عربي21:
2025-07-28@22:21:26 GMT

ماذا ينتظر المخلوع بشار الأسد في موسكو ؟

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

ماذا ينتظر المخلوع بشار الأسد في موسكو ؟

بعد سنوات من الصراع الدموي في سوريا، وتزايد الضغط الشعبي والدولي، هرب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعائلته إلى روسيا. حيث منحهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللجوء.

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا قالت فيه إن من غير المرجح أن يعيش الرئيس السوري المخلوع وعائلته أسلوب حياة باذخ في روسيا. بدلا من ذلك، من المحتمل أن يتم إخفاؤهم في سكن منعزل، محميين عن أعين الجمهور.



فقد تم نقله بعيدا دون رسالة أخيرة إلى شعبه، حيث تم إيقاف تشغيل جهاز إرسال واستقبال الطائرة عمدا لتجنب الكشف عنها أثناء مغادرتها قاعدة جوية في سوريا.

تم تنفيذ العملية بسرية تامة لدرجة أن شقيق الدكتاتور لم يتم إبلاغه.


وقبل عقد من الزمان، كانت القوة العسكرية الروسية هي التي أنقذت حكم بشار الأسد بالتدخل إلى جانبه خلال ما بدا أنه حرب أهلية خاسرة حاول قمعها بعنف. الآن، مع اقتراب القوات المتمردة من دمشق، قدمت موسكو للأسد طريق هروب شخصي.

وبحسب بلومبرغ، فقد احتاج الأسد إلى بعض الإقناع من روسيا لمغادرة البلاد، حيث قام عملاء الاستخبارات الروسية بتدبير هروبه إلى موسكو.

كانت خيارات سفر الأسد محدودة دائما. وباعتباره منبوذا على المسرح العالمي، كان حليفاه الرئيسيان، روسيا وإيران، من الأماكن الواضحة للجوء.

ويشير المراقبون إلى أنه باختيار موسكو، اختار الأسد مكانا مألوفا يتماشى مع عاداته الباذخة، في حين اختار أيضا ملجأ يتمتع باستقرار جيوسياسي نسبي.

وقال ديفيد ليش، الخبير في الشؤون السورية بجامعة ترينيتي في تكساس والذي التقى الأسد في مناسبات متعددة: "بشار وعائلته علمانيون صراحة، على الرغم من أنهم ينتمون إلى الطائفة العلوية، لذلك كانت روسيا تتمتع دائما بجاذبية أكبر من إيران بهذا المعنى".

روسيا، التي يخضع زعيمها فلاديمير بوتين لمذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، أقل عرضة أيضا لمواجهة الضغوط أو الحوافز لتسليم الأسد لأولئك الذين يسعون إلى محاكمته.

قال ليش: "في ذهن الأسد، يمكن لروسيا وفلاديمير بوتين حماية عائلته بشكل أفضل من التسليم أو أي محاولات أخرى من قبل المجتمع الدولي لتقديمه للعدالة".


وفقا لـ ليش، من المرجح أن تقدم روسيا رعاية طبية أفضل لزوجة الأسد، أسماء، التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم في آذار/ مايو. اتُهمت أسماء المولودة والتي نشأت في بريطانيا باستخدام تعليمها البريطاني وأسلوبها الغربي لمحاولة إخفاء وحشية حملة زوجها على المعارضة.

تعود علاقات روسيا مع عائلة الأسد إلى سبعينيات القرن الماضي عندما عزز والد الأسد، حافظ الأسد، مكانة سوريا في المجال السوفييتي.

في عام 2015، تلقت العلاقة بين البلدين دفعة جديدة بعد تدخل بوتين في الحرب الأهلية السورية.

في السنوات التي تلت ذلك، قضى أبناء الأسد، إلى جانب أفراد آخرين من النخبة السورية، عطلاتهم في معسكرات صيفية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. لقد تم إرسال نجل الأسد الأكبر، حافظ، للدراسة في جامعة موسكو الحكومية المرموقة في روسيا. وفي الوقت نفسه، قام أبناء عمومته المقربين وغيرهم من الأقارب بشراء عقارات تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات في منطقة ناطحات السحاب المرموقة في موسكو.

ولكن على الرغم من اعتماد سوريا المتزايد على موسكو، فإن العلاقة الشخصية بين الأسد وبوتن ظلت باردة على الدوام.

في حين يبدو أن بوتين نجح في تكوين صداقات حقيقية مع بعض زعماء العالم، وأبرزهم سيلفيو برلسكوني، الذي استضافه في جولات النبيذ في شبه جزيرة القرم، إلا أنه أبقى الأسد على مسافة منه.

وبحسب كل الروايات، ظل الزعيمان حذرين من بعضهما البعض على مر السنين، حيث كانت موسكو تشعر بالإحباط في كثير من الأحيان بسبب ما اعتبرته رفض الأسد تقديم حتى أصغر التنازلات نحو إصلاح بلاده أو التعامل مع جماعات المعارضة.

وعندما سقط الأسد، سارعت وسائل الإعلام الروسية والمسؤولون الحكوميون إلى إظهار الشجاعة، مؤكدين على الرواية القائلة بأن الأسد كان المسؤول عن هزيمته.

ومع ذلك، أكد الكرملين أن إجلاء الأسد كان قرار بوتين الشخصي.

