خالد عامر يكتب: حديث الرئيس.. الرسالة وصلت
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تصريحات الرئيس خلال تواجده بأكاديمية الشرطة كشفت عن خطورة الانسياق وراء الشائعات، لأن التوقيت الراهن يستلزم أن يكون الجميع داعمين للدولة المصرية بالتزامن مع وجود أنشطة لأجهزة مخابرات تهدف إلى المساس بالأمن القومي المصري فما ينشر من أكاذيب وشائعات علي وسائل التواصل الاجتماعي مخطط له من أجهزة مخابرات تسعي منذ بداية الأحداث التي شاهدتها منطقة الشرق الأوسط عام 2011 لكسر الدولة وعرقلة مشاريع التنمية التي تشهدها مصر في مجال الطاقة والصناعة و الزراعة وتطوير جميع الموانئ المصرية والقدرات الدفاعية أو مبادرات رئاسية صحية وتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل لخدمة المصريين وتوفير رعاية صحية وعلاجية كريمة إنجازات تسعي الدولة لتحقيقها بعد عام 2013 وحتى الآن.
مصر هي الدولة الوحيدة التي تصدت لمشروع التفتيت انظر حولك إلى العراق وليبيا واليمن وسوريا والسودان، دول وقعت وتم تشريد شعبها و الحقيقة المؤكدة أن الدولة التي تهدم لن تقوم مرة أخري وبكل أسف شعوب هذه الدول كان لهم الدور الأكبر في تدمير أوطانهم لأن مسؤولية الحفاظ على الدولة تقع في المرتبة الأولى على عاتق الشعب ثم الأجهزة الأمنية نعم انساق الشعب خلف شعارات براقة ووعود زائفة وكانت النتيجة لاجئين مشردين على حدود الدول يسكنون الخيام.
ليكن الدرس المستفاد من لا يعتبر من التاريخ لن ينجو من تكرار مآسيها فالطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة خصوم مصر تخطط لهدمها من خلال إستراتيجية ألانهيار ألداخلي للدولة للعمل علي انهيارها من الداخل بإطلاق الشائعات وخلق أزمات داخلية مما يؤدي إلي الصدام بين طبقات المجتمع وتناحرها وصولا إلي انهيار الدولة وتفككها بعد أن أفشلت مصر سيناريو الفوضى الخلاقة وكشف منظمات ألمجتمع المدني يبقي الرهان ألان على وعي المصريين خصوم مصر لن تتوقف عن استهدافها والمعركة مع الشر مستمرة ومش بتنتهي.
تلك كانت إطلالة علي هامش حديث السيد الرئيس أثناء حضوره اختبارات القبول بكلية الشرطة السبت21 ديسمبر والمؤكد أن التوقيت قد حتم حديث المكاشفة حفاظاً على ثوابت تحرص عليها الدولة المصرية مفادها أن أمن مصري القومي خط احمر.
حفظ الله مصر حفظ الله الجيش تحيا مصر
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمن القومي المصري أكاديمية الشرطة وسائل التواصل الاجتماعي المزيد
إقرأ أيضاً:
د. ثروت إمبابي يكتب: الزراعة المصرية بين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي
«من لا يزرع لا يأكل، ومن لا يأكل لا يعيش» — حكمة مصرية قديمة تلخص فلسفة البقاء على هذه الأرض التي علّمت العالم معنى الزراعة منذ آلاف السنين. كانت الحبة تُلقى في الطين فيولد منها الخير، وكانت الأرض أمًّا صبورة تعرف أبناءها وتحفظ عرقهم في تربتها. لكن السؤال اليوم: هل ما زلنا نحافظ على سرّ هذه العلاقة المقدسة بين الإنسان والأرض، أم أن البيروقراطية قتلت روح الزراعة كما يقتل الصقيع بذور الربيع؟
لقد ظلت الزراعة المصرية لعقود طويلة أسيرة الورق والتوقيعات والموافقات، وكأن الأرض تنتظر ختمًا رسميًا لتخضرّ. البيروقراطية لم تكن مجرد إجراءات، بل أصبحت جدارًا يحجب الإبداع ويؤخر الاستثمار، ويجعل المزارع يدور في دوامة الروتين بدل أن ينشغل بتطوير إنتاجه.
