بوابة الوفد:
2025-11-02@22:05:11 GMT

بين الكتابة المحفوظية والإبداع المتفرد

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

بين الإبداع والعلم علاقة لا تنفصل، نقاط التقاء قد تكون غير مرئية للبعض، لكنها تكمن فى تفاصيل طبيعتيهما: الأدب والعلم، ويحفل التاريخ الإبداعى بأسماء أعلام طرقوا كلا المجالين وربما هجروا الطب أو الهندسة أو غيرهما تفرغا للكتابة، فمن ينسى يوسف إدريس، ونوال السعداوى وغيرهما، على أن الأمر قد تحول لظاهرة قُتلت بحثا ونالت حظا وافرا من الدراسة والمناقشة.

 

وتمثل تلك الظاهرة وبقوة روائية ماهرة، حين تكتب تجبرك سطورها على الإنصات حتى النهاية، جزلة اللغة، واقعية الفكرة والحدث، حد إثارة الدهش، لها من الأعمال ثلاث روايات ومجموعة قصصية، «عين عابد» عن دار الفؤاد 2018، «كنا يوما» المثقف 2020، «بعد التخلى» الهيئة المصرية العامة للكتاب 2021، صاحب العمر القصير» ميتابوك 2023، ومجموعتها القصصية الوحيدة «سبقها إليه»، مع دار الدار 2016.

بدأت الكاتبة والمهندسة نهلة عبدالسلام مشوارها الإبداعى بكتابة الخواطر وهى فى سن الحادية والعشرين، ثم تلتها مرحلة كتابة الشعر والنصوص الحرة، ثم انتقلت إلى القصة القصيرة فالرواية. 

واليوم، أحاول الاقتراب أكثر من روايتها «بعد التخلى»، والتى طالعتها مؤخرا..

بعد التخلى.. ترى ماذا بعد التخلى، بل التخلى عن من أو عن ماذا؟ أهو تخلى والدين عن ابنتيهما، أم تخلى زوجة عن زوجها العاجز، أم زوج عن زوجته العاقر، أم تخلى أحدهم عن مبادئه وفطرته وحياته وجذوره التى نشأ منها، أم تخليه عن صنعته التى شب عليها، أم تخلى الصحة عن الجسد وهجرها له،  أم.. أم..

هو التخلى والهجران الذى يكون بعده إما انتصار أو انهزام وانكسار.

تدور رواية «بعد التخلى» فى إطار اجتماعى صرف، يمكننا اعتبارها رواية أجيال، فهى تنتقل بنا بين جيل وآخر لعائلة مصرية، وبين أزمنة مختلفة، تتردد بين الأحفاد والأجداد، ثم تنتقل إلى الأبناء، وتعود ثانية إلى الأجداد، ورغم كثرة الانتقالات بين الأجيال والأسر المختلفة وبين الحكايات المتعددة والتى تتقاطع فى نقاط وأحداث عدة، إلا أن الانتقال يبدو سلسا لا يشوبه 

ملل، ولا تعكره توهة.. فالكاتبة كأنها كانت تشحذ جل تركيزها أثناء الكتابة حتى تتحرر خيوط الأحداث ولا تتشابك بتعقيد مربك. 

وهكذا تستخدم الكاتبة لغة سردية شائقة، تتفاعل مع الشخوص وتنقلنا من شخصية لأخرى بسهولة ويسر، فى لغة جزلة رصينة، فيما يأتى الحوار مفاجئا لى شخصيا، فكأن الكاتبة قد عايشت شخصياتها واقعيا واستمعت لتعبيراتهم ومفرداتهم وأسلوبهم فى الحكى، الذى يختلف كليا عن عصرنا هذا، فهو يتناسب تماما مع الزمن الذى تجرى به الأحداث، ويتطابق مع ثقافة الطبقة الاجتماعية التى تصفها، بل إن حوار النساء معا ومكايدتهن كأنه حوار فى شريط سينمائى يدور أمام أعيننا.. وهو ما يجعلك تلهث لهثا خلف الأحداث علك تدرك نهايتها.

تعتمد نهلة فى روايتها كثيرا على خاصية الفلاش باك، أو الاسترجاع، وهو وإن عده البعض عيبا فى تكنيك أى كتابة، إلا أنه هنا يتم بسلاسة تحسد عليها، ليتحول من عنصر منفر إلى عامل جذب قوى، كما تعمد الكاتبة إلى تأصيل الحوار بعدد ضخم من الأمثلة الشعبية التى تضرب فى التراث الشعبى للمجتمع المصرى، كما أنها تنهل من معين التأريخ الفنى الغنائى والسينمائى، لنخرج من روايتها بكم لا بأس به من المعلومات الفنية، وكأنها بحث ضخم يتردد بين التوثيق الاجتماعى لفترات زمنية متلاحقة مختلفة، وبين الإرث السينمائى والغنائى وتأثيره الأبرز فى سيكولوجية الشخصية المصرية، ممثلة فى شخوص الرواية، لتتماس فى سمتها العام واعتمادها على تتابع الأجيال والإغراق المجتمعى للأحداث، مع ذلك الإبداع المحفوظى الأثير، على أن قلم نهلة عبدالسلام يبقى فارقًا ومختلفًا باقترابه المدهش من عالم المرأة، واختراقه لحواجز ذلك العالم، ثقافة ومسكوتًا عنه، لتؤكد لنا مع كل سطر أنها تستحق أن تتبوأ يوما مكانة مميزة بين مبدعينا مصريًّا وعربيًّا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات يوسف إدريس

إقرأ أيضاً:

صحف العالم: مصر تفتح بوابة التاريخ

رمسيس الثانى يستقبل الملوك والزعماء

 

تتنافس الصحف العالمية على وصف عظمة الحدث، من لندن إلى نيويورك، ومن باريس إلى دبى، كل واحدة تحاول أن تلتقط لمحة من المجد المصرى القديم الذى عاد للحياة على سفح الأهرام. فالمتحف المصرى الكبير لم يعد مجرد صرح أثرى، بل حدث عالمى يستحوذ على أنظار الصحافة الدولية، حيث تتهافت الصحف الكبرى من: «الجارديان» إلى «لوموند»، ومن «واشنطن بوست» إلى «سى بى إس نيوز»، والصحف الإسبانية والمواقع الأسترالية والعربية والإفريقية لتروى للعالم قصة خمسة آلاف عام من التاريخ فى يوم واحد.
اليوم، لم يعد الاحتفال مجرد افتتاح، بل سباق عالمى للإشادة بمصر التى تعيد كتابة تاريخ الحضارة، وتجعل كل تقرير صحفية نافذة تطل على الماضى البعيد والمستقبل الزاهر فى آن واحد. فاخترنا لمحة من كل حكاية روت لشعبها عن العظمة المصرية وسط غزل يليق بمصر وتاريخها.

«واشنطن بوست» تجربة مؤثرة تغير مفهوم زيارة المتاحف
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ردود الفعل المبكرة حول المتحف المصرى الكبير جاءت إيجابية للغاية، إذ أبدى المراجعون والزَّوار الأوائل إعجابهم الشديد بالمكان حتى قبل افتتاحه الكامل. وخلال تجربة افتتاح محدودة فى أواخر عام 2024، نال المتحف إشادة واسعة بتنظيمه المذهل وضخامته وتصميمه المعمارى الفريد. وأشارت الصحيفة إلى أن الزوار الذين حظوا بنظرة أولى على المتحف وصفوه بأنه يمزج بين الكنوز القديمة ورواية القصص الحديثة بشكل يضع معيارًا جديدًا لتجارب المتاحف العالمية، فيما كتب أحد محرريها أن الوقوف تحت تمثال رمسيس الثانى عند الدخول كان «تجربة مؤثرة بحق».

«الجارديان»: أكبر صرح حضارى يجمع بين التاريخ والتقنية الحديثة
يقع المتحف المصرى الكبير، كما أشارت «الجارديان» على بُعد ميل واحد فقط من أهرام الجيزة ويمتد على مساحة 470 ألف متر مربع، ليصبح أضخم متحف فى العالم مخصص لحضارة واحدة. بدأ المشروع عام 1992، وبدأت أعمال البناء فعليا عام 2005، قبل أن يتأجل الافتتاح مرات عدة حتى هذا العام. يضم المتحف أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تغطى فترات التاريخ المصرى من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الرومانى، بما فى ذلك تمثال رمسيس الثانى الذى يزن 83 طنا وقارب خوفو الذى يعود إلى 4500 عام.
وتضيف «الجارديان» أن المتحف يحتوى على 24 ألف متر مربع من قاعات العرض الدائمة، إلى جانب متحف للأطفال ومراكز للتعليم والحفظ ومرافق للمؤتمرات ومنطقة تجارية. وتغطى صالات العرض الرئيسية الاثنتى عشرة فترات التاريخ المصرى بترتيب زمنى وموضوعى، مزودة بأحدث تقنيات الوسائط المتعددة والواقع المختلط. وأوضح المدير التنفيذى للمتحف أحمد غنيم أن المتحف «يتحدث بلغة جيل Z الذى يفضل التكنولوجيا على التصنيفات التقليدية»، مؤكدا أن التصميم يدمج بين تراث مصر الخالد وإبداع القرن الحادى والعشرين.

«سى بى إس نيوز»: لحظة رمزية تعيد تعريف علاقة مصر بماضيها المجيد 
أما «سى بى إس نيوز» فوصفت المتحف بأنه «أحد أكبر المتاحف فى العالم وأضخمها المكرسة لحضارة واحدة تمتد عبر سبعة آلاف عام من التاريخ». وأوضحت أن تصميم المبنى المثلثى الهائل يمتد على أكثر من خمسة ملايين قدم مربعة بجوار أهرام الجيزة الشهيرة. وأشارت إلى أن التكلفة الأصلية كانت نحو 500 مليون دولار، لكنها تضاعفت لتتجاوز المليار نتيجة التضخم وطول مدة التنفيذ، مع اعتماد مصر على تمويل مشترك من مواردها المحلية ودعم دولى. وأضافت أن القاهرة تستعد لاستقبال العشرات من الزعماء والشخصيات الأجنبية فى حفل الافتتاح الذى وصفته بأنه «لحظة رمزية تُعيد تعريف علاقة مصر بماضيها المجيد».

«لوموند»: جوهرة السياحة المصرية الحديثة تتوهج الليلة
وذكرت «لوموند» أن المتحف الجديد يشكل «جوهرة السياحة المصرية الحديثة» ويعيد إلى الأهرامات رفيقها التاريخى فى مشهد معمارى مدهش. وركّزت الصحيفة على قصة تمثال رمسيس الثانى الذى أصبح رمزًا للمتحف، قائلة إن ارتفاعه البالغ 11 مترا ووزنه البالغ 83 طنا يجعلان منه نقطة اللقاء الأولى لكل الزوار، تحت سقف زجاجى يبلغ ارتفاعه 38 مترا يغمر القاعة بضوء طبيعى يبرز تفاصيل التمثال الجرانيتية. وسردت الصحيفة رحلته الطويلة منذ اكتشافه فى ممفيس عام 1820، ونقله إلى ميدان رمسيس فى قلب القاهرة عام 1955 بأمر من جمال عبدالناصر، ثم ترحيله مجددًا عام 2006 إلى موقعه الحالى قرب الأهرام. وأضافت «لوموند» أن آلاف المصريين خرجوا آنذاك إلى الشوارع لوداع التمثال فى مشهد مؤثر يعكس ارتباط المصريين بتاريخهم العريق قبل سنوات قليلة من اندلاع ثورة 2011.
وتختم «لوموند» تقريرها بالقول إن «أنوار الأهرام ستتوهج الليلة لتنعكس على جدران المتحف الزجاجية، فى مشهد يجسد ألفية من التاريخ المصرى الممتد من الحجارة إلى الضوء». وبينما تتواصل تغطية الصحف العالمية لهذا الحدث، يبدو أن مصر لا تفتتح متحفًا فقط، بل تفتتح فصلًا جديدًا فى حكاية الحضارة التى لا تنتهى.

«رويترز»: مصر تراهن على التاريخ
وتوضح «رويترز» أن مصر تراهن على أن يكون المتحف نقطة تحول فى استراتيجيتها السياحية بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والاضطرابات السياسية. وأشارت إلى أن البلاد استقبلت 15.7 مليون سائح فى عام 2024، وهو رقم قياسى تسعى الحكومة إلى مضاعفته بحلول عام 2032. وتنقل الوكالة عن حسن علام الرئيس التنفيذى لشركة حسن علام القابضة، المسؤولة عن تشغيل المتحف، قوله إن «العالم ينتظر بفارغ الصبر هذا الافتتاح»، متوقعًا أن يستقبل المتحف بين 15 و20 ألف زائر يوميًا.

«إيكونوميك» الهندية : أكبر صرح ثقافى 
بحسب تقرير نشرته صحيفة «ايكونوميك تايمز» الهندية (ET Online) تحت عنوان «6 اشياء يجب ان تعرفها عن المتحف المصرى الكبير» يستعد المتحف المصرى الكبير لافتتاحه الرسمى بعد اكثر من عقدين من العمل ليصبح اكبر صرح ثقافى فى القرن الحادى والعشرين. ويصف التقرير المتحف بانه مشروع قومى ضخم يمتد على مساحة عرض تبلغ 24 الف متر مربع ويضم اكثر من 100 الف قطعة اثرية تمثل 30 سلالة فرعونية فى استثمار يقترب من مليار دولار يهدف لجذب اكثر من 5 ملايين زائر سنويا.
ويشير الى ان المتحف يوصف بأنه الهرم الرابع بفضل واجهته الزجاجية المثلثة التى صممتها شركة ايرلندية لتعكس شكل أهرام الجيزة المجاورة ما يجعله مزيجا مبهرا من العمارة الحديثة والتراث القديم. اما ثالثا فيتوقف التقرير عند تمثال رمسيس الثانى الذى يقف شامخا فى قلب المتحف بارتفاع 11 مترا بعد رحلة طويلة بين ممفيس والعواصم العالمية ليجسد عودة الفرعون الى موطنه الأصلى كرمز لاستعادة مصر لكنوزها التاريخية.
وحسب تقرير نشره موقع «آرك ديلي» الأمريكى المتخصص فى الهندسة المعمارية، يفتتح المتحف المصرى الكبير فى القاهرة فى الأول من نوفمبر 2025 بعد أكثر من عشرين عاما من التخطيط والبناء ليصبح واحدا من أبرز المعالم الثقافية فى العالم. أوضح التقرير أن المتحف الذى صممته شركة هينغان بينج للهندسة المعمارية يقع على هضبة الجيزة على مساحة نصف مليون متر مربع بين أطراف القاهرة والصحراء ويهدف ليكون مركزا ثقافيا وبحثيا يعرض إرث الحضارة المصرية القديمة فى إطار معمارى معاصر.
ووصف التقرير تصميم المتحف بأنه سلسلة من المحاور البصرية والمكانية المحاذية للأهرامات الثلاثة بواجهة حجرية شفافة من المرمر المحلى ترشح ضوء النهار وتتناغم مع تضاريس الصحراء. وفى الداخل تمتد قاعة كبرى من ستة طوابق يتوسطها تمثال رمسيس الثانى البالغ عمره أكثر من ثلاثة آلاف عام تحت سقف يسمح بدخول الضوء الطبيعى. ومن هناك يصعد الزوار عبر درج مركزى يفتح على مشهد بانورامى للأهرام من خلال جدار زجاجى ضخم.
أشار التقرير الى ان المتحف يضم مساحة عرض تبلغ نحو 81 ألف متر مربع تحتوى على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية بينها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون التى تضم 5000 قطعة تعرض لأول مرة معا منذ اكتشاف المقبرة عام 1922 اضافة الى مركب خوفو الشمسى والمنحوتات الضخمة لحكام مصر القدماء. كما يضم المتحف مختبرات ترميم ومرافق بحثية وتعليمية ومتحفا للأطفال ما يجعله مركزا للتعلم والحفاظ على التراث الى جانب دوره السياحى.
وأكد التقرير ان تصميم المتحف يدمج بين الحداثة والبيئة المحيطة اذ تتبع كتلته انحناءات الهضبة وتنسجم مع الأفق الذى تهيمن عليه الأهرامات كما تعتمد أنظمة مستدامة تشمل الطاقة الشمسية وتجميع مياه الأمطار والتهوية الطبيعية ليصبح أول متحف صديق للبيئة فى افريقيا والشرق الأوسط.

