الجزيرة:
2025-05-16@22:09:08 GMT

ما وراء الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران؟

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

ما وراء الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران؟

ربطت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران سابقًا، هيلاري مان ليفريت، الاتفاق الذي توصّلت إليه طهران وواشنطن مؤخرًا، بالتغير الحاصل في النظام الدولي، ورغبة إدارة الرئيس جو بايدن بتفادي الحرب مع إيران، عشية الانتخابات القادمة.

وأكدت هيلاري أن واشنطن تجمع الدول في نوع من التحالف، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ضد الدول المناوئة للهيمنة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وتعيد ضغوطها وعقوباتها، وأن يكون لديها صيغة توافق عليها إيران، على غرار الصيغة التي استخدمتها -سابقًا- مع العراق "النفط مقابل الغذاء"، وذلك من أجل أن تتفادى إدارة بايدن أيّ حرب عشية الانتخابات القادمة.

وكانت طهران توصلت مع واشنطن بوساطة قطرية الأسبوع الماضي لاتفاق يتم بموجبه إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية، وإرسالها إلى حسابات إيرانية في بنوك قطرية، لتُستخدم في حاجات إنسانية مقابل تبادل للسجناء بين البلدين.

ويرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، حسن منيمنة -في حديثه لحلقة 2023/8/17 من برنامج "من واشنطن"- أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تتّبع سياسة منسجمة وواضحة مع إيران، وهي في حال استدراك لما يجري، وليس في حال نشر رؤية معينة.

ورأى أن السعي إلى تطويق إيران كان جزءًا أساسيًا مما قد يسمى المسعى الأميركي للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، والتحول إلى آسيا، مؤكدًا أن مسعى تطويق إيران يصطدم بتطورات على المستوى العالمي وتحديدًا الصين، القوة الصاعدة التي وصلت إلى مستوى الندية الاقتصادية مع واشنطن.

وقال منيمنة إن مشكلة الأميركيين في التعامل مع إيران تكمن في تذبذب وعدم وضوح موقفهم، وما يجري الآن من ترتيبات هي محاولة لتخطي الأخطاء التي ارتكبت، وفي المقابل اتّبعت إيران ما تسميه "الصبر الإستراتيجي"، أي أنها تنتظر ما أطلق عليه المتحدث التخبط الأميركي لكي تستفيد من الفرص.

أما كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة، كيلي فلاهوس، فأوضحت أن الولايات المتحدة لم تتخلّ عن رغبتها في احتواء إيران، وإدارة الرئيس بايدن تخطو خطوات استفزازية، عبر سعيها إلى إرسال جنود البحرية الأميركية إلى سفن تجارية، في حال استولت طهران على أي ناقلة نفط في منطقة الخليج، وفي الوقت نفسه تعطي هذه الإدارة الأمل في الجانب الدبلوماسي، من خلال صفقة تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران.

حول ما إذا كان الاتفاق الأميركي مع طهران هو لمجرد إطلاق سراح 5 أميركيين، رجّحت هيلاري وجود أكثر من ذلك، وجزء منه تسيطر عليه الدول الخليجية؛ ومنها: قطر والسعودية والإمارات، حيث أدركت هذه الدول أن عليها تتولّى دفاعها وأمنها القومي بأنفسها، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

وفي حين رأى الباحث منيمنة أن الدول الخليجية أدركت أن التعويل على الولايات المتحدة له حدود، وكانت الضربة القاضية في هذا المجال الاعتداء على منشآت شركة أرامكو السعودية، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن المعادلات كانت قد تغيرت لو دافعت واشنطن عن السعودية.

ومن وجهة نظر المتحدث نفسه، فمن الطبيعي -ومن حقها- أن تسعى دول الخليج إلى تفاهمات وتقارب مع إيران، وحتى السعي إلى استقطاب الصين وروسيا وتركيا وفرنسا، لأنها- أي الدول الخليجية- بحاجة إلى ضمان أمنها، والولايات المتحدة "أثبتت أنها لن تكون هناك وقت الحاجة"، كما قال ضيف برنامج "من واشنطن".

دور حيوي لقطر

ومن جهة أخرى، أشاد ضيوف برنامج "من واشنطن" بالدور القطري في الاتفاق الأميركي الإيراني، ووصفت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران -سابقًا- الدور القطري بالمهم والحيوي، وقالت إن هذه الدولة توازن في علاقاتها مع الدول، و"سيكون من الجيد للمنطقة وللعالم أن تُنقل وتُعطى كلمة السر القطرية للجميع".

وتحدث الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، منيمنة عن تميّز قطر من باقي دول المنطقة، وذكائها في التواصل مع الدول وتعميق علاقاتها، مبرزًا أنها أدركت خلال الحصار الذي فُرِضَ عليها أن التعويل على الولايات المتحدة ليس كافيًا، ولا بد من نشاط أوسع ومتعدد الاتجاهات، وتحالفات حتى مع إيران.

ومن جهتها، اتفقت كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة مع المتحدثين، في إشادتها بدور قطر، ووصفته بالحيوي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط مع إیران فی معهد

إقرأ أيضاً:

ترامب: كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب سياسات سابقة.. ونُجري مفاوضات جادة مع إيران

أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة كادت أن تخسر منطقة الشرق الأوسط نتيجة لسياسات الإدارة الأمريكية السابقة، والتي قال إنها "لم تعالج العلاقات مع دول المنطقة بشكل جيد، ولم تُولِ تلك الدول الاحترام الذي تستحقه".