ومع ذلك، فإن مصر الحديثة بقيادة سياسية واعية بدأت تدرك أن التنمية الزراعية لا يمكن أن تقوم بعقلية الأمس، وأن التحول نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لم يعد ترفًا بل ضرورة وجودية، في ظل تغير المناخ وتحديات الأمن الغذائي العالمي.
الذكاء الاصطناعي هنا ليس مجرد أجهزة أو برامج، بل فكر جديد لإدارة الموارد. فحين تراقب الأقمار الصناعية نمو المحاصيل، وتُحلل البيانات لتحديد الاحتياجات المائية، وتوجّه المستشعرات عمليات الري والتسميد بدقة، فنحن لا نتحدث عن رفاهية، بل عن ثورة في كفاءة الإنتاج. هذه الثورة قادرة على خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% وزيادة الإنتاج بنسبة قد تتجاوز 25%، وفقًا لتجارب دولية سبقتنا بخطوات.
من الناحية الاقتصادية، يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في الزراعة أحد أهم مفاتيح رفع العائد القومي، وخفض فاتورة الاستيراد، وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية. فكل فدان يُدار بالتقنية هو مشروع صغير ناجح، وكل معلومة دقيقة هي استثمار آمن.
أما الجانب الاجتماعي، فهو لا يقل أهمية. فالتكنولوجيا لن تُقصي الفلاح كما يخاف البعض، بل ستُعيد له مكانته وتُخفف أعباءه. الذكاء الاصطناعي سيجعل الشاب الريفي أكثر ارتباطًا بأرضه، لأنه سيشعر أن الزراعة أصبحت مجالًا علميًا راقيًا، وليس مهنة تقليدية مرهقة. إنها وسيلة لإعادة جذب العقول الشابة إلى الريف، بدل هجرتها إلى المدن أو الخارج.
وفي البعد البيئي، تمثل هذه الثورة الرقمية طوق نجاة حقيقي. فالتحكم في استخدام المياه والأسمدة والمبيدات بدقة يعني تقليل التلوث، والحفاظ على خصوبة التربة، وضمان استدامة الإنتاج. كما تتيح نظم الإنذار المبكر التنبؤ بالأمراض النباتية وموجات الجفاف، مما يرفع من قدرة المزارع على التكيف مع التغيرات المناخية.
لكن ما زال البعد السياسي حاضرًا بقوة في هذه المعادلة؛ فالإرادة السياسية هي التي تحدد المسار. حين تُوضع السياسات الزراعية الذكية في إطار وطني متكامل، بعيدًا عن المركزية المعطلة، سنشهد نقلة حقيقية في منظومة الغذاء المصرية. فالأمن القومي لم يعد محصورًا في حدود الجغرافيا، بل في قدرة الدولة على إطعام شعبها من إنتاجها.
وأنا — من واقع خبرتي الأكاديمية والميدانية — أرى أن الوقت قد حان لإطلاق خطة وطنية للتحول الرقمي الزراعي، تتكامل فيها مؤسسات البحث والتعليم والقطاع الخاص، وتُبنى على قاعدة بيانات موحدة لكل فدان في مصر. نحتاج إلى «عقل زراعي رقمي» يقود التغيير، لا إلى مزيد من المكاتب والملفات الورقية.
إن مستقبل الزراعة المصرية لن يُكتب بالحبر، بل بالبيانات. ولن يُدار بالمراسلات، بل بالذكاء. وبين البيروقراطية والذكاء الاصطناعي، ستتحدد هوية الزراعة المصرية: إما أن تبقى أسيرة الماضي، أو أن تنطلق نحو مستقبلٍ تُزرع فيه الفكرة قبل البذرة، ويُروى الحلم قبل الحقل.