وقفات مسلحة من صنعاء إلى تهامة تؤكد النفير العام ومواصلة المواجهة مع العدو الأمريكي الصهيوني
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
يمانيون | تقرير
شهدت عدد من مديريات أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاء وحجة اليوم ، سلسلة من الوقفات واللقاءات القبلية المسلحة التي جسّدت أعلى مستويات الجهوزية الشعبية والعسكرية، استجابةً لدعوات التعبئة العامة والتأكيد على الاستمرار في مسار المواجهة مع العدو الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.
و عكست الوقفات الحاشدة وحدة الموقف اليمني وتماسك الجبهة الداخلية، إلى جانب تجديد التفويض للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وتأكيد مساندة اليمن الكاملة لفلسطين ولبنان ضد العدوان الصهيوني.
وقفة مديرية معين بالأمانة – إعلان النكف وتجديد التفويض
وفي السياق نظم أبناء مديرية معين في أمانة العاصمة وقفة مسلحة رفعت مستوى التأهب إلى أقصى الدرجات، معلنين النفير العام والجاهزية لخوض جولات الصراع القادمة.
المشاركون جددوا استعدادهم لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني ومرتزقته حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن، مرددين هتافات تؤكد البراءة من أعداء الله والثبات في معركة التحرر.
ووجّه المحتشدون رسالة مباشرة للعدو الصهيوني والأمريكي وأذنابهم في المنطقة: الشعب اليمني ثابت في موقفه، ماضٍ في الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما جددوا تفويضهم للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في إدارة مسار المواجهة، مؤكدين أن اليمن سيظل إلى جانب غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
بيان الوقفة حذّر من استمرار العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان واستباحة سوريا، كما أدان عبث الأدوات السعودية والإماراتية في اليمن وخدمتهم للمشروع الأمريكي الصهيوني.
وجدد الدعوة إلى استمرار التعبئة الشاملة والالتحاق بدورات التحشيد وتفعيل دعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية، باعتبارها جزءًا أساسيًا من معركة الردع القادمة.
سنحان بصنعاء – تجديد الجهوزية والوفاء لخط التحرير
وفي محافظة صنعاء، شهدت مديرية سنحان وبني بهلول وقفة مسلحة واسعة أكدت ثبات القبائل واستمرارها في الاستنفار.
المشاركون رفعوا شعارات الحرية والاستقلال، وجددوا وقوفهم الكامل مع خيارات المرحلة الثانية من المواجهة، مؤكدين أن الشعب اليمني لن يتردد في خوض المعركة القادمة وفاءً لتضحيات الشهداء.
وأكّد البيان الصادر عن الوقفة أن إحياء ذكرى الاستقلال في 30 نوفمبر يمثل محطة متجددة لتثبيت مسار التحرير وطرد الاحتلال، ورسالة قوية تؤكد تلاحم اليمنيين مع الشعب الفلسطيني واللبناني في مواجهة الطغيان الصهيوني.
كما شدد البيان على التمسك براية الإسلام والدفاع عن الأمة، والاستعداد الدائم لمواجهة أي تصعيد يستهدف الوطن.
تهامة – استعداد قتالي ورسالة تحذير للأعداء
وفي محافظة حجة، أعلنت قبائل عبس وكعيدنة وأسلم وخيران المحرق وحيران وحرض وميدي جهوزيتها الكاملة للقتال خلال لقاء قبلي حاشد عكس زخمًا قبليًا واسعًا.
المشاركون أعلنوا النفير العام والبراءة من العملاء، مجددين تفويضهم الكامل للسيد القائد، وداعين للالتحاق بدورات التعبئة في إطار معركة “طوفان الأقصى”.
وأكد بيان اللقاء أن قبائل تهامة تقف إلى جانب خيارات الشعب اليمني ومستعدة للتعامل مع أي تطورات ميدانية، محذرةً العدو من أي مغامرة تستهدف اليمن أو تسعى للنيل من الجبهة الداخلية.
كما شدد المشاركون على استمرار موقفهم الثابت مع غزة ومحور القدس والمقاومة في مختلف الساحات.
ختاماً
تزامن هذه الوقفات المسلحة في أمانة العاصمة وصنعاء وحجة يعكس حجم الوعي الجمعي بطبيعة التحديات المقبلة، ويؤكد أن الجبهة الداخلية أكثر تماسكًا من أي وقت مضى.
القبائل اليمنية، التي شكلت عبر التاريخ عمود القوة الاجتماعية والعسكرية، تقدم اليوم نموذجًا واضحًا للجهوزية الشاملة والاستعداد لخوض أي جولة قادمة مع العدو الأمريكي الصهيوني وأدواته، متشبثة بمبادئ الحرية والاستقلال ودعم المقاومة في فلسطين ولبنان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الأمریکی الصهیونی
إقرأ أيضاً:
إعادة هندسة العدوان على اليمن
تتكشّف في حضرموت والمهرة السطور الأولى من صفحات مخطط عدواني واسع تحضّره واشنطن والكيان الصهيوني ولندن لإعادة ترتيب مسرح العدوان على اليمن، في محاولة جديدة لصياغة معركة كبرى تُخاض بأدوات يمنية مرتهنة فشلت طوال سنوات العدوان الإماراتي السعودي الأمريكي خلال السنوات العشر الماضية، ويحاول العدو اليوم إحياءها عبر الطعوم والوعود والمكافآت السياسية والعسكرية.
فالمشهد في حضرموت والمهرة يختصر القصة ويقدّم صفحة من المخطط الواسع ضد اليمن، ولم يكن نفوذاً بين أدوات العدوان كما يُصوَّر ظاهريًا في الوسائل الإعلامية والتناول السطحي للأحداث، بل ما هو إلا بداية عملية فك وتركيب وهيكلة للأدوات وتوزيع الأدوار عليها في المعركة لتكون في كتلة واحدة تُدفع لاحقًا نحو مواجهة صنعاء.
العدو الإسرائيلي الأمريكي البريطاني، الذي عبّر قادته مؤخرًا عن حالة خوفهم ورعبهم من تنامي قوة اليمن ودور صنعاء في معادلة الإسناد لغزة ومعركة طوفان الأقصى، يسعى اليوم إلى هندسة مشهد جديد يوزّع فيه الطعم على كل أذرعه المحلية.
وأول الطعوم يُجرى تقديمه اليوم لما يسمى بـ”المجلس الانتقالي” عبر تصوير ما يحدث في حضرموت والمهرة على أنه “حق الجنوب” و“مرحلة ما قبل الانفصال”، في محاولة لتوريطه في معركة لا يملك قرارها ولا نتائجها، وجعله رأس حربة في مشروع السيطرة على منابع الثروة والتمويل للمعارك القادمة، وتوسيع الوصاية الأمريكية – الصهيونية في المنطقة.
الطعم الثاني يأتي لطارق عفاش، عبر منحه الضوء الأخضر للتمدد نحو تعز وتسليمها له بوصفها مكافأة مسبقة وضمانة لولائه، تمهيدًا لاستخدامه لاحقًا كقوة ضغط تتحرك من الساحل الغربي باتجاه الحديدة وتعميق الحصار الاقتصادي. أما الطعم الثالث فهو ما يُقدَّم لحزب الإصلاح عبر وعود سعودية – أمريكية – صهيونية سرية، شبيهة بما قُدِّم لتلميذ الصهيوني الإخواني المدّعي بالجولاني في سوريا، بإعادتهم إلى المشهدين العسكري والسياسي، وتعزيز حضورهم في مارب والجوف وجبهات الحدود، ودفعه نحو الاعتقاد بأن طريقه إلى صنعاء قد يُفتح إذا ما خاض المعركة المطلوبة منه وفق ما يخدم الأجندة الصهيونية أولًا.
وبين هذه الطعوم الثلاثة، تعمل واشنطن والكيان الغاصب ولندن على تجميع كل البنادق نحو هدف واحد هو صنعاء، فمن الانتقالي في الشرق، إلى طارق عفاش في الغرب، إلى الإصلاح في الشمال الشرقي، يجري صياغة طوق عسكري يحاول العدو رسمه حول اليمن بهدف إرباك موازين القوى وإعادة تعويم مرتزقته.
وهذه العملية يمكن تسميتها إعادة بناء هندسة عسكرية كاملة تشرف عليها غرف عمليات مشتركة وتحركات مكثفة لصَهْيَنة المعركة المقبلة عبر دمج العناصر القبلية والسلفية والعسكرية تحت راية واحدة يرسمها الكيان الصهيوني.
لكن ما يغيب عن حسابات الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين أنّ يمن 21 سبتمبر ويمن الإسناد لغزة يختلف كليًا عما كان قبل عقد من الزمن، وأن صنعاء، التي أصبحت مركز قرار حقيقي وفاعل في معادلة الإقليم، تراقب هذه التحركات بدقة، وتدرك أن إعادة تدوير أدوات مهترئة لن تغيّر في حقيقة الميدان شيئًا، وأن ما تُقدّمه واشنطن وأدواتها من طعوم ووعود، ليس إلا محاولة يائسة لصناعة معركة يستحيل أن تُفرض على شعب قرر أن يكون حرًّا وسيّدًا على أرضه.
إن ما يحدث في حضرموت والمهرة وما سيلحقه في تعز ومأرب وحدود الجوف وصعدة وحجة المقابلة للعدو السعودي هو فصل أول من التحضير لمعركة كبرى يريدها العدو الإسرائيلي بالدرجة الأولى، ومعه الأمريكي البريطاني ضد صنعاء، عبر تجميع أدوات محلية وإقليمية متهالكة في جبهة واحدة.
غير أنّ تلك الأدوات، مهما اجتمعت وتزيّنت بالوعود، ستتبدد عند أول مواجهة مع شعب أثبتت الأحداث والوقائع أنه يستمد قوته من نهج رسالي لا يمكن هزيمته، وأنه يدرك كل تحركات العدو ومخططاته ويمسك بخيوط اللعبة كاملة، ويمتلك اليوم مفاعيل الردع والقوة أكثر من أي وقت مضى. ولن يجد العدو في نهاية المطاف إلا حقيقة واحدة: اليمن عصيّ على الانكسار، وصنعاء خارج كل الحسابات، واليمن بكل ترابه الوطني مقبرة للغزاة ونهاية محتومة لكل الإمبراطوريات، ومن كذّب فليُعِد التجربة لعله يفيق… أو يسقط إلى الأبد.