لجريدة عمان:
2025-06-06@02:04:37 GMT

حقبة جديدة من العنف السياسي في أمريكا

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مقتل برايان طومسون الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الصحي «يونايتد هيلْث كَير» في نيويورك هذا الشهر والذي يبدو أن دافعه «مشاعر عدائية تجاه الشركات الأمريكية الكبرى» أحدثُ مؤشر على أن حقبة جديدة للعنف للسياسي الحاد ترسَخ في أمريكا.

ما له دلالة في العنف السياسي بالولايات المتحدة اليوم مدى التأييد الشعبي الكبير الذي يحظى به.

لقد صار لويجي مانجيوني الشاب الذي اتهم بقتل طومسون بطلا للبعض في وسائل التواصل الاجتماعي. والمسوحات الوطنية التي أجريناها في جامعة شيكاجو وجدت أن 10% إلى 15% من الأمريكيين في الفترة من 2021 إلى 2024 يؤيدون في كل الأحوال العنفَ لأهداف سياسية يباركونها.

تراوح العنف السياسي في الولايات المتحدة بين مدٍّ وجزر على مدى عقود. لكن أحداث العنف الماضية التي يمكن أن تُسمّى «الشعبوية العنيفة» كانت نادرة. في أوائل عشرينيات القرن الماضي على سبيل المثال شهدت أمريكا ارتفاعا مثيرا في عدد الأعضاء الملتزمين بسداد الاشتراكات لجماعة كو كلوكس كلان. كانت تلك فترة عنف واسع النطاق ضد السود واليهود والكاثوليك اجتاح الولايات من إنديانا إلى جورجيا وما ورائها تأييدا للهدف السياسي للجماعة والمتمثل في ضمان أن تكون الولايات المتحدة «أمريكية مائة في المائة».

وفي سنوات الستينيات تصاعد العنف السياسي في شكل اغتيالات وأعمال شغب في أكبر مدن أمريكا وظهرت الجماعات الإرهابية في أمريكا كجماعة «ويذر اندرجراوند.» وكان حجم التأييد الشعبي للعنف السياسي وقبوله خلال هذه الفترة المضطربة مذهلا.

نحن اليوم نعيش في حقبة جديدة للشعبوية العنيفة في أمريكا. ومؤخرا استهدف عدد لافت من أعمال العنف التي وراؤها دافع سياسي «النخبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية». تتراوح هذه الأهداف من مبان فيدرالية إلى زعماء سياسيين وطلبة جامعيين وقادة جامعيين والآن رؤساء تنفيذيين لشركات كما يبدو.

وخلال السنوات الست الماضية شهدت الولايات المتحدة حوادث إطلاق نار جماعية كان دافعها نظرية المؤامرة اليمينية «الإحلال العظيم». وهي الفكرة التي يرى أصحابها أن الحكومة تستبدل عن عمد السكان البيض للولايات المتحدة بأعداد متزايدة من الأقليات.

كما كانت هنالك محاولات اغتيال عديدة ضد قادة من اليمين واليسار. ففي أكتوبر 2022 سعى أحدهم إلى إيذاء -إن لم يكن قتلا- رئيسة مجلس النواب وقتها نانسي بيلوسي. وفي يونيو في العام التالي اعتُقل رجل أثناء مراقبته منزل الرئيس الأسبق باراك أوباما في واشنطن وبحوزته أسلحة ومتفجرات في شاحنة صغيرة مغلقة. وفي عام 2022 اتهم رجل بمحاولة قتل قاضي المحكمة العليا بريت كافانو الذي عينه دونالد ترامب. وفي يوليو هذا العام نجا ترامب نفسه من محاولة قتله. وبعد شهرين لاحقا اعتقل رجل مسلح آخر لمحاولته اغتيال ترامب.

كان هنالك أيضا عدد كبير من الاحتجاجات العنيفة التي يسعى منظموها وراء سلسلة من الأهداف السياسية خلال الفترة نفسها. في صيف عام 2020 طغت السلمية على الاحتجاجات التي أعقبت مقتل جورج فلويد بواسطة الشرطة في مينابوليس. لكن أكثر من 500 مظاهرة من جملة 10 آلاف مظاهرة كانت عنيفة. فقد هوجمت مراكز وسيارات الشرطة وأفرادها وسط دعوات بوقف تمويل الشرطة. وذلك هدف يرتبط باليسار. في الأثناء، الاحتجاجات العنيفة من اليمين بلغت ذروتها في 6 يناير2021 عندما اقتحم آلاف من أنصار ترامب مبنى الكونجرس (الكابيتول) لمنع الانتقال السلمي للسلطة إلى الرئيس المنتخب وقتها جو بايدن.

وفي أعقاب هجوم حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023 نُظِّمت مئات المظاهرات بواسطة أنصار الفلسطينيين والإسرائيليين في المدن ومقار الجامعات في أرجاء أمريكا. وارتفع عدد أحداث العنف والترويع المعادية لليهود والمسلمين.

صعود العنف الشعبوي في الولايات المتحدة اليوم مدعاة للقلق العميق. فنحن نشهد ليس فقط تطبيع العنف السياسي ولكن أيضا تناميا كبيرا في التأييد الشعبي لمثل هذه الأعمال وسط الأمريكيين العاديين. وكلما تآكلت الأعراف المناهضة للعنف السياسي حول قضية ما كان من اليسير لهذه الأعراف والقيم أن تنهار أو تتفكك حول قضايا أخرى. وبمقتل رئيس تنفيذي لإحدى الشركات في شوارع مانهاتن يتم تخطي عتبة أخرى.

لماذا هذا التصاعد في أحداث العنف الآن؟ تأييد العنف السياسي لا يرتبط ببساطة بنظريات المؤامرة السياسية وتدهور الثقة في المؤسسات الديمقراطية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. فهو يبدو أيضا شديد الارتباط بالتحول الجاري لأمريكا من ديمقراطية أغلبيةٍ بيضاء إلى ديمقراطية أقلية بيضاء ومتعددة الأعراق حقا.

حسب استطلاعاتنا عندما يعتقد الأمريكيون أن «أمريكا بلد يتبع نهجا عرقيا ضد غير البيض وأنها ظلت كذلك دائما» يتضاعف احتمالُ تأييدِهم للعنف انطلاقا من مظالم مرتبطة بأفكار اليسار. وعندما يعتقدون أن «الحزب الديمقراطي يحاول إحلال الناخبين الحاليين بأناس جدد وناخبين أكثر خنوعا من العالم الثالث» يرتفع إلى خمسة أضعاف احتمال تأييدهم للعنف لمظالم ترتبط بأفكار اليمين.

بالنظر إلى الاستقطاب الذي يشهده وقتنا الحالي من المستبعد أن تنتهي الشعبوية العنيفة والمعركة الهائجة من أجل الهوية الأمريكية في أي وقت قريب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة العنف السیاسی فی أمریکا

إقرأ أيضاً:

مصر تسترد 11 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية

في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية لحماية تراثها الحضاري وصون آثارها التي خرجت من البلاد بطرق غير شرعية، تسلّمت القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية في نيويورك 11 قطعة أثرية، كانت قد وصلت إلى الأراضي الأمريكية بطريقة غير قانونية، وتعود لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة.

وأشار شريف فتحي وزير السياحية والآثار، أن عملية الاسترداد هي ثمرة التعاون الوثيق والتنسيق الكامل بين الوزارة ووزارة الخارجية المصرية، ممثلة في القنصلية المصرية في نيويورك، وبالتعاون مع مكتب المدعي العام لمدينة نيويورك، وذلك في إطار التعاون المثمر والممتد بين الجانبين المصري والأمريكي في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية.

استرداد قطع أثرية وزارة السياحة والآثار تستضيف وفداً صحفياً من المكسيك في زيارة تعريفيةحفرة بعمق 10 أمتار| تفاصيل حبس عامل بتهمة التنقيب عن الآثار بالدرب الأحمروزير الثقافة يكشف كواليس التنقيب عن الآثار في الأقصربرلمانية تستعرض تقرير الشيوخ بشأن الأثر التشريعي لقانون المحميات الطبيعية

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية الاسترداد جاءت عقب تحقيقات جنائية أجرتها السلطات الأمريكية المختصة، والتي أثبتت أن القطع الأثرية خرجت من مصر بطريقة غير شرعية، وعلى ضوء ذلك، تسلم القنصل العام لجمهورية مصر العربية في نيويورك القطع الأثرية.

واشار الاستاذ شعبان عبد الجواد مدير عام الإدارة العامة لاسترداد الاثار والمشرف علي الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، أن المجموعة المستردة تضم عددًا من القطع ذات القيمة التاريخية والفنية الكبيرة، من أبرزها إناء على شكل المعبود "بس"، يرجع تاريخه إلى الفترة ما بين 650 و550 قبل الميلاد، وقناع جنائزي لشاب من العصر الروماني، ولوحة جدارية من عصر الدولة الحديثة مزينة بنصوص هيروغليفية، وتُظهر الجزء العلوي لهيئة آدمية، وما زالت تحتفظ بألوانها الزاهية.

هذا بالإضافة إلى شاهد قبر يعود للفترة ما بين القرنين الثالث والرابع الميلادي، وإناء مزخرف بكتابات عربية من القرن التاسع عشر، وعدد من القطع الأخرى الهامة والمتنوعة.

وتؤكد وزارة السياحة والآثار، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية وكافة الجهات الوطنية والدولية المعنية، استمرار جهودها الدؤوبة لاستعادة كافة القطع الأثرية المصرية التي خرجت من البلاد بطريقة غير قانونية، وذلك في إطار الحفاظ على التراث الحضاري المصري باعتباره جزءًا أصيلًا من التراث الإنساني العالمي.

طباعة شارك قطعة أثرية اثار مستردة مصر نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية أثار

مقالات مشابهة

  • ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • حاج من الولايات المتحدة يشكر القيادة: تفاجأت بالتنظيم
  • ترامب يستثني سوريا من قائمة حظر السفر إلى الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة توقف باحثة صينية بتهمة تهريب فطر زراعي
  • مصدران لـCNN: ترامب يحظر السفر إلى الولايات المتحدة من دول عربية وإفريقية بسبب مخاطر أمنية
  • مصر تسترد 11 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية
  • الوزير خطاب: وجدنا في أرشيف الأمن السياسي ملايين التقارير المرفوعة التي تسبب بأذى المواطنين واليوم أخضعنا الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية وستكون أبوابها مفتوحة للشكاوى
  • الذهب يرتفع إثر توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الولايات المتحدة تدعو دمشق إلى خطوات شفافة وتؤكد استمرار دعم جهود مكافحة داعش
  • الصين: العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف حرج