في يوم تاريخي، حقق رجال الشعب السوري العظيم ونساؤه المعجزة، وقضوا على أقسى أنظمة الطغيان، فكان هذا الإنجاز دليلا على العزيمة والإرادة الصلبة التي لا تنكسر، وعلامة بارزة في مسيرة النضال نحو تحقيق العدالة والكرامة والحرية.
نهدي هذا النصر العريق إلى أرواح الشهداء من الضباط وصف الضباط وأفراد الجيش السوري الحر، الذين قضوا دفاعا عن الحرية والكرامة، ونتذكر بإجلال السجناء الذين صبروا على مرارة الإهانة والتعذيب، كما نعبّر عن تضامننا العميق مع الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن أو عشن في ظلام الجهل بمصيرهم، والنازحين الذين عاشوا حياة البؤس في المخيمات، والمهجرين الذين شُردوا في أصقاع الأرض.
إنّ هذا النصر العظيم يفرض على الشعب السوري بكلّ أطيافه واجبات ومسؤوليات جسيمة، فنحن أمام تركة ثقيلة وكارثية في المجالات كلّها: من إعادة بناء الدولة وترميم مؤسساتها المهترئة، إلى إرساء أسس سلطة تعبر عن إرادة السوريين وتضمن مشاركة الجميع على قدم المساواة. هذه المهام تتطلب تضافر الجهود وتحمل المسؤولية من كل فرد، لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة للضحايا، والعمل على إطلاق عجلة التنمية التي تضمن حياة كريمة لكل أبناء الوطن. علينا أن نبني مستقبلا يستند إلى الوحدة الوطنية والتفاهم والتضامن، لضمان استمرارية هذا النصر وتحقيق الأهداف النبيلة التي قامت من أجلها الثورة، إنّ المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا، في الدفاع عن مكتسبات الثورة والعمل بلا كلل لتحقيق الغايات السامية التي نسعى إليها جميعا.
فقد ودّعنا زمن إرهاب السلطة وقمع الإجرام، ودخلنا عصر الحرية من باب واسع، لم نعد فصائل أو جماعاتٍ معارضة، بل أصبحنا جيلا يبني دولة وفق أسسٍ ومبادئ جديدة، ولا ينبغي أن نستعير وسائل الماضي لمواجهة تحديات الحاضر.
ولحماية سوريا وبناء دولة عصرية، يجب علينا ألا ننساق وراء كل معلومة مثيرة دون التحقق منها، فقد تكون مجرد تسريب أو إشاعة، كما علينا أن نتأكد من مصادر المعلومات ومصداقيتها قبل نشرها، وأن نتحرى بأنفسنا قبل نقلها للآخرين. أما المعلومات التي تخصُّ أمن المجتمع وتهدد بنية الدولة فيجب إرسالها للجهات المعنية مع التوثيق، وعدم نشرها على الملأ لتجنب اضطراب الرأي العام وخدمة أغراض الجهات المسربة. زد عليه، أنّ السيناريوهات والتوقعات يجب أن يتعامل معها الخبراء والمختصون، ونشرها دون توضيح قد يؤدي إلى فهم خاطئ وإرباك، وربما يلحق ضررا كبيرا.
المجتمع السوري بحاجة إلى الأمل والتفاؤل، وتشجيع العمل والانخراط في بناء الدولة الجديدة، وحث جميع الطاقات والخبرات على المشاركة في صناعة المستقبل
المجتمع السوري بحاجة إلى الأمل والتفاؤل، وتشجيع العمل والانخراط في بناء الدولة الجديدة، وحث جميع الطاقات والخبرات على المشاركة في صناعة المستقبل. سوريا أمانة في أيدينا، فلنحافظ عليها لتصل إلى الأجيال القادمة متطورة وحديثة.
ختاما، نلتزم بمسؤوليتنا الوطنية في بناء مستقبل مشرق لسوريا، إنّ طريقنا نحو الحرية والكرامة محفوف بالتحديات، لكن بإرادتنا الصلبة ووحدتنا الراسخة، سنتمكن من تجاوز كلّ العقبات. لنعمل معا، متحدين على قلب واحد، لنحقق الحلم الذي نطمح إليه ونجسد رؤية سورية العصرية، المتقدمة، والمزدهرة. تستحق الأجيال القادمة أن ترث وطنا قويا، ينعم بالعدالة والمساواة، ويزدهر بالعلم والعمل. لتكن سوريا الأمانة التي نحافظ عليها ونرعاها، متعهدين بمواصلة مسيرة البناء والتقدم بلا تراجع.