«ذا ناشونال»: لحظة لا تُنسى.. توت عنخ آمون يتألق فى قلب المتحف 
ووصفت صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية معارض الملك توت عنخ آمون بأنها جوهرة التاج داخل المتحف المصرى الكبير، إذ تتيح للزوار مشاهدة القناع الذهبى الشهير للملك الصبى وعرباته وعرشه الملكى معروضة معا لأول مرة فى مكان واحد، فى مشهد يجسد ذروة الفخامة التى تميزت بها الحضارة الفرعونية. وأضافت الصحيفة أنه مع تصاعد الإثارة واقتراب موعد الافتتاح، يتوقع أن يشكل حفل السبت لحظة تاريخية لا تُنسى لمصر والعالم، تعلن عن ميلاد أيقونة ثقافية جديدة تجمع بين الماضى العريق والمستقبل المشرق.

«ديلى صباح» التركية: لحظة تاريخية للعالم 
ذكرت صحيفة «ديلى صباح» التركية أن المتحف المصرى الكبير، الواقع على مقربة من أهرام الجيزة، يستعد لافتتاح طال انتظاره بعد عقدين من العمل ليصبح أكبر صرح ثقافى فى القرن الحادى والعشرين. وقالت الصحيفة إن المتحف الذى بلغت تكلفته مليار دولار يضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تمثل ثلاثين سلالة فرعونية، بينها تمثال رمسيس الثانى الذى عاد ليستقر فى مدخله بعد جولات عالمية، وكنوز توت عنخ آمون الكاملة المعروضة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922. وأضافت أن التصميم الهندسى المذهل، الملقب بـ»الهرم الرابع»، يجمع بين الزجاج والرخام فى تناغم مع أهرام الجيزة، فيما تُعد القوارب الشمسية للفرعون خوفو أحد أبرز معالمه. ووصفت ديلى صباح الافتتاح المرتقب فى نوفمبر 2025 بأنه لحظة تاريخية لمصر والعالم، إذ يتحول المتحف إلى مركز يجمع بين التاريخ والحفظ والبحث العلمى فى تجربة بانورامية فريدة تطل على حضارة عمرها خمسة آلاف عام.
وذكرت صحيفة «تركى توداى» التركية أن مصر تفتتح المتحف المصرى الكبير، الذى يُعد أكبر متحف أثرى فى العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة، بحسب موسوعة بريتانيكا، وذلك بحضور أكثر من 40 شخصية أجنبية فى حدث يُوصف بأنه الأضخم ثقافيًا فى تاريخ البلاد الحديث.

