جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@20:17:44 GMT

بن علوي ما زال صائمًا

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

بن علوي ما زال صائمًا

 

علي بن سالم كفيتان

لم تكن تتوقع علا الفارس الصحفية الأردنية بقناة الجزيرة القطرية، في برنامج "الجانب الآخر"، الذي بُثَّ يوم الجمعة عبر منصة "الجزيرة 360" أن يُصبح الحديث مع الوزير المُتقاعد يوسف بن علوي بن عبد الله، والذي شغل منصب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية سابقًا في سلطنة عُمان، عن زراعة الموز والنارجيل والطقوس الصوفية في جنوب الجزيرة العربية، وكُنَّا نتوقع من الحلقة، حديثًا مُعمَّقًا وجديدًا عن الحقبة التي شغل فيها بن علوي هذا المنصب الرفيع، لما يربو على 40 عامًا، صال وجال فيها عواصم العالم، وشكَّل وجه الدبلوماسية العُمانية الحصيفة والمُتأنية.

لكن على ما يبدو أنَّ الرجل، ما يزال يعيش روح المنصب، لذلك لم تستطع الصحفية الحصول على الكثير، ومعها كل من أقَّتَ ساعته لمُتابعة المقابلة. وقد اعترفت علا الفارس في نهاية اللقاء أنَّها وَقَعَتْ في مُراوغة لم تستطع من خلالها فك شفرات بن علوي، فأصبح الحديث عن بيت العائلة ومزرعة الموز وأشياء أخرى.

اعترف الإعلامي الكويتي عمَّار تقيّ صاحب البرنامج الشهير "الصندوق الأسود" أنَّ كل مساعيه للقاء بن علوي، باءت بالفشل. وهُنا نسأل: لماذا كل هذا التمنُّع عن تنوير النَّاس والمجتمع عن تلك الحقبة المُهمة التي مرَّت بها عُمان؟ وربما كثيرون لا يتفقون مع فلسفة بن علوي في كتابة المذكرات على أنها طقس غربي لا يُحبِّذه، وأنَّ كشف الحقائق قد يُثير الشجون للماضي؛ فالرجل بدأ ثائرًا على السُلطة، ثم أصبح لاحقًا أحد رموزها، ومن المُقرَّبين من السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- وهذا خلق ثراءً فريدًا للتجربة التي عاصرتها هذه الشخصية العُمانية المُتقلبة والهادئة في آنٍ معًا. الكثيرون يتطلعون للمزيد من البوح؛ فالمرحلة كانت حُبلى بالمواقف والتوجهات، وأخرجت توافقًا وطنيًا وبناء دولة عصرية في وسط إقليم مُلتهب؛ لذلك لم يُعط بن علوي الكثير وحسب توقعي بأنَّ لقاءه السابق مع الإعلامي موسى الفرعي كان أعمق وأشمل، وفيه الكثير من الدفء، ربما لكون الفرعي مسكونًا بشخصية بن علوي، وربما لأنَّ معاليه أراد أن يقذف بشيء من الطُعم في المحيط الإعلامي المُتعطِّش لمعرفة الكثير عن فترة حكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- التي كان بن علوي أحد الفاعلين الرئيسين فيها، فهل يوجد ما يُبرر كل هذا الحذر بعد أن انقضت المرحلة ورحل مُعظم أبطالها؟

لعلَّ الأبرز في حديث بن علوي الأخير للجزيرة، كان مبادرة السلام وحل الدولتين، وأنه ليس واقعًا؛ بل يدخل في العالم الافتراضي، الذي لا تعترف به إسرائيل ولا الدول الغربية، وبأنَّ الحل بيد الفلسطينيين أنفسهم، من خلال نبذ الخلافات، ورسم توجهٍ مُوحَّد يحقق ثوابتهم الوطنية في تحرير فلسطين. وهنا نسأل: ما دام أن حل الدولتين غير وارد في الحقيقة، لماذا الاستمرار في الدعوة إليه من قبل وزراء الخارجية العرب السابقين والحاليين؟ ولماذا طرحت المبادرة العربية الاعتراف بإسرائيل؟ ولماذا هذا السباق المحموم نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب؟

كل هذه المحاور المُهمة لم تدفع بها الصحفية الأردنية علا الفارس في المقابلة، ولم نجد لها إجابات شافية، في الوقت الذي تم التركيز فيه على زيارات رؤساء وزراء الكيان الصهيوني لعُمان، بينما يُدافع الوزير السابق بأنها أتت في سياق التوافق مع الفلسطينيين، ومن هنا لم يجد المشاهد في المقابلة الجديد، حتى عن السياسة الدولية، ولا عن القضايا المُهمة خارج الإطار الوطني، الذي ظل الباب موصدًا عليه.

