لا تتوقف أطماع الصهيونية في الأراضي العربية برا وبحرا، ومنذ قيام دولة لهذا الكيان على الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة، وعصابات الإجرام اليهودية تعمل على المزيد من التوسع الذي وصل إلى شواطئ البحر الأحمر، من خلال ضم منطقة أم الرشراش عام 1949، وتحويلها إلى ميناء بحري بات معروفا باسم ميناء إيلات.

وليس غريبا إن قلنا بأن الصهيونية تتكئ إلى مزاعم دينية في كل مشروعها الاستيطاني، وقد زعم اليهود ولا يزالون بأن البحر الأحمر من شماله إلى جنوبه، كان ضمن حدود مملكة سليمان عليه السلام قبل الميلاد.

ولأن الموانئ والمضايق المحيطة بهذه الدولة اللقيطة تشكل تحديا استراتيجيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ولا يمكن تجاهل أهميتها في استمرار وديمومة هذا الكيان، فقد شنت إسرائيل مع فرنسا وبريطانيا العدوان الثلاثي على مصر بعيد إعلان عبد الناصر تأميم قناة السويس في العام 1956، واحتلت سيناء وسواحلها على البحر الأحمر شرقي مصر. وفي عام 1967 احتل اليهود قناة السويس وسيطروا على حركة الملاحة الدولية منها وإليها.

لكنهم اضطروا للتخلي عن هذا المكسب الكبير بعد حرب أكتوبر 1973، إذ كان عليهم الانسحاب من القناة وتوقيع اتفاق الهدنة 1974، ثم ما لبثوا أن ثبتوا قواعد جديدة في معاهدة السلام مع مصر 1979، التي اعتبرت قناة السويس ممرا دوليا يحق لإسرائيل وسفنها الحركة فيه كسائر دول العالم.

وقد ساعدت هذه التطورات على تنشيط ميناء أم الرشراش، الذي يعتمد عليه الكيان في تبادل السلع مع أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا، كما كان هذا الميناء لوحده يستقبل نصف احتياجات إسرائيل من النفط، الذي كان يأتي من الموانئ الإيرانية في عهد الشاه قبل الثورة الإسلامية 1979، مرورا  بباب والمندب والبحر الأحمر.

لقد ظهرت عدة متغيرات دولية دفعت بهذا الكيان إلى التفكير جنوبا، حيث باب المندب، خاصة بعد انسحاب بريطانيا من عدن 1967، ثم عندما قامت مصر مع دولتي اليمن الجنوبية والشمالية آنذاك بإغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الدولية المتجهة إلى إسرائيل بالتزامن مع حرب 1973.

اليوم وبعد نصف القرن على المواجهة العربية مع الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، يعيش الكيان مأزقا حقيقيا بعد أن دخلت اليمن معركة طوفان الأقصى وقلبت الموازين بشكل كان خارج كل الحسابات.

أحكمت القوات المسلحة اليمنية حصارها البحري بعمليات عسكرية نوعية أدت إلى إغلاق ميناء إيلات في بضعة أشهر، وخروجه عن الخدمة كليا، مع إعلان إفلاسه، ما ترك تأثيرا مباشرا على الاقتصاد القومي للكيان الغاصب، وتكبيده خسائر باهظة.

على أن الأخطر بالنسبة لهذا الكيان أن طموحاته وسياساته التوسعية باتت في مهب الريح، فجبهة اليمن المساندة لغزة 2023-2024 يتعاظم دورها وفاعليتها، لدرجة أن قوات صنعاء الباسلة اشتبكت مع القوات الأمريكية البريطانية التي هرعت إلى البحر الأحمر دفاعا عن هذه العصابات الإجرامية التي لم تكف عن جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.

وباعتراف الخبراء والمحللين في الغرب وفي داخل الكيان نفسه، فإن المعركة مع اليمن دخلت طورا تصاعديا، أشد تأثيرا وأكثر تعقيدا، فلم يتمكن تحالف ” حارس الازدهار ” من كبح جماح اليمن، وباتت البحرية الأمريكية بحاملات طائراتها تلوذ بالفرار في مشهديه مفاجئة وغير مسبوقة، ومتكررة أيضاً.

