سواليف:
2025-07-29@18:23:36 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. غزة التي لا تستريح

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

#غزة_التي_لا_تستريح

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 8 / 8 / 2022

هذه الأرض لا تستريح أبدا.. كلما حاولت أن تغفو قليلا على أعناق نخلها ضربها الموج ألا استيقظي.. هذه الأرض لا تستريح أبدا، قدرها أن تكون كف الصراع فهي أبدا ليست مخيرة.. زيتونها فصيل، قمحها كتائب، ونوارس البحر طائرات مسيرة.

مقالات ذات صلة تحت ذريعة “حفظ الأمن”.. أطماع وغايات إسرائيلية غير معلنة في سوريا 2024/12/13

الريح موجز أنباء، حبل الغسيل، حلقة دبكة بين بنايتين، كرة القدم في الحواري استراحة بين شوطي الحرب، المتبارون متفقون على أن استواء الأرض ليس شرطا للفوز، الباشق على شجرة الكينا متحدث رسمي، والابتسامة بحد ذاتها مقاومة.

لاحظت أن الأمهات في غزة كريمات جدا لا يتركن “وجبة” تشتهيها أنفس أبنائهن إلا ويطهينها في أقرب وقت، يجلبن مقاديرها من السوق، يحضرنها بحب، ويقدمنها بارتقاب، إنها ليست الأمومة وحدها، ولا هي واحدة من سجايا أهل البحر الحنون فقط، إنه الخوف من الموت، أن يغادروهن في أي لحظة محمولين على الأكتاف وفي البال “طبخة”.. في غزة تحضير الموت أسرع من تحضير “الدقة”.

كما لاحظت أن الأطفال في كل الدنيا يعدون الخراف قبل النوم لينعسوا، يحلمون بلعبة جديدة، بنسخة جديدة من “البلاي ستيشن”، بآخر جيل من الهواتف المتحركة، إلا أطفال غزة يعدون الشهداء في الحي ويفزعون، يحلمون ألا يموتوا.. وألا يكبروا فوق الكراسي المتحركة.

هذه الأرض لا تستريح أبدا، فكما اصطفى الله أحدا من العباد ليحمل رسالته فقد اصطفى قطعا من البلاد لتحمل رسالته كذلك، وكما أن هناك أولي العزم من الرسل فإن هناك أولات العزم من المدن أيضا.. النواة ستكبر وتنتشر وتنتصر، لا بد أن تفلق القشرة، تولد الحياة من الموت، لا يمكن البناء على لا شيء، لا بد من نواة، لا بد من أكتاف تحمل أركان عرش النصر، محمد كان شخصا صار أمة، عيسى كان فردا صار أمة، هذا وعد الله لمن يصطفيهم، إن الله لا يخذل مدنه كما لا يخذل رسله.

دخان القنابل الذي يتصاعد في سماء غزة كالفطر الأسود يقطعه الغزيون بزفيرهم ويطهونه بسخرية وصمود، لا يثيرهم تناثر الزجاج من نوافذهم، فمن يريد أن يرى المستقبل لن يخيفه انكسار زجاج نافذة، ومن يريد أن يبني وطنا لن يؤلمه انكسار طوبة، ومن يقف في وجه عدوه لن يرتدي نظارة شمسية ويخشى عليها أن تخدش.. هم قبلوا أن يكونوا كف الصراع وذراعه، قبلوا أن يتحملوا الوجع كي لا يأتيهم الأوجع.. يتحملون طوفان الموت ونزف حمالات الجرحى وقوائم الأمهات الثكلى، لكنهم لن يتحملوا قهقهة الشقيق قبل العدو إذا ما بترت ذراع المقاومة وصار الوطن أكتع.. لقد قبلوا أن يتحملوا الوجع كي لا يأتيهم الأوجع.

الغزيون لا يلتفتون إلى غير فوهات بنادقهم وفوهات خنادقهم، لا تلهيهم بيانات الشجب والاستنكار العربي، فهي مكتوبة بلعاب النفاق، لكن الخيانة السرية في اللقاءات الثنائية مكتوبة بدم “الرفاق”.. الغزيون لا يلتفتون كثيرا إلى بيانات بعض وزراء الخارجية العرب لأنهم يعرفون بالسنتيمتر طول حبل الكذب، لأنهم يرشون فوق الموت سكّرا ويتظاهرون بالغضب، ويوزعون البيان على إعلامهم بأن زعيمنا قد شجب، يدعون إلى اجتماع طارئ من باب رفع العتب، وحتى يكوي “بذلته” و”يشحن بالتتن غليونه” يكون الذي ضرب قد ضرب، الغزيون لا يلتفتون كثيرا إلى هذه البيانات، لأن بعض هؤلاء الوزراء يباركون الموت من قلوبهم ويمارسون دور الأشقاء الحكماء أمام شعوبهم، الغزيون لا يلتفتون كثيرا إلى هذه البيانات، فرشقات القسام الليلية هي بيان الشعب المقتضب.

احمد حسن الزعبي

[email protected]

#165يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لاحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

أشواق الأرض

 

 

*هاهي غزة ..تمد اصابعها،نحو وجوه ملطخة بسواد الموت وجحافله الغبراء..العابرة نحو اللا شيء ونحو العدم والتبدد والفراغ ..
تنزع كل ماترتديه تلك الجوه القاتمة من حديد وافذاذ وقوالب من اصلاب
الصلب..!
*هاهي غزة في حصار.. قتل الشجر والبشر وقتل الاف المدنيين مابين صغير وكبير..وخاصة من
أطفال ونساء ورجال مدنيين ليس لهم أي ذنب ولكن ذنبهم الوحيد أن بلادنهم تحت الاحتلال الصهيوني المريع .
*ان الغرب بدون مشاعر اخلاقية وغير الاخلاقية يوجه اصابع العدوان
ويوجه الاتهامات ضد ابناء الشعب الفلسطيني الذي لا يملك من السلاح سوى الغبار.
بينما يستقبل الموت،الكبار والصغار ،بروح تفجع الاعداء وتجعلهم يولون الادبار بحثا عن نجاة
منها..
*سلام لكل صدر يهوي
الى الارض ..سلام لكل جسد
يلثم بحضن من يحن اليه..
يستقبله ويمنحه قُبل الارض وشوقها.

مقالات مشابهة

  • الدبيبة يلتقي الكاتب «محمود البوسيفي» ويبحث دعم الإعلام الوطني وترسيخ حرية التعبير
  • كارثة وشيكة.. خطر الموت يواجه الرضع في غزة
  • أشواق الأرض
  • بعد رحلة مريرة مع السرطان،.. الموت يغيب المطرب أحمد الحجار
  • الموت يفجع الفنان أحمد أمين بوفاة خالته
  • للاطمئنان على صحته.. وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم بمعهد ناصر
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف
  • وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر
  • وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة