(CNN)-- ترددت أصداء إطلاق النار الكثيف في مخيم جنين للاجئين المترامي الأطراف في الضفة الغربية، مع وجود قناصة ملثمين على أسطح المنازل وانفجارات مكتومة داخل أزقته المزدحمة، خلال الأسبوع الماضي.

لكن القتال لم يشارك فيه الجيش الإسرائيلي، الذي شن غارات لا حصر لها في السنوات الأخيرة ضد من يصفهم بالإرهابيين في المخيم، معقل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فهذه المعركة تدور بين الفلسطينيين: قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة المتحالفة مع حماس والتي تقول إن السلطة الفلسطينية تم بيعها لإسرائيل.

وأطلقت السلطة، المدعومة من الغرب، أكبر عملية أمنية لها منذ سنوات لطرد الجماعات المسلحة في محاولة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية في الوقت الذي تبقي نظرها على السيطرة بقطاع غزة بعد الحرب.

ولكن يبدو أن العملية لم تؤد إلا إلى تشدد المقاومة وإبعاد العديد من آلاف المدنيين الذين يعيشون هناك، ولم يحققوا سوى القليل من الأرض، حيث لا يزال المسلحون يسيطرون على جزء كبير من المخيم.

وحاولت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اعتقال عشرات الرجال الذين تصفهم بالخارجين عن القانون الذين يحاولون "اختطاف" المخيم الذي أنشئ للفلسطينيين الذين هجروا من منازلهم بعد قيام إسرائيل عام 1948 وأصبح الآن منطقة مبنية يسكنها نحو 25000 شخص.

وتصف حماس المقاتلين في المخيم بأنهم "المقاومة"، وهو تحالف من الجماعات المسلحة التي ترى أن السلطة وقواتها الأمنية تنفذ أوامر إسرائيل، وتشمل الفصائل المسلحة كتائب شهداء الأقصى، وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وكتائب القسام، التي تقاتل تحت راية كتيبة جنين.

وتقول السلطة إن قواتها "تقدمت بشكل مهم جداً" في المخيم. لكنهم لا يملكون سوى القليل من التكنولوجيا والأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، في حين قتل، الأحد، أحد أفراد الحرس الرئاسي الفلسطيني بنيران مسلحين، ثم قُتل، الاثنين، أحد أفراد قوات الأمن الفلسطينية، بحسب متحدث اسمها، وقتل رقيب في الشرطة برصاص "خارجين عن القانون في مخيم جنين"، بحسب العميد أنور رجب.

وقال صحفي عند مدخل المخيم لشبكة  CNN، إن المنطقة اهتزت بأصوات إطلاق نار كثيف وانفجارات، الاثنين.

وكانت قوات الأمن العام قد أغلقت جميع مداخل المخيم، بحسب الصحفي، الذي أضاف أنه حتى المسعفين لم يتمكنوا من دخول المخيم، وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي حفارين يجمعون التربة فوق الشوارع المؤدية إلى المخيم.

كما قُتل أحد قادة المسلحين، وكذلك ثلاثة مراهقين، أصغرهم يبلغ من العمر 14 عامًا، وألقى كل جانب باللوم على الآخر في مقتلهم.

وينهي تصاعد أعمال العنف عامًا مميتًا في المنطقة: إذ شنت إسرائيل غارة استمرت أيامًا في جنين وطولكرم وطوباس، شمال الضفة الغربية، في سبتمبر/ أيلول، مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا على الأقل وخلف دمارًا واسع النطاق، وفقًا لوزارة الصحة التابعة للسلطة وتقارير الأمم المتحدة، وكان من بينهم تسعة نشطاء على الأقل، وفقًا لتصريحات علنية صادرة عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: إطلاق نار السلطة الوطنية الفلسطينية الضفة الغربية حركة حماس كتائب عزالدين القسام

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. عاطف الطيب مخرج الواقعية الذي وثق هموم البسطاء وصراع الإنسان مع السلطة

تحلّ اليوم ذكرى وفاة المخرج المصري الكبير عاطف الطيب، أحد أبرز رواد الواقعية الجديدة في السينما المصرية، والذي نجح خلال مسيرته القصيرة نسبيًا في أن يترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن السابع بأفلامه التي نبضت بالصدق والهم الإنساني، استطاع أن يحول الشاشة إلى مرآة تعكس وجع المواطن البسيط وأحلامه المهدورة في زحام الحياة. 

