يمانيون../
على سرير المرض في مستشفى الشرطة النموذجية بالعاصمة صنعاء يتحدث الجريح أصيل المغربي بهمة عالية ومعنويات تعانق الجبال، متحدياً العدو الإسرائيلي الذي تمادى في استهداف صنعاء ومطارها الدولي.

كان أصيل المغربي من ضمن الذين تعرضوا لإصابات جراء العدوان الصهيوني الغاشم على مطار صنعاء الدولي الخميس الماضي، حيث كان يؤدي عمله على أكمل وجه، خدمة للمسافرين من وإلى المطار، لكنه لم يتوقع أن غارة صهيونية غاشمة ستستهدف برج المراقبة وصالة المطار، مع أنه منشأة مدنية يجرم القانون الدولي استهدافها.

ويقول المغربي، وهو يعاني من أوجاع جراء الإصابة وبصوت مرتفع يوحي بالثبات والطمأنينة إن “الطيران استهدف المواطنين بشكل مباشر والناس آمنين في أداء مهامهم، وليس مكاناً عسكرياً، ليتم استهدافه”، مشيراً إلى أنه أثناء الغارة تذكر خلالها ما يحدث لأهل غزة من إجرام وعدوان”، قائلاً: “مهما كان فينا فهو قليل أمام ما يحدث لهم، وصابرون ثابتون بإذن الله”.

وأكد أن الشهداء والجرحى، من هذه الغارات هم من النساء والأطفال، مفنداً ادعاءات العدو بأن المكان عسكري، ويثبت للعالم بأنه مدني”، موجهاً رسالته للعدو بأنه “فاشل وخاسر وسننال منه بإذن الله، ونسأل الله أن يحفظ قيادتنا”.

معنوياتٌ رغم الجراح:

من جانبه يقول أحد الجرحى من العاملين في المطار المتواجدين في البرج الذي استهدفه العدوان الصهيوني :”بينما كنا متواجدين في البرج استهدف الصهاينة المدرج بثلاث غارات، ثم استهدفوا البرج، ونحن متواجدون فيه.. اثنان أشخاص، وسقطنا إلى الدور الثاني، ولم نجد مكاناً، لنخرج منه إثر تراكم الأنقاض، حتى وصلت فرق الإنقاذ والدفاع المدني”.

أما الجريح الثاني في البرج فيقول: “تم استهدافنا من العدوان الغاشم الذي لا يميز بين مدني أو عسكري أو أطفال ونساء، وتم استهدافنا في البرج أثناء إعطائنا تصريحاً لليمنية بالهبوط إلى مطار صنعاء، وإعطاء تنسيق لـ “UN” الأمم المتحدة للمغادرة”، موجهاً رسالته للعدو بالقول: ” نحن صامدون من كبيرنا إلى صغيرنا، ولن نواجه أكثر مما يواجهه إخواننا في غزة، ولن يخضعونا حتى آخر قطرة من دمائنا، وصامدون مع إخواننا في غزة، إلى أن يأتي النصر بإذن الله”.

ويصف أحد الجرحى من المواطنين ما حدث قائلاً: “استهدفوا البرج أثناء ما كنا بجانب المستقبلين لوصول الطائرة، وجُرحتُ في تلك الغارة”، مكملاً حديثه والدماء على جسده: “نؤكد بأننا لن نخضع، ولن نكل، ولن نمل، ولن تذهب دماءنا هباءً منثوراً، وسوف نواجههم حتى آخر قطرة من دمائنا، ولن نترك القضية الفلسطينية مهما حصل لنا”.

ثباتٌ مع غزة منقطع النظير:

بدوره يشير ضابط أمن المطار محسن الغانمي إلى أنه في وقت الغارة :”كنا متواجدين في التشريفات بحضور وفد من الأمم المتحدة، وهم أكثر من 30 شخصاً من شخصيات أجنبية، ومصريين، وأجانب كثير”.

ويبين الغنامي أن الغارة الأولى كانت في الصالة بينما كانت الغارة الثانية في البرج، وأدت الغارة إلى إعاقة الوفد من المغادرة، برغم أن طيران الأمم المتحدة كان جاهزاً للإقلاع.

أما أحد المواطنين فيقول : “العدوان الإسرائيلي استهدف مطار صنعاء الدولي أثناء رحلتين ذهاب وإياب، وهو يعج بالمواطنين، مؤكداً أنه وعلى الرغم مما يعمله العدوان الإسرائيلي إلا أننا مستمرين في الدفاع عن غزة واستهداف العدو الإسرائيلي والأمريكي مهما صنعوا ومهما عملوا”.

وأكد أن “المطار مدني، ولا صحة لما يروجه إعلامهم بأنهم استهدفوا منشأة عسكرية، والجرحى والشهداء من المدنيين، ولا يوجد سوى العاملين في المطار والمواطنين المسافرين والقادمين والمستقبلين والمودعين أيضاً”.

جهوزيةٌ عالية على مختلف المستويات:

من جهتهما يقول الطبيبان عباس راجح وعصام الحداد وهما طبيبا طوارئ وعناية مركزة أنهم في المستشفى ومعهم بقية الأطباء استقبلوا الحالات من الشهداء والإصابات ما بين حرجة وسطحية وكسور وتم معالجة الجميع.

وأكدا على أنه “وبفضل الله والقيادة الحكيمة ما إن وصل أول جريح إلى المستشفى إلا ونحن في أتم الجهوزية من طاقم طبي متكامل واستشاريين وأخصائيين وهذا أقل واجب نقدمه”.

وكان العدو الإسرائيلي قد استهدف مطار صنعاء الدولي، أثناء تواجد كبير لجموعٍ من المواطنين المسافرين والواصلين، وعقب وصول طائرة الأمم المتحدة لتقل مدير عام منظمة الصحة العالمية الذي كان ومرافقوه في صالة التشريفات في المكان ذاته، وشن طيران العدوان الإسرائيلي غاراتٍ غاشمة على مطار صنعاء الدولي، أدت إلى استشهاد وإصابة ما يقارب من 35 مواطناً وعاملاً في المطار.

وأوضح شهود عيان لـ “المسيرة” أن حجم الجهوزية لدى الدفاع المدني والإسعاف والفرق الأمنية كانت كبيرة جداً، رغم الحالة الاستثنائية العصيبة التي حدثت في المطار، مبينةً أنه خلال ساعات قليلة تم إعادة جهوزية المطار للرحلات ذهاباً وإياباً.

ويعد الاستهداف الصهيوني لمطار صنعاء أثناء وجود مدير عام منظمة الصحة العالمية استهدافاً واستخفافاً بالأمم المتحدة، خاصةً وقد أصيب مساعد كابتن الطائرة الأممية، ناهيك عن حجم الجريمة التي أصابت هذه المنشأة المدنية.

ويحاول العدوان من خلال غاراته الغاشمة على مطار صنعاء قتل أكبر عدد من المدنيين، وقد تسببت الغارات بحالةٍ من الهلع لدى الأطفال والنساء ودمارٌ كبير في صالة المطار والبرج والمدرج وسيارات المواطنين المتواجدة حول ذات المكان.

وعقب الغارات بساعاتٍ قليلة أكد نائب وزير النقل والأشغال يحيى السياني أنه تم استئناف الرحلات المعتادة في مطار صنعاء حسب المواعيد المحددة بعد غارات العدو الصهيوني على المطار، موضحاً أن أولى طائرة اليمنية أقلعت في تمام العاشرة صباحاً بعد توقف لساعات نتيجة لغارات العدو الصهيوني.

أما مدير مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، فأشار إلى أن الاستهداف الإسرائيلي للمطار كان أثناء اكتظاظ الصالة بالمسافرين، مؤكداً أن مطار صنعاء الدولي بكامل جهوزيته، وستستمر الرحلات بحسب الجدول المحدد.