فوق ذلك يدرك هذا الكيان أن المعركة مع اليمن مفتوحة على كل الاحتمالات، وليس من سبيل لإيقافها أو التخفيف من حدتها، إلا بإيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عن أهلها وشعبها.

 

25-12-2024

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي البحر الأحمر هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على ايران

واستنكرت الرابطة في بيان العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف أحياء سكنية وقادة وعلماء ومنشآت نووية وعسكرية في إيران بدعم أمريكي وغربي، وأسفر عن شهداء وجرحى،

وأكدت أنها على ثقة كاملة بأن إيران بإنتماءها للإسلام المحمدي الأصيل سترد ردًا كبيرًا ومزلزلًا تجعل الصهاينة يعضون أصابع الندم وتجعل الأمريكي يعيد التفكير قبل أي حماقة يرتكبها مباشرة ضد إيران.

وقال البيان "إن الجمهورية الإسلامية منذ انتصار ثورتها المباركة بقيادة الإمام الخميني تبنت مسيرة الجهاد المقدس ضد الاستكبار العالمي وشكلت وما تزال خطرًا وجوديًا واستراتيجيًا على الكيان الصهيوني باعتراف قادته المجرمين".

وأشار إلى أن إيران ومنذ انتصار ثورتها تقدّم التضحيات والشهداء طوال مسيرتها على خطى سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين ولن يزيدها استشهاد قادتها إلا عزمًا وقوة وتصميمًا على مواصلة المسيرة حتى النصر، مؤكدًا أن دعمها لفلسطين سيستمر حتى زوال الكيان المؤقت.

ودعت رابطة علماء اليمن أبناء الأمة الإسلامية إلى التحرك المسؤول في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، لأن العدو الصهيوني، الأمريكي يتغذى على خذلانهم وذلتهم ويستهدف مكامن القوة في الأمة ولن يكون لهم قيمّة ولن يفي لهم بعهد ولا ميثاق ولا اتفاق.

وأضاف البيان "فرصة سانحة أن تقوم الأمة بواجبها نحو نفسها من أجل عزتها وكرامتها في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، فالمعركة واضحة وجلّية بين الإسلام والكفر ولا مجال فيها للحياد فكيف بالتواطؤ والخذلان".

وأعلنت الرابطة تضامنها الكامل مع إيران قيادة وحكومة وجيشًا وشعبًا، معتبرة العدوان الصهيوني دليلًا على الشعور العميق بخطر الزوال الذي يحمله الكيان الصهيوني وكذا دليلًا أيضًا على دور الجمهورية الإسلامية الرائد داخل الأمة الإسلامية وضريبة لتبنيها لقضية المظلومين المستضعفين في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • خامنئي: لقد أعد الكيان الصهيوني بعمله الإجرامي مصيراً مريراً وأليماً لنفسه
  • رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على ايران
  • استشهاد عدد من المدنيين الإيرانيين في هجوم الكيان الصهيوني
  • المرشد الإيراني: على الكيان الصهيوني أن ينتظر عقابا شديدا
  • كانوا في طريقهم إلى اليمن.. وفاة وفقدان 30 مهاجرا من القرن الإفريقي في البحر الأحمر
  • متوعداً الكيان الصهيوني بها.. المشاط يكشف مميزات عائلة جديدة من الصواريخ لم تستخدم بعد
  • إيران: وجهنا ضربة استخباراتية غير مسبوقة وقاصمة إلى الكيان الصهيوني
  • هذه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإيرانية في قلب الكيان الصهيوني
  • وزير المياه والبيئة يوقّع على انضمام اليمن لاتفاقية التنوع البيولوجي البحري
  • البحرية الإسرائيلية تقصف ميناء الحديدة… هل يتوسع الصراع