نظمت شعبة القانون الخاص بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي – جامعة محمد الخامس بالرباط، ندوة وطنية حول موضوع « مشروع قانون المسطرة المدنية: المكاسب والانتظارات ». جاء هذا الحدث في إطار مواكبة الإصلاحات التشريعية ببلادنا، خاصة ما أثاره مشروع قانون المسطرة المدنية رقم 02.23، باعتباره أحد الدعائم الأساسية لتحقيق العدالة الناجعة وتعزيز دولة الحق والقانون وضمان الحقوق الأساسية للمتقاضين.

شهدت الندوة مشاركة مجموعة من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين القضائيين الذين ناقشوا بعمق مشروع القانون، مستعرضين المكاسب المنتظرة والتحديات المطروحة لتطبيقه.
.

افتتح الدكتور رشيد الوظيفي، مدير الشؤون المدنية والمهن القانونية والقضائية بوزارة العدل، مداخلات الندوة، حيث استعرض الأبعاد القانونية والإجرائية لمشروع القانون، مشيراً إلى الإصلاحات المهمة التي أدخلت عليه، وخاصة المتعلقة برقمنة المساطر القضائية، كما جاء في الباب الحادي عشر من المشروع، مؤكداً أن هذه الرقمنة ستسهم في تحسين شفافية الإجراءات القضائية وتسريع وتيرتها.

تلاه الدكتور سعيد بعزيز، رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات، الذي ركز على الجوانب التشريعية والتعديلات المقترحة في المشروع. تناول بالتفصيل الاختصاص القيمي وإجراءات التحقيق، كما أشار إلى ضرورة معالجة الإشكاليات المرتبطة بالتبليغ وضمان الأجل المعقول للتقاضي. لم يفته الإشارة إلى أهمية توافق نصوص المشروع مع دستور المملكة المغربية لسنة 2011 ومعايير المساواة بين المتقاضين، مع التطرق إلى المواد 17 و407، والحديث عن الغرامات المرتبطة بسوء النية والمماطلة في التقاضي.

من جهته، تناول الدكتور الحسين الزياني، رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، فعالية المشروع، مشيراً إلى أنه شهد تحولات إيجابية، لكنه أعرب عن قلقه إزاء بعض المقتضيات التي قد تمثل تراجعاً على مستوى حقوق المتقاضين. أشار إلى الاختصاص القيمي الذي يحد من التقاضي، وإلغاء القرارات الإدارية، واعتبر أن الغرامات غير المبررة قد تضر بحقوق المواطنين. كما ركز على إشكاليات التنفيذ ضد الدولة ومؤسساتها، مبرزاً خطورة المادة 9 من قانون المالية لسنة 2020 التي اعتبرها تحدياً رئيسياً أمام ضمان حقوق المتقاضين.

اختتمت الندوة بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها تعزيز الرقابة على تنفيذ مشروع القانون وضمان انسجامه مع الدستور المغربي، مراجعة النصوص التي قد تؤثر سلباً على حقوق المتقاضين، خاصة فيما يتعلق بالاختصاص القيمي والغرامات، وتكثيف الجهود لتفعيل الرقمنة في المنظومة القضائية المغربية. كما دعا المشاركون إلى ضرورة تكثيف الورشات العلمية والنقاشات الأكاديمية لتعميق دراسة المشروع ومعالجة الإشكاليات التي قد تعترض طريق تنفيذه.

أما الدكتور بلال العشيري ، أثار عدة ملاحظات تهم مستجدات المشروع ، تطرق بداية أن مشروع قانون المسطرة المدنية يتعارض مع مبادئ دستورية أساسية، وأعطى المثال بمبدأ الاستقلال السلطة القضائية ، مبدأ حسن وضرب المثال بالدفوع التي يثيرها المدعى عليه أن المشروع يشكل على هذا الأخير تخوف ورهبة وصراع بين الموكل والموكل وأن حسن نية هو أمر يتعلق بدواخل الإنسان ، و كذلك الغرامات لا محل لها وهناك إمكانية للمطالبة بالتعويض عوض الغرامات ، كما أن الغرامات المبنية على سوء النية تشكل المس بحق أساسي من حقوق التقاضي وهو حق الدفاع، أكد أنه لا زالت اختصاصات وزير العدل كلها لا زالت في المشروع وهي تتعارض مع استقلال السلطة القضائية، ثم تطرق على الطعن بالنقض وعلاقته بمبدأ المساواة على أنه لا يحقق مبدأ المساواة بين المتقاضين، وكذلك حدود الاختصاص القيمي، ثم تطرق للمادة 17 من المشروع التي تشكل مس خطير بالمقررات القضائية وحقوق المتقاضين وتضرب حجية الشيء المقضي به وقوة الشيء المقضي به وغيرها من المبادئ الدستورية، ثم ختم مداخلته بتطرقه لإشكالية عدم القبول في مشروع قانون المسطرة المدنية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مشروع قانون المسطرة المدنیة

إقرأ أيضاً:

وضع حجر الأساس لمشروع الملعب المعشب بفريق الكور ببهلا

احتفل فريق الكور بنادي بهلا مساء أمس بوضع حجر الأساس لمشروع الملعب المعشب الطبيعي بمقر الفريق وذلك في الاحتفالية التي أقيمت برعاية المهندس سليمان بن حمد بن حميد السنيدي مدير عام بلدية الداخلية، وبحضور الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الشحي مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية.

ألقى سعود بن خليفة الهنائي المتحدث الرسمي للجنة المشرفة على مشروع التعشيب كلمة تناول فيها أهمية المشروع والأهداف المرجوة منه ومساهمته في تحفيز الشباب على ممارسة الرياضة في مكان مناسب ووفق المواصفات المعتمدة، كما قدم نبذة تفصيلية عن مراحل المشروع، بعدها قدم عرضا مرئيا لأعمال الموقع. عقب ذلك، قام راعي المناسبة والضيوف بتثبيت حجر الأساس ميدانيًا في موقع المشروع، وقدّم بدر الهنائي مدير المشروع للحضور شرحًا مفصلًا عن المرحلة الأولى، والتي تُقام على مساحة تقدّر بـ8000 متر مربع، واستعرض التحديات كالتربة الزراعية والحاجة إلى دعم إضافي من القطاعين العام والخاص. كما اطّلع الحضور على مرافق الفريق الأخرى، ومنها الملعب السداسي المعشب وملعب كرة الطائرة والمكتب الإداري والأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية.

وأوضح المهندس عادل بن عبدالله الهنائي نائب رئيس فريق الكورقائلا: إن مشروع التعشيب يُعد من أبرز المبادرات ضمن الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها إدارة الفريق، والتي ترتكز على ثمانية محاور رئيسة، ويأتي تطوير البنية التحتية في مقدمتها، ويمثل المشروع إنجازًا غير مسبوق لبلدة الغافات، كونه أول ملعب معشب طبيعي بمواصفات عالية وآمنة، مما يجعله إضافة نوعية تخدم الأنشطة الرياضية والتدريبية للفريق والمدارس الحكومية الأربع بالبلدة والتجمعات الأسرية والمجتمعية والأطفال من خلال الألعاب الترفيهية وهو مشروع شامل يخدم مختلف شرائح المجتمع.

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يقرر الموافقة على اتفاقية تنفيذية لتعدين النحاس في الأردن وشمول قضايا جمركية بإعفاءات من الغرامات
  • مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالمسطرة المدنية
  • الحكومة: تطبيق قانون العلاوة أول يوليو للمخاطبين وغير المخاطبين بالخدمة المدنية
  • بعد موافقة البرلمان.. نص قانون العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية
  • البرلمان يقر علاوة دورية 10% للمخاطبين بالخدمة المدنية بحد أدنى 150 جنيهًا.. تبدأ يوليو 2025
  • وضع حجر الأساس لمشروع الملعب المعشب بفريق الكور ببهلا
  • إعلام إسرائيلي: قادة الأمن يناقشون ملف المحتجزين وعمليات غزة في مكتب المستشارة القضائية
  • «قوي عاملة النواب» يستعرض قانون نسبة العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية
  • ننشر الحالات التي تجيز للموظف التظلم على قرار وقفه عن العمل
  • مشروع طموح لتبريد الأرض باستخدام السحب البحرية