أصيل نايف حيدان| المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مطار صنعاء الدولی الأمم المتحدة فی المطار فی البرج إلى أن

إقرأ أيضاً:

من عدن إلى الضالع.. أدوات الاحتلال تفتح الجبهات أمام الكيان الصهيوني

يمانيون | تقرير تحليلي
في مشهد يعكس قمة الانحدار السياسي والانفصال التام عن وجدان الأمة، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية عن زيارة أجراها أحد صحفييها إلى مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة حكومة المرتزقة والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.

لم تكن هذه الزيارة حدثًا عابرًا أو تفصيلة عابرة في مشهد سياسي مشوش، بل كانت مؤشرًا واضحًا على مدى التورط العلني والمتصاعد في مسار التطبيع والخيانة، والارتماء الكامل في أحضان المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف تمزيق اليمن وتفكيك المنطقة.

زيارة صحفي صهيوني إلى عدن، ولقاؤه بقيادات بارزة من المجلس الانتقالي ووزير الدفاع في حكومة المرتزقة، محسن الداعري، ونائب محافظ حضرموت المرتزق بن حبريش، تمثل فصلاً جديدًا في مسلسل التآمر والتبعية، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حكومة المرتزقة أصبحت مجرد أداة تنفذ توجيهات الخارج دون خجل أو مراعاة للكرامة الوطنية أو الموقف الشعبي المناهض للصهيونية.

شكوى من الأمريكي وتوسل للتنسيق مع الصهاينة
بحسب الصحيفة الصهيونية، فقد عبّر وزير الدفاع في حكومة المرتزقة خلال اللقاء عن صدمة حكومته من قرار الإدارة الأمريكية القاضي بالتفاوض مع صنعاء لوقف إطلاق النار، وعبّر عن أسفه العميق لعدم تنفيذ أي عملية برية للاستفادة من الغطاء الجوي الأمريكي، مشيرًا بمرارة إلى أن الأمريكيين لم ينسقوا معهم ولم يختاروهم كشريك في أي سيناريو قادم.

هذه الشكوى السياسية ليست سوى اعتراف صارخ بعدمية القرار وانعدام السيادة، حيث تتحول “الحكومة” إلى طرف يترقب الفتات من موائد الأمريكي، ويعرب عن استعداده للتنسيق مع العدو الصهيوني طالما أن واشنطن لم تستجب له.

وفي سياق أكثر خطورة، اصطحبت قيادات من المجلس الانتقالي الصحفي الصهيوني في جولة ميدانية إلى جبهتي الضالع وشبوة، في محاولة مفضوحة لتقديم أوراق اعتمادهم للعدو الصهيوني على أنهم شريك ميداني مستعد لأي تنسيق أمني أو عسكري أو استخباراتي.

المطالب.. سلاح وتدريب وتبادل معلومات
وأعربت القيادات العميلة للمحتل الإماراتي في حديثها مع الصحفي الصهيوني عن رغبتها الصريحة في الحصول على دعم عسكري مباشر، شمل توفير المعدات وتدريب القوات البرية وبناء القدرات وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وهو ما يكشف دون مواربة أن هذه القيادات لا ترى في الصهاينة عدوًا، بل شريكًا محتملاً في الحرب ضد اليمنيين أنفسهم.

وهذا التوجه الخطير يمثل انتقالًا من التطبيع السياسي إلى التعاون العسكري والأمني، وهو ما يُنذر بتبعات كارثية ليس فقط على القضية الفلسطينية، بل على مستقبل اليمن واستقلال قراره السياسي والعسكري.

موقف صنعاء.. رفض قاطع وتأكيد للهوية الجامعة
وفي مقابل هذا الانحدار المدوي لحكومة المرتزقة، يبرز موقف صنعاء ثابتًا وواضحًا في انحيازه لفلسطين والمقاومة ومواجهة المشروع الصهيوأمريكي.. حكومة صنعاء، التي تُعد اليوم صوتًا عربيًا وإسلاميًا حرًا، لا تتورع عن إعلان رفضها لكل أشكال التطبيع، وتعتبر الكيان الصهيوني كيانًا غاصبًا يجب مقاومته لا مصافحته.

إن القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف السفن الصهيونية والأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب دفاعًا عن غزة، تقدم اليوم أعظم صورة للموقف اليمني الأصيل الذي يترجم الانتماء الحقيقي للأمة وقضاياها، وهو ما يفضح خيانة المرتزقة الذين يحاربون الشعب اليمني لحساب الصهاينة ويستقبلونهم في أرض اليمن وكأنهم أصحاب بيت لا غرباء غزاة.

مؤشرات متصاعدة.. التنسيق ليس حدثًا معزولًا
زيارة الصحفي الصهيوني ليست سوى محطة ضمن مسار تصاعدي من العلاقات السرية والعلنية بين حكومة المرتزقة والكيان الصهيوني.. فقد سبق أن كشفت وسائل إعلام غربية وصهيونية عن لقاءات ولقاءات تنسيقية تمت برعاية إماراتية وسعودية، كما تحدث مسؤولون صهاينة عن “أهمية التواصل مع الأطراف اليمنية التي يمكن التعاون معها أمنياً”.

الزيارة تؤكد ما سبق أن حذرت منه حكومة صنعاء مرارًا، وهو أن المشروع الأمريكي ـ الصهيوني في اليمن يسعى لخلق كيان عميل على الساحل الجنوبي والشرقي، يكون منصة استخباراتية وعسكرية تخدم مصالح العدو في باب المندب وخليج عدن، في مقابل تدمير البنية الوطنية اليمنية وتفكيك النسيج الداخلي.

الزيارة التي كشفت معسكرات الصراع
وما بين صنعاء وعدن، تتجلى معسكرات الصراع بوضوح: معسكر السيادة والمقاومة، ومعسكر التبعية والتطبيع. حكومة صنعاء تُعبّر عن نبض الشارع العربي الرافض للصهيونية، فيما تعيش حكومة المرتزقة حالة من الاغتراب الكامل، لا عن الشعب فحسب، بل عن تاريخ اليمن وجغرافيته وموقعه في خارطة المقاومة.

لقد أصبحت عدن، للأسف، ساحة مفتوحة للصهاينة وأجهزة الاستخبارات الأجنبية، في وقت تتحول فيه صنعاء إلى قبلة الأحرار ومحطة للقرارات السيادية التي تضع فلسطين في القلب من كل معركة، وتجعل من البحر الأحمر ميدانًا لمواجهة الغطرسة الصهيوأمريكية.

وإذا كانت الزيارة الأخيرة قد كشفت عن خيانة ناطقة، فإن الرد اليمني لم يتأخر كثيرًا، فالخيارات السيادية لا تزال تُصاغ من العاصمة صنعاء، وحسابات الردع في الميدان هي التي ستكتب نهاية أدوات التطبيع والخيانة عاجلاً أم آجلاً.

مقالات مشابهة

  • من عدن إلى الضالع.. أدوات الاحتلال تفتح الجبهات أمام الكيان الصهيوني
  • الحصري لـ سانا: نموذج مشروع مطار المزة مطبقٌ بنجاح في عدة دول إقليمية، مثل مطار دبي التنفيذي، حيث أثبت فعاليته في جذب الاستثمارات وخلق بيئة أعمال ذات قيمة مضافة عالية دون التأثير على كفاءة المطارات التجارية
  • مطار بورتسودان .. الوجه الآخر من الصورة
  • في يوم واحد.. ارتفاع شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 71
  • لحظة هبوطٍ معقّدة لطائرة بوينغ ٧٧٧ في مطار تايبيه الدولي
  • حيت الخروج المليوني للشعب اليمني.. لجان المقاومة في فلسطين تبارك القصف اليمني على الكيان الصهيوني
  • ضربة مزدوجة.. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف المسعفين في غزة
  • صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع بلغت 59.587
  • إضراب إيطالي.. شلل وفوضى عارمة في مطار بن جوريون الإسرائيلي
  • استشهاد صحفي فلسطيني في قصف العدو الصهيوني خيمته بمدينة غزة