الجزيرة:
2025-07-07@04:29:46 GMT

ما وراء الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران؟

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

ما وراء الاتفاق الأخير بين واشنطن وطهران؟

ربطت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران سابقًا، هيلاري مان ليفريت، الاتفاق الذي توصّلت إليه طهران وواشنطن مؤخرًا، بالتغير الحاصل في النظام الدولي، ورغبة إدارة الرئيس جو بايدن بتفادي الحرب مع إيران، عشية الانتخابات القادمة.

وأكدت هيلاري أن واشنطن تجمع الدول في نوع من التحالف، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ضد الدول المناوئة للهيمنة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وتعيد ضغوطها وعقوباتها، وأن يكون لديها صيغة توافق عليها إيران، على غرار الصيغة التي استخدمتها -سابقًا- مع العراق "النفط مقابل الغذاء"، وذلك من أجل أن تتفادى إدارة بايدن أيّ حرب عشية الانتخابات القادمة.

وكانت طهران توصلت مع واشنطن بوساطة قطرية الأسبوع الماضي لاتفاق يتم بموجبه إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية، وإرسالها إلى حسابات إيرانية في بنوك قطرية، لتُستخدم في حاجات إنسانية مقابل تبادل للسجناء بين البلدين.

ويرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، حسن منيمنة -في حديثه لحلقة 2023/8/17 من برنامج "من واشنطن"- أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تتّبع سياسة منسجمة وواضحة مع إيران، وهي في حال استدراك لما يجري، وليس في حال نشر رؤية معينة.

ورأى أن السعي إلى تطويق إيران كان جزءًا أساسيًا مما قد يسمى المسعى الأميركي للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، والتحول إلى آسيا، مؤكدًا أن مسعى تطويق إيران يصطدم بتطورات على المستوى العالمي وتحديدًا الصين، القوة الصاعدة التي وصلت إلى مستوى الندية الاقتصادية مع واشنطن.

وقال منيمنة إن مشكلة الأميركيين في التعامل مع إيران تكمن في تذبذب وعدم وضوح موقفهم، وما يجري الآن من ترتيبات هي محاولة لتخطي الأخطاء التي ارتكبت، وفي المقابل اتّبعت إيران ما تسميه "الصبر الإستراتيجي"، أي أنها تنتظر ما أطلق عليه المتحدث التخبط الأميركي لكي تستفيد من الفرص.

أما كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة، كيلي فلاهوس، فأوضحت أن الولايات المتحدة لم تتخلّ عن رغبتها في احتواء إيران، وإدارة الرئيس بايدن تخطو خطوات استفزازية، عبر سعيها إلى إرسال جنود البحرية الأميركية إلى سفن تجارية، في حال استولت طهران على أي ناقلة نفط في منطقة الخليج، وفي الوقت نفسه تعطي هذه الإدارة الأمل في الجانب الدبلوماسي، من خلال صفقة تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران.

حول ما إذا كان الاتفاق الأميركي مع طهران هو لمجرد إطلاق سراح 5 أميركيين، رجّحت هيلاري وجود أكثر من ذلك، وجزء منه تسيطر عليه الدول الخليجية؛ ومنها: قطر والسعودية والإمارات، حيث أدركت هذه الدول أن عليها تتولّى دفاعها وأمنها القومي بأنفسها، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

وفي حين رأى الباحث منيمنة أن الدول الخليجية أدركت أن التعويل على الولايات المتحدة له حدود، وكانت الضربة القاضية في هذا المجال الاعتداء على منشآت شركة أرامكو السعودية، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن المعادلات كانت قد تغيرت لو دافعت واشنطن عن السعودية.

ومن وجهة نظر المتحدث نفسه، فمن الطبيعي -ومن حقها- أن تسعى دول الخليج إلى تفاهمات وتقارب مع إيران، وحتى السعي إلى استقطاب الصين وروسيا وتركيا وفرنسا، لأنها- أي الدول الخليجية- بحاجة إلى ضمان أمنها، والولايات المتحدة "أثبتت أنها لن تكون هناك وقت الحاجة"، كما قال ضيف برنامج "من واشنطن".

دور حيوي لقطر

ومن جهة أخرى، أشاد ضيوف برنامج "من واشنطن" بالدور القطري في الاتفاق الأميركي الإيراني، ووصفت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران -سابقًا- الدور القطري بالمهم والحيوي، وقالت إن هذه الدولة توازن في علاقاتها مع الدول، و"سيكون من الجيد للمنطقة وللعالم أن تُنقل وتُعطى كلمة السر القطرية للجميع".

وتحدث الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، منيمنة عن تميّز قطر من باقي دول المنطقة، وذكائها في التواصل مع الدول وتعميق علاقاتها، مبرزًا أنها أدركت خلال الحصار الذي فُرِضَ عليها أن التعويل على الولايات المتحدة ليس كافيًا، ولا بد من نشاط أوسع ومتعدد الاتجاهات، وتحالفات حتى مع إيران.

ومن جهتها، اتفقت كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة مع المتحدثين، في إشادتها بدور قطر، ووصفته بالحيوي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط مع إیران فی معهد

إقرأ أيضاً:

ترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم.

وقال للصحفيين -أمس الجمعة على متن طائرة الرئاسة- إنه يعتقد أن برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، غير أن طهران ربما تستأنفه من موقع مختلف.

وذكر ترامب أنه سيناقش ملف إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور البيت الأبيض يوم الاثنين.

وأضاف ترامب "أعتقد أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لانتكاسة دائمة، ربما يضطرون للبدء من موقع مختلف. ستكون هناك مشكلة إذا استأنفوه".

وقال إنه لن يسمح لطهران باستئناف برنامجها النووي، مشيرا إلى أن إيران لديها رغبة في عقد اجتماع معه.

وأمس الجمعة، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها سحبت آخر مفتشيها المتبقين في إيران مع احتدام الأزمة بشأن عودتهم إلى المنشآت النووية التي قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل.

اتهامات

وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل إن إيران تخصب اليورانيوم لصنع أسلحة نووية، في حين تشدد طهران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.

وقبل 3 أسابيع شنت إسرائيل أولى ضرباتها العسكرية على مواقع نووية إيرانية في حرب استمرت 12 يوما. ولم يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المنشآت الإيرانية منذ ذلك الحين، رغم أن المدير العام للوكالة رافائيل جروسي قال إن ذلك يمثل أولوية قصوى لديه.

وأقر البرلمان الإيراني قانونا يعلّق التعاون مع الوكالة إلى أن يتسنى ضمان سلامة منشآت طهران النووية، في حين تقول الوكالة إن إيران لم تبلغها رسميا بتعليق التعاون، فإنه من غير الواضح متى سيتمكن مفتشو الوكالة من العودة إلى إيران.

وتتهم إيران الوكالة بتمهيد الطريق فعليا للهجمات عليها بإصدارها تقريرا في 31 مايو/أيار يندد بإجراءات تتخذها طهران، وهو ما أفضى إلى قرار من مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة يعلن انتهاك إيران لالتزاماتها بمنع الانتشار النووي.

إعلان

وأدت الضربات العسكرية الأميركية والإسرائيلية إلى تدمير مواقع تخصيب اليورانيوم الثلاثة في إيران أو إلحاق أضرار جسيمة بها. لكن لم يتضح جليا حتى الآن ما حل بمعظم الأطنان التسعة من اليورانيوم المخصب، وخصوصا ما يزيد على 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، بنسبة نقاء تصل إلى 60% القريبة من درجة صنع الأسلحة.

مقالات مشابهة

  • ما وراء الخبر – ما خطط واشنطن وتل أبيب تجاه طهران؟
  • إيران تُفـْشِلُ محاولات ترامب ونتنياهو في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوّة
  • لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
  • جهود وتحركات دبلوماسية مصرية مُكثفة تنقذ الشرق الأوسط من صراع شامل.. تفاصيل
  • "حدود الدم".. مشروع بيتزر للشرق الأوسط الجديد والحرب الأخيرة
  • ترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
  • ما وراء الخبر ـ ما خطة واشنطن للتعامل مع طهران؟
  • ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
  • معهد أمريكي يحذر من تخفيضات ميزانية وزارة الخارجية على مصالح واشنطن في الشرق الأوسط وجهود محاربة إيران والحوثيين (ترجمة خاصة)
  • النفط يتراجع مع بوادر اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران