تحذير أمريكي من جائحة جديدة.. وبريطانيا تستعد باللقاحات
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
أطلق خبراء الصحة ناقوس الخطر بشأن التهديد الوبائي المحتمل الذي يشكله فيروس إنفلونزا الطيور ، الذي أظهر علامات تحور مع انتشاره بين الأبقار وإصابة البشر في الولايات المتحدة.
ليس هناك ما يضمن أن يبدأ فيروس إنفلونزا الطيور بالانتقال بين البشر، وقد أكدت السلطات الصحية الأمريكية أن الخطر الذي يشكله هذا الفيروس على عامة الأشخاص لا يزال منخفضا.
ظهرت سلالة H5N1 القاتلة من فيروس إنفلونزا الطيور لأول مرة في الصين عام 1996، ولكن على مدى السنوات الأربع الماضية انتشر على نطاق أوسع من أي وقت مضى، حيث وصل إلى مناطق لم يسبق لها مثيل مثل القارة القطبية الجنوبية التي تُعد ملاذاً للبطاريق.
قالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان لوكالة فرانس برس إن أكثر من 300 مليون طائر داجن تم قتلها أو إعدامها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، فيما نفق 315 نوعا مختلفا من الطيور البرية في 79 دولة.
كما شهدت الثدييات التي أكلت الطيور المصابة، مثل الفقمة، حالات نفوق جماعية.
وتغير الوضع مرة أخرى في شهر مارس/آذار، عندما بدأ الفيروس ينتشر بين الأبقار الحلوب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، في سابقة أخرى.
أظهرت نتائج اختبارات 58 شخصا إصابتهم بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة هذا العام، بما في ذلك شخصان لم يكن لهما اتصال معروف بحيوانات مصابة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وهناك مخاوف أيضاً من أن بعض الحالات البشرية لا يتم اكتشافها، فقد قال باحثون الشهر الماضي إن ثمانية من بين 115 عاملاً في قطاع الألبان خضعوا للاختبار في ميشيجان وكولورادو لديهم أجسام مضادة لإنفلونزا الطيور، وهو ما يشير إلى معدل إصابة يبلغ سبعة في المائة.
وقالت ميج شايفر، عالمة الأوبئة في معهد ساس في الولايات المتحدة، لوكالة فرانس برس إن هناك الآن عدة عوامل تشير إلى أن "إنفلونزا الطيور تطرق أبوابنا ويمكن أن تبدأ جائحة جديدا في أي يوم".
"إن تفشي جائحة إنفلونزا الطيور سيكون واحداً من أكثر الكوارث التي يمكن توقعها في التاريخ"، هذا هو عنوان مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أواخر الشهر الماضي.
ولا تزال هناك حواجز عديدة تمنع فيروس H5N1 من الانتشار بسهولة بين البشر، بما في ذلك أن الفيروس لابد أن يتحور حتى يصبح أكثر قدرة على إصابة الرئتين البشرية.
لكن الأبحاث التي نشرت في مجلة ساينس يوم الخميس أظهرت أن النسخة من أنفلونزا الطيور التي تصيب الأبقار في الولايات المتحدة أصبحت الآن على بعد طفرة واحدة فقط من القدرة على الانتشار بشكل أكثر فعالية بين البشر.
وقال عالم الفيروسات إد هاتشينسون من جامعة غلاسكو إن هذا يشير إلى أن فيروس H5N1 على بعد "خطوة بسيطة" فقط من أن يصبح "أكثر خطورة بالنسبة لنا".
وفي الشهر الماضي، أشار هتشينسون إلى أن التسلسل الجيني لمراهق كندي كان مريضاً بشدة بإنفلونزا الطيور "يدل على أن الفيروس بدأ يتطور لاستكشاف طرق الارتباط بشكل أكثر فعالية بالخلايا في جسمه".
وأكد هاتشينسون "إننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت فيروسات الأنفلونزا H5N1 سوف تتطور لتصبح مرضاً يصيب البشر"، ولا تزال هناك حواجز أخرى.
ولكن كلما زاد عدد الحيوانات والأنواع المختلفة التي يُسمح للفيروس بإصابتها، كلما "زادت احتمالية تكييفه لإصابة البشر بشكل أفضل"، كما قال شايفر.
وأضافت أنه إذا انتشر جائحة أنفلونزا الطيور، فإنه سيكون "خطيراً بشكل ملحوظ" بين البشر لأننا لا نملك مناعة كافية ضده.
كانت حالات الإصابة بفيروس H5N1 بين عمال المزارع في الولايات المتحدة خفيفة نسبيا حتى الآن، ولكن ما يقرب من نصف حالات الإصابة البشرية بفيروس H5N1 المسجلة منذ عام 2003 والتي بلغت 904 حالة كانت مميتة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
أعلنت وزارة الزراعة الأميركية عن خططها لاختبار إمدادات الحليب في البلاد بحثا عن إنفلونزا الطيور.
ومما يثير القلق بشكل خاص الحليب الخام أو غير المبستر، والذي تبين مراراً وتكراراً أنه ملوث بإنفلونزا الطيور.