منصة إفريقية: رمز لقدرة مصر ورسالة واضحة 
وكتبت Business Insider Africa، المنصة الافريقية التابعة لشبكة بيزنس إنسايدر العالمية، أن مصر لا تزال متمسكة بطموحاتها فى الدبلوماسية الثقافية، معتبرة أن المتحف المصرى الكبير لا يعد واجهة لأمجاد الماضى فحسب، بل رمزا لقدرة افريقيا على خلق التراث العالمى والحفاظ عليه على أرضها. وأضافت أن الألعاب النارية التى تضيء أفق الجيزة فى حفل الافتتاح الكبير تمثل رسالة واضحة من منارة مصر، التى بلغت تكلفتها مليار دولار، إلى العالم بأن ماضى القارة يظل أحد أقوى أصولها للمستقبل.

«إفى» الإسبانية: أضخم مجمع أثرى عالمى 
نشر موقع وكالة الأنباء الإسبانية «إفى» تقريرا بقلم الصحفى بابلو دى أغويناكو عن افتتاح المتحف المصرى الكبير، واصفا إياه بأنه أضخم مجمع أثرى فى العالم مكرس لحضارة واحدة. وأوضح التقرير أن المتحف، القريب من أهرام الجيزة، سيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على سبعة آلاف عام من التاريخ المصرى، بينها كنوز تُعرض لأول مرة. ونقل عن وزير السياحة والآثار شريف فتحى قوله إن المتحف سيكون موطنا جديدا للتراث المصرى الخالد، ومساحة يلتقى فيها العالم القديم بالتكنولوجيا الحديثة.

«إيسكب» الأسترالى: اكتشاف الماضى بروح القرن الحادى والعشرين
ووصفت منصة Escape الأسترالية المتحف المصرى الكبير بأنه أحد أكثر المشاريع الثقافية طموحا فى العالم، معتبرة أنه لا يقتصر على عرض الآثار فحسب بل يقدم تجربة غامرة تمزج بين عظمة التاريخ المصرى القديم والتقنيات الحديثة فى العرض والإضاءة. وأشارت المنصة إلى أن موقع المتحف المطل على أهرام الجيزة يجعله وجهة لا مثيل لها لعشاق السفر والثقافة، مؤكدة أن مصر تستعد لاستقبال موجة جديدة من الزوار الذين سيأتون لاكتشاف ماضيها الخالد بروح القرن الحادى والعشرين..

برج خليفة.. حين ارتدى العالم ألوان مصر
فى لحظة بدت وكأنها احتفال كونى بالحضارة، أضاء برج خليفة فى دبى، أطول مبنى فى العالم، مساء الخميس بألوان العلم المصرى، معلنًا بدء العد التنازلى لافتتاح المتحف المصرى الكبير فى القاهرة. لم يكن العرض مجرد إضاءة، بل رسالة بصرية مبهرة جسدت عمق الانتماء الإنسانى للحضارة المصرية، التى ما زالت قادرة على أسر الخيال بعد آلاف السنين.
توهج البرج بألوان الأحمر والأبيض والأسود، وتعاقبت على واجهته صور النقوش والتماثيل الفرعونية الشهيرة فى مشهد جمع بين عظمة التاريخ وقوة الحاضر، بينما تعالت صيحات الزوار والسياح الذين احتشدوا فى محيطه لتوثيق الحدث بعدساتهم.
واختتم العرض بعبارة مضيئة خطفت الأنظار: «مصر مهد الحضارات»، لتتحول دبى لليلة واحدة إلى امتداد بصرى للقاهرة، وإلى منصة عالمية تروى من جديد قصة بلد علّم الدنيا معنى الفن والبقاء والجمال.

مقالات مشابهة

  • كواليس احتفالية المتحف الكبير
  • درس غريب فى الخلود
  • وقف الخلقُ
  • "لغز السيد س".. وليد علاء الدين يفتح أسرار اقتناص الخيال في الكتابة
  • غضب التنين
  • الرجل الثانى!
  • صحف العالم: مصر تفتح بوابة التاريخ
  • هنا بدأ التاريخ.. وهنا لا ينتهى
  • أين الأندية من اكتشاف المواهب؟
  • المتحف الكبير وفرحة مصر