد ترامب، بعد لقائه مع الشرع في السعودية، بإضفاء الطابع الرسمي على إنهاء العقوبات ضد سوريا في شهر يوليو، استجابةً لطلبات الرياض وأنقرة. وقد أتاح ذلك تسديد الديون السورية للبنك الدولي، وجذب الشركات الأميركية، خصوصًا في قطاع الطاقة.

لفت الموقع إلى أنه يشارك كل من قطر والإمارات العربية المتحدة في هذه المبادرة، فقد وقّعت الدوحة اتفاقًا في مجال الطاقة بقيمة 7 مليارات دولار، بينما تعمل شركة "دي بي وورلد" ومقرها دبي، على تطوير البنى التحتية للموانئ. وهكذا بدأت تتبلور عملية إعادة اصطفاف إقليمي: إبعاد سوريا عن المدار الإيراني وربطها بنظام سني جديد تقوده الممالك الخليجية.

واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنه حاليًا يجري تشكيل مجلس تجاري مشترك بين دمشق والرياض، بهدف تنظيم الاختراق الاقتصادي السعودي من خلال نهج مستدام ومؤسسي. لقد أصبحت عملية إعادة الإعمار ساحة معركة جيو-اقتصادية، وساحة تنافس بين القوى الإقليمية لتحديد المستقبل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لسوريا. إنها مرحلة انتقالية مهمة: من القنابل إلى الاستثمارات، ومن التحالفات العسكرية إلى الاتفاقيات الاقتصادية. فالشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة يُبنى فيها النفوذ من خلال المليارات، ومشاريع البناء، والاتفاقات الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يبعث رسائل جوية قاصفة لحكومة “تأسيس”
  • استشاري: الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض الصدفية وينتشر في العمر أقل من 30 عاما
  • أول طائرة للخطوط التركية تهبط بمطار حلب بعد 13 عاما
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحولت لحلبة اقتصادية
  • وزير الخارجية السوري: نريد بناء علاقات مع الشركاء الدوليين المحليين والإقليميين
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية
  • هروب مدير شركة الفاير وركس المتورطة في حادث حفل محمد رمضان
  • عون: لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع سوريا
  • وسط دعوات حصر السلاح.. ما هي القدرات العسكرية للجيش اللبناني وهل يمكنه مواجهة التهديدات الخارجية؟
  • مدير عام مرفأ بيروت: الجيش ضمان استمرارية الدولة