موقع 24:
2025-12-13@12:24:42 GMT

معتقلون سابقون في دمشق يصفون "اليأس" من زنزانات الماضي

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

معتقلون سابقون في دمشق يصفون 'اليأس' من زنزانات الماضي

بعد أيّام من سقوط بشار الأسد، عاد محمد درويش إلى الزنزانة رقم 9 في "فرع فلسطين" أحد فروع المخابرات العسكرية السورية في دمشق، حيث أوقف قيد الحقيق لأكثر من 120 يوماً قبل سنوات، متحدثاً عن "اليأس" الذي راوده خلف القضبان.

وفي الزنزانة الواقعة تحت الأرض في المبنى الكبير المؤلف من طوابق عدة، تنتشر رائحة العفن ومياه الصرف الصحي الجارية في الأروقة بين الزنزانات.

لا نافذة تدخل الضوء من الجدران السوداء المليئة بالدبق في الغرفة الضيقة، التي بالكاد اتسعت لأكثر من 100 شخص.

وهذا الفرع الذي يخشاه السوريون كثيراً، كان يستقبل خصوصاً موقوفين بتهم "الإرهاب"، لكنّ كثراً يدخلونه على قيد التحقيق وتنقطع أخبارهم تماماً عن ذويهم.

ودخل الصحافي محمد درويش (34 عاماً) إلى السجن في فرع فلسطين لمدة 120 يوماً، قيد التحقيق في العام 2018 بتهمة "تمويل الإرهاب بالمعلومات، والترويج للإرهاب".

وفي الزنزانة رقم 9، يتذكّر البقعة الضيقة التي حجر فيها مع 50 آخرين لإصابتهم بالسلّ. يتذكّر الشاب التركي الذي كان موقوفاً معهم وأصيب بـ"الجنون" على حدّ قوله من كثرة الضرب.

ويروي الشاب "أنا من أكثر الأشخاص الذين حققوا معهم، لأن تهمتي بالنسبة لهم كانت كبيرة جداً، تهمة الإعلام، كانوا يحققون معي مرة في الصباح ومرة في المساء".

ويضيف "كانوا يقولون لي إن المسلح برصاصة يقتل شخصاً واحداً، بينما أنا بكلمتي أقتل الآلاف"، بينما يقول إنه كان يصور تقارير عن الواقع الخدمي في دمشق.

وبعدما نقل إلى سجن آخر، خرج بعد عام وأكثر من "التوقيف العرفي". ويصف الشعور خلف القضبان "بشعور فقدان الأمل واليأس، عندما يغلقون هذا الباب عليك، تفقد الأمل بالغد، هذه البقعة شهدت مآسي، عائلات فقدت معيلها فقدت أبوها فقدت أخوها".

ويتابع "يكفي كنتيجة لهذه الثورة كلها، إنهاء الاعتقال القسري والعرفي من دون أي تهمة واضحة".

معاوية.. طفل أشعل ثورة سوريا بـ4 كلمات على جدار - موقع 24كتب معاوية صياصنة، البالغ من العمر 16 عاماً وأصدقاؤه 4 كلمات على جدار في ملعب مدرستهم في محافظة درعا، معبرين عن غضبهم من الحياة في ظل حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. نخرج الموتى من الزنزانات

وفرغ "فرع فلسطين" أو الفرع 235 في المخابرات العسكرية، تماماً من كلّ العناصر الأمنية التي كانت موجودة فيه منذ الأحد. لكنّ زواره الآن على غرار محمد، هم موقوفون سابقون جاؤوا تحدياً للألم الذي عانوه هنا، أو تحدياً للخوف.

وآخرون قرروا زيارة المكان للبحث في الوثائق والأوراق والملفات التي تركت فيه، علّهم يجدون قريباً لهم فقد في السجون السورية ولم يسمعوا عنه خبراً، كما فعل كثر منذ سقط حكم حزب البعث قبل أيام.

وفي غرفة سوداء توزعت فيها آلاف الأوراق والملفات، وقفت امرأة وهي تقلب بين بطاقات هوية بحثاً عن قريب لها. وتقول فيما غطت وجهها بوشاح رمادي إن "اليائس يبحث عن أي خيط يوصله إلى ما يريد"، مفضلة عدم كشف اسمها.

وآلاف فعلوا مثلها منذ الأحد الماضي، حين فتحت أبواب السجون والمقرات الأمنية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما سجن صيدنايا السيئ الصيت.

وعند مدخل "فرع فلسطين"، شاحنة عسكرية متوقفة، فرش مبعثرة، وأوراق خضراء وصفراء صغيرة رميت على الأرض. تركت بعض البدلات العسكرية والأحذية في مكانها.

عاد أدهم بجبوج (32 عاماً) أيضاً، لزيارة زنزانته السابقة، الزنزانة رقم 7. ويقول الشاب المتحدر من درعا والذي سجن في 2019 لانشقاقه عن الجيش مع بداية خروج التظاهرات المناهضة للسلطة في العام 2011: "قيل لنا إن دخولنا هنا إلى فرع فلسطين، من الشرطة العسكرية، لن يتعدى السؤال والجواب، لكنني بقيت 35 يوماً، أو 32 يوماً، لم أعد أذكر، في الزنزانة هذه".

ويقاطعه شقيقه الذي كان يقف قربه قائلاً: "دخل وزنه 85 كيلوغراماً، وخرج 50 كيلوغراماً". وكانت وظيفة القابعين في هذه الزنزانة تحديداً هي "السخرة" وفق أدهم. ويقول "نخرج من الخامسة صباحاً، نمسح الأرضيات، ننظف مكان التعذيب، نخرج الموتى من الزنزانات، ننظف الحمامات والمكاتب".

ويضيف أدهم النحيل الجسد أنه عاد إلى هنا الآن تحدياً للخوف الذي كان يشعر به من هذه الأروقة. ويروي الرجل "بعدما خرجت من هنا... بتّ أخاف أن أمر من قربه، حتى لو كان على طريقي، أبدل الطريق وأختار طريقاً أطول لكي لا أمر من أمامه".

ويتذكر اللحظة الأولى التي دخل فيها الفرع قائلاً: "ضربونا ضربتين أو 3 بالكرباج... يحتاج المرء لعلاج يومين من بعدها من شدّة قوتها".

مأساة

وفي الطابق الأعلى، "غرف التعذيب" كما يصفها المساجين السابقون. غرف معتمة رمادية، على أحد جدرانها نافذة زجاجية كبيرة، لكن "كانوا يعذبوننا في الرواق أيضاً"، يقول أحدهم.

وفي الجناح الآخر من المبنى الضخم، مكاتب وغرف الضباط والمسؤولين التي حرقت بالكامل. تنبعث رائحة دخان قوية من المكان الذي خلّعت أبوابه وتحوّل أثاثه إلى رماد. وفي غرفة بالكاد فتح بابها، تظهر رفوف وزّعت عليها آلاف الأوراق المحروقة التي يعتقد زوار المقر أنها أوراق "مهمة" و"سرية" أحرقها المسؤولون قبل فرارهم.

ومن بين تلك الأوراق، رسالة من القيادة العامة للجيش إلى "النيابة العامة المختصة بمعالجة قضايا الإرهاب"، تحتوي على تفاصيل توقيف مجند في الجيش لملاحقته "بجرم علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة وبكل جرم يظهر بحقه خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة"، موقعة من رئيس شعبة المخابرات في العام 2022.

ويقول وائل صالح (42 عاماً)، الذي جاء أيضاً لزيارة زنزانته رقم 9 "جرّموني بالإرهاب، حتى اللحظة أنا مجرم بالإرهاب". ويضيف الرجل فيما حدّق بسجنه السابق "كانت مأساة، حتى هذه اللحظة أتذكر الأيام التي كنا فيها هنا، كنا 103 أشخاص، كنا نقف نحن ونترك الكبار في السن ينامون".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السوريون المخابرات العسكرية سقوط الأسد الحرب في سوريا فرع فلسطین

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي: 12.5% معدل التضخم الأساسي بمصر في نوفمبر الماضي

أعلن البنك المركزي المصري، عن ارتفاع طفيف في معدل التضخم الأساسي ليسجل 12.5% على أساس سنوي في نوفمبر 2025، مقابل 12.1% في أكتوبر السابق له.

وقال البنك المركزي في بيان: إن معدل التغير الشهري في الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين، الذي يعده البنك المركزي المصري، سجل نسبة 0.8% في نوفمبر 2025 مقابل 0.4% في نوفمبر 2024 و2.0% في أكتوبر 2025.

وأفاد أن معدل التضخم العام للحضر والذي يعده الجهاز المركزي للتعبئة العامة الإحصاء بلغ 12.3% في نوفمبر 2025 مقابل 12.5% في أكتوبر 2025.

وتابع البنك: سجل معدل التغير الشهري في الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحضر، الذي أعلنه اليوم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، 0.3% في نوفمبر 2025 مقابل 0.5% في نوفمبر 2024 و1.8% في أكتوبر 2025.

اقرأ أيضاًاستطلاع: توقعات بارتفاع طفيف لـ التضخم في مصر بشهر نوفمبر الماضي

زيادة المعروض وتباطؤ توقعات الاقتصاد العالمي يضغطان على أسعار النفط

وسط ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي.. شهادات الادخار بالدولار في 3 بنوك مصرية

مقالات مشابهة

  • انتصار الحبسية.. فنانة تنسج حكايات الماضي في صورة
  • نتنياهو اقتحم الزنزانة فجرا.. لينا الطبال تروي لـعربي21 ما حدث معها داخل سجون الاحتلال (شاهد)
  • الدفاع المدني بغزة يُنفذ 270 مهمة خلال الأسبوع الماضي
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • هروب 11 موقوفاً من حراسة شرطة شمالي السودان
  • اتفاقات داخل الزنزانة.. إحالة 29 متهما في قضية إعادة هيكلة التنظيم للجنايات| خاص
  • "زاتكا" تُنفذ أكثر من 20 ألف زيارة تفتيشية خلال الشهر الماضي
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية
  • البنك المركزي: 12.5% معدل التضخم الأساسي بمصر في نوفمبر الماضي