غزة ما بعد الحرب.. سنوات من العمل ومليارات الدولارات لإنقاذ القطاع
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
بعد أكثر من 14 شهرًا على هجمات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تحوّل القطاع إلى مشهد مأساوي أشبه بـ«مدينة أشباح»، حيث تحولت شوارع المدن إلى أودية ترابية، وأصبحت رائحة الموت والدماء تخيم على الأجواء.
جثث متناثرة دون دفن، وأخرى تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في الأدوات اللازمة لانتشالها، القطاع يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومستقبل سكانه وأطفاله يظل مجهولًا في ظل هذا الدمار، فكيف سيكون شكل غزة بعد الحرب؟ وما هي خطة إعادة الإعمار إذا جرى التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار؟
إلى أين مستقبل غزة؟قال مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، ثائر أبو عطيوي، إن مستقبل قطاع غزة وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب يحتاج لسنوات عديدة، نظرا لحجم الدمار الكبير الذي لحق بالمباني العمرانية والسكينة وقطاع المؤسسات وكافة المرافق العامة والبنية التحتية.
وأضاف أنه وفقًا لآخر إحصائية صادرة قبل أيام، تصل حجم الخسائر الأولية للحرب على قطاع غزة إلى 37 مليار دولار، ومن الممكن أن تفوق بكثير الاحصائيات القيمة المالية المذكورة لتصل إلى 80 مليار دولار، لإعادة الإعمار وإزالة الأنقاض والركام والتخلص منها، من أجل التهيئة لإعادة البناء والإعمار من جديد.
وأضاف لـ«الوطن» أن حجم الدمار الكبير التي ستخلفه الحرب بعد انتهائها يحتاج إلى جهود مكثفة ومتواصلة عربية وعالمية وأن يكون حجم الدعم المالي يتوافق مع حجم الدمار؛ لأننا نتحدث عن تدمير السواد الأعظم من قطاع غزة وضمن مساحات كبيرة وشاسعة تحتاج لدول عديدة وإمكانيات لوجستية وخطط وبرامج عملية ورصد التكلفة عبر احصائيات دولية موثقة حتى يتم وضوح الصورة لكيفية البدء في الإعمار كخطوة أولى على طريق الانجاز.
وأشار إلى أن إزالة الأنقاض والركام والحطام الذي أخلفته الحرب جراء القصف والتدمير المتواصلة من طائرات ودبابات وجرافات الاحتلال في الوقت الحالي وقد تخلفه أكثر في حالة استمرارها، وعدم وقف إطلاق النار يحتاج على أرض الواقع سنوات لإزالته، كما يحتاج إلى معدات وإمكانيات لوجستية للعمل وايدي عاملة ذات خبرة واختصاص، ومن ثم تجرى مرحلة الانطلاق الثانية لإعادة الإعمار.
وأشار إلى أن مستقبل قطاع غزة للبناء وإعادة الإعمار من جديد مرهون بتجاوب المجتمع الدولي بأكمله، ومرهون أيضا بدعم الأشقاء من كل الدول العربية، وهذا ضمن تبني مشروع عربي عالمي لإعادة الإعمار يحمل على عاتقه كل أعباء متطلبات الإعمار الجديدة في ظل هدم وإزالة مخيمات ومدن ومناطق بأكملها عن الخارطة الجغرافية لقطاع غزة، ولم يعد لها أثر أو وجود سوى أطنان من الركام يدلل على أن هناك كانت مباني عمرانية وسكنية قبل الحرب، وأن حجم الدمار الكبير يعتبر أكبر نكبة منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، فلم يعد في قطاع غزة سوى معالم وإطلال عن عمران وبنيان.
وأكد أن واقع غزة بعد الحرب يتطلب جهودًا إنسانية وإغاثية واسعة النطاق تمتد لثلاث إلى خمس سنوات على الأقل، لتلبية احتياجات أكثر من مليون ونصف نازح ومشرد، بعدها، يمكن البدء في الحديث عن إعادة الإعمار، وهي عملية يُقدّر أنها تستغرق عشر سنوات على الأقل لاستعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل حجم الدمار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
164 مليون ريال استثمارات 98 مشروعًا في الصناعات الغذائية بـ"مدائن"
مسقط- العُمانية
بلغ إجمالي حجم الاستثمار في قطاع الصناعات الغذائية في المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" أكثر من (164) مليون ريال عُماني عبر احتضان 98 مشروعًا في مختلف المدن الصناعية التابعة، وتقام هذه المشروعات على مساحة إجمالية تتجاوز 1.5 مليون متر مربع ويعمل بها أكثر من 3600 عامل.
وتستمر "مدائن" إلى جانب الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في مساعيها لتعزيز فرص الاستثمار المحلي والأجنبي وجذب المشروعات النوعية التي تسهم في تحقيق متطلبات قطاع الأمن الغذائي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
وقال خالد بن سليمان الصالحي مدير عام التسويق والشؤون التجارية في المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" إن المؤسسة نجحت خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 في توطين (13) مشروعًا في قطاع الصناعات الغذائية بإجمالي حجم استثمارات يتجاوز (14) مليون ريال عُماني، وستقام هذه المشروعات على مساحة إجمالية تتجاوز (224) ألف متر مربع، وتتنوع بين إنتاج الزيوت النباتية والطحين والتونة والمياه وتعبئة وتغليف المواد الغذائية، والمشروعات اللوجستية. وأكد أن الجهود مستمرة لتوطين مشروعات جديدة في هذا القطاع خلال عام 2025، حيث تتم دراسة عدد من العقود في المرحلة الحالية على أن يتم توطينها في وقت لاحق من العام الجاري.
وقال إن "مدائن" تولي اهتمامًا بالغًا بقطاع الصناعات الغذائية عبر تخصيص مساحات مهيّأة لهذا القطاع في جميع مدنها الصناعية إلى جانب تخصيص مساحات زراعية في مدنها الجديدة في كل من المضيبي وثمريت والسويق، كما أن العمل متواصل لإطلاق المبادرات المساندة لاستدامة هذه الصناعات وتطويرها، مثل مشروع "مدائن الزراعية" الذي يعد أحدث مبادرات القيمة المضافة لـ"مدائن" في مجال الصناعات الغذائية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن "مدائن" تسعى بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى تجهيز البيوت المحمية في عدد من المدن الصناعية لدعم قطاع الصناعات الغذائية في سلطنة عُمان وتشجيع ريادة الأعمال في هذا القطاع المهم لتغذية السوق المحلي بالمنتجات الزراعية، وتعزيز مشروعات الأمن الغذائي، ورفع الميزان التجاري عبر زيادة الصادرات وتقليل الواردات.
وأوضح الصالحي أن "مدائن" نجحت في التوقيع على مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات من كوريا الجنوبية لإقامة مشروع متخصص في الصناعات الغذائية في سلطنة عُمان، وبالتحديد في مجال إنشاء المزارع الذكية لإنتاج الفواكه الكورية وبناء مقهى قائم على منتجات المزارع.
وأشار إلى أن "مدائن" تعكف في تكثيف التسويق على قطاع الصناعات الغذائية على المستويين المحلي والخارجي من خلال الحملات التسويقية المختلفة والمشاركة في المعارضة المختصة في هذا القطاع.
يُشار إلى أن قطاع الصناعات الغذائية يعدّ من المرتكزات الرئيسة للقطاع الصناعي في سلطنة عُمان، باعتباره الرافد الأول لمنظومة الأمن الغذائي مع بقية سلاسل الإنتاج وأحد القطاعات الرئيسة المعول عليها لتحقيق التنويع الاقتصادي بما يحقق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".