وسط ركام الحرب وذكريات الألم في شوارع مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، يقف سعيد محمود غانم كحكاية أمل متجددة بين الجدران المدمرة يبحث سعيد عن بقايا منزله الذي لم يسكنه سوى 4 أيام قبل أن تدمره قذيفة، ليصبح حلم البيت الجديد مجرد ذكرى مؤلمة، لكن سعيد لم يستسلم للدمار بل قرر أن يحول هذا الألم إلى قوة وأن يزرع بذور الأمل بين الأنقاض.
مع انتهاء حكم بشار الأسد وعودة السكان تدريجيا إلى المخيم، يرى سعيد في كل لوحة يصنعها تجسيدا لصمود شعبه وإصراره على حياة كريمة، وفي ركن صغير من منزل والدته الذي أصبح ملاذه الوحيد بعد دمار بيته يجلس سعيد تحت ضوء شمعة وحيدة يصنع بإصرار لوحات فنية من الحطام والركام، يجمع قطعا متناثرة من المنازل المدمرة ويعيد تشكيلها، ليحكي قصصا عن فلسطين والعودة والحنين، كل عمل فني بالنسبة لسعيد هو طفل يخلقه من قلبه ومن وجعه، كل قطعة تحمل روحا وذكرى، كل لمسة من يديه تشبه نبض قلب مليء بالأمل.
في مشروعه الذي أسماه "الأمل من تحت الركام" يثبت سعيد أن الجمال يمكن أن يولد حتى من بين الخراب، وأن الروح الإنسانية قادرة على تجاوز المحن، يحكي بابتسامة مليئة بالألم عن صنبور ماء صغير وجده تحت أنقاض منزله احتفظ به وصنع منه لوحة تخبر العالم أن الذكريات الصغيرة قادرة على أن تبقي الروح حية.
رغم انقطاع الكهرباء ونقص الموارد يقف سعيد شامخا كرمز للصمود الفلسطيني يشعل شمعة ويذيب الغراء ويضع قطع الحطام واحدة تلو الأخرى كما لو أنه يعيد بناء حياته وأحلامه التي دمرتها الحرب، يرى في كل لوحة بصيص أمل وفي كل لمسة رسالة تقول "نحن شعب لا يموت".
بينما يعود أهل المخيم تدريجيا بعد سنوات من النزوح يشعر سعيد بأن الحياة بدأت تدب من جديد في المكان يتحدث بفخر عن أمله في العودة يوما إلى فلسطين وعن إرادة شعبه التي لا تقهر، يقول سعيد نحن لا نصنع فنا فقط بل نصنع حياة وذاكرة نعيد الأمل إلى القلوب المكسورة ونرسم طريقا نحو الغد الأفضل.
إعلانكما يقول سعيد "أنا أعتبر كل لوحة أخلقها طفلا من أطفالي، وكل قطعة تحمل قصة وذكرى، تذكّرنا بأننا شعب لا يموت".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الرابحون والخاسرون في لبنان بعد سقوط الأسدlist 2 of 2وزير المخابرات الأشهر في جنوب أفريقيا: حماس كانت مهتمة بتجربتنا في الكفاحend of listالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
٤٢ لوحة تبرز إبداعات الشباب بمعرض «التقاطة فن» بصلالة
افتتح أمس معرض «التقاطة فن» بساحة المعارض بجاردنز مول صلالة تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار وبحضور عدد من المهتمين بالفن التشكيلي والتصوير الضوئي.
ضم المعرض 42 لوحة فنية وصورًا ضوئية من إبداعات 28 فنانة تشكيلية بالإضافة إلى 17 مصورًا ومصورة ضوئية استطاع المعرض إبراز تجربة فنية جديدة تتجلى فيها براعة الفنانات التشكيليات من ترجمة ما تجسده عدسة الكاميرا باستخدام ريشتهم المبدعة. تضمن المعرض ركنين الأول مخصص للوحات الفحم والثاني للرسومات الزيتية حيث امتلأت القاعة بالفن الأصيل الذي يجتمع فيه التراث مع الحداثة مما خلق تجارب بصرية فريدة تعكس روح الثقافة العمانية ويعتبر المعرض خطوة مهمة نحو تعزيز المشهد الفني والثقافي في محافظة ظفار ويعكس التعاون بين مجالي الفن التشكيلي والتصوير الضوئي كمنصة لإظهار الأعمال الفنية المتنوعة.
وبدأ الافتتاح بجولة راعي الحفل والحضور لأركان المعرض، حيث قامت المشاركات بشرح تفاصيل أعمالهن الفنية وبدا واضحا من ردود فعل الحضور ومدى إعجابهم بالأعمال المعروضة، مما يبرز تأثير الفن العميق في توثيق الروابط الثقافية والاجتماعية في المجتمع المحلي.
في ختام الجولة ألقت الفنانة التشكيلية نور الشحرية كلمة الفريق حيث أكدت في كلمتها أن فريق ارتقاء الذي أُسس في عام 2021 يهدف إلى إبراز التراث العماني من خلال ريشتهم المميزة مشيدةً بجهود الفريق في تقديم تجربة فنية تعكس جمال الطبيعة وتطلعات الشباب ومدى أهمية الفن التشكيلي كوسيلة للتعبير والارتقاء بالروح الثقافية والوطنية.
وفي الختام تم تكريم المشاركين والرعاة الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث الفني البارز.