الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
لقد أطلقت الحرب الأهلية في السودان العنان للعنف والموت والجوع على نطاق واسع، حيث سجلت التقارير مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وترك ملايين آخرين في ظل نزوح مستمر. أكثر من 12 مليون سوداني يعيشون الآن خارج منازلهم، والبلاد على حافة المجاعة، حيث يعاني أكثر من نصف سكانها من انعدام الأمن الغذائي.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني 24 مليون شخص من نقص حاد في الغذاء، بينما تواجه الدولة تفشي وباء الكوليرا، وهو ما يفاقم الوضع.
وفي وقت تزداد فيه المخاوف من تصاعد القتال، قال محللون سياسيون ومنظمات إغاثة إنه من المحتمل أن تتدهور الأوضاع الإنسانية أكثر في الأشهر القادمة. ووفقًا للمحللة السودانية خلود خير، فإن الوضع بالنسبة للمدنيين سيزداد سوءًا مع بداية عام 2025، نظرًا لاستمرار العنف وعدم وجود أفق للسلام. ومن جانبه، أشار مايكل جونز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن الحرب أصبحت "حربًا على المدنيين"، حيث يعاني السكان من الهجمات العشوائية من قبل القوات المتناحرة.
ولقد بدأت الحرب في 15 أبريل من العام الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي ميليشيات كانت حليفًا سابقًا قبل أن يتفجر الصراع بينهما. وقد أدى هذا الانقسام إلى اندلاع عنف عشوائي استهدف المدنيين، حيث اتُهمت كل من القوات المتحاربة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ومن جانبها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم تطهير عرقي في دارفور، بينما وُجهت للقوات المسلحة السودانية اتهامات باستخدام القصف العشوائي ضد المناطق المدنية.
تفيد منظمة هيومن رايتز واتش بحدوث جرائم اغتصاب في العاصمة خرطوم من قبل قوات الدعم السريعووفقًا للمحللين، لا تبدو نهاية الحرب قريبة في ظل استمرار التسلح المتزايد من قبل الأطراف المتنازعة. ولقد حذرت التقارير من أن السودان مغمور بالأسلحة الصغيرة، وهو ما جعل المدنيين أكثر عرضة للخطر. وقد أكدت التقارير الدولية التي استشهدت بها الأمم المتحدة أن الوضع يزداد تعقيدًا بسبب التدخلات الخارجية، حيث تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع، بينما تمد إيران القوات المسلحة السودانية بأسلحة متطورة، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة الشعب السوداني.
وعلى الرغم من أن عمليات الإغاثة بدأت في الوصول إلى بعض المناطق، إلا أن هناك صعوبة كبيرة في تقديم المساعدات بسبب الصراع المستمر. وتواجه منظمات الإغاثة تحديات كبيرة للوصول إلى المناطق المتضررة، رغم جهود الشبكات المحلية مثل غرف الاستجابة للطوارئ، التي تسعى لإطعام الملايين وتوفير المساعدات. ومع كل هذا، فإن السودان يعاني من نقص حاد في التمويل الإنساني، مما يفاقم الأزمة.
وبينما يتواصل القتال، لا توجد أرقام دقيقة حول حصيلة القتلى، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 150,000. ووفقًا لدراسة حديثة، يُعتقد أن 61,000 شخص قد لقوا حتفهم في الخرطوم فقط في الأشهر الأولى من الحرب، ما يضاعف المعدلات السابقة. هذه الإحصائيات تبرز الفداحة التي تتعرض لها الحياة المدنية في السودان.
ومع اقتراب السنة الجديدة، يُتوقع أن يستمر النزاع الدموي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السودان. ويعتقد المحللون أن النزاع قد يستمر لعشرين عامًا أخرى إذا استمرت العوامل السياسية والإقليمية الحالية، مع عدم وجود تحرك جاد لفرض السلام.
وفي خضم هذه الأزمة، تبقى حياة المدنيين في السودان على المحك، حيث يواجهون مزيجًا من العنف والجوع والأمراض، بينما تتضاءل آمالهم في التوصل إلى حل ينهي معاناتهم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السودان: المجاعة آخذة في الازدياد والأزمة تتعمق.. ضحاياها الأساسيون ما بين لاجئ ونازح على ضفاف رحمة الطبيعة.. الفيضانات تشرّد 379 ألف في جنوب السودان جنوب السودان: الفيضانات السنوية تفاقم الأزمة الإنسانية وتدفع المجتمعات إلى العيش على حافة المياه مجاعةأزمة إنسانيةجمهورية السودانضحاياحرب أهليةأمنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا عيد الميلاد غزة رأس السنة ضحايا بشار الأسد روسيا عيد الميلاد غزة رأس السنة ضحايا بشار الأسد مجاعة أزمة إنسانية جمهورية السودان ضحايا حرب أهلية أمن روسيا عيد الميلاد ضحايا بشار الأسد غزة رأس السنة الصحة الحرب في سوريا تسونامي لبنان كازاخستان سوريا قوات الدعم السریع یعرض الآن Next عاجل فی السودان
إقرأ أيضاً:
الداخل الإسرائيلي على وشك الانفجار: عائلات الأسرى تهدد بخطوة غير مسبوقة خلال أيام
يتحوّل ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة إلى محور تصعيد داخلي غير مسبوق، مع إعلان عائلاتهم تنفيذ تحرك واسع يوم الأحد 17 أغسطس/آب يشل قطاعات الاقتصاد الحيوية، احتجاجًا على ما وصفوه بتقاعس الحكومة في إنقاذ ذويهم.
اقرأ ايضاًالتحرك المرتقب، الذي يتضمن إضرابًا شاملاً وتعطيل المرافق العامة والشركات الكبرى، يأتي ردًا على خطة الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة للسيطرة على قطاع غزة، والتي اعتبرتها عائلات الأسرى تهديدًا مباشرًا لحياة من تبقّى منهم أحياء.
وفي بيان شديد اللهجة، اتهمت العائلات حكومة نتنياهو بـ"التضحية بالرهائن الأحياء" لصالح أجندة الحرب، وقالت إن مواصلة العمليات العسكرية تعني التخلي رسميًا عن فرص إنقاذهم، بل وتعميق الكارثة.
الاحتجاجات تصاعدت مساء السبت وسط تل أبيب، حيث توعدت والدة الأسير متان تسنغاوكر بمحاسبة رئيس الوزراء إن أدى التصعيد إلى مقتل الأسرى، بينما وصف زعيم المعارضة يائير لبيد الدعوة إلى شلل اقتصادي بأنها "مبررة ومناسبة"، في إشارة إلى تصاعد الغضب الشعبي لدى المستوطنين.
الانقسام داخل الحكومة لم يتأخر في الظهور. فبينما تواجه حكومة نتنياهو اتهامات بالتقصير، تعرّضت أيضًا لضغوط من اليمين المتطرف، حيث طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بعملية عسكرية فورية وحاسمة في غزة، منتقدًا الخطة الحالية وواصفًا إياها بأنها مجرد وسيلة ضغط للتفاوض على صفقة أسرى جزئية.
وفيما تُقدّر سلطات الاحتلال عدد الأسرى بنحو 50، يُعتقد أن 20 فقط لا يزالون على قيد الحياة. في المقابل، يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في سجون الاحتلال، وسط انتقادات حقوقية واسعة بشأن التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة حذّرت من أن أي توسع عسكري جديد في غزة سيكون كارثيًا، خصوصًا أن 87% من مساحة القطاع تخضع الآن لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي أو لأوامر إخلاء، في وقت تستمر فيه الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 152 ألفًا آخرين، أغلبهم من الأطفال والنساء.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن