الجزيرة:
2025-10-15@16:26:31 GMT

ما وراء الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران؟

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

ما وراء الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران؟

ربطت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران سابقًا، هيلاري مان ليفريت، الاتفاق الذي توصّلت إليه طهران وواشنطن مؤخرًا، بالتغير الحاصل في النظام الدولي، ورغبة إدارة الرئيس جو بايدن بتفادي الحرب مع إيران، عشية الانتخابات القادمة.

وأكدت هيلاري أن واشنطن تجمع الدول في نوع من التحالف، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ضد الدول المناوئة للهيمنة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وتعيد ضغوطها وعقوباتها، وأن يكون لديها صيغة توافق عليها إيران، على غرار الصيغة التي استخدمتها -سابقًا- مع العراق "النفط مقابل الغذاء"، وذلك من أجل أن تتفادى إدارة بايدن أيّ حرب عشية الانتخابات القادمة.

وكانت طهران توصلت مع واشنطن بوساطة قطرية الأسبوع الماضي لاتفاق يتم بموجبه إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية، وإرسالها إلى حسابات إيرانية في بنوك قطرية، لتُستخدم في حاجات إنسانية مقابل تبادل للسجناء بين البلدين.

ويرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، حسن منيمنة -في حديثه لحلقة 2023/8/17 من برنامج "من واشنطن"- أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تتّبع سياسة منسجمة وواضحة مع إيران، وهي في حال استدراك لما يجري، وليس في حال نشر رؤية معينة.

ورأى أن السعي إلى تطويق إيران كان جزءًا أساسيًا مما قد يسمى المسعى الأميركي للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، والتحول إلى آسيا، مؤكدًا أن مسعى تطويق إيران يصطدم بتطورات على المستوى العالمي وتحديدًا الصين، القوة الصاعدة التي وصلت إلى مستوى الندية الاقتصادية مع واشنطن.

وقال منيمنة إن مشكلة الأميركيين في التعامل مع إيران تكمن في تذبذب وعدم وضوح موقفهم، وما يجري الآن من ترتيبات هي محاولة لتخطي الأخطاء التي ارتكبت، وفي المقابل اتّبعت إيران ما تسميه "الصبر الإستراتيجي"، أي أنها تنتظر ما أطلق عليه المتحدث التخبط الأميركي لكي تستفيد من الفرص.

أما كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة، كيلي فلاهوس، فأوضحت أن الولايات المتحدة لم تتخلّ عن رغبتها في احتواء إيران، وإدارة الرئيس بايدن تخطو خطوات استفزازية، عبر سعيها إلى إرسال جنود البحرية الأميركية إلى سفن تجارية، في حال استولت طهران على أي ناقلة نفط في منطقة الخليج، وفي الوقت نفسه تعطي هذه الإدارة الأمل في الجانب الدبلوماسي، من خلال صفقة تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران.

حول ما إذا كان الاتفاق الأميركي مع طهران هو لمجرد إطلاق سراح 5 أميركيين، رجّحت هيلاري وجود أكثر من ذلك، وجزء منه تسيطر عليه الدول الخليجية؛ ومنها: قطر والسعودية والإمارات، حيث أدركت هذه الدول أن عليها تتولّى دفاعها وأمنها القومي بأنفسها، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

وفي حين رأى الباحث منيمنة أن الدول الخليجية أدركت أن التعويل على الولايات المتحدة له حدود، وكانت الضربة القاضية في هذا المجال الاعتداء على منشآت شركة أرامكو السعودية، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن المعادلات كانت قد تغيرت لو دافعت واشنطن عن السعودية.

ومن وجهة نظر المتحدث نفسه، فمن الطبيعي -ومن حقها- أن تسعى دول الخليج إلى تفاهمات وتقارب مع إيران، وحتى السعي إلى استقطاب الصين وروسيا وتركيا وفرنسا، لأنها- أي الدول الخليجية- بحاجة إلى ضمان أمنها، والولايات المتحدة "أثبتت أنها لن تكون هناك وقت الحاجة"، كما قال ضيف برنامج "من واشنطن".

دور حيوي لقطر

ومن جهة أخرى، أشاد ضيوف برنامج "من واشنطن" بالدور القطري في الاتفاق الأميركي الإيراني، ووصفت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران -سابقًا- الدور القطري بالمهم والحيوي، وقالت إن هذه الدولة توازن في علاقاتها مع الدول، و"سيكون من الجيد للمنطقة وللعالم أن تُنقل وتُعطى كلمة السر القطرية للجميع".

وتحدث الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، منيمنة عن تميّز قطر من باقي دول المنطقة، وذكائها في التواصل مع الدول وتعميق علاقاتها، مبرزًا أنها أدركت خلال الحصار الذي فُرِضَ عليها أن التعويل على الولايات المتحدة ليس كافيًا، ولا بد من نشاط أوسع ومتعدد الاتجاهات، وتحالفات حتى مع إيران.

ومن جهتها، اتفقت كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة مع المتحدثين، في إشادتها بدور قطر، ووصفته بالحيوي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط مع إیران فی معهد

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: ترامب يُعلن عن فجر جديد في الشرق الأوسط.. بزوغ سابق لأوانه

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه إن جولة الانتصار السريعة شهدت لحظات عديدة من البهجة، حيث استقبل الرئيس دونالد ترامب الأسرى الإسرائيليين المحررين من أسر حماس بعد أن ساعد في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار الذي أتاح إطلاق سراحهم، وحظي بتصفيق حار من منصة الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، لدعمه إسرائيل ورؤيته للسلام، كما نال إشادات من قادة العالم خلال قمة قصيرة في شرم الشيخ، مصر، حيث ناقش كبار الشخصيات خطة ترامب للسلام في المنطقة والمكونة من 20 نقطة.
وفيما يلي نص المقال:

في الكنيست، تحدث ترامب عن إنجازاته بتجاهله التاريخي المعتاد. قال: "لقد انتهت هذه الحرب الطويلة والصعبة. كما تعلمون، يقول البعض 3000 عام، ويقول البعض 500 عام، مهما كان الأمر، فهو جدهم جميعا. هذا هو الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد".

إن فرحة أصدقاء وعائلات الأسرى - والارتياح الملموس لدى العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب بالحرب لاحتمال انتهاء عامين من العذاب واليأس - تستحق الاحتفال بها. ولكن، مع استئناف ترامب اجتماعاته في واشنطن يوم الثلاثاء، فإن أي اعتقاد بفجر جديد سابق لأوانه.

"حركة حماس صامدة"
قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على فلسطينيين اتهمهم بالاقتراب من مواقع القوات، بينما قالت إسرائيل إنها ستخفض عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بدخول القطاع وسط إطلاق حماس التدريجي لرفات عدد من الرهائن المتوفين. أراد بعض أعضاء الائتلاف اليميني لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤية هزيمة حماس الكاملة وزوالها، لكن الحركة صامدة، وشرعت في قمع معارضيها المحليين في غزة بعنف. لم يحضر أي مسؤول إسرائيلي أو من حماس المؤتمر في مصر.

ويبقى التركيز في الأوساط الغربية على مستقبل حماس ونزع سلاح قوتها القتالية، أشار ترامب يوم الثلاثاء إلى أنه سيتم نزع سلاح الفصيل، حتى بالقوة، إذا لزم الأمر. يخشى مسؤولو حماس أن تستخدم إسرائيل وقف إطلاق النار كمجرد استراحة قبل إحياء حملتها العقابية، ويريدون ضمانات كتابية بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب، وفقا لمراسلي صحيفة واشنطن بوست. رفض مسؤولو إدارة ترامب هذا المطلب، لكنهم قدموا تطمينات شفهية للوسطاء الإقليميين، مصر وقطر وتركيا، بأن إسرائيل ستلين.

نتنياهو يبحث عن طريقة للعودة إلى الصراع
لقد أُثير الكثير حول قدرة ترامب على الضغط على نتنياهو لقبول هدنة، بغض النظر عن رغبة حلفاء الزعيم الإسرائيلي من اليمين المتطرف في مواصلة الحرب والقضاء التام على حماس. لكن المحللين يشتبهون في أن نتنياهو قد يجد طريقه للعودة إلى الصراع مع استعداد حكومته غير الشعبية للانتخابات في عام 2026. احتشد الجمهور الإسرائيلي حول محنة الرهائن وصدمة هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل، لكن آفاق نتنياهو بعد الحرب - الذي يواجه محاكمات فساد مستمرة ويتعرض لانتقادات من شريحة من الناخبين - قاتمة.

كما كان الحال في معظم مسيرة نتنياهو المهنية، فإن استمرار عداء حماس قد يوفر غطاء مرغوبا فيه. وصرح نمرود غورين، رئيس مركز ميتفيم الإسرائيلي للأبحاث في السياسة الخارجية، لرويترز: "نحن على أعتاب عام سياسي يرتبط فيه كل شيء بالحملات الانتخابية، وقد تنقلب حسابات نتنياهو من الرضوخ إلى الضغط إلى محاولة ضمان بقائه السياسي".

قال نمرود نوفيك، الباحث البارز في منتدى السياسة الإسرائيلية، لصحيفة نيويورك تايمز: "إذا اتضح خلال أربعة أو خمسة أسابيع أن المزاج العام في البلاد هو أن هذه الحرب كانت جولة مروعة، بل مجرد جولة أخرى، وعادت حماس، أستطيع أن أرى نتنياهو يحاول تصحيح ذلك. كل ما تحتاجه هو استفزاز من حماس ورد فعل إسرائيلي غير متناسب، ويمكن أن تتطور الأمور إلى دوامة".