أكد بن علوي على ما ذكره في مقابلته مع الفرعي، عن "الربيع العربي"، وبرَّره بأنه ناتج عن زيادة عدد الشباب في العالم العربي بنحو 60% من إجمالي عدد السكان، وبأن احتياجاتهم من الوظائف والتنمية والتطوير باتت تشكل ضرورة مُلحّة أمام الأنظمة الحاكمة، ولعل هذه هي الإشارة الأبرز لأهمية التفاعل الجدي والإيجابي مع مُتطلبات الشباب؛ ففي عُمان لم تكن الاعتصامات التي حدثت عام 2011 للمطالبة بسقوط نظام ولا النيل من الوحدة الوطنية؛ بل كانت ترفع العلم العُماني وصورة السلطان قابوس- رحمه الله- وتتقدم بمطالب مُستحقَّة تمثلت في مكافحة الفساد وطرح فرصٍ للتوظيف، وتنفيذ بعض المشاريع التنموية، وهذا ما استجاب له السلطان الراحل- طيب الله ثراه- من خلال تنفيذ كل المطالب، وفي حينها؛ مما أشعر الناس بدفء العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فكانت تجربة عُمان هي المُلهمة في احتواء الموقف، لذلك نرى أنَّ إشارة بن علوي جديرة بالاهتمام كرجلٍ عاش تلك المرحلة الفاصلة.

سننتظر من بن علوي المزيد عن تجربته الثرية من النضال إلى دهاليز الحكم، ولن نكتفي بما طرح حتى الآن من باب الشهادة على العصر، دون تحفظ؛ فالأجيال توَّاقة للتجارب المُلهِمة، ولا نعتقد أن هناك تجربةً أكثر عُمقًا ولا إلهامًا من حُكم السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ولم يتبق من رفاقه اليوم إلّا القليل من الرجال، أمثال بن علوي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«أسعد يوم في حياتي».. ليلى علوي تحتفل بتخرج ابنها على طريقتها الخاصة | فيديو

احتفلت الفنانة ليلي علوي، بتخرج ابنها خالد من المرحلة الجامعية على طريقتها الخاصة خلال الساعات القليلة الماضية، الأمر الذي نالت من خلاله إعجاب قطاع كبير من محبيها.

وشاركت ليلي علوي، عبر حسابها بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» مقطع فيديو، معربه عن سعادتها بتخرج نجلها قائلة: «امبارح كان يوم من أسعد أيام حياتي شفت فرحتي كلها في لحظة نجاح ابني خالد في مشروع التخرج».

View this post on Instagram

A post shared by Laila Eloui Official (@lailaelouiofficial)

كما أضافت ليلي علوي: «ألف مبروك يا حبيبي، من قلبي فخورة بيك، وإن شاء الله يجعل أيامك اللي جاية كلها نجاح وسعادة ويوفقك في كل خطوة ويحقق لك كل أحلامك يا أغلى الناس».

آخر أعمال ليلى علوي

والجدير بالذكر، أن ليلى علوي شهدت نجاح آخر أعمالها بانطلاقة فيلم «المستريحة» مؤخرا.

تفاصيل فيلم المستريحة لـ ليلى علوي

وتدور أحداث فيلم «المستريحة» من بطولة الفنانة ليلى علوي في إطار لايت كوميدي تبدأ أحداثه بعد عشرين عامًا من الهروب، تعود المحتالة الشهيرة «شاهيناز المرعشلي» إلى مصر لاستعادة ماسة ثمينة دفنتها قبل هروبها، فتكتشف أن المقبرة قد تم نقل الجثث منها، فتقرر جمع أبنائها لمساعدتها في البحث عن الماسة.

أبطال فيلم المستريحة

يشارك في بطولة فيلم المستريحة، عدد من نجوم الفن أبرزهم: عمرو عبد الجليل ومحمد رضوان ومحمود الليثي وعمرو وهبه ومصطفي غريب ونور قدري وعبد الرحمن ظاظا وتأليف محمد عبد القوي وأحمد أنور واسامة حسام الدين وأحمد سعد والي وإخراج عمرو صلاح.

اقرأ أيضاًتكريم ليلي علوي عن مشوارها الفني في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية |صور

في ذكري ميلاده.. تعرف على قصة حب جمعت فاروق الفيشاوي وليلي علوي وحقيقة زواجهما

«بناتك على راسنا».. رسالة مؤثرة من ليلي علوي لـ شيرين عبد الوهاب

مقالات مشابهة

  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • جلالة السلطان يهنئ الرئيس الإيطالي
  • في الدرس الثاني للسيدالقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في شهر ذي الحجة:القلب السلم هو الذي لم يتلوث بالمعتقدات الباطلة والأفكار الظلامية
  • ليلى علوي تحتفل بنجاح نجلها خالد في مشروع التخرج.. ماذا قالت؟
  • بعثة الحج العسكرية تتوجه للديار المقدسة
  • بعثة الحج العسكرية تتوجه إلى الديار المقدسة
  • عرفة.. خطيب المسجد الحرام: يوم وفاء بالميثاق الذي أخذه الله على بني آدم
  • «أسعد يوم في حياتي».. ليلى علوي تحتفل بتخرج ابنها على طريقتها الخاصة | فيديو
  • ليلى علوي تحتفل بنجاح نجلها في مشروع التخرج