سوريا أمانة في أعناقنا، وسنعمل بلا كلل ولا ملل لنحقق لها مكانتها المستحقة بين الأمم، كدولة حرة، وقوية، ومزدهرة. بتضافر جهودنا وتفانينا، سنظل نبني سوريا الغد، شامخة بالعزة والكرامة، وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل بروح العزيمة والإبداع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحرية سوريا الثورة تحديات سوريا حرية تحديات ثورة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
توتر الجنوب السوري.. ماذا وراء القصف المتبادل بين كتائب محمد الضيف وإسرائيل؟
دمشق- تبنّت مجموعة مسلّحة تُطلق على نفسها "كتائب الشهيد محمد الضيف" قصف القوات الإسرائيلية في منطقة الجولان السوري المحتل، مساء الثلاثاء.. وبعد ساعتين من ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على عدة مناطق بجنوب سوريا.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان نُشر مساء الثلاثاء، إنها لم تتثبت "من صحة الأنباء عن قصف باتجاه إسرائيل حتى اللحظة". ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر سورية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت تل الشعار، وتل المال، وتل المحص، والفوج 175 في ريف درعا جنوب البلاد.
مبرر لإسرائيلمن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم "وسائل قتالية تابعة للنظام السوري جنوب سوريا، ردا على عمليات الإطلاق نحو إسرائيل"، مضيفا في بيان أن "النظام السوري مسؤول عمّا يحدث على أراضيه وسيتحمّل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية المنطلقة منها".
واتهم مصدر في الحكومة السورية عناصر تابعين لحزب الله اللبناني في منطقة درعا بتنفيذ الهجوم، مشيرا إلى وجود جهات موالية للحزب وأخرى لإيران في المنطقة. وأضاف أن القصف على منطقة مفتوحة في الجولان لا يحمل قيمة عسكرية تُذكر، "بل يُعدّ مبررا لإسرائيل لتنفيذ هجماتها وتعطيل جهود إعادة إعمار الدولة السورية، خاصة بعد رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عنها".
وأكدت وزارة الخارجية السورية في بيانها إدانتها الشديدة للقصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، معتبرة أن "التصعيد الإسرائيلي انتهاك صارخ للسيادة السورية ويزيد من توتر المنطقة".
إعلانوأضافت "هناك أطراف تسعى إلى زعزعة الاستقرار لتحقيق مصالحها الخاصة"، مؤكدة أن "سوريا لم ولن تُشكل تهديدا لأي طرف في المنطقة"، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في وقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وشددت الوزارة على أن الأولوية القصوى في جنوب سوريا هي "بسط سلطة الدولة وإنهاء وجود السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية".
لإضعاف الدولةوعن خلفية التوترات الأمنية جنوب البلاد أيضا، قال مصدر مقرّب من وزارة الخارجية السورية، في تصريحات للجزيرة نت، إن إسرائيل تلعب دورا رئيسيا في عرقلة جهود الدولة السورية لفرض سيطرتها على المنطقة.
وأوضح أن الدولة السورية لا تتحمّل مسؤولية هذه العمليات بشكل مباشر، وأرجع ذلك إلى منع إسرائيل انتشار قوات الجيش والأمن السوري في هذه المناطق، مما يسهم في زعزعة الاستقرار وإضعاف سلطة الدولة.
وأضاف المصدر أن الأحداث الجارية تتقاطع مع سياقات إقليمية ودولية، فعلى الصعيد الدولي، "تشعر إسرائيل بالقلق من التقارب الأميركي مع دمشق، والذي تعتبره مضرا بمصالحها، وربما تكون بعض هذه العمليات ذات طابع استخباراتي مباشر أو غير مباشر، مستغلة حالة الانكشاف الأمني".
وإقليميا، أشار المصدر إلى أن تعثّر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة قد يكون عاملا إضافيا، "حيث تسعى إيران إلى استغلال الأوضاع في الجنوب السوري، بينما تستفيد من الضربات الإسرائيلية التي تعيق فرض السيطرة السورية على تلك المناطق".
حماس تنفي
وفيما يتعلق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكّد المصدر أن توجهات الدولة السورية واضحة، وأن الحركة ملتزمة بها. وختم المصدر بالقول إن المستفيد الأول من هذه العمليات هو إسرائيل، "وربما إيران أيضا"، لكن لا يمكن تحديد الجهة المسؤولة بشكل قاطع حتى الآن.
من جانبها، نفت حركة حماس أي علاقة لها بالمجموعة التي أطلقت على نفسها "كتائب الشهيد محمد الضيف"، وقال ناطق باسمها للجزيرة نت إن "الحركة ليست لها أي صلة بهذه المجموعة، ولا وجود لعناصر تتبع لها جنوب سوريا، مشددا على أن "الأمر لا يعنينا، ولا مصلحة لنا في التورط فيه".
إعلان