"أمل مبهم"
ثم هناك القضية الأكثر تعقيدا، وهي بناء سلام حقيقي. عبّرت خطة ترامب عن أمل مبهم في "مسار موثوق به لتقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة"، وهو قرار طالب به العالم العربي وجزء كبير من المجتمع الدولي. لكنها نتيجة رفضها نتنياهو وحلفاؤه رفضا قاطعا، ولا توجد مؤشرات تُذكر على وجود زخم على الأرض أو أي مسار دبلوماسي على الساحة العالمية، وقد أبلغ قادة المنطقة ترامب بأهمية إحياء عملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

قال الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، لبي بي سي هذا الأسبوع: "في مناقشاتنا مع الرئيس ترامب، يُدرك أن الأمر لا يقتصر على غزة، ولا يقتصر على أفق سياسي مُحدد. أعني أنه يسعى إلى إحلال السلام في المنطقة بأسرها. وهذا لن يتحقق إلا إذا كان للفلسطينيين مستقبل".

"ترديد أغنية تدعم إسرائيل"
لكن ترامب لم يُعر اهتماما يُذكر لتطلعات الفلسطينيين، وينظر إلى إعادة إعمار غزة على أنها جزء من طفرة عقارية أكثر منها مصالحة سياسية. خلال عطلة نهاية الأسبوع، ظهر مايك هاكابي وديفيد فريدمان، سفير ترامب الحالي لدى إسرائيل ومبعوثه الأول على التوالي، في فعالية خيرية إسرائيلية، وعزفا أغنية "سويت هوم ألاباما" للينرد سكينرد، بعد تعديلها لتعكس سياساتهما المؤيدة للاستيطان، سخرت كلمات أغانيهما المُعدّلة من جهود فرنسا والأمم المتحدة للدفع نحو حل الدولتين، ودافعت عن دعم ترامب للمطالبات الإسرائيلية بكامل الأرض.

ربما يتصاعد التوتر بين قناعات اليمين الإسرائيلي والمحاسبة التي يسعى إليها معظم بقية العالم. قال برايان كاتوليس، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط، لمراسلي واشنطن بوست: "إن الفجوة الكبيرة التي لا أعتقد أن ترامب أو فريقه قد مهدوا لها الطريق حقا... هي الفجوة القائمة بين إدارته وإسرائيل من جهة، وبقية العالم العربي، بشأن القضايا طويلة المدى، وخاصة مسار حل الدولتين".

وأوضحت الصحفية كارين دي يونغ: "قال ترامب إنه يريد تغيير الشرق الأوسط، حيث أن اتفاق غزة والتوسع السريع لاتفاقيات إبراهيم يمهد الطريق أمام فرصة للفوز بجائزة نوبل للسلام العام المقبل التي يطمح إليها علنا. ولكن الآن بعد أن 'حل' الحرب في غزة، هناك مخاوف من أن اهتمامه قد يتأخر وقد لا يكون لدى الإدارة الوقت الكافي للالتزام باليوم التالي".

وهذه وجهة نظر يشاركها أسلاف ترامب، الذين لم يقصّروا أنفسهم بالجهود الدبلوماسية. وقالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون المنطقة في عهد إدارة بايدن، في مقابلة مع شبكة سي أن أن: "كان إنهاء الحرب أسهل خطوة. لقد بالغوا، ربما عمدا، في الترويج للتحرك نحو التطبيع" بين إسرائيل والعرب، و"قللوا من أهمية مسار إقامة الدولة الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: ترامب يُعلن عن فجر جديد في الشرق الأوسط.. بزوغ سابق لأوانه
  • هكذا علّق بايدن على دور ترامب في إنهاء حرب غزة وتحقيق الاتفاق
  • إيران تهاجم تصريحات ترامب وتتهم واشنطن بـازدواجية الخطاب
  • ترامب يتهرب من "حل الدولتين"
  • إيران: نداء ترامب للسلام يتعارض مع تصرفات واشنطن العدوانية
  • السفير معتز أحمدين: إسرائيل أول من ابتكر فكرة الميليشيات لزعزعة استقرار الدول
  • إيران: نداء ترامب للسلام يتعارض مع أفعال بلاده
  • إيران تعلق على دعوة ترامب للحوار.. وسلوك واشنطن
  • ترامب: تدمير قدرات إيران النووية إنجاز كبير في الشرق الأوسط
  • إيران تشكك في اتفاق غزة وتتهم واشنطن بالانحياز لـإسرائيل