ضرب وخلع ملابس.. ناجيتان ترويان اقتحام جيش إسرائيل مشفى كمال عدوان
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
غزة – كشفت فلسطينيتان إحداهما طبيبة تعمل بمستشفى “كمال عدوان” الذي أقدمت قوات الجيش الإسرائيلي على إخلائه قسرا من المرضى والأطباء وحرقه وتدميره بمحافظة شمال قطاع غزة، تفاصيل مروعة عن ظروف احتجازهما، حيث تعرضتا برفقة نسوة ورجال آخرين لضرب وإهانة وتجريد من الملابس.
وقطعت النساء اللواتي وصلن إلى مدينة غزة، الأقرب إلى شمال القطاع، مسافة تزيد على 8 كيلومترات سيرًا على الأقدام في ظروف قاسية.
والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي أقدم على حرق وتدمير مستشفى “كمال عدوان”، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة.
** تجريد من الملابس
وقالت الطبيبة الفلسطينية شروق الرنتيسي، التي أُجبرت على النزوح من مشفى “كمال عدوان” بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي: “تفاجأنا بحصار الجيش للمستشفى وإقدامه على حرق الأرشيف، حيث امتدت النيران إلى باقي الأقسام”.
وأضافت للأناضول: “أبلغنا الجيش بإخلاء المستشفى، وطُلب من المصابين الذين يستطيعون المشي مغادرة المكان، خرجنا لاحقا مع جزء من الكادر الطبي وسرنا مسافة طويلة جدا على الأقدام”.
ولفتت إلى أن الجيش “فصل الرجال عن النساء، ثم أخذونا على شكل مجموعات، وأجبرونا على خلع ملابسنا، ومن كانت ترفض خلع ملابسها تضرب، كما صادروا الهواتف المحمولة”.
وتابعت أن الجنود أجبروا النساء على خلع ملابسهن كما فعلوا مع الرجال، في مشهد مليء بالسخرية والاستهزاء.
وأكدت الطبيبة أن الجنود أجروا عمليات تفتيش دقيقة، ثم أعادوهن للجلوس لمدة بين ساعة وساعتين قبل السماح لهن بالسير مسافات طويلة.
وأكملت: “كان هناك مراقبة مستمرة من جيب عسكري أمامنا وآخر خلفنا حتى تركونا في منطقة قريبة من مدينة غزة”.
ولفتت إلى أنها “لا نعلم شيئا عن بقية الأشخاص الذين كانوا في المستشفى، لكن هناك حوالي 25 إلى 30 شخصا طلبهم الجيش ولم يعد أحد يعرف مصيرهم”.
** تحت تهديد السلاح
فيما تصف المواطنة مها مسعود للأناضول ما جرى قائلة: “مع منتصف الليل، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في محيط المستشفى، وعند بزوغ الفجر اقتحمه الجنود، وأجبرونا على الخروج منه تحت تهديد السلاح”.
وقالت إن “جنود الاحتلال بدأوا من داخل دباباتهم بالمناداة على الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى لإخلاء المكان من المرضى والطواقم الطبية والنازحين”.
وأضافت مسعود النازحة داخل المستشفى: “طلبوا من الجميع الخروج إلى الساحة، دون أي مراعاة لظروفنا الإنسانية”.
وأوضحت أن المستشفى تم إخلاؤه بالكامل، حيث نقل الموجودون إلى منطقة قريبة تحت ظروف قاسية وفي ظل البرد الشديد.
وتابعت: “لم يراعوا حالتنا الإنسانية، بل تعاملوا معنا بوحشية، الجنود اعتدوا علينا، وطلبوا من النساء خلع الحجاب، وجردوا الرجال من ملابسهم واعتدوا عليهم دون أي رحمة”.
وعن خروجهم من شمال القطاع، أشارت مسعود إلى أن الدبابات الإسرائيلية ظلت ترافق النازحين طوال الطريق منذ خروجهم من المستشفى وحتى وصولهم إلى أقرب نقطة على مشارف مدينة غزة.
وقالت إن “الجنود حذرونا من الالتفات إلى الخلف خلال المسير”.
وأضافت مسعود: “شاهدت خلال الطريق دمارا كبيرا في كل المناطق التي مررنا بها”.
وزادت: “في طريق الخروج، كان هناك أطفال ومعاقون ومصابون يبكون من شدة الألم وصعوبة الوضع، لكن الجنود لم يكترثوا لحالتهم ولم يقدموا لهم أي مساعدة”.
وعن حصارهم داخل المشفى، قالت إنهم عانوا الجوع وقلة المياه والحصار الشديد، مشيرة إلى أنهم رفضوا المغادرة رغم الظروف القاسية، حتى أجبرهم الجيش الإسرائيلي على ذلك بالقوة.
وتخللت العملية العسكرية اعتقالات طالت الطواقم الطبية والمرضى والنازحين، ومن بين المعتقلين الصحفي محمد الشريف ووالده، اللذان كانا محاصرين داخل المستشفى.
وعُرف عن الشريف تغطيته المستمرة للإبادة الإسرائيلية في شمال غزة رغم المخاطر.
وأكدت دعاء الشريف، شقيقة الصحفي محمد، عبر حسابها على منصة فيسبوك، أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شقيقها ووالدها من داخل مستشفى “كمال عدوان”.
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وقال الجيش في بيان: “قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا”.
وأقر الجيش في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه “محاور إخلاء محددة”.
ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها الجيش الإسرائيلي، كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.
ومنذ هجوم الجيش الإسرائيلي على محافظة الشمال في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله “كهدف عسكري”.
وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی کمال عدوان إلى أن
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن 7 من جنوده في غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 7 جنود، في الساعات الأولى من صباح اليوم، وذلك عن طريق انفجار قنبلة مثبتة في ناقلتهم المدرعة جنوب غزة.
وكان الجنود الإسرائليين في منطقة خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة، عندما أصيبت ناقلتهم المدرعة بالانفجار واشتعلت فيها النيران.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجنود الـ 6 تتراوح أعمارهم بين 19 و21 عامًا، ولم يُنشر اسم الجندي السابع بعد. وفي حادث منفصل، الثلاثاء، أصيبت قوات إسرائيلية بقذيفة صاروخية، في حادثة أدت إلى إصابة جنديين دون تسجيل وفيات، وفقا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
على الجانب الآخر، قالت مصادر طبية فلسطينية، إن هناك 22 شهيدا جراء مجازر الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 6 من منتظري المساعدات، فيما استشهد 3 مواطنين، وإصابة آخرين، في قصف الاحتلال شارع المنصورة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأضافت المصادر، أن 8 مواطنين استشهدوا برصاص الاحتلال، أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في محور نتساريم وسط القطاع. وبلغت حصيلة الشهداء في مختلف مناطق قطاع غزة، منذ أمس، نحو 100 مواطن. جاء ذلك وفقا لما نقلته "وفا" الفلسطينية".
الاحتلال الإسرائيليأخبار السعوديةالحرب فى غزةجنود إسرائيلقد يعجبك أيضاًNo stories found.