جاءت تصريحات ترامب خلال لقائه مع رؤساء الشركات الأمريكية المرافقة له في زيارته الرسمية إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتي شهدت لقاءات سياسية واقتصادية موسعة.

عاجل- ترامب يعلن عن استثمارات بقيمة 10 تريليونات دولار خلال 3 شهور ويؤكد: نؤمن بالسلام عبر القوة ترامب من قاعدة العديد في قطر: "كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب بايدن" إشادة بالقادة العرب: محمد بن سلمان وأمير قطر والإمارات نموذج للقيادة الفعّالة

وفي سياق حديثه، أعرب ترامب عن تقديره الكبير لقادة دول الخليج العربي، مؤكدًا: "أحترم هذه المنطقة بشكل كبير، وأكن احترامًا كبيرًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر، كما أن الإمارات تتمتع بقيادة رائعة، ولذلك فإن أداؤهم مميز للغاية".

وأوضح أن هذه القيادات تمثل نموذجًا للفاعلية والرؤية في إدارة شؤون بلدانهم، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز التعاون معهم في كافة المجالات، خاصة في ضوء المصالح الاستراتيجية المشتركة.

سوريا: رفع العقوبات و"رئيس قوي"

وفيما يتعلق بسوريا، صرح ترامب قائلًا: "الرئيس السوري شخص قوي، وسنرى ما سيحدث بعد رفع العقوبات"، مضيفًا أنه لم يكن على دراية بأن سوريا ظلت خاضعة للعقوبات لفترة طويلة بهذا الشكل.

وأشار إلى أن مستقبل العلاقات مع سوريا قد يشهد تطورات مهمة، في حال تم تقييم نتائج رفع العقوبات بشكل إيجابي.

الملف النووي الإيراني: نريد سلامًا طويل الأمد

وفيما يخص إيران، قال ترامب إن طهران وافقت على شروط "الغبار النووي"، لكنه شدد على أنه "لا يمكنها امتلاك أي سلاح نووي".
وأضاف: "أتمنى لإيران النجاح وأن تصبح دولة عظيمة، ولا أريد أن أُجبر على اتخاذ خطوات غير مسبوقة ضدها، لذلك نحن في مفاوضات جادة لتحقيق سلام طويل الأمد".

وأكد أن أمن واستقرار المنطقة هدف مشترك، ويجب أن تُبذل الجهود لمنع التصعيد أو الانزلاق إلى مواجهات مسلحة.

قطر في دائرة الاهتمام الأمريكي.. والدفاع بميزانية تاريخية

وفيما يتعلق بدولة قطر، أوضح ترامب أن موقعها الجغرافي بجوار إيران يجعلها معرضة للتأثر بأي صراع إقليمي، مضيفًا: "سنحمي قطر بكل ما استطعنا".

كما شدد على أن مبدأ إدارته قائم على "السلام عبر القوة"، مبينًا أنه تم تخصيص ميزانية دفاعية هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، بقيمة تريليون دولار.

وتابع: "نأمل ألا نستخدم هذه الأسلحة، لكننا نمتلك أفضل الطائرات والصواريخ والنظم الدفاعية، ونعمل على تطوير الطائرات المسيرة لتوفير النفقات وتعزيز الجاهزية".

التعاون الاقتصادي والدفاعي يتصدر المشهد

وتأتي تصريحات ترامب في إطار زيارة رسمية تشهد نشاطًا دبلوماسيًا واقتصاديًا مكثفًا، حيث رافقه وفد كبير من رؤساء الشركات الأمريكية الكبرى. وتهدف الزيارة إلى تعزيز الاستثمارات وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا والدفاع والطاقة.

ويُعد هذا التحرك جزءًا من استراتيجية أمريكية تهدف إلى تعزيز الوجود الاقتصادي والسياسي في منطقة الخليج، ومواجهة التحديات الجيوسياسية المتصاعدة، خاصة المتعلقة بإيران وسوريا.

مقالات مشابهة

  • إيران وراء فشل مؤتمر القمة العربية في بغداد قبل موعد إنعقاده
  • إيران تصر على حقها النووي وتشترط رفع العقوبات لبناء الثقة مع واشنطن
  • محادثات إيران و3 دول أوروبية بإسطنبول.. كيف تنعكس على المفاوضات النووية؟
  • قلق إسرائيلي وتطمينات أميركية بشأن قرب الاتفاق حول نووي إيران
  • ترامب من الدوحة: قطر تلعب دورًا حاسمًا في كبح التصعيد مع إيران
  • ترامب: كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب سياسات سابقة.. ونُجري مفاوضات جادة مع إيران
  • إيران تبحث في إسطنبول الاتفاق النووي مع 3 دول أوروبية
  • المؤرخ الأميركي يوجين روغان: الاستعمار سلّح الاستشراق والعثمانيون أولوا الحداثة عربيا
  • ترامب فهم اللعبة.. صفقات لا حروب من غزة إلى كييف
  • هكذا تنظر إيران لجولة ترامب في منطقة الخليج العربي