 

في هذا التقرير، نعيد تسليط الضوء على حياة عاطف الطيب وأعماله الخالدة، التي لا تزال تُعرض وتُناقش بعد ما يقرب من ثلاثة عقود على رحيله.

النشأة والبدايات

 

وُلد عاطف الطيب في 26 ديسمبر عام 1947 في مركز المراغة بمحافظة سوهاج. نشأ في بيئة صعيدية بسيطة ساهمت في تشكيل وعيه الاجتماعي والسياسي، وظهر ذلك لاحقًا في أعماله السينمائية. التحق بالمعهد العالي للسينما، قسم الإخراج، وتخرج منه عام 1970، ليبدأ رحلة طويلة من العمل خلف الكاميرا كمساعد مخرج مع أسماء لامعة مثل مدحت بكير وشادي عبد السلام ويوسف شاهين.

بدايته في الإخراج وتأسيس واقعية جديدة

 

في عام 1982، أخرج عاطف الطيب أول أفلامه الطويلة "الغيرة القاتلة"، ثم تلاه مباشرة فيلم "سواق الأتوبيس"، الذي شكّل بداية حقيقية لتكوينه السينمائي. 

تميزت أفلام الطيب بأنها تناولت قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب جريء وإنساني، وساهم في ترسيخ ما عُرف بـ "الواقعية الجديدة"، التي تحررت من الرومانسية الزائفة وواجهت الواقع بوجهه القاسي.

قائمة بأهم أعماله

 

رغم قصر مشواره الفني، الذي لم يتجاوز 15 عامًا، قدم عاطف الطيب أكثر من 20 فيلمًا من علامات السينما المصرية. من أبرزها: سواق الأتوبيس (1982)، التخشيبة (1984)، الزمار (1985)، البريء (1986)، الحب فوق هضبة الهرم (1986)، ملف في الآداب (1986)، الهروب (1991)، ضد الحكومة (1992)، ناجي العلي (1992)، ليلة ساخنة (1995)، جبر الخواطر (عُرض بعد وفاته في 1998).

 

كل عمل من هذه الأعمال لم يكن مجرد فيلم، بل شهادة اجتماعية وسياسية على مرحلة كاملة في تاريخ مصر الحديث.

زواجه وحياته الخاصة

 

ارتبط عاطف الطيب بزوجته "أشرف" التي تعرف عليها أثناء عمله، وكان اللقاء الأول بينهما بداية لعلاقة حب نادرة في الوسط الفني.

 

عرف عنه التزامه العائلي وهدوءه في حياته الشخصية، وكان يرى في زوجته سندًا وشريكًا في الحياة والصورة.

رحيله المفاجئ وصدمة الوسط الفني

 

في 23 يونيو 1995، رحل عاطف الطيب عن عمر 47 عامًا بعد مضاعفات صحية إثر جراحة قلب، ليُخيم الحزن على الوسط الفني والثقافي.

 

وقد عُرض فيلمه الأخير "جبر الخواطر" بعد وفاته، كتحية وداعية لمخرج حمل هموم الناس على كتفه حتى لحظة رحيله.

مقالات مشابهة

  • دعوات دولية للتهدئة في الشرق الأوسط وعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات
  • في ذكرى رحيله.. عاطف الطيب مخرج الواقعية الذي وثق هموم البسطاء وصراع الإنسان مع السلطة
  • التكبالي: الدبيبة تحالف مع الميليشيات سابقًا وتصريحاته الآن بلا مصداقية
  • رسائل دولية تشدد على حياد لبنان.. استبعاد قيام حزب الله بفتح جبهة جديدة
  • خبيرة بشئون الشرق الأوسط: إيران لا ترغب في خسارة موقف دول الخليج
  • جوتيريش: سكان الشرق الأوسط لن يتحملوا دائرة جديدة من العنف
  • المدني: الأطراف المتنازعة على السلطة في ليبيا ينقصهم صوت العقل والحكمة 
  • الرئيس الإيراني يشيد بمواقف مصر الحكيمة ويؤكد توافق بلاده على حل القضية الفلسطينية
  • الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المستوطنين بالخليل
  • تأجيل اولي جلسات محاكمة 89 متهم بـ " أحرار الشام " التابعة لتنظيم جبهة النصرة