جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-08@09:19:14 GMT

روح جديدة بهِمَّة عالية

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

روح جديدة بهِمَّة عالية

منى بنت حمد البلوشية
ها هو عام ميلادي قد أوشك أن يُسدل أستاره لنبدأ من خلاله بعملية جرد، جرد للأحداث وجرد للدروس وأخرى للمشاعر، التي أصقلت القلوب وأزهرت فيها، فماذا تعلمت في هذا العام الذي يوشك على الرحيل؟
تعلمت أن الكرامة ليست كالكبرياء، فعندما تغلق بابًا أذاك حفظًا لكرامتك، غير أن تغلقه بسبب كبريائك وغرورك، تعلمتُ بأن الموهبة لا تموت ولكنها تهمل فنظن خطأ بأنها ماتت، تعلمت بأنَّ أي رد لأي إساءة هو ألا تفعل شيئًا، تعلمت بأنَّ اليقين يُحقق المعجزات، طالما أنت مُوقن بسعيك حتمًا سيتحقق، تعلمت بأن أسامح نفسي وألا أقسو عليها، تعلمت بأن السعادة تكمن في إسعاد الآخرين وأنَّ العطاء أجمل بكثير من الأخذ ولكن بلا إسراف حتى لا تستغل الروح، فهناك من يريدك فقط لتعطيه من جهدك، تعلمت بأنك كلما ابتعدت واكتفيت وانشغلت بنفسك وشؤونك، كلما زادت محبة الآخرين واهتمامهم بك.


ستعلمك الأعوام التي ترحل بأنها لا تعود، لذلك عليك ألا تفتر همتك عما بدأت به وألا تستسلم للتحديات التي تُواجهك محاولة منك ومحدثة لك على ألا تكمل طريقك، العام قد أوشك على الرحيل فقم من سبات نومك وأحلامك وأعدّ العدة للقادم الذي تود أن تكون فيه بكل عنفوان التميز والتألق، فلا بأس بالقليل الذي كنت فيه من الهدوء فما هي إلا عودة لك، ولجهودك التي تصنعها بقوتك وأنك لا تسمح بأن تتوقف في مكانك؛ بل عليك أن تُكمل المسير.
نعم كل شخص منَّا يمر بظروف تكاد تفقده ما بين يديه لولا عودته لذاته وتأمله لما أراد الله له أن يكون ولنعلم بأن الله لا يحملنا ما لا طاقة لنا به إلا ويعلم بأننا نستطيع تجاوزه "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، فكل ما يمر به المرء في هذه الحياة هي تأمل لما بين يديه وأن يغير مما يحتاج له التغيير والتأمل في الذات فالبعض ينسى ذاته وأنها تحتاج للتأمل والتغير قبل فوات الأوان فلا أحد سيأتي ليغيره "إنَّ الله لا يُغيِّرُ ما بقومً حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم " لذلك يعتبر التغيير سنة من سنن الحياة لتجاوز الكثير من المحن والصعوبات والتحديات التي لابد لها أن تتغير في الذات الإنسانية.
ها هو العام أوشك على الرحيل وبدأ بحزم أمتعته، تاركاً لنا دروسًا عدة ربما كنا نغفل عنها وأخرى أدركناها قبل فوات الأوان، لعلنا نجدد النوايا وتكون إنجازاتنا أعمق وأكبر في الأعوام القادمة، نعم كانت لنا إنجازاتنا المرئية واللامرئية التي لم يشاهدها أحد سوانا ولم يكن شاهد عليها سوى الله عزوجل هو وحده من ينتشل المرء عندما يصل لمرحلة لا أحد معه سواه، فهناك من أيقظته الأحداث التي مر بها وأصبح أكثر وعيًا بأفعاله وأفكاره وتحقيقًا لأهدافه، وحقق لذاته اليقظة الروحية من التوازن بين الجوانب الدنيوية والأخروية وأصبح في حالة سعي للتغيير والنمو الشخصي مركزًا على ذاته ونموه والسعي لتحقيق ما يسعى إليه، وكل ما مررت به من نجاحات وفشل وتحديات ما هي إلا إنجازات تهيئك للأفضل القادم الذي تؤمن به وما ستكون عليه.
كُنْ على يقين بأن كل فكرة تلوح في مخيلتك ستكون وكلما اعتنيت بها وسقيتها ورسمت لها الخطط والأفكار ستتحقق مهما طال عليها الوقت، فاسقها وارعها وقاوم لأجلها، فكن في هذا الكون وكأنه لك وحدك. فالأعوام تتجدد ونحن نتجدد معها، ولكن علينا نرضخ للاستسلام أو المستحيل فهي ليست من قاموس البشرية. واعلم بأن الله ما زرع في قلبك رغبة في الوصول لأمرٍ معين إلّا لأنه يعلم أنك ستصل إليه، وحتما سنقطف ثمار ما زرعنا وسنحصدها بكل حب بقدر ما سقينا.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الفاتورة السياسية لإحتلال مدن وسط السودان كانت عالية، كذلك ستكون فاتورة الضربات الجوية

تعليق علي ما حدث:
من المعروف في الحروب أن الضربات الجوية لا تكفي للسيطرة علي بلد. عادة تستعمل الضربات الجوية لإضعاف الخصم وتليينه قبل اجتياحه بجنود قوات برية – ما يعرف في الصحافة بأبوات (جمع بوت) علي الأرض.