أعلنت بريطانيا عن شراء أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور بهدف الاستعداد لمواجهة جائحة محتملة قد تنتج عن تطور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على إصابة البشر.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطط الحكومة لتعزيز الجاهزية ضد مسببات الأمراض ذات القدرة على تفشي الوباء.
وأكدت الدكتورة ميرا تشاند، رئيسة قسم العدوى المستجدة في وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة، أهمية الاستعداد المسبق، مشيرةً إلى أن "الحصول المبكر على اللقاحات ينقذ الأرواح". وأضافت: "إضافة لقاحات H5N1 إلى قائمة التدخلات المتاحة ستساعدنا على التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الصحية ومنع انتشار الوباء".
المصدر: sciencealert
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأبقار الحلوب إنفلونزا الطيور فيروس إنفلونزا الطيور السلطات الصحية الأميركية المزيد فی الولایات المتحدة إنفلونزا الطیور بین البشر فیروس H5N1 إلى أن
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
يرى موقع "بلومبيرغ" أن الاتفاقات التجارية الأخيرة التي أبرمتها إدارة البيت الأبيض مع الاتحاد الأوروبي واليابان قد تأتي بنتائج عكسية وتصبح الولايات المتحدة الخاسر الأكبر من سياسة الرسوم الجمركية.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن البيت الأبيض يتفاخر باتفاقه التجاري الجديد مع الاتحاد الأوروبي، بعد اتفاق مماثل مع اليابان، باعتباره انتصارًا كبيرا.
الخاسر الأكبر
ويفرض الاتفاقان رسومًا جمركية بنسبة 15 بالمائة على معظم الصادرات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب شروط أخرى، ما يبدو وكأنه خطوة لإنهاء خطر الحرب التجارية المفتوحة وتجديد التأكيد على هيمنة الولايات المتحدة، وهو ما تفاعلت معه الأسواق المالية بشكل إيجابي.
لكن الموقع يعتبر أنه لا يوجد ما يستحق الإشادة، لأن الاتفاقين يشكلان خسارة لجميع الأطراف، وأفضل ما يمكن أن يتحقق هو أن تنتقل الإدارة الأمريكية إلى أولويات أخرى قبل أن تتسبب في مزيد من الأضرار.
من الناحية الاقتصادية البحتة، فإن الادعاء بأن الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الاتفاقين هو ادعاء باطل، وفقا للموقع. فالرسوم الجمركية ما هي إلا ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلكون الأمريكيون معظم الزيادة في التكاليف، إن لم يكن كلها.
ولا تكمن المشكلة فقط في أن الواردات ستصبح أكثر تكلفة، بل إن المنتجين الأمريكيين للسلع المنافسة سيتعرضون لضغط أقل من حيث المنافسة والابتكار، مما سيدفعهم أيضًا لرفع الأسعار. وبمرور الوقت، ستؤدي هذه العوامل إلى تراجع مستوى المعيشة في الولايات المتحدة، وسيكون الخاسر الأكبر من الرسوم الجمركية هو غالبًا البلد الذي فرضها.
تصاعد التوترات
يرى البعض أنه يمكن التعامل مع تكاليف الرسوم على المدى الطويل، طالما أن الاتفاقيات تضع حدًا للنزاعات التجارية.
وقد شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أبرمت الاتفاق مع الولايات المتحدة نهاية الأسبوع، على هذه النقطة لتبرير خضوع الاتحاد الأوروبي للمطالب الأمريكية، مؤكدة أن الاتفاق وسيلة لاستعادة الاستقرار والتوقعات الواضحة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
وأشار الموقع إلى أن كلا الاتفاقين، شأنهما شأن الصفقة التي أُبرمت سابقا مع المملكة المتحدة، يُنظر إليهما على أنهما اتفاقيات إطارية أكثر من كونهما صفقات نهائية.
وتنص الاتفاقية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على منح بعض السلع الأوروبية إعفاء من الرسوم الجمركية في السوق الأمريكية، لكنها لم تحدد بعد ما هي هذه السلع.
وحسب الموقع، يشعر المواطنون في أوروبا واليابان بأن حكوماتهم قد استسلمت أمام الضغوط الأمريكية، مما يزيد احتمالات عدم الاستقرار وتصاعد موجات المعارضة السياسية.
وأضاف الموقع أنه حتى في حال إبرام هذه الاتفاقيات، ستظل هناك نزاعات قائمة لا تقتصر على التجارة فقط، وقد تواصل واشنطن استخدام الرسوم العقابية أو التهديدات الأمنية كأدوات ضغط، بما يعني أن الاستقرار الذي تتحدث عنه فون دير لاين سيكون وهميا.
وختم الموقع محذرا من أن شعور الإدارة الأمريكية بأن الاتفاقات التجارية الأخيرة دليل على قدرتها على فرض كلمتها بدلًا من بناء شراكات حقيقية، يهدد بتصاعد التوتر عالميا وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل الاستراتيجية الحالية.