حصري- الحوثيون يتحفزون لمواجهة زلزال سقوط الأسد السوري بتقديم التنازلات للخارج
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
سقط حكم عائلة الأسد في سوريا بعد نصف قرن، لكن تداعيات زلزال انتصار الثورة والدولة العربية الوحيدة في محور المقاومة الإيراني يمتد من دمشق إلى صنعاء، حيث يخشى حلفاؤه الحوثيون من مصير مشابه.
في صنعاء لا يبدو قادة الحوثيين قادرين على استيعاب الصدمة بَعد، والتعامل معها، على الرغم من القدرة على التكيف والمرونة الذي أبدته الجماعة خلال العام الماضي خلال تحولها من فاعل وطني محلي إلى فاعل إقليمي، وشن هجمات في البحر الأحمر إلى الهجمات الأمريكية والبريطانية في مناطق سيطرة الجماعة.
وقال مسؤول سياسي بارز في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن النقاشات والتوتر ليس على سقوط الأسد، لكن من المخاوف من استلهام تجربة السوريين والتحرك نحو صنعاء بدعم دولي سريع مستغلين الوضع الاقتصادي السيء وحالة الغضب التي تختمر منذ سنوات في مناطق حكومة صنعاء.
كيف تفاعل اليمنيون مع انتصارات المعارضة السورية ضد نظام الأسد؟انتكاسة “الأسد” السوري تقرع أجراس الخطر في صنعاء -تحليل معمق
التخلي عن المحورفشل الحوثيون خلال سنوات حكمهم في الإدارة والحوكمة. أعلن الحوثيون في يوليو/تموز عن حكومة جديدة بعد عام من تبني زعيمها رؤية “التغيير الجذري”، لمواجهة الفشل والفساد المتفشي في مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرة الجماعة لكن لم يحدث شيء ترتفع الجبايات ويزداد القمع بشكل مفرط. اعتقل الآلاف خلال سبتمبر/أيلول الماضي بسبب محاولتهم الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر التي أسقطت حكم الإمامة في اليمن وأعلنت الجمهورية.
عندما سيطرت المعارضة السورية على حلب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني تحدث مسؤول حوثي يعمل في العلاقات الخارجية للجماعة “يمن مونيتور” قال: أخشى أن كل ما حققناه في محور المقاومة خلال العام الماضي يسقط مع سقوط بشار الأسد وتكشف الفظائع التي يقوم بها، وتُلهم الجماهير للتحرك ضد كل ما هو مرتبط بإيران.
يوم الثلاثاء، قال المسؤول ذاته: إن هناك مخاوف بالفعل من تفكك المحور وانتهائه، وأن وحدة الساحات لم يعد خياراً قائماً إلا من وحدها.
يذهب عبدالملك العجري وهو عضو الفريق المفاوض للجماعة إلى ذات المضمون، وقال: وعلى كل أعتقد -وهذا رأي شخصي – أنه آن الأوان للمحور أن يرتاح و أن يفكروا في مصلحتهم أيضا مع التمسك بالقضية الفلسطينية كقضية في ذمة الأمة.
وهو تراجع كبير في موقف الجماعة والعجري-بشكل شخصي- حيث قبل ساعات كان دعا أنصار الجماعة بأن هجماتهم البحرية “إسنادا لغزة” لله وفي سبيل أعدل قضية لا يترتب عليها أي استحقاقات تنشدها جماعته. وهو يناقض بذلك تصريحا له مع مجلة ذا أتلانتك الأمريكية مطلع العام الجاري بأن جماعته سعيدة بانطلاق طوفان الأقصى، لأن ذلك ترتب عليه أن يكون الحوثي قائدا بلا منازع بتسوية أو بدون تسوية في اليمن، وفي الإقليم أيضا.
حذف العجري بعد مرور 24 ساعة منشوره عقب كلمة المرشد الأعلى في إيران آية الله خامنئي “جبهة المقاومة ليست جهازًا يمكن كسره أو انهياره أو تدميره”.
«#جبهه_مقاومت» یک سختافزار نیست که بشکند یا از هم فرو بریزد یا نابود بشود.
«مقاومت» یک ایمان است، یک تفکّر است، یک تصمیم قلبی و قطعی است؛ یک مکتب اعتقادی است. چیزی که ایمان یک عدّه مردم است، چیز قراردادیای نیست؛ با فشار آوردن نهفقط ضعیف نمیشود بلکه قویتر میشود.
— KHAMENEI.IR | فارسی ???????? (@Khamenei_fa) December 11, 2024
لكن الخروج من المحور أو البقاء فيه هو تفكير مشترك بالنسبة للإيرانيين وأعضاء المحور الآخرين الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن. بينما يفكر الإيرانيون في إمكانية جدوى استمرار استراتيجية “الدفاع الأمامي” وفق مبدأ “الحرب خارج الحدود” وبين حلفائها الذين يدرسون: هل القفز من سفينة المحور كافية للإبقاء على الجماعة من الغرق؟! وصانع القرار في كِلا الطرفين يدرس أدواته ومحفزاته لأجل ذلك.
يثير حذف العجري لتغريدة هي إشارة واضحة إلى التردد وحالة الارتباك والصدمة التي تعتري الحوثيين منذ سقوط بشار الأسد. يقول الحوثيون على شبكات التواصل الاجتماعي إن حلب ليست تعز، ودمشق ليست صنعاء، وحماة لن تكون إب، واللاذقية ليست ذمار، وحمص لن تكون عمران. في 2017 عندما تمكن النظام السوي من السيطرة على حلب قال الحوثيون إن المدينة السورية تشبه تعز متوعدين القوات الحكومية بالطرد.
قال مسؤولون في صنعاء مطلعون على التفاصيل لـ”يمن مونيتور” إن اجتماعات عقدتها قادة الجماعة في صنعاء تثير حالة من الارتباك ومناقشة الخيارات الجديدة: الأول، عدم الانحناء أو إظهار مظاهر الضعف وستمر الأزمة السورية، كما تمر الأزمات السابقة التي تعرض لها المحور. الثاني، ترى التواصل مع سلطنة عُمان والسعودية لفتح خط مع الولايات المتحدة لبحث كيف يمكن الوصول إلى اتفاق. الثالث، الاندفاع نحو اتفاقات تمهيدية برعاية الأمم المتحدة.
يبدو أن الحوثيين يعملون من أجل الخيارات الثلاثة بشكل متساوي. فما تزال هجماتهم البحرية والتي تستهدف الاحتلال الإسرائيلي مستمرة بعد يومين من سقوط الأسد.
ويوم الثلاثاء، أعلنت جماعة الحوثي المسلحة موافقتها على اتفاق اقتصادي مع الحكومة المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة يضمن تسليم رواتب الموظفين الحكوميين بانتظام وحل المشكلات الاقتصادية والمالية في البنك المركزي المنقسم في البلاد، وتشكيل لجنة تسوية لرفع الحظر عن تصدير النفط والغاز.
وكشف المسؤول في علاقة الحوثيين الخارجية أن الجماعة تواصلت مع العُمانيين بالفعل خلال الأيام الثلاثة الماضية، لفتح خط مع الولايات المتحدة. دون أن يقدم تفاصيل عما يمكن أن تقدمه الجماعة المسلحة للأمريكيين، خاصة مع وجود إدارة أمريكية جديدة بعد 20 يناير/كانون الثاني القادم.
في الأيام الأخيرة لبشار الأسد قدم مبادرة للأمريكيين بالضغط لوقف المعارضة السورية مقابل التخلي عن العلاقة مع الإيرانيين- كانت المبادرة متأخرة ولم تكن إدارة بايدن على تواصل مع المعارضة السورية سوى عبر تركيا.
تحدثت المصادر في صنعاء لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.
في مؤتمر المنامة للأمن هذا الأسبوع ناقش الأمنيون والعسكريون الأمريكيون والغربيون مع نظرائهم الخليجيين، الوضع في البحر الأحمر بعد سقوط بشار الأسد، وهي نقاشات غير سارة للحوثيين الذين يتوجسون من عمل عسكري يخرجهم من محافظة الحديدة الاستراتيجية.
وسبق أن كشفت مصادر لـ”يمن مونيتور” أن السعوديين والإماراتيين يعكفون على بناء استراتيجية موحدة في اليمن ومناقشتها مع إدارة دونالد ترامب. وقدمت الرياض شروطاً للانخراط مع أي استراتيجية أمريكية.
ويوم الأربعاء، قال طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وخصم الحوثيين الذي يقاتل في الساحل الغربي قرب محافظة الحديدة إن على قواته “الاستعداد لليوم الذي لا بد أن تشهد فيه صنعاء ما شهدته دمشق، التي عادت إلى حاضنتها العربية بعد أن أسقط الشعب السوري وصاية النظام الإيراني إلى الأبد”.
حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة السياسة المرتعشة.. تحليل في نهج بايدن باليمن خلال أربع سنوات الشطرنج الإقليمي- إيران تفقد أكبر قطعةيرى الحوثيون أن تقديم تنازلات للأمريكيين والسعوديين وربما الإماراتيين كافية للنجاة والبقاء كطرف مؤثر في مستقبل اليمن. لكن إمكانية ذلك ما تزال مرتبطة بأولويات صانع القرار في هذه البلدان، ويبدو أن ترامب الأكثر تطرفاً إلى جانب إسرائيل لن يكون بعيداً عن التأثير في تلك القرارات.
بالتزامن قال المبعوث الأممي إلى اليمن إن خريطة الطريق التي توصلت إليها الحكومة والحوثيين برعايته لم تعد قابلة للتنفيذ. خريطة الطريق صيغت بالأساس بناء على تفاهمات حوثية سعودية عمانية، كانت معظم بنودها تصب في صالح مليشيا الحوثي بما فيها مسألة المرتبات وعائدات النفط والغاز.
على أن الموقف الأممي المتغير من خريطة الطريق قد لا يكون جديا إلى تلك الدرجة إذ يريد المبعوث هانز غروندبيرغ الاستمرار في مهامه والضغط على الحوثيين للعمل معه بعد تجاهله فترات طويلة.
وقال المبعوث إن الشعب لم يعد يطيق الانتظار أكثر للشروع في مفاوضات جديدة.
أدى التغير الهائل في سوريا وانتصار الثورة إلى تجريد إيران من محورها القوي، بعد أسابيع قليلة من اغتيال نصر الله زعيم حزب الله الذي كان يقود المحور الإيراني في المنطقة العربية، يبدو الحوثيين وحدهم في وحدة الساحات، فالنظام في طهران يخشى أيضاً من متغيرات تجر بلادهم إلى حرب.
كيف ستؤثر رئاسة ترامب الثانية على اليمن؟ كيف سيتعامل ترامب مع حرب اليمن والحوثيين؟ الإدارة الأمريكية الجديدة واليمن يمن مونيتور12 ديسمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام ناصر الذيباني، وكفى مقالات ذات صلة
ناصر الذيباني، وكفى 11 ديسمبر، 2024
عطل مفاجئ يضرب تطبيقي “واتساب” و”إنستغرام” 11 ديسمبر، 2024
“المركزي اليمني” يعلن بدء العمل بنظام الحساب البنكي الدولي “آيبان” 11 ديسمبر، 2024
الأمم المتحدة تحذر من تأثير تقلبات الطقس في اليمن على الزراعة 11 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
انا في محافظة المهرة...
نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
الله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المعارضة السوریة لـ یمن مونیتور ناصر الذیبانی سقوط الأسد فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
وصل وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، إلى روسيا، الخميس، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
ما اللافت؟
تعتبر الزيارة إلى روسيا بعد أشهر فقط على سقوط نظام الأسد، أمرا لافتا، كون الأخير لاجئ في روسيا حاليا، وكانت موسكو حليفته في قمع المعارضة والثورة في سوريا على مدى عقد كامل قبل أن يصبح معارضو الأسد في السلطة اليوم.
ماذا تريد سوريا من موسكو؟
تريد سوريا "تصحيح العلاقة" مع موسكو في الوقت الحالي، كما تريد دعم روسيا في الوصول إلى "سوريا موحدة وقوية" وذلك وسط دعوات لتقسيم البلاد على شكل فيدرالية، إلى جانب نزاعات طائفية مع العلويين في الساحل، والدروز في الجنوب، والأكراد في شمال شرق البلاد.
انفتاح مبكر؟
بعد أشهر فقط على سقوط الأسد، وبالتحديد في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الأراضي السورية، وأن حكومته تجري مفاوضات مع موسكو بهذا الشأن، مشيرًا إلى احتمالية تقديمها دعما عسكريا لدمشق.
وأكد في هذا السياق أن حكومته أبلغت موسكو بضرورة التزام الوجود العسكري الأجنبي بالقانون السوري، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحفظ سيادة البلاد وأمنها.
وأشار الرئيس السوري إلى أن موسكو كانت ولا تزال أحد أبرز مزوّدي الجيش السوري بالسلاح، فضلاً عن تقديمها الدعم الفني لمحطات الطاقة. وقال: "لدينا اتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة مع روسيا منذ سنوات، ويجب أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار".
ماذا عن تسليم الأسد؟
بشأن الأسد، رفضت السلطات الروسية تسليم الأسد الذي قدم طلب لجوء إلى موسكو "لأسباب إنسانية".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.
متى بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا؟
بدأ الدعم السياسي لنظام الأسد منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة شعبية ضد نظام حزب البعث في عام 2011.
وكانت أولى الضربات العسكرية الروسية ضد المعارضة في سوريا في أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بطلب من رئيس النظام المخلوع آنذاك بشار الأسد.
وافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة خارج البلاد.
وقال الائتلاف السوري المعارض آنذاك أن الضربات الروسية استهدفت المدنيين، وليس مقاتلين من تنظيم الدولة كما زعمت وزارة الدفاع الروسية.
لاحقا، بدأت روسيا بتعزيز حضورها العسكري في البلاد من ذلك الوقت عبر قواعد برية، وجوية، وبحرية.
ماذا حصل بعد سقوط الأسد؟
سحبت روسيا قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين حميم الجوية، وطرطوس البحرية.
وبعد أيام من سقوط الأسد، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية طائرتين على ما يبدو من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم وكانت مقدمتاهما مفتوحتين استعدادا للتحميل.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتسحب بعض المعدات الثقيلة وضباطا سوريين كبارا.
لاحقا، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية تظهر سحب روسيا أسطولها من قاعدة طرطوس البحرية.
وأظهرت الصور إخلاء روسيا ثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.
ماذا قالوا؟
◼ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن هناك فرص عديدة لسوريا موحدة وقوية، ونأمل أن تقف روسيا إلى جانبنا في هذا المسار.
◼ تابع الشيباني: اتفقنا مع وزير الخارجية الروسي على تشكيل لجنتين لإعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة مع النظام البائد وإعادة تقييمها بما يصب في مصلحة شعبنا.
◼ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مهتمة بالتعاون مع دمشق وتم مناقشة عمل السفارتين واتفقنا على تشكيل لجنة روسية سورية مشتركة للنظر في المسارات الاقتصادية متبادلة المنفعة.
◼ تابع لافروف بأن موسكو تعارض أن تتحول سوريا إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى.
ماذا عن إيران؟
وليست روسيا وحدها هي من دعم الأسد في وجه المعارضة المسلحة، حيث وقفت طهران بكامل ثقلها خلف الأسد بشكل رسمي، إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة.
لكن إيران قالت إنها ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، واكتفت بتمني الخير لسوريا وشعبها في ظل الإدارة الجديدة.
وعليه لم تبد أيضا السلطات السورية الجديدة أي رغبة في علاقات سريعة مع إيران، على غرار ما تفعله مع موسكو.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات مقطوعة حاليا بين إيران وسوريا، و"لسنا على عجلة، لإقامة العلاقات".
وأوضح عراقجي، أنه في حين ترى الحكومة السورية، مدى قدرة العلاقات مع إيران، على مساعدة الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها.
والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في حينه على احترام بلاده لخيار الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وقال بقائي إن "مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية التطورات تم التأكيد على أن إيران تحترم خيار السوريين، وأي شيء يقرره الشعب السوري يجب أن تحترمه جميع دول المنطقة".
وشدد بقائي على ضرورة أن "تكون سوريا قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها دون التدخل المدمر للأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تصبح مكانا لتزايد الإرهاب والتطرف العنيف"، بحسب تعبيره.
ماذا ننتظر؟
ربما تنتقل العلاقات الروسية السورية إلى مستوى جديد إذا قرر الرئيس الشرع تلبية الدعوة الروسية وحضور "القمة العربية الروسية" في موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لافروف إن موسكو تأمل حضور الشرع إلى القمة.