وقال دبلوماسي روسي سابق إن مقطع الفيديو الذي يظهر مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي على يد الغوغاء في الحرب الأهلية في ذلك البلد في عام 2011 ترك انطباعا خطيرا على المسؤولين الروس وبوتين نفسه.

وقال الدبلوماسي السابق: "حتى لو كان بوتين يكره الأسد، فإنه لن يسمح أبدا بأن يلتهمه الثوار".

في مواجهة التهميش في العاصمة الروسية، من المتوقع أن يعيش الأسد حياة محمية ولكن مريحة، طالما ظل بوتن في السلطة.

لقد أصبحت موسكو ملاذا لمجموعة متنوعة من الهاربين، بدءا من لاعب كرة القدم السابق في سبارتاك كوينسي بروميس إلى الشخص الذي فضح مخالفات [المخابرات الأمريكية] إدوارد سنودن والمدير التنفيذي السابق لشركة وايركارد الذي تحول إلى عميل لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي يان مارساليك.

لكن مصير الأسد يعكس بشكل وثيق مصير الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي عاش في مسكن بملايين الدولارات في إحدى ضواحي موسكو النخبوية منذ الإطاحة به خلال ثورة الميدان عام 2014.

ومثل مقاطع الفيديو التي تظهر الأوكرانيين وهم يتجولون في قصر يانوكوفيتش الفخم، المزين بالفن والممتلكات الباهظة الأخرى، ظهرت لقطات الأسبوع الماضي تُظهر المتمردين السوريين وهم يتجولون في قصور الأسد، المليئة بالعشرات من السيارات الرياضية الفاخرة والحقائب المصممة.

من غير المرجح أن يعيش الأسد وعائلته أسلوب حياة عام ومُترف في موسكو. ولكن بدلا من ذلك، وتحت المراقبة المشددة من جانب ضباط الأمن الروس، ربما يتم إخفاؤهم في عقار منعزل، بعيدا عن أعين العامة.

ولكي يستمر في إقامته في روسيا، من المرجح أن يتمكن الأسد من الاستفادة من بعض الملياري دولار التي يُعتقد أنها مخبأة في جميع أنحاء العالم في حسابات خارجية وشركات وهمية.

من جانبها، ستلتزم موسكو الصمت بشأن ضيفها الجديد، وتتجنب تذكير العالم بأنها دعمت ثم استضافت زعيما تمكن من ارتكاب الخطيئة السياسية العظمى: كونه استبداديا وحشيا وغير ناجح.

ولم تنشر وسائل الإعلام الروسية الرسمية أي صور للأسد داخل البلاد حتى الآن، وهي علامة واضحة على حرص موسكو على إبعاده عن العناوين الرئيسية، في حين تبني علاقات مع الرجال الجدد المسؤولين عن سوريا.

وقال ليش: "أعتقد أن بشار سيحافظ على مستوى منخفض للغاية، ربما لبقية حياته. لا أراه على الإطلاق يعود سياسيا إلى سوريا أو في أي مكان آخر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بشار الأسد اللجوء موسكو موسكو بشار الأسد نظام الأسد اللجوء صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرجح أن

إقرأ أيضاً:

بوتين يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا في اتصال مع نتنياهو

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين ضرورة الحفاظ على "وحدة أراضي" سوريا، بعد أسبوع على تدخل إسرائيل على وقع أعمال عنف في جنوب البلاد.

وأفاد الكرملين في بيان أن بوتين "شدد بشكل خاص على أهمية دعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، وتعزيز استقرارها السياسي الداخلي".

واندلعت أعمال عنف دامية بين الدروز والبدو منتصف يوليو في محافظة السويداء السورية، قبل ان تتسع المعارك مع تدخل القوات الحكومية ومقاتلين من البدو.

وتحت شعار حماية الأقلية الدرزية، قصفت إسرائيل القصر الرئاسي والمقر العام لأركان الجيش السوري في دمشق.

 ولا تزال موسكو تحتفظ بقاعدتين عسكريتين في سوريا، الأولى في طرطوس والثانية في حميميم في شمال غرب البلاد، رغم إطاحة حليفها الرئيس السابق بشار الأسد. 

وفي ما يتصل بالوضع في الشرق الأوسط، "كرر (بوتين) موقفه الذي لم يتبدل لصالح تسوية سلمية للمشاكل والنزاعات في المنطقة"، وفق الكرملين.

وبحث الجانبان أيضا المواجهة الاخيرة بين إسرائيل وإيران، وأبدى بوتين "استعدادا للمساهمة بكل الوسائل في السعي الى حلول تفاوضية في شأن البرنامج النووي الإيراني".

 

 

 

مقالات مشابهة

  • سوريا وإيران.. الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة بوتين ونتنياهو
  • بوتين يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا في اتصال مع نتنياهو
  • بعد إسقاط الحصانة: فرنسا تطلب مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • أول دولة أوروبية تصدر مذكرة توقيف دولية جديدة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
  • لهجوم 2013 الكيميائي.. طلب إصدار مذكرة توقيف بحق بشار الأسد في فرنسا
  • النيابة العامة الفرنسية تطلب إصدار مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسد
  • سوريا تستعد لأول انتخابات برلمانية منذ سقوط الأسد
  • سوريا.. إعلان موعد أول انتخابات برلمانية بعد الأسد
  • من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟
  • ماذا ينتظر كتائب الإخوان الإرهابيين الإلكترونية بعد شائعة احتجاز ضابط؟