لماذا سمي يوم القيامة يوم التلاق في سورة غافر ؟ .. 5 أوجه
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
ما المقصود بقوله تعالى: “لينذر يوم التلاق”، سؤال يشغل ذهن كثير من المسلمين، خاصة عند قراءة آيات سورة غافر من كتاب الله تبارك وتعالى فما المقصود بقوله تعالى: “لينذر يوم التلاق”؟
المقصود بقوله تعالى : “لينذر يوم التلاق”؟ويقول الدكتور مختار مرزوق العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط في جواب سائل يقول : لماذا سمي يوم القيامة ( يوم التلاق في سورة غافر) ؟، إنه قد سمى الله تعالى يوم القيامة في سورة غافر بذلك الاسم المتقدم قال تعالى : ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق .
ﻭتابع ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻗﻮاﻝ:
ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ، ﺭﻭاﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ ﻋﻦ اﺑﻦﻋﺒﺎﺱ:
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭاﻵﺧﺮﻭﻥ، ﺭﻭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﻣﻘﺎﺗﻞ.
ﻭاﻟﺮاﺑﻊ: ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ.
ﻭاﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﻤﺮء ﺑﻌﻤﻠﻪ، ﺣﻜﺎﻩ اﻟﺜﻌﻠﺒﻲ.
ولفت "مرزوق" إلى ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻳﻮﻡ ﻫﻢ ﺑﺎﺭﺯﻭﻥ ﺃﻱ: ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲء، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻓﻬﻞ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﻢ اﻝﻳﻮﻡ ﺷﻲء؟، ﻓﺎﻟﺠﻮاﺏ: ﺃﻥ ﻻ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻜﻼﻡ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﺰاء ﻭﻟﻠﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﻮاﻝ: .
ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﺷﻲء، ﻗﺎﻟﻪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺠﺒﻞ ﻭﻻ ﻣﺪﺭ، ﻗﺎﻟﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ.
ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲء، ﺣﻜﺎﻩ اﻟﻤﺎﻭﺭﺩي
وأوضح في هاتين الآيتين تحذير شديد لكل ظالم أو آكل للمال الحرام الخ ، موضحا أن حقوق العباد مؤجلة ليوم المعاد مادامت لم تتب منها برد الحقوق أو استسماح أصحابها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اﻟﻈﻠﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﻐﻔﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻭﻇﻠﻢ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﻭﻇﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ، ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻔﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﺸﺮﻙ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: {ﺇﻥ اﻟﺸﺮﻙ ﻟﻈﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ}، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻐﻔﺮﻩ ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺑﻬﻢ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺑﺮ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ» .
وشدد العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر: احذروا يوما تلتقون فيه مع من ظلمتموهم أمام أحكم الحاكمين( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )، ولا تعيشوا في الدنيا عيشة المغفلين الذين لم يستعدوا لهذا اليوم العظيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر يوم القيامة
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الله تعالى تكفّل بحفظ دينه، وجعل من أسباب حمايته الشرعية، وحفظ شعائره سواء كانت شعائر زمانية أو مكانية أو تعبدية.
يبقى الدينوأوضح “ المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يبقى الدين في الناس، ما بقيت فيهم شعائره وتعظيم شعائر الله، دليل على تقوى القلب وخشيته، موصيًا بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
واستشهد بما قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، منوهًا بأن من شعائر الله، يوم عرفة، وهو يوم الوفاء بالميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم.
ودلل بما ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج مِنْ صُلْبِه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذَّر ، ثم كلَّمهم قُبُلًا، قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).
في يوم عرفةوأضاف أنه في يوم عرفة ينزل ربنا جل في علاه إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكبريائه وعظمته فيباهي بأهل الموقف ملائكته، وهو أكثر يوم في العام يُعتق الله فيه خَلْقًا من النار، سواء ممن وقف بعرفة منهم ومَنْ لم يقف بها من الأمصار".
ونبه إلى أن عظيم الأزمنة الفاضلة، من عظيم شعائر الله، ونحن في هذه الأيام، نعيش في خير أيام العام، التي أقسم الله بها، وفضلها على سِوَاهَا، فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرِ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) .
وأفاد بأن عشر ذي الحجة، اجتمع فيها مِنَ العبادات ما لم يجتمع في غيرها، مشيرًا إلى أن من فضائل هذه الأيام المباركات أن فيها يوم النحر، وهو من خير أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى وأعظمها حرمةً، وفيه عبادة الأضحية، والأضحية سُنَّة مؤكدة، لا ينبغي تركها لمن قَدَرَ عليها.
من أراد أن يضحيوأشار إلى أنه ينبغي لمن أراد أن يضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يُمسك عن شعره وأظفاره وبشرته، حتى يذبح أضحيته ؛ لما روى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليُمْسِكُ عن شَعْرِه وأظفاره).
وأوصى قائلاً: فامتثلوا أمر ربكم، وقفوا على مشاعركم، وأتموا نسككم، واقتدوا برسولكم- صلى الله عليه وسلم-، وابتهلوا إلى ربكم رحمته، تفوزوا برضوانه وجنته، مؤكدًا أن المملكة، بذلت كل وسعها، وسخرت أمنها وأجهزتها، وهيأت كل أسباب التسهيل والراحة والأمن والسلامة.
وتابع: وذلك عبر أنظمتها التي تهدف إلى سلامة الحجيج وأمنهم، وتيسير أداء مناسكهم، تحت سلطة شرعية في حفظ النفس والمال، لذا فإن الحج بلا تصريح هو إخلال بالنظام وأذية للمسلمين، مقابل حقوق الآخرين، وجناية لترتيبات وضعت بدقة متناهية.
وأردف: فحري بمن قصد المشاعر المقدسة، تعظيم هذه الشعيرة العظيمة، واستشعار هيبة المشاعر المقدسة بتوحيد الله وطاعته والتحلي بالرفق والسكينة والتزام الأنظمة والتعليمات، وبعد عن الفسوق والجدال والخصام، ومراعات المقاصد الشرعية، التي جُعِلَتْ من السلامة، والمصلحة العامة، حفظ الله حجاج بيته الحرام، وتقبل حجاجهم وسائر أعمالهم ووردهم إلى أهلهم سالمين وبالمثوبة غانمين.