من الممكن أن تلحق الضربات الجوية باحدث أسلحة الجو ضربات موجعة للسودان ولكنها لا تكفي لإحتلاله والسيطرة عليه. وبعد الهزائم المتلاحقة للحلف الجنجويدي في الحرب علي الأرض لجأ إلي الضربات الجوية بهدف إبتزاز دولة السودان وإجبارها علي إتفاق إذعان يعيد الجنجويد والكرزا يات إلي السلطة. ولكن مشكلة هذا السيناريو هو أنه مع كل ضربة جوية ضد البنية التحتية المنهكة تزداد كراهية جموع الشعب للحلف الجنجويدي ويزداد تصميمه علي رفض أي تعايش مع شقيه العسكري والمدني. وكما كانت فاتورة إحتلال الجنجويد مدن وسط السودان فادحة الثمن السياسي، كذلك تكلفة ضرب البني التحتية من الجو .

في هذا الشأن لاحظ أن الحلف الجنجويدي، أو حتي شقه المتظاهر بالحياد، لا يستطيع إقامة فعالية جماهيرية وجها لوجه مع أفراد الشعب السوداني ولا حتي في عواصم الجوار الكاره للكيزان والمعادي للدولة السودانية. بل ولا يستطيعون إقامة فعالية إسفيرية يسمعون فيها تعقيب أو سؤال مباشر من الشعب السوداني. كما لا يستطيعون أن يفتحوا صفحاتهم علي السوشيال ميديا للسماع من الشعب السوداني. ولا أدري كيف يدعي سياسي تمثيل شعب لا يجروء علي السماع منه ولا مخالطته في ندوة أرضية أو إسفيرية ولا يستطيع حتي التجول في مقاهي يرتادها هذا الشعب في دول تكره الدولة السودانية وتنكل بالإخوان.

كما كانت الفاتورة السياسية لإحتلال مدن وسط السودان عالية، كذلك ستكون فاتورة الضربات الجوية ما يعني أنه حتي لو إنهارت الدولة السودانية فان الكرزايات لن يحكموا شبرا منها من الداخل الوطني. فهنيئا لهم في منافيهم الدائمة ألعوبة في حضن الأجنبي الذي عليه مأكلهم ومشربهم وفراش رقادهم.

من ناحية أخري، إن ضرب بورتسودان قد يؤدي إلي جر دول أخري لحلبة الصراع في السودان، مثل تركيا والمملكة السعودية وايران وغيرها. ولا بد أن خلف حسابات هذه الضربة الجوية هدف إجبار السودان علي التقارب العسكري مع روسيا وايران. ويسعي الحلف الجنجويدي لفرض هذا التقارب كبديل وحيد لانه سوف يسهل الإدارة الإعلامية للعدوان في الفضاء العالمي إذ يتيح تصويره كحرب ضد الإرهاب الديني المتطرف علي غرار الحرب ضد أنصار الله (الحوثي) في اليمن وخرماس في عزة. ويتيح تصوير الدول المساندة للسودان بانها تقف في صف الإرهاب حتي لو كان بينها والإسلاميين ما صنع الحداد مثل الشقيقة في شمال الوادي.

ومثل هذه الفبركة ستتيح للغرب وتوابعه دعم العدوان علي السودان أو علي الأقل غض النظر والسكوت عنه. فما دام العدو هو إرهاب إسلامي – أو كيزان في النسخة المحلية – فكل شيئ جائز ولا غبار علي تعليق شروط القانون الدولي والأخلاق وتعليق شروط الوطنية في أوساط الطبقة السياسية المحلية إلي أجل غير مسمي.

وسيكتب التاريخ أن شرائحا واسعة من الحركة السياسية السودانية، والطبقة الحداثية المتعلمة، قد واجهت العدوان الأجنبي بمزيج من التواطؤ الفعال أو التواطؤ السكوتي معه أو إتخذت موقع الحياد بأمل أن يخلق الغزاة توازن ضعف يخدم خطها أو قالت أن المقاومة حرام لانها تصب في مصلحة الكيزان وجيشهم. وهكذا أسقطت الحركة السياسية ومثقفوها الشعب والوطن والسيادة من حساباتهم تماما وعمدا مع سبق الترصد والإصرار. ولكن التاريخ يرصد ويسجل. وفي عصر الأنترنت حيث كل أنة وآهة محفوظة إلي أبد الآبدين، لن يستطيع أحد إنكار تاريخه في خضم العدوان علي السودان.
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قياديون في حزب الله يطالبون بانتخاب شورى جديدة
  • ما الذي يقوله الشعراء؟
  • مفاجأة جديدة عن حزب الله.. مركز إسرائيلي يعلنها
  • لا اهداف جديدة ولا تغيير جوهرياً في قواعد الاشتباك
  • الفاتورة السياسية لإحتلال مدن وسط السودان كانت عالية، كذلك ستكون فاتورة الضربات الجوية
  • كندة علوش تكشف سر عدم دخولها في خناقات مع زوجها عمرو يوسف
  • كندة علوش: في حياتي بحب المواجهة.. ولازم اللي بقلبي على لساني
  • تعيينات جديدة في مكتب العلامة فضل الله
  • حصيلة جديدة لضحايا العدوان الأمريكي-الإسرائيلي على الحديدة
  • سلطان النعيمي: قواتنا المسلحة عالية التأهيل والتجهيز